الموضوع: أهمية تهذيب النفس وتقدم التهذيب على التعليم
خطاب
الحاضرون: فئات الشعب المختلفة موظفو مدرسة الشهيد مطهري- أعضاء المركز الإسلامي لمدارس دامغان وسمنان للبنات
عدد الزوار: 30
التاريخ: 10 اسفند 1359 هـ. ش/ 23 الثاني 1401 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: فئات الشعب المختلفة موظفو مدرسة الشهيد مطهري- أعضاء المركز الإسلامي لمدارس دامغان وسمنان للبنات
بسم الله الرحمن الرحيم
أفضلية تهذيب الأخلاق على الدراسة
آمل أن تنتبه الأخوات والأخوة الموجودون في مدرسة الشهيد مطهري- رحمه الله- العالية والذين يدرسون ويبلّغون؛ إلى أن المدرسة باسم شهيدٍ كان مفيداً للإسلام. كتاباته وأقواله مربية لشبابنا ويجب أن تكون كذلك. أنتم أيتها الأخوات والأخوة في هذه المدرسة نظموا برنامجكم بحيث يظهر من بينكم عدد من أمثال مطهري أو مطهري آخر. وليكن عزمكم جازماً على هذا الموضوع. وأن يكون اهتمامكم وانتباهكم وعملكم خالصاً لله تبارك وتعالى. جدّوا في أن تدرسوا في المدرسة التي أنتم فيها. والأعلى من الدراسة هو تهذيب الأخلاق. كونوا إسلاميين وكملوا العلوم الإسلامية بالنفوس الإسلامية. إلى جانب الدراسة الجادة للأحكام الإسلامية والمعارف الإسلامية ليكن لديكم تهذيب إسلامي. في الجمهورية الإسلامية في كل المدارس العلمية والدينية وجميع مدارس التدريس سواء تدريس العلوم الدينية أو تدريس العلوم الأخرى في رأس القائمة من اهتماماتها يجب أن يكون الطلاب مهذبين قبل أن يكونوا علماء. مهذبين قبل ان يكونوا دارسين. في جميع المدارس في كافة أنحاء البلاد يجب أن يكون هناك أشخاص مهذبون وعلماء وخطباء ساروا في طريق الحق قدر استطاعتهم، وعليهم أن يذهبوا إلى هذه المدارس ويؤسسوا حوزات اخلاقية وحوزة تهذيب وحوزة معارف إسلامية بحيث يكون إلى جانب الدراسة العلمية تهذيب إسلامي وأخلاق إسلامية. يجب أن يكون هناك تهذيب إسلامي في المدارس سواء في المدارس الدينية أو في سائر الجامعات التي هي مدارس إسلامية ودينية يجب ان ينتبهوا إلى المعلمين في هذه المدارس والأشخاص الذين يبلّغون فيها او يتحدثون أن يكونوا اشخاصاً إسلاميين مائة بالمائة ومعتقدين بأحكام الإسلام والعقائد الإسلامية بحيث أن الأشخاص الذين يتربون عندهم يتربون تربية إسلامية مع تهذيب إسلامي. واعلموا أن العالم أي عالم كان، إذا لم يكن لديه تهذيب إسلامي وأخلاق إسلامية فهو ضار للإسلام وليس نافعاً. لقد تضرر بلدنا من لسان وقلم الأشخاص الذين ليس لديهم التزام بالإسلام وكانوا منحرفين ما لم يتضرر من المدافع والدبابات ومحمد رضا وأبيه. ضرر هؤلاء ضرر روحي. الضرر الروحي أشد من الأضرار الجسدية. إذا لم يكن العالم مهذباً، حتى ولو كان عالماً بأحكام الإسلام، ولو كان عالماً بالتوحيد؛ فانه إذا لم يكن مهذباً فانه مضر لنفسه ولبلده ولشعبه وللإسلام ضررا لا نفع معه. إذا أردتم أن تكونوا من عمال الإسلام، وعمال المجتمع الإسلامي، وأن لا تكونوا اسرى القوى الكبرى وعملائهم، يجب أن يكون في رأس القائمة من اهتمامات برامج الدارسة في الجامعة والفيضية1 وجميع أولئك المرتبطين بالجامعة وجميع المرتبطين بالفيضية برنامج أخلاقي وبرامج تهذيبية حتى يقدموا للمجتمع أمثال المرحوم مطهري (رحمه الله) ولا قدر الله لو كان الأمر بالعكس مما قلت فان هذين [الجامعة والفيضية] يقدمان للمجتمع أفراداً على عكس أولئك فيقومون بجر المجتمع إلى الفساد والناس إلى الأسر.
الأساتذة التابعون هم منشأ كل الشقاء
لم يتضرر بلدنا من مكان كما تضرر من الجامعة والفيضية. يجب أن يكون كلّ منهما مهذباً. يجب أن يكون بين علماء الإسلام وأساتذة الجامعة اتحاد وتفاهم على أن يكون كلا هذين المكانين إسلاميين، والمعلمون المنتخبون ولا سيما في الجامعة وفي سائر الأماكن يجب أن يكونوا ملتزمين، وأن لا يكون فكرهم باتجاه الشرق ولا أن تكون أيديهم ممتدة نحو الغرب. إذا كان بين معلمينا من هو شرقي أو غربي فإن بلدنا يتجه نحو الشرق أو الغرب ويصبح فارغاً من محتوى الجمهورية الإسلامية التي شعارها لا شرقية ولاغربية. الاكتراث بما يقوله بعض الأشخاص من عدم ضرورة مثل هذا التهذيب وأن يكون كل شخص حراً في أن يذهب للمكان الذي يريده وأن يقوم كل معلم بتربية شبابنا وأطفالنا كيفما يشاء. هذا انحراف، ويخالف تعاليم الإسلام الراقية. ما يبذله الإسلام لتهذيب أطفالنا وشبابنا لم يبذله في أي شيء آخر. الإسلام هو لبناء البشر. المدارس المنحرفة هي التي تخرج الإنسان عن إنسانيته، وتوصل بلدنا إلى حيث يلجأ إلى الشرق والشيوعية أو إلى الغرب وأمريكا. ومنشأ جميع هذه الشعارات هو الأساتذة غير الملتزمين وتخرّج أفراد من تحت أيديهم أوصلوا مجتمعنا إلى الهلاك وألحقوا بلدنا ورؤساء بلدنا بالشرق أو الغرب.
أهم شيء لبلدنا ورؤسائه الالتزام الإسلامي والتهذيب الإسلامي. إذا صلح أمر هذا الخندق وكان خندق الجامعة والفيضية خندقاً إسلامياً فإن سائر الشعب لن يميل إلى هذا الجانب أو ذاك.
وسوف يسير في طريق الصراط المستقيم، طريق الإنسانية وطريق الإسلام وطريق الاستقلال وطريق الحرية.
أسأل الله تعالى أن يوفق جميع الأخوات والإخوة ويوفقكم جميعا للسير في طريق الهدف الذي هو طريق الإسلام، وفي طريق الهدف الأعلى الذي هو الله. وأن ترشدوا الآخرين إلى نفس الطريق الذي هو طريق الإنسانية المستقيم وأن يهدينا الله تبارك وتعالى إلى الصراط المستقيم.
والسلام عليكم
* صحيفة الإمام، ج14، ص: 135-137
1- مدرسة عريقة لتدريس العلوم الدينية في مدينة قم المقدسة، وهي هنا كناية عن الحوزة العلمية
2011-06-01