الموضوع: استقلال إيران وتأثيره في العالم
خطاب
الحاضرون: هادي نجاد حسينيان (وزير الطرق والمواصلات)، المعاونون، موظفو دوائر المواصلات والخدمات في أنحاء البلاد، الطيّارون، الفنيّون، مهندسو الطيران، العاملون في شركة (آسمان) للطيران، مؤسسة طيران الدولة، مؤسسات الخدمات الجوّية وفروعها، والعاملون في المجال التربوي في مدينة (خميني شهر).
عدد الزوار: 157
التاريخ: 8 آبان 1363 هـ. ش/ 5 صفر 1405 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: هادي نجاد حسينيان (وزير الطرق والمواصلات)، المعاونون، موظفو دوائر المواصلات والخدمات في أنحاء البلاد، الطيّارون، الفنيّون، مهندسو الطيران، العاملون في شركة (آسمان) للطيران، مؤسسة طيران الدولة، مؤسسات الخدمات الجوّية وفروعها، والعاملون في المجال التربوي في مدينة (خميني شهر).
بسم الله الرحمن الرحيم
التبعيّة منشأ المصائب
أشكر الاخوة والأخوات الذين تجشّموا عناء الحضور إلى هنا وأنا من الداعين لكم جميعاً. وفقكم الله تعالى لخدمة هذا البلد الذي عانى طيلة الفترة الماضية من الظلم وقد تسلمتموه الآن. إن القضايا التي طرحها الوزير ومن جملتها قضية ارتباط الخطوط الجوّية بالخارج لم تكن لتختصّ بالخطوط الجوّية وحدها. أنتم تعلمون أن كل مصائبنا ومشكلاتنا وعدم تطّور بلداننا الإسلامية ترتبط بمسألةالتبعية للخارج، ففي كل مكان وفي كل مؤسسةترون هناك يداً لهم، وبواسطة الموظفين السيئين والمجلس السيئ، وكبار المسؤولين السيئين. كل هؤلاء كانوا يعارضون استقلال شعبنا ويؤيدون الارتباط بالأجنبي، كل هؤلاء مرتبطون بالخارج. كانت إيران، مستعمرة في الواقع، مستقلّة في الظاهر ولكنها في الحقيقة كانت معتمدة على غيرها في كل شئ، ولكن بحمد الله وبجهود كل فئات الشعب قد وقف البلد على قدميه وبدأت النشاطات تدبّ في كل الفئات، أنتم تلاحظون الفروق الحاصلة في كل مكان، كل هذا بسبب أنَّ البلد أصبح في أيديكم، فأنتم اليوم مستقلون في الفكر، مستقلون في العمل، أو أنكم تخدمون أنفسكم ووطنكم، إن القضايا التي طرحها الوزير تستوجب الشكر لمنتسبي الخطوط الجوّية ولكم أيّها السادة.
المهم أنكم الآن غير تابعين للأجانب، أمّا أنكم قد تطوّرتم بهذا المقدار، وأنكم لم تكونوا في السابق قادرين على نقل أربعين ألف حاج، وأنَّ نصفهم أو أكثرهم ينقلهم الآخرون فهذا ناشئ عن أنَّ الشعب لم ينزل الى الساحة في ذلك الوقت. الآخرون كانوا يريدون أن يكونوا لنا مرشدين وموجّهين ويهدفون إلى إبقائنا متخلّفين ولا يدعوننا نتطوّر أو نتقدّم. المستشارون يأتون إلى هنا من أمريكا أو من أماكن أخرى بعنوان هادين وموجّهين وهدفهم الحقيقي هو أن لا يدعوكم تعملون بأنفسكم، لم يسمحوا لكم أن تُعمِلوا أفكاركم. أمّا اليوم فترون كيف تطوّرت الأمور حيث صرتم تنقلون مئة وخمسين ألف حاج وتعيدونهم خلال أيام معدودات وقد حطّمتم الرقم القياسي العالمي في هذا المجال بسبب أنكم أنفسكم تعملون بإرادتكم أحراراً وتشعرون أن الوطن وطنكم. عند ما يعمل الإنسان ويجد فوق رأسه شخصاً آخر يفرض عليه سيادته، بعنوان أنه جاءليقدّم خدمة والحقيقةأنه ليجر الشعب لخدمته فانه يتهاون ويتكاسل. فهؤلاء لا يريدون لكم أن تصلوا إلى الأمور الأساسية من جهة ومن الجهة الأخرى فان الخدمة هي للأجنبي تقريباً.
الخدمة والسعي للتخلّص من التبعية
علينا أن نشكر الله الذي وجّه لنا عنايته ورحمنا. حيث إنَّ بلداً بأجمعه كان مرتبطاً بالأجنبي ولم يسمحوا لأبنائه بأن يُعْمِلوا أفكارهم ولم يسمحوا لرجال الصناعة بمواصلة أعمالهم، أمّا اليوم فقد وضعه الله تعالى في أيديكم فصرتم بحمد لله مشغولين بالخدمة وآمُل أن تضاعفوا هذه الخدمةمئات المرات. يجب أن تأخذوا هذا المعنى بنظر الاعتبار، أنتم اليوم متفردون تقريباً، وبلدكم اليوم منفرد بين البلدان، كل الدول ضدّنا إلّا عدداً محدوداً، وبما أنَّ البلد مسلم والأهالي مؤمنون فهم معتقدون بوجوب حلّ المسائل بعناية الله تعالى فاشتغلت الأفكار وبدأت النشاطات. وإيران الآن - خلافاً لذلك الزمان الذي زعموا بأنهم يتطلعون الى الحضارة الكبرى - أكثر تقدّماً وتطوّراً من ذلك الوقت، والمهم أننا الآن مستقلّون، ولا يستطيع أيّ بلد في العالم أن يهين كنّاساً في إيران. أنتم الآن مستقلّون وأسياد أنفسكم، والإسلام لا يُقرّ الفئوية بحيث تكون فئة حاكمة وأخرى محكومة. الإسلام له خُدّام يقدّمون خدمات، فعلي الشعب أن يواكب هؤلاء الخُدّام، وحكومتنا حكومة تقدم الخدمات، ومجلسنا مجلس لتقديم الخدمات، ورئيس جمهوريتنا خادم الشعب برمَّته، وهكذا ساوى الإسلام بين الطبقات ولم يفضل فئة على أخرى إلّا بالتقوى حيث قال: " إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم 1"، فالمقدّمون عنده هم الأكثر تقوى والأكثر خوفاً من الله والأكثر خدمة من أجل الله. آمل أن تسعوا من أجل أن الدخول في زمرة المتقين الذين قال الله تعالى عنهم " أكرمكم عند الله أتقاكم ".
لزوم الاحتراز من الحوادث المهينة
و نقطة أخرى أريد أن أعرضها عليكم وهي أنكم ترون أيادي مختلفة في كل مكان تحاول الأضرار بكم وبالوطن. ترون أنَّ بلداً يدعي كونه مهد الحضارة، وهي فرنسا التي انتشرت منها الحضارة إلى باقي الدول. فرنسا هذه قد أصبحت اليوم مركزاً للارهابيين الذين يعترفون هم بأنفسهم أنهم قتلوا وفجّروا 2. بلد شعبه متحضِّر وحكومته ملجأ للفاسدين والإرهابيين وللجُناة المجرمين ثم تدعي ما تدّعي. تدين اختطاف الطائرات من غير إيران أمّا إذا كانت الطائرة مختطفة من إيران فإنها ترحب بالخاطفين. عليكم أن تتنبّهوا وتتصرّفوا بشكل يجنّبكم اعتداءاتهم. وكما تلاحظون فإن حرس الثورة قد اتفقوا مع الحكومة بوضع أشخاص داخل الطائرات أو يقومون بتفتيش بعض الأشخاص وهذا لا يستوجب القلق بل يدعوا إلى رفعة الرأس إذ لا نريد إهانة الأشخاص بل نريد أن لا نسمح بإهانتكم، عندما تختطف منكم طائرة فهو إهانة لكم وخطوط الجوّية، فمن هذه الناحية لو رأيتم أشخاصاً أرادوا التفتيش فلا تنزعجوا منهم بل باركوا عملهم كي لا يحصل - لا سمح الله - استغلال من قبل مرضى النفوس ينبعث فيهم هذا الأمل الذي يستوجب قلقكم ويؤدي إلى إهانتكم. أسأل الله تعالى أن يحفظكم جميعاً، وأشكركم على نشاطاتكم الجادة التي تخطون بها نحو التقدم وتطويركم الطيران بهذه الجودة والعظمة وآمل أن تتقدموا أكثر وأكثر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص:92,90
1 - سورة الحجرات، الآية 13.
2 - إشارة إلى عناصر منظمة( المنافقين) الارهابية.