يتم التحميل...

الموضوع: تغيير الاجواء في السفارات الى اجواء اسلامية

خطاب

الحاضرون: علي أكبر ولايتي (وزير الخارجية)، المعاونون، السفراء، القائمون بأعمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدول العربية والأفريقية

عدد الزوار: 83

التاريخ: 11 آبان 1364 هـ. ش/ 18 صفر 1406 هـ، ق‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: علي أكبر ولايتي (وزير الخارجية)، المعاونون، السفراء، القائمون بأعمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدول العربية والأفريقية

بسم الله الرحمن الرحيم

تعرّف مسؤولي النظام على آلام الشعب‏

أرجو الله تعالى أن يوفق جميع السادة الحاضرين لخدمة الناس، لقد منَّ الله علينا بأن جعل سفراءنا وحكومتنا كلهم من الذين يشعرون بآلام الناس ويتفهّمون معاناتهم، ذلك أن أكثرهم من رجال الدين الذين لهم روابط وعلاقات مع الناس ويعلمون في أيّ وضع كانوا ويحسّون بآلامهم، أمّا في العهد السابق فلم يكن الوضع بهذا الشكل إذ لم يكن لأعضاء الحكومة أيّ ارتباط بالناس ولا يدرون بما يجري عليهم. أمّا في الوقت الحاضر فقد أراد الله تشكيل حكومة المستضعفين التي كان عملها لحد الآن جيداً والحمد لله وآمل أن يكون أفضل فيما بعد.

الحرص على ان يكون جو السفارات إسلاميا

أمّا ما يعود إلى السادة السفراء، فإن وضع سفاراتنا في الخارج جيّد كما يقول السيد وزير الخارجية وإنني أرغب في أن يصير أحسن، فالسفارات في أية دولة تتعلق بالدولة التي يمثلها السفير أيّ إنها قطعة من دولةأخرى، وعند ما يراجع الناس سفاراتنا ينبغي أن يشاهدوا وضع إيران لا وضع أمريكا وفرنسا وسائر الدول الأخرى، وعليكم أنتم ايها السادة أن لا تقعوا تحت تأثير ما كان سائداً في السابق، إن أردنا أن تكون لنا شخصيتنا فعلينا أن تكون كل قضايانا من عند أنفسنا وأن نتمتع بآدابنا وثقافتنا وعداتنا الخاصة بنا ونعزل أنفسنا عن الغرب. لقد رأينا من الغرب مساوئ كثيرة، وما يمكن أن يقال عنه إنه جيد فليس من الحكومات الغربيّة بل كان من أهل الصناعات حيث يعمل أكثرهم طبعاً للحكومات فعلى هذا يجب أن تكونوا في وضع بحيث يشاهد كل من يدخل إليكم بيئة إسلامية سواء من حيث العاملين أو من حيث نمط الحياة.

العلاقات مع الدول من موقع قوة

القضية الأخرى هي أننا لا نريد أن نعيش في دولة معزولة عن الدنيا، وإيران لا تستطيع اليوم أن تكون هكذا، بل إنَّ الدول الأخرى ايضا لا تستطيع أن تكون هكذا بحيث أنها تجلس في مكان وتغلق حدودها، فهذا غير معقول، فالدنيا اليوم كعائلة واحدة ومدينة واحدةفيها محلّات عديدة يرتبط بعضها ببعض، وعند ما يكون وضع الدنيا هكذا فلا ينبغي لنا أن نكون منعزلين، بل يجب أن تكون لنا علاقات وروابط مع الدول التي هي معنا ولا تؤذينا، وعلى السادة أن يفكروا في تحكيم هذه العلاقات وتقويتها. وطبيعي أننا لا يمكننا أن ننسجم مع الدول التي تحاول التعدّي علينا وقد أعلنا عن هذا منذ البداية إلّا أن يصلح هؤلاء أنفسهم، وأن ما يطرحه أحياناً المغرضون أو الجهلة من أنه لا ينبغي أن تكون لنا علاقات من هذا النوع هؤلاء إمّا أنهم لا يفهمون أو أنهم مغرضون لأن الإنسان إذا لم يكن جاهلًا أو معارضاً لأصل هذا النظام لا يمكنه أن يقول بأنَّ على النظام أن ينعزل عن الدنيا، وإلّا فالإنسان العاقل الذي يزن الأمور بميزانها يدرك أنَّ الإسلام نظام اجتماعي ونظام حكم يريد أن تكون له علاقات مع العالم كله، وكان رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم نفسه يرسل في صدر الإسلام سفراء ولم يقل أحد كما يقول هؤلاء الآن، وعلى كل حال يجب أن تكون لنا علاقات، وإننا لا نعادي من لا يعادينا وعلينا أن نحسّن علاقتنا معه بالتدريج، آمل أن تقوموا بهذا العمل وأن توفق الحكومة في هذا المجال غاية الأمر أنه لا ينبغي أن نقع تحت سلطة الأجانب ولا أن يتدخلوا في شؤوننا وأن لا يحددوا لنا مسارنا. بناءً على هذا فإنَّ الأشخاص الذين يطرحون أحياناً بعض الأمور وهم على علم بها إنما يريدون الإخلال بالجمهورية الإسلامية، وقد قلنا منذ البداية إننا نريد تصدير ثورتنا، فتصدير الثورة لا يتمَّ بجرّ الجيوش، بل نريد إيصال أصواتنا إلى أسماع الدنيا، ووزارة الخارجية هي أحد مراكز هذا الإيصال فعليها أن تبلغ العالم مسائل الإسلام وإيران والمصائب التي تحملتها من الشرق والغرب وتقول لهم إننا نريد أن نعمل هكذا وأن تكون لنا علاقات حسنة، أمّا الذين يريدون جرّنا إلى الهلاك فلا نرغب في إقامة علاقة معهم ما لم يصححوا نجههم. أرجو لكم من الله التوفيق لخدمة الإسلام ووطنكم، ولتكن هذه الحكومة حكومة تعمل من أجل المستضعفين لأن الحكومات إلى الآن كانت تعمل ضد مصالح الشعب ولمصلحة أسيادهم، ونحن نريد حكومة تعمل من أجل الناس خصوصاً هؤلاء الذين تحمّلوا المصائب وبذلوا الدماء وخلصوا السادة من معاناتهم ومشاكلهم وأنقذوهم من النظام السابق ومصائب الشرق والغرب، والأهم من كل ذلك أن يضغوا الله نصب أعينهم لأن كل شيئ منه ونحن لا شيئ. وفقكم الله بمشيئته.

وفق الله الجميع‏

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج19، ص:357,356

2011-06-25