الموضوع: تثمين خدمات التعبئة وضرورة استعداد الشبّان للدفاع عن البلاد
خطاب
الحاضرون: رحماني رئيس وأعضاء لجنة تعبئة المستضعفين
عدد الزوار: 81
التاريخ: 25 فروردين 1364 هـ. ش/ 23 رجب 1405 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: رحماني رئيس وأعضاء لجنة تعبئة المستضعفين
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ من واجبي أنْ أدعو لكم، وأشكرك خاصة على تقبلك هذه المسؤولية.
إنَّ قضية التعبئة هي نفسها التي كانت في صدر الإسلام، فعند ما كانت تقوم حرب كانت طوائف مختلفة تأتي وتذهب إلى الحرب، وهذه ليست مسألة جديدة بل لها سابقة في الإسلام، ولمّا كان هدفنا الإسلام فإنَّ على كل شاب أنْ يكون قوّة للدفاع عن الإسلام، وعلى الناس جميعاً وعلى كل شخص أنْ يكون مهيّئاً لصدّ الكفر والإلحاد وهجوم الأجانب.
لقد سمعت طيلة هذه المدّة أموراً عن التعبئة وحسناً سمعت وكانت نشاطاتكم جيّدة وآمل أنْ تكون أحسن. وبالطبع هناك مشاكل في كل أمر يجب أنْ تُزال، وإنَّ الأمر الأكثر أهميّة لنا هو أنَّ شبّاننا في طول البلاد وعرضها قد أحسوا بأنَّ عليهم أنْ يحولوا دون وقوع أيّ خطر وأنْ لا يتوقعوا أنْ يأتي من الخارج من يخدمهم أو يساعدهم. وتمتاز إيران عن غيرها بأنَّها لم تمدّ يدها للآخرين لحد الآن لطلب عون مادّي أو أيّ شئ آخر بل وقفت على قدميها ودافعت عن نفسها معتمدة على الله وعلى نفسها وهذا هو الحق، لأنَّ الذي يأتي من الخارج لا يأتي ليقاتل كما نرى أشخاصاً يأتون إلى صدام من الأردن ومن بلدان أخرى. لكنَّ هؤلاء هم أقلّ شأناً ممن هم داخل العراق، وغير مستعدين لفداء صدام بأنفسهم، أمّا في بلادنا فعند ما تكون القضية قضية الإسلام والتضحية في سبيله فكل الناس مستعدون لذلك لأنَّ شعبنا يعلم أنَّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم نفسه والأئمة قد قدموا تلك التضحية العظيمة، وأنَّ المسلمين في صدر الإسلام مع قلة عددهم قاموا بتلك النشاطات وقاتلوا. وابناء بلدنا بحمد الله يشعرون بأنَّهم يقدمون خدمة للإسلام ولوطنهم.
الغرور والأنانيّة في الأمورهزيمة الإنسان
و أنتم أيها السادة وخصوصاً الروحانيين، هذبّوا الناس والشبّان ما استطعتم ووجّهوهم إلي أننا حين نعمل للإسلام فليكن عملنا بشكل خالص، إذ لو اقترنت الأعمال بالأنانيّة والغرور- لا سمح الله - فإنَّ هذا يشكل بداية هزيمة الإنسان واندحاره، فيجب الاتكال على الله والخدمة له، الخدمة التي أينما حصلت فهي عبادة، كما أنَّ الأشخاص في التعبئة أو في أيّ مكان إنْ كانوا يعملون لله فعملهم هذا عبادة والتعبئة أمر مهم جداً.
آمل بجدّيّتكم وجدّية الأشخاص الذين في هذه المراكز أن يتقدم هذا الأمر إلى الأمام وأنْ تكون إيران بحيث إن كل شخص في الوقت الذي هو مشغول بعمله، مستعد وحاضر للدفاع في أيّ وقت طُلِبَ منه ذلك، وبلد مثل هذا لن يناله ضرر إنْ شاء الله. وفقكم الله وأيدكم وأنا أدعو لكم.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص:197,196