الموضوع: رعاية الموازين الإسلامية الإنسانية في عمل السلطة القضائية
خطاب
الحاضرون: السيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي (رئيس المجلس الاعلي للقضاء)، موسوي خوئينيها (المدّعي العام للبلاد)، القضاة ورؤساء الشُعب، المستشارون، الأعضاء الاحتياط، المعاونون والوكلاء العامّون في المجلس الاعلى للقضاء
عدد الزوار: 94
التاريخ: 18 تير 1364 هـ. ش/ 20 شوال 1405 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: السيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي (رئيس المجلس الاعلي للقضاء)، موسوي خوئينيها (المدّعي العام للبلاد)، القضاة ورؤساء الشُعب، المستشارون، الأعضاء الاحتياط، المعاونون والوكلاء العامّون في المجلس الاعلى للقضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
رعاية الموازين الإسلامية الإنسانية في عمل السلطة القضائية
بعد تقديم الشكر لكل السادة الذين تحملوا العناء وشرفوا المكان أعرض لخدمتكم أنني أشكر السيد الموسوي الأردبيلي على انشغاله بهذه الخدمة الكبرى في هذا الظرف الحسّاس، وأشكركم كذلك أنتم أيها السادة. إنَّ بلدنا بلد قد ولد من جديد ومع أن أكثر الشعوب مؤيدة لنا فإن أكثر الحكومات مخالفة لنا، وفي العالم كله تبث الدعايات بأنَّ إيران تريد أن تنسف مؤسسات الدول كلها في حين أن بلدنا الإسلامي يعمل ضمن الموازين الإسلامية ولا قصد له في التعدي على أية دولة وفي أي وقت، إننا في مقابل العراق ندافع عن أنفسنا ولا غير، هذا الحق الذي يوجبه الشرع والعقل على جميع المسلمين وخصوصاً الشعب الإيراني الذي تعرّض لهذا الاعتداء.
طبيعي أنه في مثل هذه البرهة من الزمان تتعقد الصعاب وتزداد مشاكل السلطة القضائية أكثر من غيرها من الدوائر، لأنها تتدخل في كل الأمور التي يحصل فيها الأختلاف، والاختلافات بين الناس لا نهاية لها فلا مناص من أن يكون أحد المتخاصمين يخرج غير راض وبهذا الشكل يكون الأمر صعباً وحسّاساً جدّاً، ولو تصرّفت السلطة القضائية طبقاً للموازين الإسلامية الإنسانية لأمكن إنقاذ البلاد.
إنَّ مسألة الادعاء العام كما تعرفونها كلكم من الأمور الصعبة و الحسّاسة جدّاً، والشيخ الصانعي، هذا الرجل الفاضل والعالم وأعرفه عن كثب منذ سنين طوال والعنصر الفعّال قد تحمّل متاعب هذا المنصب لحد الآن ممّا يستحق الشكر والتقدير، غاية الأمر أنه قد تعب أخيراً ولذلك فهو منذ مدة قد قرّر الاعتزال وطلبنا إليه البقاء في منصبه ولكنه استقال وقد قبلت استقالته، وأنا تجمعني مع السيد موسوي خوئينيها صداقة فأنا أعرفه. وطبيعي أن بعض السادة يعرفونه من جميع الجهات فهو من جهة يؤيده البعض بأنه من رجال العلم وعلمائه ومن ناحية الالتزام فإني أعرفه شخصياً معرفة جيدة وقد قام بأعمال مهمة وهو رجل نشط وفعّال.
آمل أن يكون الجميع في تفاهم، فالكل اليوم محتاجون إلى التفاهم وعلينا أن نتحد لأن الاختلاف يصب في مصلحة الآخرين.
و سيقوم السيد موسوي خوئينيها بهذا الأمر المهم بالسلامة والسعادة بأحسن وجه وعلى أيّ حال فقد رأيت المصلحة في أن يحل السيد موسوي خوئينيها محل الشيخ صانعي في هذا المنصب الكبير وهو محتاج إلى أن تكونوا كلكم معه فكونوا معه وساندوه وآمل أن يكون التفاهم بينه وبينكم وبين المجلس الاعلى للقضاء ليتقدم بلدكم ولتتمكنوا من حل القضايا المهمة وأسأل الله تعالى التوفيق لكم والسعادة لكم.
( ثم قدم السيد الأردبيلي للإمام تقريراً عن تطور المساعي لأسلمة مجلس القضاء الاعلى فعقب الإمام على ذلك قائلًا ):
آمل لكل السادة أن يوفقوا للعمل بشكل يجعل بلدهم بلداً نموذجاً للإسلام و إن شاء الله سيبث الإسلام اشعاعاته إلى الدول جميعاً، المهم هو أن الشعوب قد اتجهت بحمد الله نحو الإسلام، وقد نفذ الإسلام اليوم إلى الدول بحيث أجبر المسلمين غير الحقيقيين بالتظاهر بأنهم يريدون تطبيق القوانين الإسلامية، لكن يجب التنبّه إلى أن هذا أمرٌ صوري والميزان هو الشعوب التي بدأت يتطلع الى الإسلام، وأسأل الله أن تكون السلطة القضائية في بلد نموذجاً للسلطات القضائية في الدول الأخرى.
و ليتنبّه الجميع إلى أننا في محضر الله وهو معنا الآن ولنتنبّه إلى أننا يجب أن نتعامل مع عباد الله بما يناسب محضر الله تعالى، ويجب أن نتنبه إلى أننا حين نصدر حكماً فإننا نصدره بمحضر الله. وفقكم الله جميعاً.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص:276,275