الموضوع: دعم الشعب الكامل للقوات المسلحة في البلاد -عدم الاكتراث بشائعات الأعداء
خطاب
الحاضرون: أسر الشهداء والمجروحين من القوة البحرية وأسر الشهداء وحرس اللجان في قزوين وتاكستان ورشت والبيشمركة المسلمون الاكراد وعشائر سيستان وبلوجستان وجمع من أهالي آشتيان
عدد الزوار: 134
التاريخ: 9 بهمن 1359 هـ. ش/ 22 ربيع الأول 1401 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: أسر الشهداء والمجروحين من القوة البحرية وأسر الشهداء وحرس اللجان في قزوين وتاكستان ورشت والبيشمركة المسلمون الاكراد وعشائر سيستان وبلوجستان وجمع من أهالي آشتيان
بسم الله الرحمن الرحيم
تضامن الشعب مع القوات المسلحة وتضحياتها
أيها السادة الحاضرون الذين تنتمون إلى شرائح مختلفة في المجتمع وأحضرتم معكم أدلة التضحيات ووثائق جرائم القوى الكبرى. هذه الصور الكثيرة من الجرائم الكبيرة للدول الكبرى والتي حصلت بأيدي حزب البعث وهؤلاء الأعزة الذين فقدوا سلامتهم وجلسوا أمامي أكبر وثيقة عز للبلاد والإسلام العزيز وأفضل وثيقة لجرائم أمثال صدام وأسياده.
أنا عاجز عن شكر كل هذه الجهود التي بذلت في سبيل الإسلام وأشكر هؤلاء الشباب من جميع القوى الإسلامية والقوات الجوية خاصة الذين ربما كانوا السباقين بالنسبة للآخرين. يجب أن أتقدم بالشكر والتقدير لكل الشعب الإيراني الذي وقف كله اليوم في ساحة الجهاد، قسم منه في الجبهات وقسم آخر خلف الجبهة.
إخوتي وأعزائي! إنني أتقدم بالتقدير لمن هو من القوات المسلحة ومن الجيش والقوى الموجودة فيه وللحرس وللتعبئة من المدنيين- من العشائر ومن المدن- الذين شاركوا في هذا الجهاد المقدس. وأنتم في الجبهة سواء كنتم من القوات الجوية أو من القوات البحرية أو من القوات البرية أو من الحرس أو من العشائر وبقية القوى الإنسانية في الشعب ترون أن جميع الشعب في كل أنحاء إيران نساءً ورجالًا صغاراً وكباراً يقفون إلى جانبكم. وهذه مسألة معنوية وروحانية وإسلامية لا تجدون لها مثيلًا في مكان آخر. وليس هؤلاء الشباب الذين يأتون من المناطق والعشائر ومن جميع قوى الأمة ليدعموكم في الجبهة جاؤوا بالقوة وبالاكراه بل هؤلاء لديهم دافع يتمثل في عشق الإسلام والوطن الإسلامي وبهذا العشق فانهم يسارعون لدعمكم.
ولا قدّر الله لو أن شخصاً أو مجموعات كانت بينكم أنتم أيها العسكريون أو أنتم يا حراس الثورة أو غيركم من الموجودين في الجبهة قاموا بترويج دعاية أن الشعب ليس معكم أو أن قطاعاً من الشعب ليس معكم أو أن العلماء ليسوا معكم وليسوا إلى جانبكم فإن مثل هؤلاء الاشخاص لا يريدون أن تستقر الأوضاع في البلاد. عليكم الانتباه جيداً والحكم بأنفسكم. بامكانكم تشغيل التلفاز والمذياع لتلمسوا بأنفسكم أن جميع أنحاء البلاد من النساء والرجال والشباب والناشئة جميعهم يظهرون الدعم لكم ويعملون بما يقولون. وهؤلاء الذين يقولون مثل هذه الأشياء أينما كانوا في القوى العسكرية أو الحرس يقولون خلاف ما تلمسونه وترونه بضمائركم وبأعينكم وأسماعكم، إعلموا أنهم لا يريدون مصلحتكم. هؤلاء إما جهلة وإما مامورون. إما أنهم مأمورون بايجاد الاختلاف والفرقة بين الجيش وقواه المختلفة وإما بين الجيش والحرس أو أنهم جاهلون وبجهلهم يوجهون الطعنات إلى الوطن الإسلامي. أنتم تشهدون أن الشعب معكم والشعب يشهد أن القوى المسلحة بجميع مكوناتها وجميع أفرادها يعملون ويضحون من أجل الإسلام وإيران. دليل هذا الامر هو هذه الصور التي تصور الشباب الذين استشهدوا في الجبهات والأشخاص الذين جرحوا في الحرب. هذه الأدلة عرضت على الشعب لكي لا يظن أن في الجبهة أشخاصاً لا يريدون العمل ولكي تشاهدوا أن الشعب يقف وراءكم لكي لا تظنوا انكم لوحدكم وأن الشعب أو فريقاً منه يعارضكم.
أنتم مع الجيش الذي يختلف عما كان عليه في السابق، إعلموا أن الجيش كان في السابق إذا أراد إن يواجه فريقاً أو دولة فانه لم يكن يذهب إلى الميدان بشوق واختيار ولا فئات الشعب كانت تدعمه. هذه بركة الإسلام وبركة القرآن الكريم التي وجدت بيننا. الإسلام هو الذي يربط بين جميع الفئات ويخلق حالة من التعبئة العامة.
إضعاف القوات المسلحة, عداء للإسلام
هؤلاء الذين لا يريدون لكم في الجبهة أن تكونوا مستقرين وهؤلاء الذين يريدون إعطاء صورة للشعب عنكم غير الحقيقة التي أنتم عليها هؤلاء هم أعداء الثورة عن عمد أو جهل ويعملون لصالح القوى الكبرى. فهم موظّفون لصالح القوى الكبرى فإذا كان عملهم عن علم واختيار فهو جريمة كبرى واذا كان عن جهل فهو جريمة لا تقل عن تلك السابقة. إلّا أنها عن جهل وهذه جريمة كبيرة. اليوم لو أن كلمة واحدة قيلت من أجل تحطيم القوى العسكرية والجيش والحرس والعشائر فانها تكون كلمة ضد الإسلام ولو قيلت كلمة ضد المؤسسات الفعالة في البلاد لخدمة الوطن فهي ضد الإسلام. من البديهي أن الإنسان عندما يكون الإسلام في خطر وفي الاوقات التي يكون فيها الوطن الإسلامي في خطر فان واجبه الصبر على الآلام وأن يدوس على أهوائه النفسية ولا يسمح بأن ينهزم الوطن ولا بأن يتلاشى هذا الجيش لا قدّر الله.
لا يظن الذين يسعون لمصالحهم سواء بالعمل أو الكتابة أو الكلام بأنهم يعرفون الإسلام، هؤلاء اعداء الإسلام إلّا أن بعضهم من حيث لا يشعر وبعضهم عن عمد وقصد. ولكن شعبنا المليوني بجميع فئاته وفي جميع أنحاء البلاد وفي جميع القوى العسكرية في الجبهات وخلفها هؤلاء عليهم الثقة بأن الجميع الآن يعملون من أجل الإسلام وإياكم أن تستمعوا إلى اقوال الاشخاص الذين يريدون التفريق بينكم أو أن يفصلوا الشعب عنكم أو يريدون فصل علماء الدين عنكم إياكم ان تستمعوا إليهم. أحكموا بأنفسكم ولا تستمعوا إلى أقوال الآخرين- أياً كانوا وفي أي مكان- أنتم احكموا هل الشعب معكم أو ضدكم؟ هل إنّ علماء الدين يعارضونكم أم يقفون معكم؟
دققوا في أحاديث علماء الدين وفي أحاديث الخطباء المنبعثين من الأمة وفي أعمال الشعب تجاهكم ولا تصدقوا أي شيء يعارض هذا المسير ولا أي قول يعارض هذه المسيرة. كما إنني أوجه كلامي إلى الشعب الإيراني الكريم المسلم أن لا تكترثوا بكلام هذا وذاك. اجعلوا من ضمائركم حكماً وانظروا إلى هؤلاء الذين يضحون على الحدود والذين يجودون بدمائهم على الجبهات ويقومون بخدمة الإسلام وهم جنود للإسلام وهم الذين يقومون بحفظ الوطن الإسلامي ويضحون من أجله فإذا كان بينكم من يقول كلمة ضدهم إعلموا أنه إما جاهل وإما عالم مفسد. لا تكترثوا بكلام الآخرين.
بث الشائعات, إحدى خطط العدو الكبرى
في يومنا هذا تمثل الشائعة إحدى الخطط الكبرى لهؤلاء الذين يريدون نهب هذا البلد بجميع أشيائه وجميع خزائننا بعد أن يئسوا من الخطط الأخرى. أينما ذهبتم ترون أنهم اختلقوا شائعة ضد فئة أو أشخاص، أينما نظرتم فانكم تجدون اختلاق الشائعات كثيراً. لا تستمعوا إلى كلام صناع الشائعات. لا تستمعوا إلى أقوال الأشخاص الذين يتحدثون عن أغراض وأهواء نفسية. انظروا انتم بضميركم فلو قال إن الفئة الفلانية تعاديكم انظروا هل هذا الكلام صحيح أم غير صحيح. يجب عليكم أن تعرفوا حقيقة الأمر من خلال اقوال تلك الفئة وعملها وسيرتها وكتاباتها.
لو أن شخصاً عارضكم في الباطن فان هذا لا يضركم ولكن معنى المخالفة بأن يقال في العلن بأننا معارضون للفئة الفلانية فهذا أمر يجب أن تحكموا عليه بأنفسكم. إذا جاء أشخاص من بين آحاد الشعب وقالوا ان الفئة الفلانية من جيشنا أو شرطتنا أو حرسنا أو غيرهم من القائمين على حراسة الحدود والتضحية من أجل حفظها وصيانتها اذا جاؤوا وقالوا إن هؤلاء قد تهاونوا وتساهلوا أو خانوا لا قدّر الله فإن هذا الكلام هو كلام شخص يريد التفريق بينكم وبين الجيش. فليكن ضميركم حكماً. هؤلاء الذين يقدمون يومياً التضحيات والفداء والشهداء والمجروحين. وكل يوم يقدمون في الجبهات الدماء ونحن الجالسين هنا دون أن نقدم اي تضحية ونكتفي بالقول والتحدث ومن خلال احاديثنا نخلق الفتن والفرقة بين الفئات المختلفة ونريد ان نُحدث التفرقة بين الجيش، والفئات الأخرى بين الحرس والجيش هؤلاء اشخاص جلسوا في الخارج اتخذوا من الفساد والشائعات وامثالها من الاشياء آلة في يدهم ووسيلة لإعادة البلد من الوضع الحالي إلى الوضع الذي كان عليه سابقاً. يجب عليكم ان لا تستمعوا الى مثل هذه الأحاديث ودائماً وفي كل أمر اجعلوا من ضميركم حكماً وإذا كذب احداً أو مجموعةً فلا تستمعوا الى تكذيبه وانظروا بانفسكم إلى أعماله ما هي اذا كانت اعماله سيئة فان اي شخص مدحه فهو خطأ. اذا كانت اعماله حسنة فان من يكذبه فان هذا أيضاً خطأ. الإنسان يجب أن يكون هو نفسه عنده رأي وموقف وجميع الفئات وجميع الشعب وجميع القوى العسكرية والقوى المسلحة وغير العسكرية يجب ان يحكموا بأنفسهم وألّا يكترثوا بكلام أحد. ولا يقبلوا شيئاً من أحد دون دليل حول الفئة الفلانية كيف هي والفئة الفلانية كيف هي. طبعاً في جميع الفئات هناك أشخاص فاسدون تمكّنوا من التسلل إلى داخل الفئة يريدون إلقاء الفرقة بينكم وأن يحصلوا على نتائج تفرقكم هم أو أسيادهم- القوى الكبرى.
اليوم عندنا كثير من الاعداء وفي المستقبل سيكون لدينا أعداء أيضاً. الصفعة التي وجهتموها إلى القوى الكبرى لم يوجهها أحد لهم طوال التاريخ ولذا لا تتوقعوا أن يجلسوا ويتفرجوا عليكم. إنهم مشغولون بعملهم وإذا استطاعوا فإنهم سيهاجموننا بالقوات العسكرية واذا عجزوا فانهم يهاجموننا من خلال الدعاية السيئة. ويوقعون الخلافات بين الفئات المختلفة. وكما علمت مؤخرا طبقا لنقل بعض وسائل الاعلام فإنّ بعض رؤساء الدول الإسلامية البلد إسلامي وليس رئيسه- في المؤتمر الذي عقد في الطائف اقترح بعضهم وليس جميعهم انه يجب علينا ان نلقي الخلاف بين السنة والشيعة في إيران وان نقوم بعمل بحيث يتولى بعضهم قتل البعض الآخر لتزول هذه الحكومة.
إخوتنا الشيعة إخوتنا السنة عليكم اليقظة واذا جاءكم أحدٌ وتحدث لكم عن إخوانكم شيئاً حول الشيعة وذهب إلى الآخرين وتحدث حول السنة فاعلموا أن هذا هو نفس مخطط المؤتمر اي نفس الموضوع الذي طرحه بعض الزعماء الفاسدين جداً وبعض الدول.
كونوا واعين واعملوا على إفشال هذه الخطط والمخططات الشيطانية. أنتم جميعا اخوة مع بعضكم البعض والقرآن الكريم عقد الأخوة بين المسلمين (إنما المؤمنون اخوة 1) الاخ لا يجوز ان يستمع إلى كلام من يريد ايقاع الفرقة بينه وبين أخيه.
واعلموا لو أن مثل هذه التفرقة حصلت فلن تكون في صالح الشيعة ولن تكون في صالح السنة بل ستكون في صالح الكفار الذين يريدون أن يقضوا على الإسلام وسيكون هذا في صالحهم. ندعو الله أن يجعل عاقبة أمر جميع فئات شعبنا خيرا وسعادة وسرورا وان يتغمد شهداءنا برحمته وأن يتفضل بالشفاء والعافية على جميع جرحانا واطلب من الله السعادة والسلامة لجميع الشعب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج14، ص:30,26
1- سورة الحجرات، الآية 10.
2011-06-01