يتم التحميل...

الموضوع: أهمية الاعلام وبيان أسلوب دعاية الغرب ضدنا-الدفاع عن الجمهورية الإسلامية

خطاب

الحاضرون: اعضاء المجلس الأعلى للاعلام الإسلامي، محمد سلامتي (وزير الزراعة) وكيل الوزارة، المعاونون، والمدراء العامون الزراعيون في أنحاء البلاد

عدد الزوار: 109

التاريخ: 16 بهمن 1359 هـ. ش/ 29 ربيع الأول 1401 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: اعضاء المجلس الأعلى للاعلام الإسلامي، محمد سلامتي (وزير الزراعة) وكيل الوزارة، المعاونون، والمدراء العامون الزراعيون في أنحاء البلاد
 

‏‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

ضرورة الاهتمام بموضوع الاعلام‏

قضية الاعلام قضية مهمة يمكن القول انها على رأس قائمة الأولويات في كل العالم. ويمكن القول إن الدنيا قائمة على أكتاف الاعلام. ومع الأسف لم نتمكن في هذه المدة القصيرة أن نقوم بأمر الاعلام والدعاية بشكل جيد. طبعاً هناك موانع ومشاكل كانت من البداية في البلاد ومشاكل فرضت علينا من الخارج, كما أن هناك تقصيرات حصلت في هذا الموضوع. الآخرون منشغلون بالدعاية- سواء القوى الكبرى أو المرتبطون بهم- قاموا بدعاية ضدنا وقاموا ببذل كل ما استطاعوا في تعريف الجمهورية الإسلامية على غير الصورة الحقيقية لها.

أتحدث اليكم حول موضوع: هو أن الدعاية كانت موجودة حتى في الأزمنة السابقة. سأل أحدهم- كما ينقل- أحد الشعراء من هو أشعر الشعراء؟ فقال تعال معي لأدلك على أشعر الشعراء. فأخذه إلى بيتهم حيث كان هناك رجل قذر جداً قد التقم ضرع ماعز بفمه وهو يرضع منها. قال الشاعر: هذا ابي، ان أشعر الشعراء هو ابن هذا الاب الذي من شدة بخله لايحلب الماعز لئلا تبقى قطرة حليب في اسفل الوعاء لذا يقوم بالرضاعة من الماعز مباشرة! وبقية أموره كما تراها. أشعر الشعراء من افتخر لسنوات طويلة بهذا الأب وأفهم الناس أن هذا هو السخي مثلًا وهكذا! الدعاية ضدنا وضعها بهذا الشكل. كل ما لديهم من متاع مخالفٌ للإنسانية والعقل المعاهدات الدولية ولكنهم من خلال الدعاية لبضاعتهم الفاسدة في الدنيا تمكنوا من الأيهام بأن هذا المتاع هو كذا وكذا!

طريقة دعاية الغرب ضدنا

أنتم تعلمون أن هذه الثورة هي من أفضل الثورات في الدنيا وأكبرها من حيث المضمون, مضمون الثورة هو الإسلام والأخلاق الإسلامية والأخلاق الإنسانية وتربية الناس على الموازين الإنسانية وبناءً على هذا تحول الناس الذين كانوا في العهد السابق بذلك الوضع تحولوا بفضل الثورة إلى أناس يشبهون الناس الذين كانوا يجاهدون في مع الرسول الأكرم ويبلغون أحكامه ولكننا لم نتمكن من عرض وتسويق متاعنا هذا. هؤلاء تمكنوا من عرض وتسويق متاعهم الباطل للدنيا على أنه متاع حق وأمتعتهم الفاسدة قدموها للدنيا على أنها متاع حسن. وعرضوا متاعنا الحسن للدنيا في صورة بشعة! لقد قمتم بتقديم عدد من الأفراد الفاسدين إلى المحاكم والمحاكم اصدرت أمراً باعدامهم وهم الذين ظلموا هذا الشعب لمدة طويلة وقتلوا من الشعب وأصدروا الأوامر بالقتل فضلًا عن الانحرافات الدينية. الأبواق الدعائية في الخارج سارعت إلى الدعاية المضادة ضدنا وهم يعلمون قضايانا الداخلية وباشروا بالدعاية المضادة لنا وتصوير إيران على أنها مكان للقتل والبشر يُقتَلون في إيران! وليس الأمر أنهم لا يعلمون أن هؤلاء الاشخاص الذين أُعدموا لم يكونوا بشراً بل كانوا سباعاً مجرمين. هؤلاء يعلمون من هم عملاؤهم لأغراضهم تلك كانوا يدفعونهم إلى تحقيق مآربهم ولكن عندما يصل الأمر إلى الدعاية فان إيران تصبح بلداً مجرماً وتصور على شكل بلد إجرامي وهمجي وغير متحضر وأمثال ذلك. يصورون متاعهم بشكل جيد ومثال ذلك هو خطاب صدام في مؤتمر الطائف الذي امتد لثمانين دقيقة- حسب ما نقل- وغطى على جرائمه وصور نفسه على أنه يشفق على الشعب العراقي والشعب العربي وصور دولته على أنها مظلومة والأشخاص الذين كانوا هناك وهم عملاء لنفس المكان الذي يرتبط به صدام، قاموا بتأييده وتصديقه, وكل هذه الجرائم التي ارتكبها هذا الشخص بحقنا وبحق شعبنا وبحق أطفالنا وعجائزنا وشبابنا صورت على أنها عمل تقدمي وعمل من أجل الإسلام وعمل مفيد للشعب العربي! ومع الأسف لم نتمكن من تعريف العالم بمتاعنا الجيد، متاعنا الذي لا يوجد مثله في أي بلد على الرغم من جميع النقائص التي نعاني منها في بلدنا وجميع الاضطرابات التي في أطراف بلدنا والتي يقوم بها أعداء الثورة والمنحرفون وبعض الأعمال التي يقوم بها بعض المنحرفين وهي مخالفة للتعاليم الإسلامية وتوضع ظلماً على حساب الجمهورية الإسلامية. لم نتمكن من تعريف متاعنا للعالم إنه لماذا قمنا بالثورة ولماذا ثار شعبنا ولماذا غيرنا النظام السابق، ماذا يريد شعبنا وما هو هدف شعبنا وفي اي طريق هو وماذا يريد هذا الشعب أن يحقق.

لو يتيح المفسدون في الخارج والداخل، والوجوه الفاسدة التي تعمل ضد الثورة، لو يتيح هؤلاء الفرصة للشعب والفرصة للجمهورية لتحقيق ما يريده الشعب في إقامة العدل الإسلامي في إيران بعد أن انعدم العدل في ايران على طول التاريخ. لقد ارتكبوا باسم الإسلام أحياناً ذلك الظلم وتلك المظالم وأحياناً أخرى ارتكبوا الفضائح باسم الحرية وباسم النساء الاحرار والرجال الأحرار صنعوا تلك الفضائح وتعاملوا مع نسائنا كما كان المغول يتعاملون مع أعدائهم. لم‏ نتمكن من تقديم صورة للدنيا وللذين لا يعرفون شيئاً عن إيران او أن معلوماتهم قليلة. لم نتمكن من تقديم صورة عما فعلناه وماذا نريد. ومع الأسف فاننا في داخل بلادنا لدينا أشخاص اما منحرفون واما جاهلون يعملون على تصوير الثورة على أنها ثورة فاسدة. حتى أن بعض الأشخاص الذين لم يكن يتوقع ان يتفوهوا بهذه الكلمة قالوا إن عهد الشاه كان أفضل من الآن! بعض الأشخاص المتدينين ولكنهم غافلون عن الأمور. الغفلة عن الأحداث التي حصلت والأشياء التي كانت رائجة وسائدة في زمان الشاه وبمجرد أن ذهب عدة اشخاص ليشتكوا إلى السيد الفلاني إنه قد تعرضنا للظلم وتعرضنا لكذا وكذا فان ذلك السيد قال إن النظام السابق أفضل من الآن! طبعاً هناك عدم التفات وليس وراءه غرض.

لو أننا تأخرنا في التحرك فاننا في داخل البلاد سنواجه أمراً جسيماً من هؤلاء الذين تناولوا أقلامهم لتشويه صورة الثورة عن عمد أو غير عمد. كما أنهم يُشيعون بين شعبنا الذي قد عاصر القضايا ان العهد السابق أفضل من الآن. كل هذا بسبب ضعف دعايتنا وإعلامنا وقوة دعايتهم. هؤلاء يعتمدون في دعايتهم على القوى الكبرى والميزانيات التي تأتيهم من هناك ولكننا عرفنا حقنا ولم نقم بالدعاية له. هؤلاء مشغولون بالدعاية ضدنا وضد الجمهورية الإسلامية. وفي بعض الأحيان باسم الإسلام يقومون بالكتابة والحديث. وفي بعض الأحيان يقومون بالانتقاد مباشرة بدون اسم الإسلام ينتقدون الجمهورية ويشيعون أفكارهم بين الناس.

يجب أن أقول اننا لم نكن أهلًا حتى في داخل البلاد لايجاد اعلام قوي وواسع. فضلًا عن أن يكون لدينا مثل هذا الاعلام خارج البلاد. يجب أن اقول إن الثورة تقدمت لوحدها وبمفردها وليس من خلالنا. إن الشعوب الإسلامية اطلعت على مجريات الأحداث في إيران إلا أن ذلك لم يكن من خلال وجود دعاية لدينا وأننا جعلناهم يعشقون ثورتنا من خلال دعايتنا ولكن ثورتنا كأنها انعكست عليهم وفهم أولئك الذين ليس في قلوبهم مرض وسوء نية فهموا نوعاً ما، ماذا تريدون وماذا يريد شعبنا، ورأوا أن مطلب شعبنا هو مطلب جميع الشعوب، شعوب العالم المستضعفة وشعوبه المسلمة. لا أننا نحن تمكنا من الدعاية والتبليغ. نحن جلسنا جانباً ليتقدم الحق بنفسه! ولم نتمكن من أداء واجبنا. هذه المجموعات التي خطر للسادة في إرسالها الآن إلى الخارج لو أننا قمنا بذلك بعد الثورة مباشرة وفي أول الثورة لم يكن وضعنا في الخارج بهذا الشكل، حتى إن الدول الأجنبية الحاقدة لم يكن بإمكانها الدعاية ضدنا كما يحلو لها. لو أننا قمنا بالدعاية والتبليغ في أنحاء العالم حول تجرؤ العراق وهجومه وما يفعله هذا المتوحش مع الناس من عشاق الإسلام لم يكن وضعنا يصل إلى ما وصل اليه بحيث تقول الحكومات إن شعبنا كذا وكذا. كل هذا لأننا لم نتمكن من القيام بهذا العمل. صدام نفسه أرسل وفوداً إلى جميع الدول الإسلامية وكثير من الدول غير الإسلامية للقيام بالدعاية المضادة لنا حيث‏ صوروا هذه الحرب المفروضة التي هي خلاف الإسلام والإنسانية على عكس الحقيقة. قالوا: إن إيران هي التي بدأت الحرب! في حين ان جميع من له علم أو إنه استمع إلى وسائل الإعلام الأجنبية يعلم الحقيقة. فقد أعلنت جميعها أنهم (العراقيين) هم الذين بدأوا بالهجوم علينا. أن يتجرأ اولئك في طرح هذه الاقاويل بكل وقاحة، سببه أننا لم نتمكن من الدعاية لأنفسنا ولم نقم بالدعاية لما ارتكبه الآخرون من اعتداءات علينا. وهؤلاء شرعوا بدعايتهم على أساس أن الكثيرين غافلون عن حقيقة الموقف وقاموا بتصويرنا على أساس أننا نحن الذين بدأنا الهجوم عليهم وأن من حقهم الدفاع عن انفسهم! كل هذا بسبب ضعف دعايتنا وقدرة هؤلاء على الكذب وضعفنا في الصدق.

الدفاع عن الجمهورية الإسلامية في مقابل الدعاية المعادية

هذا العمل الذي شرع به السادة وفقهم الله لاتمامه هذا عمل ليته انجز من بداية الثورة فما كنا لنقع بهذه المشقة وليت الأشخاص الموجودين في الداخل من الكتاب والخطباء كانوا يلتفتون إلى هذا الامر وهو أن لا يساعدوا الدعاية الأجنبية وأن لايساعدوا على جرائم الآخرين، وأن يوقفوا هذه الأقلام قليلًا لصالح الإسلام ومن أجل الله ومن أجل الدولة الإسلامية والأمة الإسلامية.

أوقفوا هذه الأقلام قليلًا. تريثوا قليلًا عن تحريض الناس على توجيه الشتائم! ألا يكفي وجودهم لتوجيه الشتائم حتى يدعوا الآخرين ليعملوا على مواجهة الجمهورية الإسلامية والاساءة اليها، وقولوا إنّ الجمهورية الإسلامية ليست جمهورية إسلامية نهائياً! وإن جميع المؤسسات والأجهزة في إيران، مخالفة للإسلام. لينتبه هؤلاء إلى المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، لينتبهوا. لا يشوهوا هذا المتاع الجيد. ليس لأننا لا نعرف أنه عندنا مصائب ومتاعب وأشخاصاً فاسدين تسللوا إلى جميع الأجهزة وفي جميع اللجان وفي جميع المحاكم وفي جميع الأماكن الأخرى يقومون بالأعمال المخالفة للقانون من أجل تشويه صورة الجمهورية, هذا المعنى نحن نعرفه وهو أن أعمالًا سيئة ترتكب, ولكن لماذا لا ترون الأعمال الجيدة التي تمت؟ بالأمس كان هناك نائب في المجلس يعدد مراكز الفساد- بناءً على ما قاله- بناءً على الأرقام التي اطلع عليها هو. كل مراكز الفساد التي أزيلت كل هذه الخدمات التي قدمت للشعب كل هذه الخدمات التي قدمت للإسلام يغضون الطرف عن كل هذه الاشياء أو إنهم أحياناً إذا أرادوا يقولون عكسها, وإذا حصلت أعمال قام بها أشخاص فاسدون وأشخاص آخرون فانهم ينسبونها إلى الإسلام والجمهورية الإسلامية. ليتأمل هؤلاء قليلًا. لينتبهوا إلى أنكم أنتم مكلفون بالدفاع عن الجمهورية الإسلامية واذا لم تدافعوا فان هذه الجمهورية الإسلامية (ستتعرض للخطر) من خلال الدعاية الأجنبية الواسعة ومن خلال الدعاية الداخلية الواسعة. أنتم الذين تعتبرون‏ أنفسكم من هذه الأمة ومن هذا الشعب وتعتبرون أنفسكم مسلمين وملتزمين لكن هناك عقد في العمل فلا تلتفتوا إلى هذه العقد، أنتم الذين لم تروا شيئاً سيئاً من الإسلام، تريدون أن يتحقق الإسلام في إيران، ساعدوا على تحقق الإسلام في إيران لا أن تساعدوا على تصوير الأمور الصغيرة والفساد الصغير على أنه كبير ولا تشوهوا سمعة الجمهورية الإسلامية في العالم.

ضرورة الدعاية الصحيحة لصالح الجمهورية الإسلامية بعيداً عن المبالغة

أطلب من الله تبارك وتعالى أن (يوفقكم‏) وجميع الأشخاص الذين يريدون خدمة الإسلام واعلموا أن أكثر ما يساعد على إثمار الثورة هنا وتصديرها إلى الخارج هو الدعاية. الدعاية الصحيحة لما هو موجود دون أن تبالغوا أصلًا. متاعنا متاع لا يحتاج إلى المبالغة. تلك الأغطية التي جعلها الآخرون على متاعنا وتلك الأكاذيب التي نشرتها الدعاية المغرضة ضدنا يجب عليكم أن تواجهوها وحاولوا تبيين المواضيع الإسلامية كما هي فعلًا والأشياء التي كان شعبنا يريدها من البداية ولازال يريدها ويتابعها وإن شاء الله سيتابعها في المستقبل وسيطورها، حاولوا تبيين هذه الامور في تبليغاتكم ودعايتكم في الخارج. وبعد ذلك يجب أن تستمروا عند اللزوم. يجب أن تكون سفاراتنا مراكز للتبليغ. ومع الأسف قلما كانت كذلك. وربما كان في الآونة الأخيرة شي‏ءٌ ما منها. ولكن في معظم الأوقات لم يكن هناك شي‏ء. في بعض الأوقات كان عكس ذلك. يجب الانتباه إلى جميع هذه الامور. هذه الدعاية التي تتصدر قائمة جميع الامور من أجل تقدم الأهداف والمقاصد أو الحيلولة دون تحقق المقاصد والأهداف. يجب عليكم أن توسعوا هذه الدعاية. وفقكم الله أكثر فأكثر في هذا الهدف الكبير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج14، ص:50,46

2011-06-01