الموضوع: إصلاح الجامعات والسعي لانقاذها من التبعية الثقافية
خطاب
الحاضرون: إيرج فاضل (وزير الثقافة والتعليم العالي) ومعاونوه
عدد الزوار: 86
التاريخ: 27 فروردين 1364 هـ. ش/ 25 رجب 1405 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: إيرج فاضل (وزير الثقافة والتعليم العالي) ومعاونوه
بسم الله الرحمن الرحيم
لزوم إصلاح الجامعات وأسلمتها
أشكركم أيها السادة الذين خطوتم خطوات إيجابية وآمل أنَّكم قد أدركتم أنَّ آلام إيران كلها قد بدأت من الجامعات، ولقد كانت للجامعات مرارات لا يمكن رفعها بهذه السرعة ويلزمنا الكثير من التضحيات والجدّيّة لتكون الجامعة جامعة بمعنى الكلمة، فالجامعة التي لا يحق لها التحدّث عن مصالح إيران والصلاة فيها، تبعث على الخجل، والجامعة التي كانت مصدر كل مشاكلنا ليست بجامعة، فعليكم السعي لإصلاح هذه الجامعة وان تدركوا بالإسلام يستطيع إصلاح الجامعة، ويتم إصلاح الجامعة عند ما نراقب أطفالنا منذ مرحلة الإبتدائية بحيث لو ربّينا أبناءنا منذ عهد الطفولة فسوف تقل مشاكل الجامعة.
ثقة الجامعيين بأنفسهم رهن باستقلال البلاد
آمل بسعي الأساتذة والمعلمين أنْ يتخرّج في الدورات الدراسية أشخاص ملتزمون يفكّرون في مصلحة بلادهم ولا يبالون برضا الدوّل الأجنبية وعدم رضاها. وأنتم تعلمون أنَّ بعض الذين تربَّوا في الجامعة مع أن بعضهم يقيمون الصلاة فإنَّهم يعتقدون بوجوب إشراف الدوّل الأجنبية على إيران ويقولون إنَّ إيران لا تستطيع إدارة نفسها، فالإيراني الذي حافظ على نفسه بالرغم من كل الضغوط وصدّر ثورته وأيقظ الشعوب الاخرى ألا يستطيع إدارة نفسه بنفسه؟! لماذا؟ يجب أنْ تعلموا أنه يجب على الجامعات أنْ تتبع مسير الشعب فلو أراد الشعب شيئاً فلا تستطيع الجامعة فرض شئ آخر عليه، وأنتم تلاحظون أنَّ جماهيرنا المليونية كيف تحوّلت وأدركت أنَّها يجب أنْ تواجه المغتطرس، وأنْ تكون الجامعة مركزاً لنموّ مثل هذا الأمر لكنها مع الأسف لم تكن هكذا.
آمل بالأعباء التي تتحملونها أنتم والمجلس الاعلى للثورة الثقافية، أنْ نشاهد جامعة شعبية لا جامعة أجنبية، يجب علينا أنْ نربيّ شبّاننا ليفهم مسلمو الدوّل الأخرى أنَّ التربية هنا مفيدة ولتعلموا أنَّ الجامعة لو عملت بشكل صحيح وعرضت نفسها على العالم وفهم الناس أنَّ الجامعة في إيران تعمل لصالح إيران لا لصالح الأجانب، فسيأتي مسلمو الدول الأخرى إلى هنا حتماً.
إصلاح البلاد مرتبط بإصلاح الجامعات
لا فائدة في العلم وحده. بل بالعلم والإلتزام معاً يتمكن الإنسان من الوصول إلى الإكتفاء الذاتي بحيث لا يحتاج إلى الآخرين ويكون عند الله وجيهاً، وبالطبع فإنَّ لهذا العمل مشاكل ومرارات، فليس كل من يريد أنْ يقدم عملًا إيجابياً يرضى عنه الجميع ويتقبّلون عمله، إذ يمكن أنْ يكون العمل الحق مرّاً في أذواق بعض الناس، ولكنَّ من يتّبع الحق ويعمل لرضا الله لا يبالي بما قيل وما يقال له، يجب أنْ يراقب رضا الله ويعمل من أجله وليقل ايّ كان ما يقول، فالعمل الحسن له معارضون، فاسعوا إلى أنْ يكون عملكم حسناً وسُمْعتكُم حسنة أمام الله، وعند ما تكونون هكذا فسيسددكم الله ويحلُّ مشكلاتكم، فلو صلحت الجامعة صلح المجتمع والبلد. أسأل الله لكم التأييد والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص:199,198