يتم التحميل...

الموضوع: أهمية الوحدة بين القوات المسلحة والشعب وواجب القوات المسلحة

خطاب

الحاضرون: قادة القوات البرية والجوية والبحرية وقادة الدرك والشرطة وحرس الثورة الإسلامية

عدد الزوار: 59

التاريخ 1 فروردين 1360 هـ. ش/ 14 جمادى الأولى 1401هـ. ق‏
المكان: جماران، طهران‏
المناسبة: حلول السنة الجديدة
الحاضرون: قادة القوات البرية والجوية والبحرية وقادة الدرك والشرطة وحرس الثورة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم‏

أولوية وحدة القوات المسلحة والشعب‏
أنا ايضا أتقدم بالتهنئة والتبريك للسادة. آمل أن تكون هذه السنة سنة الوحدة والنصر والرحمة. في رأس جميع الأمور، قضية الوحدة التي يجب أن تكون بين جميع قوى الشعب. أنتم تعلمون أن محمد رضا كان يقوم بعمل حسب ما قيل لي هو القاء الخلاف بين قادة الجيش. كأن يتكلم ضد هذا أمام ذاك وضد ذاك أمام هذا. لأنه كان يخاف من نفس الجيش، كان يخاف أن يجتمع هؤلاء في وقت من الأوقات ويتخلصوا منه. إنتهى زمن هذه الأشياء إن شاء الله. يجب أن تشعروا جميعاً بهذا الموضوع أن بلداً قامت ضده جميع القوى الدعائية والعسكرية والجميع في كل مكان تقريباً ويحوكون المؤامرات ضده وبقينا نحن لوحدنا وحسب الظاهر بعض الدول تظهر لنا صداقة. لكن هذه الشعوب أي الشعوب الإسلامية وهؤلاء الذين عانوا العذاب من حكوماتهم وفي كل مكان ربما اعتبروا هذه النهضة بارقة أمل لهم. إن شاء الله تنتبه الدول وربما تفهم الحكومات أيضاً هذا الموضوع وهو أنهم إذا كانوا مع الشعوب فذلك افضل لهم من أن يكونوا ضد الشعوب إلى جانب القوى العظمى.

الوضع في السابق كان تقريبا على هذا الشكل وهو أنهم يختارون أشخاصاً لأمور معينة، وهؤلاء يضطهون شعوبهم ويظلمونهم، ويضحون بمصالح دولهم من أجل القوى الكبرى، ويديرون ظهورهم للشعوب، ويتوجهون نحو من هم أعداء الشعوب، وأعداء أساس هذه الشعوب الإسلامية على وجه الخصوص. وكان هذا خطأ من الدول حيث كانت تظن أنها إذا حصلت على تأييد القوى الكبرى فان ذلك أفضل من الحصول على قوة شعوبهم، ففضلًا عن كون ذلك خيانة للشعوب، فانهم فقدوا ذلك النجاح الذي يجب أن يكون للإنسان وتلك القيمة التي يجب أن تكون للإنسان. قيمة الإنسان في أن يحافظ على عقيدته التي يؤمن بها وأن يحفظ الشعب الذي يريد أن يحكمه وأن يكون مع شعبه لا أن يجعل من مجرم رفيقاً له ويفقد شعبه الغالي لأجل البقاء في الحكم.

المقارنة بين النظام الإسلامي والنظام البهلوي‏
قارنوا بين حاضر ايران والعهد السابق، ماذا كان لمحمد رضا في إيران غير التكبر ومخالفة الشعب بكامله تقريباً سوى أولئك الذين كانوا يستفيدون منه بشكل غير مشروع حتى اتباعه كانوا يعارضونه، ولم يكن له أي قيمة عند شعبه الذي يجب أن تكون له قيمة عنده. ولهذا لو كان يطلب من اتباعه حتى أولئك المطيعين- القيام بشي‏ء ما فإن أولئك الذين يجب أن يطيعوه لم يكونوا مطيعين وكانوا يعرقلون عمله. واعلموا يقيناً أنه لو واجه حرباً كالتي نواجهها الآن وأنتم ترون كيف أن جميع الشعب نساءً ورجالًا وصغاراً وكباراً والجميع علماء الدين وغيرهم، جميعهم اتحدوا ويدعمون الجيش، هذا الأمر ليس له مثيل في الماضي، لم يكن ليحصل مثل هذا في زمان محمد رضا. لا أعلم هل تتذكرون ولعل بعضكم يتذكر أن الحلفاء عندما هاجموا إيران في الحرب الأخيرة العالمية الثانية في عهد رضا خان، ومع أن الشعب كان يخشى من أن يخسر كل شي‏ء، جميع القوات الأجنبية دخلت إيران، أي جاء من جميع القوى ولكن الشعب كان يظهر السرور لذهاب رضا خان. تحملوا كل تلك الأشياء. أول من أخبرني بذلك شخص راني أسير في الشارع، وبشّرني بأن رضا خان قد ذهب. كان هذا بالنسبة للشعب بشارة! لماذا؟ لأن رضا خان لم يأت ليخدم الشعب، جاء ليجعل الشعب في الأسر والأغلال كما أن زمان محمد رضا كان بنفس الشكل. عندما ذهب محمد رضا رأيتم كيف كانت الشوارع. وهذا للإنسان الذي يريد أن تكون له قيمة إنسانية- بالطبع اولئك لم يكونوا يريدون كذلك- فان كل القيمة الإنسانية للحاكم هو أن يكون الشعب فرحا به، وأن يحزنوا لذهابه عنهم. عندما يتعامل شخص بهذا الشكل بحيث عندما ذهب امتلأت الشوارع بالناس لإظهار السرور وتوزيع الورود. لو قارنتم الوضع مع الوقت الحاضر. الآن حيث جميعكم أخوة للشعب. جميعكم معاً. أي أنكم تآخيتم معهم وتآخوا هم أيضاً معكم. كل الشعب مع الحكومة إذا واجهت مشكلة ولو واجه الجيش مشكلة كل الشعب يقف إلى جانبه. الجميع مع بعضهم. هذا قيمة لأي مجموعة تريد صيانة وحراسة بلد. مع الأسف كانت الألفاظ التي في السابق كالحارس والدركي فارغة من اي محتوى.


الحارس في ذلك الزمان لم يكن حارساً بل كان يتجبر على الناس. وكم كانوا يفعلون! الشرطة لم يكونوا حرساً بل كانوا أشخاصاً ينهبون الناس بدلًا عن اللصوص! كانوا يتآخون مع اللصوص. اليوم قرأت في بعض الأخبار الأجنبية أن الدرك كانوا يؤجرون المخافر من أجل ابتزاز الناس. وعلى الناس أن يدفعوا مبلغاً محدداً لهم. في السابق المحافظات أيضاً كانت بهذا الشكل. كانت المحافظة تؤجر في كل مدينة! من كان يريد الحصول على محافظة خراسان، كم كانت خراسان واسعة وكم كان يمكن النهب منها والسرقة، بنفس المقدار كان يجب عليه أن يدفع للصدر الاعظم رئيس الوزراء حينها حتى يحصل على محافظة خراسان! وتصبح إقطاعاً من اقطاعاته ومهما يظلم الناس، ومهما يشتكي الناس منه، فإن قادة البلاد لا يولون اهتماماً بذلك. كان هذا هو الوضع السابق. وهذا جزء من ذلك الوضع. كان هناك أشياء، لا أستطيع أن أروي لكم الآن كل ما شاهدته. ولكن الآن كيف هو الوضع؟ الآن ليس ذلك الوضع الذي يريد الدرك فيه أن يقف على مفترقات الطرق ليسرق. وليس الوضع بحيث أن الحرس عندما يذهب الناس إلى المخافر- مثلا- يخافون منه ومما سيفعله معهم. وليس الجيش هكذا، ولا أي جهاز آخر وليست الحكومة بهذا الشكل. اليوم عندما جاء أعضاء الحكومة رأيتهم وكان السيد رجائي رئيس الوزراء بينهم- هم جلسوا هنا في الأمام وجلس هو في تلك الجهة في الخلف‏- كان رئيس الوزراء أصغر منهم حتى أن جسمه كان أصغر من أجسامهم. قلت له هل تتذكر رؤساء الوزراء السابقين ومجالس الوزراء في ذلك الزمان. كان وضع الموظف الحكومي في مدينة كوضع رئيس الوزراء اليوم. إن حاكماً في ذلك الوقت كيف كانت حركته وكيف يجب أن يكون أمامه عدة أشخاص وخلفه عدة أشخاص و كيف كان خارج منزله؟! هذه هي الأشياء العجيبة والغريبة التي شاهدتها أنا بنفسي.

وحدة القوى في مواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية
على كل حال هذه المسائل حلت هنا والحمد لله. الآن الشعب والجيش والدرك والحرس ورئيس الجمهورية، الجميع يختلطون ببعضهم والجميع مع بعضهم. هذا الاتحاد يجب عليكم حفظه. لا يجعلكم الحرس في مقابله وأنتم لا تجعلوا أنفسكم في مقابله. أنتم جميعاً مع بعضكم إخوة. لم لا تكونون مع بعضكم إخوة تقفون إلى جانب بعضكم. الحكومة- مثلا- معكم وأنتم مع الحكومة. الجميع أعضاء أسرة واحدة الآن. يجب عليكم حفظ هذه الأسرة؛ في أسرة ما إذا اختلف مدراء الأسرة مع بعضهم لا يمكن إدارة هذه الأسرة. فكيف ببلد بهذا الطول والعرض ومع كل هذه المعارضات التي تحصل من الخارج والتي يقوم بها المفترون في الداخل. يجب علينا أن لا نكون آلة بيد هذه المجموعات التي جاءت تريد الإفساد هنا وكل منها له جذور في مكان. هذا جذوره في الاتحاد السوفياتي والآخر جذوره في أمريكا. يجب علينا أن لا نجعل أنفسنا آلة بيدهم ليلعبوا بنا ويستغفلونا. هؤلاء يريدون الكثير ويعملون على خداعنا.

هؤلاء المسلحون في هذه البلاد، بينما أخواننا منشغلون بالتضحية على الحدود. فلا أحد من فدائيان خلق فدائيوا الشعب، أو المناضلين ولا أحد من منافقي خلق هناك، الجميع تجمعوا في المدن حيث يمكن الشغب. ليعرفوا من سيأتي الآن ليتحدث وماذا يجب عليهم أن يفعلوا لتحقيق أهدافهم حينما يأتي. وهو عندما يأتي لا يعرف ماذا خطط هؤلاء ثم ينهالون عندما يأتي لإثارة الفوضى والشغب. يعرفون كيف يجعلون هذه المجموعة في مقابل تلك المجموعة.

تعلم هؤلاء درس النفاق. يجب علينا أن ننتبه كيف لا نقع تحت تأثيرهم وأن لا نكون آلة بيدهم. هؤلاء يعملون لصالح القوى العظمى ونحن نكون آلة بيدهم ثم نخوض في بعضنا: حرس الثورة على انفراد يفتتح مكتباً مستقلًا خاصاً به مثلًا، والدرك يفتتح مكتباً آخر، والجيش كذلك، والجميع يخالف بعضهم بعضاً. كل آمال أعدائكم هي أن تكونوا مختلفين مع بعضكم.

أنتم والحمد لله متفقون. ويمكن أن يكون الآن بعض الشبان الأغرار غير منتبهين إلى هذه الأمور أما المستقيمون فينتبهون. بلادنا لن يصيبها ضرر إذا كانت الأمة معكم بهذا الشكل الموجود الآن. بهذا الوضع الذي ترونه الآن. وإذا اعتبرتم أنفسكم خدماً للأمة؛ ولا يفكرا أحد في نفسه أنني الآن حصلت على شي‏ء من السلطة ويجب أن أقمع الذين هم تحت إمرتي. هذه الأمور كانت في الماضي. وفي الحكومات السابقة. الآن أيضاً موجودة في بعض البلاد أو في أكثر البلاد. إذا أردنا أن يكون عندنا نظام إسلامي إنساني وأن تكون لنا قيمة يجب على هؤلاء المسؤولين وعلى جميع الشعب أن يكون لديهم هدف واحد وأن يكون ذلك الهدف هو خدمة هذا البلد المتعرض للحرب. والذي تم نهبه لسنوات طويلة وكان طيلة مدة النظام السابق يزرح تحت الظلم وأولئك السلاطين الذين كان يترحم عليهم ويقال لهم من أصحاب الجنة لم يكونوا هم أنفسهم أقل جناية من غيرهم. هم أنفسهم- مثلًا- بعضهم كان حسن الاسم ويقال له عادل إذا دققتم في تاريخهم وجدتم أنهم كانوا من الجناة وجعلوا اسمهم العادل.

واجب القوات المسلحة هو إزالة مرارات الماضي‏
موضوع آخر هو هذه المرارة التي لازال طعمها منذ العهد السابق. كانوا يرون كيف أنهم عندما يدخلون المخافر كم كان صعباً الخروج منها والمخافر التي يجب أن تكون ملاذاً للناس ويجب أن تكون أماناً لهم من الظلم والجور وما شابه. في ذلك الزمان كان الوضع بحيث إذا اضطر أحد للذهاب إلى المخفر كان يتشاءم أنه إذا ذهب إلى هناك ماذا سيحصل! لقد سبب ذلك مرارة في حلق الأمة. ويجب عليكم أن تَجُدُّوا في تبديل هذه المرارة إلى حلاوة. الآن، هذا الأمر بأيديكم أنتم أن تقوموا بهذا العمل. جميع الناس مستعدون. الجماهير المليونية للشعب هم أناس جيدون جدا وهم مستعدون لجميع المسائل. إذا مدت القوى التي هي في السلطة أيديها نحو الناس فإن جميع الناس حاضرون لهم. فلا يديروا ظهورهم للناس وليكن وجههم نحو الشعب وظهرهم للقوى الكبرى. يجب أن تكون قوتكم مستمدة من الشعب. هؤلاء القوى العظمى‏ يمكنهم أن يعطوكم القوة. يجب أن تكونوا أنتم بأنفسكم أقوياء. لو كانوا يستطيعون لحافظوا على محمد رضا. الجميع كانوا يريدون الحفاظ عليه ولكن لم يستطيعوا.

على كل حال يجب اليوم على القوات المسلحة جميعاً، أن يتعاونوا وأن يعملوا على تحويل طعم المرارة المتبقية من النظام السابق إلى حلاوة من خلال سلوكهم وتصرفاتهم، من خلال إحساس الناس أننا نحن في البيوت، الحرس والشرطة يحافظون علينا لا أن نخاف من أن يأتوا إلى بيوتنا وينهبوها! في السابق كان الوضع هكذا الآن يجب أن يكون الإحساس بأن الناس يطمئنون للسلطات الموجودة. وأن يشعروا أن الذين هم في الحدود يعملون على حفظهم، الآن هذا الإحساس موجود. بالطبع هناك مجموعة شرعوا بالإفساد داخل هذه الشرائح. لكن يجب أن ننتبه لنُطَمْئِن الناس ونطمئن بالهم. الناس عندما يخرجون في الصباح من منازلهم يجب أن يعرفوا أن كل شي‏ء محفوظ أيضاً. لا يكن الأمر بحيث أنهم يخرجون وهم خائفون. أنتم تعلمون وأنا أعلم أننا في ذلك الوقت عندما كنا نريد الخروج من المنزل، ونحن بما أننا كنا معممين كان الأمر أصعب وكان ذنبنا أكبر، عندما كنا نخرج من المنزل إلى مكان ما لنجلس في مكان، نتحادث عن آلامنا سوية وعندما كنا نريد أن نخرج كان علينا أن نخرج في وقت نتفادى فيه حصول مشاكل لنا في الطريق.
أحياناً كنا نذهب إلى مكان ونضطر للبقاء فيه من الصباح حتى المساء.

في وقت من الأوقات كان عندي مباحثة وفي يوم من الأيام جئت فوجدت شخصاً واحداً فقط فقال لي: لقد جعلوهم يهربون إلى البساتين! خوفاً من أولئك الذين يأتون إلى المدارس ليبحثوا فيها وكل من يجدونه فيها يأخذونه، كان الإحساس بالخوف والاضطراب وكل شي‏ء بسببهم. الآن عليكم أن تقوموا بعمل يعيد الطمأنينة والهدوء. عندما يكون البلد هادئاً يكون الشعب مرتاح البال بأن الجيش حيث يعيش هو يحافظ عليه والدرك يقوم بحماية الطرق والحرس في المدينة يقوم بحراسته. عند ذلك تحصل حالة من الهدوء هي أكبر من كل النعم. هذا الاطمئنان أكبر النعم. من الممكن أن يكون عند الإنسان مائة بستان ولكن يفتقد للاطمئنان. هل تظنون أن رئيس أمريكا باله مطمئن كثيراً؟ وليس عنده خوف؟ يرى في مقابله قوة أخرى لا يستطيع رؤيتها والآن كل همه هو التغلب عليها. عنده خوف واضطراب. إن خوفكم واضطرابكم أقل من خوفه واضطرابه. يجب عليكم أن تعملوا من أجل أن لا يكون لدى الناس اضطراب، وأن لايخاف الناس، إننا الآن عندما نخرج من بيوتنا ماذا يفعل الحراس بنا وماذا تفعل الشرطة. وعندما نكون في البيوت ماذا سيحصل. طمئنوا الناس وعندما يطمئنون فسوف ستكون دنياكم وآخرتكم آمنتين.
آمل أن تكون هذه السنة سنة الوحدة والاطمئنان. إطمئنان الناس وسنة الانتصار. نصركم الله جميعاً.
 


*صحيفة الإمام، ج‏14، ص: 182

2011-06-01