الموضوع: انتقاد كيفية إدراج الأخبار في الصحافة
خطاب
الحاضرون: مسؤولو الصحف: كيهان، اطلاعات، وجمهوري اسلامي
عدد الزوار: 79
التاريخ: 10 شهريور 1364 هـ. ش/ 15 ذو الحجة 1405 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: مسؤولو الصحف: كيهان، اطلاعات، وجمهوري اسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
مسؤولية الصحافة في التوعية
طبيعي أنني لا أستطيع أن أبدي وجهة نظري بالنسبة لجميع المسائل المتعلقة بالصحف بل فيما يتعلق بالأمور الاخيرة هو أن الإذاعة والتلفزيون والصحف هي لعامة الناس كما أنكم تعتقدون أن لعامة الناس حق فيها من هذه الجهة فأنا أتصور أن يكون ما يذاع عني يكون قليلًا إلّا في المواقع الحساسة وهنا يجب أن أسأل فيما إذا كان من اللازم نقل موضوع عني أم لا، وإلّا فمن المستحسن أن يُبَثَّ في الإذاعة والتلفزيون ما يكون فيه نفع للبلاد، فمثلًا لو أنَّ مزارعاً كانت زراعته جيدة فعليكم أن تضعوا خبره في الصفحة الأولى وتكتبوا تحته كيف كان هذا المزارع، بدلًا من أن تكتبوا عن مسؤولي البلاد، أو أنَّ موظفاً أدى عمله بشكل جيد، أو طبيباً قدَّم خدمَة جليلة فعليكم أن تطبعوا صورته في الصفحة الأولى وتكتبوا عن كيفية عمله، وهذا ما يبعث على ترغيب الأطباء في عملهم ودفعهم إلى مواصلته أحسن وأحسن، أو مثلًا، لو أنَّ شخصاً اخترع شيئا فيجب نشر اختراعه هذا بشكل مفصّل مع نشر صورته، أو أن شخصاً ألقى القبض على سارق، والمؤسف أن لا تنشر صور هؤلاء ولا يذكر لهم اسم، في حين أنهم يستحقون أن تطرح أسماؤهم في المجلات والصحف والخلاصة إنه يجب تقدير الأشخاص الذين يقومون بنشاطات في هذا البلد، إن لهؤلاءحقاً علىالصحف والإذاعة والتلفزيون، أمّا نحن فحقنا بالنسبة لهؤلاء قليل، وأنا أقول هذا عن نفسي ولا شأن لي بالآخرين حيث يرتبط أمرهم بهم وبكم، أنا لا أرغب أنه عند ما يفتح المذياع في أيّ وقت يسمع منه ترديد اسمي ومنذ مدة وأنا منزعج من هذا الأمر، إنه عملٌ خطأ، فالمقدار المتعارف حسنٌ للجميع وزيادته مضرّة، وهذا يضرّ ويقلل من قيمتها، فشخصيات الأشخاص ترتبط بهم ولا تزداد بزيادة ذكر أسمائهم ولا نقلّبقلّته، وعلى هذا فأقول بالنسبة لي إنه لو تقرر نشر صورة لي فانشروا بدلًا منها صورة لأحد المواطنين ويكتب تحتها ما قدّم من خدمات وأعمال مهمة.
و المسألة الأخرى هي أن المهم عدم التكرار، فأنا أعتقد أنه على هذ الصحف الثلاث أن تتفاهم فيما بينها وتكتب القضايا بشكل مختصر ومفيد، لامطوّلًا ومعاداً مكرّراً. ويستفيد منه الناس عند قراءتهم له، أمّا ما يقولونه في كل يوم من أني ماذا قلت ولمن قلت فهذا أمر مكرر، إذ إني في كل يوم أتحدث عن أمر فيكرر ويعاد مراراً، فما الفائدة فيه، أمّا لو حدث في أية زاوية من البلاد حادث ونقل خبره إلى الشعب فهذا هو المفيد.
ضرورة طرح الانتقادات البناءة في الصحافة
المسألة الأخرى فيما يتعلق بالانتقاد هي أنَّ على الصحف بالطبع أن تلاحظ المسائل التي قد تحدث فإن حصل انتقاد بناء فهذا مفيد، وإن حصل انتقام فهذا ما لا يجب أن يحصل إذ إنه لا يتطابق مع الموازين، فإذا كانت علاقة الإنسان على غير ما يرام بشخصها وحاول التشهير به في الصحف فهذا أمر غير مستساغ لكنَّ لو أساء شخص وجبت نصيحته لا هتكه، فالانتقاد أمرٌ حسن وتجب الدقة في هذا المجال لتصبح المطبوعات مركزاً لاستفادةعامة الناس وليفهموا ماذا عليهم أن يفعلوا وماذا يجب أن يكون.
نشر الأخبار المفيدة
و فيما يتعلق بالأخبار يجب أن لا تكون أخبار الجرائد اليومية مكررة ومعادة ومَنْ التقى من؟، فماذا في هذا الخبر من الأهمية؟ لا يمكن أن يقال لهذا خبراً بالمرّة فضلًا عن أن يقال عنه إنه مهم، إن ما تقولونه من أنّي بمن التقي كل يوم وماذا أقول فهذا تكرار، إذ ما الفائدة في تكرار أحاديثي اليومية وإعاداتها وتكرار أن فلاناً ماذا قال؟ إنني أتحدث عن نفسي بأن صورتي لا ينبغي أن تطبع في الصفحة الأولى كما ذكرت، فأحياناً يلزم أن يقال مثلًا إنه تقرر أن يعرّف رئيس الجمهورية، حسناً، هذا أمر مهم، أولقاء مجلس الوزراء وهذه المسألة في حد ذاتها، ولكن مثل هذه المسائل تحصل في بعض الأوقات، أما ذكر من يحضر عندي كل يوم وماذا أقول أنا وماذا حدث وبمن ألتقي؟ فما فائدته وما تأثيره؟.
يجب اطلاع الناس على الأخبار ويجب أن تكون الأخبار ذات فائدة، يجب أن يقع حادث لتكون هناك أخبار، وإنَّ الأشخاص يتحملون الأتعاب في أطراف البلاد سيفرحون عند ما يسمعون بأخبارهم تذاع للناس ويتشجّعون على مواصلة أعمالهم، إذ ليس الأمر بأن يعمل الكلَّ قربة إلى الله سواءكُتِبَ عنهم أو لم يكتب، نحن ملزمون بترغيب الأشخاص من أيّ صنف كانوا في مواصلة العمل ليكثر أمثالهم، فلو كثب أيّ موضوع عن هذه الطبقات في الجرائد والصحف فستكون لها وجهة حسنة عند الناس، إنَّ الجرائد تعود إلى الطبقة الثالثة وليست للطبقة الأولى، وهي ليست للحكومة لتكون كلها حكومية وكل ما يكتب فيها حكومياً فهذا أمر ليس صحيحاً، وإنني أرى أنَّ الجرائد هي لأبناء الشعب كافة ولجميعهم الحق فيها، ويمكن أن يقال: قد يُغصب أحياناً مكان الآخرين، طبعاً ليس غصباً بالمعنى المفهوم ولكنه شبيه به، هذا ما أقصده.
وأنني لأشكر بالطبع السادة المشغولين بهذا العمل القيم وآمل أن يكونوا موفقين للقيام بأعمال لائقة ويتجنّبوا الأعمال المغرضة ويتحدّثوا عما فيه مصلحة الوطن، وعند ما يلاحظ الإنسان شخصاً يقوم بأعمال مخالفة فعليه أن يقدّم له النصح وذلك بالرفق واللين ومن غير أن يراق ماء وجهه، ولا مانع من انتقاد الدولة ولكنَّ لا يجوز الانتقام منها وتضعيفها.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص:315,313