يتم التحميل...

الموضوع: قيمة وأهمية السلطة على القلوب‏

خطاب

الحاضرون: هيأة التحقيق في الحرب العراقية المفروضة على إيران- أبو الحسن بني صدر (رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة) فلاحي (نائب رئيس هيأة أركان الجيش) فكوري (وزير الدفاع وقائد القوة الجوية) السيد أحمد الخميني‏

عدد الزوار: 37

التاريخ 13 اسفند 1359 هـ. ش/ 26 ربيع الثاني 1401 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: هيأة التحقيق في الحرب العراقية المفروضة على إيران- أبو الحسن بني صدر (رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة) فلاحي (نائب رئيس هيأة أركان الجيش) فكوري (وزير الدفاع وقائد القوة الجوية) السيد أحمد الخميني‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

السلطة على القلوب‏
أرى من الضروري أن أقدم لكم أيها السادة وأنتم رؤساء بعض الدول الإسلامية، هذه النصيحة. عليكم أن تسعوا لتحكموا على القلوب في بلادكم؛ لا على أبدان الناس فيها، والقلوب بعيدة عنكم. إذا أراد المسلمون النجاح والتخلص من سلطة الأجانب يجب على حكوماتهم أن تسعى للحصول على قلوب شعوبهم؛ الحكومة على القلوب حكومة سعيدة، خلافاً للحكومة على الأبدان التي ليس معها القلوب. لقد رأيتم أن إيران مع أنها بلد صغير سكانياً إلا أن القلوب لما كانت مع الحكومة وهي الآن معها أيضاً فإنها عملت على مواكبة الحكومة ومساعدتها في جميع المشاكل التي تواجهها بدون استثناء وتعمل على تحقيق أهداف الحكومة.

هذه الحرب التي فرضت علينا وظنوا أنهم يواجهون جيشاً، وبظنهم أنه سيكون جيشاً ضعيفاً ومفككاً، رأيتم كيف أنهم أخطأوا في حساباتهم ولم تكن حساباتهم صحيحة. وذلك لأنهم لم يحسبوا حساباً لجيشنا الحالي ولم يحسبوا حساباً لشعبنا. جيشنا الحالي وجميع القوى المسلحة والعسكرية اليوم هي غيرها التي كانت في زمان الطاغوت. في زمن الطاغوت لم تكن القلوب معهم وكان الناس يماشونهم بأبدانهم دون قلوبهم.

وفي هذا الزمن القلوب مرافقة، والحكومة على القلوب. رئيس الجمهورية يحكم على قلوب الناس. رئيس وزرائنا ومجلسنا يحكم على قلوب الناس. ومن هذه الجهة فاننا الآن في البلاد جميعاً قلب واحدٌ، وجيشنا وجنودنا مشغولون في الجبهات بالحرب والدفاع. وبلدنا مشغول بمرافقة الجيش ومرافقة القوات المسلحة. وربما في كل يوم، أو في أكثر الأيام؛ يأتي الشباب إلى هنا وهم يبكون يريدون التوجه إلى الجبهات لنيل الشهادة. حتى شيوخنا الضعفاء لديهم هذه الأمنية، وحتى أحداثنا غير البالغين، عندهم هذه الأمنية. وكل هذا لأن الإسلام يحكم في هذا البلد، والحكومة في هذا البلد ليست حكومة على الأبدان بل حكومة على القلوب. قلوب الناس مع الأشخاص الذين يحكمون في هذه البلاد. والشعب هو الذي يحكم.

الصمود نتيجة الحكومة على القلوب‏
اسعوا أيها السادة، إسعوا أنتم رؤساء الدول وأوصوا رؤساء بقية الدول أن يحكموا كما في إيران على قلوب الناس. مشكلة المسلمين هي أن كثيراً من حكوماتهم هي حكومات على الأبدان، وذلك أيضاً بالضغط ولهذا هم ليسوا ناجحين. إذا حكمنا على الأرواح وحكم رؤساء الدول الإسلامية على الأرواح وحصلوا على قلوب الجماهير؛ فانهم مع هذه الأعداد السكانية وهذه الامكانات يكسبون القوة. ويمكنهم مواجهة جميع الدول التي تريد الاعتداء عليهم، ولا يمكن لأي دولة أن تواجه الشعوب. الدول تواجه الحكومات والجيوش التي ليس معها قلوب الناس.

إسعوا أنتم وقولوا لأصدقائكم ايضا أن يكسبوا قلوب الناس. تماماً كما كانت قلوب الناس مع الحكومة في صدر الإسلام. حكومة صدر الإسلام كانت حكومة على القلوب. ولهذا تغلبوا بأعداد قليلة على الامبراطوريات الكبرى. الآن والحمد لله عدد المسلمين يقارب المليار مسلم، فلماذا مع أننا نبلغ مليار مسلم اغتصب الصهاينة قدسنا وأخضعوا الدول الأخرى تحت سلطتهم؟! في حين لو كان هؤلاء مجمتعين فانهم سيكونون حكومة كبيرة. كل يحكم في مكانه وبلده ولكن الجميع تحت لواء الإسلام.
إن شاء الله آمل أن تقبلوا هذه النصيحة التي فيها صلاح دينكم ودنياكم وصلاحنا وصلاح المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏
 


* صحيفة الإمام، ج‏14، ص: 143
 

2011-06-01