التاريخ: 4 بهمن 1359 هـ. ش/ 17 ربيع الأول 1401 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: ميلاد الرسول الأكرم (ص) والامام جعفر الصادق (ع)
الحاضرون: سفراء الدول الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
سرّ القدرة الكامنة في البلاد الإسلامية
أبارك لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها هذا اليوم السعيد والمبارك. كما أبارك لكم أنتم سفراء الدول الإسلامية أيضاً. ذلك اليوم الذي تتحقق فيه أهداف الإسلام وأهداف نبي الإسلام في جميع الدول الإسلامية سيكون مباركاً وأن لا يكون ذلك مجرد شعار فقط لا يتعدى الألفاظ. في هذا الوقت الذي صار فيه تغير كبير من حيث الدول الإسلامية ويقظة المستضعفين واستقلال كثير من الدول. نحن المسلمون من حيث العدد من أكبر الأعداد إذا كنا معاً وثرواتنا من أكبر الثروات وأفرادنا أشخاص عظام وبارزون آمل أن نجتمع بالوحدة الإسلامية وتحت راية تعاليم القرآن.
وفي نفس الوقت الذي نتمتع فيه بالاستقلال في دولنا نكون جميعنا مجتمعين تحت راية الإسلام والتوحيد ولا نفسح المجال للقوى الكبرى للتحكم بدولنا بحيث نكون نحن تحت راية دولهم تابعين لهم.
أنتم السادة الذين حضرتم هنا في إيران وتشاهدون ما يجري في إيران وحكومة إيران ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع أن المجال لم يتسع لبسط جميع أهداف الإسلام بشكل واسع ولكن تلاحظون مدى اختلاف هذه الحكومة مع الحكومة الظالمة ومع النظام الشاهنشاهي السابق. ومنذ أن اندثر ذلك النظام العميل فإن جميع الأبواب قد فتحت أمام المسلمين وجميع الحريات قد تحققت والإسلام بحسب الاساس قد تحقق هنا. وقطعت أيادي الدول الكبرى عن هذه الدولة. ونحن علينا أن نعلم أن الشعوب إذا أرادت شيئاً فإنه يتحقق. وشعبنا أراد أن لا تكون تلك الحكومة الجائرة والتي عمرت في إيران ألفين وخمسمائة سنة وتحقق ذلك. وأراد شعبنا قطع أيادي الدول الكبرى عن إيران فتحقق ذلك. والآن تلاحظون أن بلدنا تعرض لهجوم عسكري مرة بشكل مباشر1 والآن هاجموا بلادنا من خلال صدام وأسروا وقتلوا وشردوا من النساء والأطفال والكبير والصغير ما تقفون عليه. وكان بودي إذا لم تذهبوا إلى الحدود وإلى الناس الذين هوجموا بالحرب والمدن التي تخربت، إذا لم تذهبوا من قبل، فاذهبوا وشاهدوا بأنفسكم وأعلموا دولكم بما تشاهدون فإن ذلك وثيقة لهم. وأنا آمل أن يدين المسلمون هذا الجائر وأن يدينوا هذا النظام. وأنا آمل أن يصل العراق إلى آماله في التخلص من هذه الحكومة الفاسدة وأن تكون لهم حكومة تتحقق بأيديهم.
وأنا أدعو الله تبارك وتعالى وألتجئ إليه أن يوقظنا نحن المسلمين ويأخذ بيدنا إلى أهدافنا الإسلامية وأن يقطع الأيادي التي تريد زرع الفرقة بين الدول الإسلامية. وأن تجتمع الدول الإسلامية جميعاً مع بعضها البعض بدون أي أساس قومي أو لغوي كما أراد الإسلام أن يكونوا كأسنان المشط مجتمعين مع بعضهم البعض وإذا اجتمعت وتوحدت الدول الإسلامية مع بعضها البعض فلا يمكن أن تتعرض لأي ضرر ولا يمكن لأي بلد أن يعتدي عليها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج14، ص: 23-24
1- إشارة إلى حادثة طبس في سنة 1359 ه-. ش والتي أدّت إلى هزيمة أمريكا وتدمير القوات التي أرسلتها إلى إيران بعون الله تعالى.
2011-06-01