يتم التحميل...

الموضوع: مؤامرات النظام السابق ضد النساء-أهمية دور النساء في المجتمع

خطاب

الحاضرون: نساء مؤسسة 12 فروردين في قم‏

عدد الزوار: 56

التاريخ: 25 اسفند 1359 هـ. ش/ 9 جمادى الأولى 1401 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: نساء مؤسسة 12 فروردين في قم‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مؤامرات النظام السابق ضد النساء

السلام عليكن أيتها النساء العظيمات اللواتي تردن من خلال نصائحكن أن تَهديننا إلى الطريق المستقيم. السلام على النساء اللواتي كن معلمات للرجال في نهضتنا الشريفة في جميع أنحاء البلاد، وهن لازلن على نهجهن حتى الآن. لقد سعت أيدي الأجانب إلى أن تتلاعب بهذه الفئة المحترمة والتي يعود الفضل الكبير إليها في البناء الصحيح للبلدان. لقد حاولوا أن يجعلوا منكن أيتها النساء اللواتي يجب عليكن أن تبنين إيران وأن تبنين الرجال، حاولوا أن يجعلوا منكن ألعوبة بأيديهم وأن يجعلوكن تحت إمرة الفاسدين الذين هم ألاعيب بأيديهم ولكن لم ينجحوا ولله الحمد. الخطة كانت هي أن يجعلوا هذه الفئة المؤثرة والتي يتربى في حجورها النساء والرجال المؤثرون أن تطرد أطفالها من أحضانها وأن يتم تكديس الأطفال في أماكن أخرى مخصصة لجمع الأطفال ليحرموا النساء من محبة الأمومة ويحرموا الأطفال من تربية أمهاتهم لهم. بحيث أن الأفراد الذين يجب أن ينشأوا في أحضانكن يفصلون عنكن ولا يتمكنون من خدمة بلدهم وإسلامهم العزيز.

كانت الخطة ترمي إلى تبديل هذه الفئة العزيزة التي يجب عليها بناء المجتمع من خلال مؤامرة كشف الحجاب المفتضحة في زمان الشقي الأحمق رضا خان وتبديلها إلى فئة مفسدة للمجتمع وهذه الخطة لم تكن تختص بكن أيتها السيدات بل كانت تريد جر الشباب والرجال إلى مراكز الفساد وتربيتهم وفقاً لما يريدونه بحيث تسيطر عليهم حالة اللامبالاة بأمر بلادهم أو أن يكونوا مؤيدين لوقوعها في أيدي الآخرين.

إذا لم يكن لهذه النهضة والثورة الإسلامية سوى هذا التحول الذي حصل عند نسائنا وشبابنا فهذا يكفي وطننا. هؤلاء الذين يقبعون هنا وهناك ويهمسون في آذان الناس أن هذه الثورة لم تفعل شيئاً هم أشخاص يضر بحالهم وبحال القوى الناهبة التحول الذي طرأ عليكم‏ ولذا فإنهم يعدون ما حصل ليس شيئاً ويعملون من خلال دعايتهم على أن يجعلوكم تصدّقون أن شيئاً لم يحصل. أي شي‏ء أفضل من مثل هذا الاجتماع حيث أنتن أيتها السيدات اللاتي تمارسن الفعاليات الأخلاقية والجهود المختلفة من أجل المساكين والمشردين، أي شي‏ء أفضل من هذا؟ لو كان النظام السابق لما كانت اجتماعات السيدات هذه ولا هذه الأنشطة المختلفة لهن. السيدات هن نصف المجتمع في إيران وهذا النصف هو الذي يربي النصف الآخر.

أهمية دور النساء السامي في المجتمع‏

دور المرأة في المجتمع أسمى من دور الرجل. لأن النساء فضلًا عن كونهن فئة نشيطة في جميع النواحي، فإنهن يربين الفئات الفعالة الأخرى في أحضانهن. خدمة الأم للمجتمع أعلى من خدمة المعلم وهي أعلى من خدمة أي شخص آخر وهذا هو ما كان يريده الأنبياء. الأنبياء كانوا يريدون أن تكون النساء فئة تربي المجتمع وأن تقدم للمجتمع نساء ورجالًا أبطالًا. لكن أولئك الذين يريدون أن يحرم هذا الوطن من جميع المواهب، المواهب الإسلامية والاخلاقية والأعمال الصالحة وأن يجر هؤلاء إلى الفساد. هم الذين يرون الآن أنكن دخلتن إلى المجتمع والى خدمة المجتمع وبطلت مخططاتهم للنساء والرجال. ولهذا علا صوتهم أن لم يحصل شي‏ء وهذا الزمن مثل زمن النظام السابق ولم يختلف عن زمان رضا خان وابنه! هذه الدعايات مخالفة لما هو مشهود. لقد حصل تحول للنساء والرجال في أنحاء البلاد. القيمة التي حصلت اليوم في البلدان الإسلامية وخصوصاً في إيران أن النظام السابق كان يعتبر شأن ومنزلة المرأة هي الزينة المقززة والألبسة الفلانية والبيوت الفلانية واليوم القيمة هي القيمة الإنسانية، القيمة الاخلاقية، القيمة الإنسانية ومن خلال هذا التغير في شريحة النساء فان أولئك اللاتي يردن التفاخر بالزينة المبتذلة والألبسة الفاخرة مدانات في مجتمعاتنا النسائية ومحكوم عليهن بالخجل. في ذلك الزمان كانت النساء المسلمات يخجلن عندما كن يظهرن باللباس الإسلامي واللباس الذي يراعي الحدود. الطبقات الضعيفة أيضاً اذا كانت تقوم بهذا الأمر كانت تشعر بالخجل بينكن. هذا تحول وتغير من أرفع أنواع التغير في المجتمع. لقد رجعت سيدات مجتمعنا (أعني بعض السيدات) اللواتي كن في زمن محمد رضا ورضا خان إلى مثال النساء الزينبيات اللواتي يقتدين بفاطمة. في ذلك اليوم كن يتبعن الزينة الأوروبية وموضة الألبسة التي تأتي من أوروبا. اليوم يتبعن تعاليم الدين وكل ما يقبله الإسلام فهو مقبول. هذا تغير من أكبر التغيرات في مجتمعنا. حافظن على هذا التغير. إنتبهن وكن واعيات حتى لا تستغفلكن الأيدي الفاسدة والأقلام الفاسدة والأقوال الفاسدة وترجعكن إلى العهد السابق. تابعن هذا الطريق. الجماهير المليونية من الرجال ليتابعوا أيضاً هذا الطريق، وهم يتابعون. والجماهير المليونية من النساء ليتابعن وهن يتابعن.

لا تكترثن بالأحاديث والأقلام والخطب التي تجري. فكرن أنتن بأنفسكن وباستقلال ولا تكنّ تابعات لأفكار الآخرين. إسعين أنتن لتكن مفيدات لوطنكن وأرشدن الرجال واهدين وانصحن رجال الدولة. كن أمهات جيدات للأطفال. وناصحات جيدات للمجتمع ومجاهدات جيدات في سبيل المساكين وأنتن كذلك والحمد لله. أنتن تنخرطن في المجتمع في كل أنحاء البلاد وفي جميع الأمور التي يحتاجها الوطن. رعاية الأطفال الذين لا معيل لهم وخدمة المساكين والذهاب إلى المشردين والمساكين والتخفيف عن آلامهم هذه الخدمة قيمة ولها عند الله تبارك وتعالى قيمة كبيرة جداً.

هداكن الله وجميع النساء وجميع الرجال من خلال هذا الطريق المستقيم الذي تسرن فيه وليسر الجميع في نفس هذا الطريق الصحيح الخالي من الخداع والغش وأهواء النفس الذي تابعتنّه في إيران. انتبهن أنتن وجميع الشعب إلى أن هذه الأحاديث التي تقال أحيانا والأخطاء التي تصدر أحيانا عن بعض رجال الدولة ليست بالشي‏ء الذي يسبب صدمة لأساس الجمهورية الإسلامية.

أسأل الله تبارك وتعالى أن تزول هذه الخلافات الموجودة بين الفئات المتخالفة سواء في المستويات العليا أم في مستوى جماهير المجتمع وأن يكون الجميع مع بعضهم وراء توجيه البلاد إلى الطريق المستقيم وإلى إعمار الوطن. وأن يتم توسيع الأخلاق الإسلامية والإنسانية في جميع الفئات.

تجنب توسيع دائرة الخلافات‏

وصيتي إلى جميع فئات الشعب- من النساء إلى الشباب والرجال- هي أن لا تكترثوا بهذه المواضيع التي تطرح اليوم في إيران من ضرورة الخلاف مع بعضنا. والخلافات على المستوى الأعلى سوف تتم إزالتها إن شاء الله. أنتم أيضاً لا تحاولوا إثارة الخلافات. إثارتكم للخلافات تجعل المسؤولين في المستويات العليا غير قادرين على حل خلافاتهم فيما بينهم ولكن لو كانت جماهير الشعب متحدة مع بعضها ولا تصغي إلى المواضيع التي تطرح في المستويات العليا وكان كل اهتمامهم هو وحدة الكلمة فيمكنهم سوق مجتمعهم نحو السعادة. اختلاف الكلمة ربما أدى (لا قدر الله) إلى أن تزول العناية الالهية الخاصة التي ألقت بظلالها عليكم وأن يتحول وطنكم إلى ما كان عليه مدة سنوات طويلة وكنتم مبتلين به. ولو كان هناك خلاف بين الطبقات والأفراد وهذه الخلافات توجب لا قدر الله ان نغلب في الحرب أو لا قدر الله أن يطول حل هذه المشكلة فان وزرها يقع على عاتق الذين يثيرون الخلافات والتوتر في الأسواق والأزقة.

لا يسمح المسلمون والمؤمنون والمعتقدون بالله تبارك وتعالى لهذه الفئات التي بين الناس وهذه النفايات المتبقية من النظام السابق والفاسدين والمفسدين منهم. ولو أصغيتم إليهم فهم يريدون جركم إلى أحضان الغرب أو الشرق. كونوا يقظين وحلوا خلافاتكم وإذا كان هناك‏ اختلاف، عظوهم أن يتخلوا عنها.

أسأل الله تبارك وتعالى سعادة الشعوب المسلمة وسعادتكن أيتها السيدات وجميع سيدات الإسلام وسعادة جميع فئات الشعب وأسأل الله تبارك وتعالى النصر لجيش الإسلام وقوى الإسلام المسلحة على قوى الكفر. أسعدكن الله ووفقكن لخدمة أبناء جلدتكن.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏


* صحيفة الإمام، ج‏14، ص: 156-159

2011-06-01