يتم التحميل...

موقع الأخلاق الدينية من الأخلاق!

مقدمات في الأخلاق

نبحث في المذهب القائل: بأنّ الأخلاق الدينيّة على مستوى الممارسة والتّطبيق، والّتي تنشأ في الحقيقة من طاعة الله تعالى خوفاً وطمعاً. وهذه الاُمور تُعتبر مضادّةً للأخلاق؟!!. ويمكن أن يُنتقد هذا الكلام من جهتين...

عدد الزوار: 198

نبحث في المذهب القائل: بأنّ الأخلاق الدينيّة على مستوى الممارسة والتّطبيق، والّتي تنشأ في الحقيقة من طاعة الله تعالى خوفاً وطمعاً. وهذه الاُمور تُعتبر مضادّةً للأخلاق؟!!1.

ويمكن أن يُنتقد هذا الكلام من جهتين
1-
التّعبير بالخوف والطّمع، تعبيرٌ غير صحيح، والصّحيح أن يُقال، بأنّ بعض أتباع الأديان، ولأجل نَيل السّعادة الاُخرويّة، والنّجاة من العقوبات الناشئة من العدل الإلهي، يتخلّقون بالأخلاق الحسنة، لكنّه ليس أمراً يخالف الأخلاق، لأنّه يُبدّل لذّة الحياة الفانية بلذّة الآخرة الباقية، ويُفدي المصادر الصغيرة بالمواهب الكبيرة.

2- هل يرتكب الشخص أمراً مخالفاً للأخلاق، لأنّه لا يكذب ولا يخون، بدافع من خشيته من فضيحة الكذب والخيانة؟، وذاك الذي يمتنع من الشّراب، ويتجنب المادة المخدّرة، ليحافظ على صحته وسلامته، هل يكون عمله هذا منافياً للقيم الأخلاقية؟ وكذلك الشّخص الذي يُداري النّاس ويتواضع لهمُ ويعاملهم بأدب وإحترام، لئلاّ يفقدهم ولا يبقى وحيداً فريداً في هذه الدنيا، فهل يرتكب بذلك عملاً مُخالفاً للأخلاق؟.

والخلاصة: إنّ كلّ عمل أخلاقي، له آثار ومنافع ماديّة في حركة الإنسان والحياة، ولا يمكن تسميّة تلك الآثار بالطّمع، وكذلك الحال في الإمتناع، عن بعض السّلوكيات المشينة والأفعال القبيحة، لا يمكن أن يعبّر عنه، بالخوف والجُبن في دائرة الصّفات الأخلاقيّة.

*الأخلاق في القرآن،آية الله مكارم الشيرازي،مدرسة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام-قم،ط2،ج1،ص81-82


1- يرجى الرجوع لكتاب: (تجديد حيات معنوي جامعة)، ص169.

2009-07-29