الموضوع: العلاقة بين التعليم والتهذيب
خطاب
الحاضرون: أكرمي (وزير التربية والتعليم)، معاونو الوزارة ومسؤول نهضة محو الأمّيّة
عدد الزوار: 60
التاريخ 28 إسفند 1363 هـ. ش/ 26 جمادى الثانية 1405 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الحاضرون: أكرمي (وزير التربية والتعليم)، معاونو الوزارة ومسؤول نهضة محو الأمّيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
تقدم التزكية على التعليم
إن ما قلتموه من أنَّ التلاميذ يذهبون إلى الجبهات ويواصلون الدراسة أيضاً، لأمر يستحق الشكر والتقدير، وإنني أدعو لهؤلاء جميعاً وكلنا يجب أن ندخل الحرب. لكنَّ الأمر المهم هوالتعليم والتربية معاً وإلّا فالتعليم وحده لا فائدة فيه وقد يضرُّ أحياناً، فالصدمات التي تلقتها إيران من المفكرين ووالمثقفين المغتربين لم تتلقها من أيّ شخص آخر والسبب هو أن هؤلاء قد تعلموا لكنهم لم يتهذبوا ولم يتربّوا. فالأساس الذي هو التهذيب لم يكن سليماً وهؤلاء أيضاً هم الذين كانوا يُربّون أبناءنا منذ البداية وحتى في الجامعات بشكل يجعلهم مضرّين للشعب والوطن ونافعين للغير.
يجب أن تتنبّهوا إلى أن المرحلة الابتدائية والثانوية أهم من الجامعةلأنَّ نموّ عقول الأطفال يأخذ شكله في هذه المرحلة لذا عليكم أن لا تسمحو للأشخاص الذين يفسدون أبناءنا بالدخول إلى المدارس والجامعات ولا تتساهلوا في هذا الأمر، فمن الممكن لا يتمكّنون الآن من عمل شئ ولكنّهم قد ينجزون عملهم بعد عشر سنين، إننا نخالف أولئك الذين يعادون الإسلام ونقف ضدهم، أما الذين لا يعادون الإسلام وينشغلون بأعمالهم فلا شئ لنا معهم، إنَّ قضيتنا قضية الإسلام والبلد الإسلامي ولقد قدّمنا كل هؤلاء الشبّان من أجل الإسلام، لذا يجب أن لا ندع دماء هؤلاء تذهب هدراً، ماذا نفعل بالمفكر الذي يضر البشرية؟ فالدنيا تحترق اليوم بنيران المفكّرين الضارّين. إنَّ هؤلاء المفكّرين هم الذين صنعوا هذه الأسلحة المدمّرة والقنابل والصواريخ. لذلك فإنَّ العلم يجب أن يكون مصحوباً بالتزكية بل إنَّ التزكية مقدّمةعلى العلم.
مسؤولية المعلمين الخطيرة في تربية التلاميذ
يجب على المعلمين جميعاً أن يهذبوا أنفسهم ليؤثر كلامهم في الآخرين. فالمعلمون وكل من له ارتباط بالتعليم يجب أن يعلموا بأنَّ عملهم هذا مهم جدّاً فعليهم أن يهتموا بتربية الأطفال جيداً منذ البداية لأنَّ الجامعة في مرحلة تالية، على المعلمين أن يشعروا بأنهم مسؤولون أمام الله تعالى، فإن تربى الأطفال تربية سيئة فهؤلاء هم المسؤولون، ولو سكتنا أنا وأنتم عن هذا الأمر فنحن مسؤولون إيضاً.
آمل أن لا يقصّر الناس في تشييد المدارس التي هي لأبنائهم هم، إذ إنَّ تقديم العون للمدارس هو في الحقيقة عون لأنفسهم ولأطفالهم ولوطنهم وأمّتهم، فيجب علينا أن نعمر البلاد. وآمل أن يكون التبرع بمقدار وسع الناس ومقدرتهم وأن لا يفكروا بوجوب أن يكون الرقم كبيراً، إذ يمكن المشاركة في بناء المدارس حتى بالمبالغ القليلة علماً بأنَّ المبالغ الضخمة لها مكانتها. أبلغوا سلامي لكل المعلمين والتلاميذ وقولوا لهم في الصفوف: أعدّوا أنفسكم للمستقبل إعداداً جيّداً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص:172,171