الموضوع: ذكر واجبات ورسالة الاتحادات الإسلامية
خطاب
الحاضرون: ممثلو الاتحادات الإسلامية للطلبة في أنحاء البلاد
عدد الزوار: 59
التاريخ: 11 فروردين 1360 هـ. ش/ 24 جمادى الأولى 1401 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: ممثلو الاتحادات الإسلامية للطلبة في أنحاء البلاد
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الاتحادات الإسلامية
هناك عدة مواضيع سأحدث الاتحادات الإسلامية في كل أنحاء البلاد عنها سواء في ذلك الاتحادات الإسلامية للثانويات في أنحاء البلاد أو سائر الاتحادات الإسلامية التي تأسست بحمد الله في كل مكان.
الموضوع الأول هو أن هذه التسمية ب - (الاتحادات الإسلامية) في كل مكان هو نوع من الالتزام من قبل الاتحادات بالإسلام وذلك هو الإسلامية والأسلمة. ليس مجرد اسم أن يجتمع جمع ويسموا أنفسهم الاتحاد الإسلامي. هذا التزام منكم من أجل الإسلام في كل أنحاء البلاد وفي جميع الأماكن التي فيها كل شيء من الإسلام. أنتم تلتزمون أن تكونوا إسلاميين وأن تطبقوا الإسلام في الأماكن التي أنتم فيها. إذاً لديكم التزامان الأول هو أسلمة أنفسكم والثاني هو أسلمة الأماكن التي تتواجد فيها اتحاداتكم.
حول أسلمة أنفسكم هناك موضوعان: الأول هو الانتباه إلى أن لا يكون في هذه الاتحادات اعضاء منحرفون وغير ملتزمين بالإسلام أو من أعداء الإسلام. الذين لا يريدون أن يتحقق الإسلام في هذا البلد وتلقوا صفعة من الإسلام فإنهم يسعون للنفوذ في جميع الأماكن التي فيها اتحاد باسم الإسلام أو فيها مساجد وأماكن أخرى. واجب الاتحادات الإسلامية سواء الموجودة منها في المدارس أم الموجودة في المؤسسات الأخرى في البلاد وهي موجودة بحمد الله في جميع أنحاء البلاد, الواجب الأساسي هو معرفة الأشخاص الذين يدخلون هذه الاتحادات وماضيهم قبل الثورة وماذا فعلوا في الثورة؟ ماذا كانوا وفي أي حالة كانوا قبل الثورة وماذا كانوا يفعلون وهل أسرهم أسر ملتزمة بالإسلام؟ هذا الشخص نفسه قبل الثورة هل كان ملتزماً بالإسلام وبعد الثورة بقي على حاله أم لا؟ من الممكن أن يكون أكثر الأشخاص في هذه الاتحادات أشخاصاً ملتزمين وسالمين مؤمنين بالثورة ومؤمنين بالإسلام ولكن إذا كانت أقلية ولو شخصان، بين هذه الاتحادات، من المنحرفين فإنكم قد تجدون فجأة أن هذين الشخصين قد جرا الاتحاد الإسلامي إلى الانحراف. والاتحاد الإسلامي بدل أن يحول المكان إلى إسلامي يسوقه نحو الانحراف. وهذا من الأمور المهمة للاتحادات الإسلامية وقد قيل لي مرارا أن الاتحادات الإسلامية تحوي أشخاصاً ليسوا إسلاميين, وقد دخلوا الاتحادات باسم الإسلام ويريدون إيجاد الانحراف.
إحدى واجبات الاتحادات هي الانتباه إلى الأشخاص الذين دخلوا في عضويتها كيف هم؟ ما هو ماضيهم وما هو تاريخهم وتاريخ أسرهم؟ يجب أن تدرسوا هذا الموضوع بدقة ثم تقبلوا الاعضاء ولا يكن أمركم بحيث أن بعض المنحرفين الذين لا يلتزمون بالإسلام والمعادين للإسلام والمعارضين له ينتمون - لا قدّر الله - ويجرون الاتحادات الإسلامية من الأساس إلى الفساد، حيث كان الأصل الذي وجدت الاتحادات من أجل هو الإصلاح بينما هي تتجه نحو الفساد. هذا هو أحد واجباتكم كمؤسسين للاتحادات الإسلامية ويجب أن تنتبهوا إلى هذا الموضوع كثيراً.
التزام الاتحادات بالإسلام وأحكامه
من الجهة الأخرى حول إسلامية هذه الاتحادات. الإسلام له أبعاد مختلفة بحيث لو أن شخصاً أو جماعة ارادوا فعلا أن يكونوا اسلاميين يجب أن يأخذوا جميع الأبعاد بعين الاعتبار. أحد أبعاد الإسلام هو بعد العقائد، يجب أن لا يكون هناك شخص أو أشخاص ليس عندهم عقائد إسلامية وأسسوا اتحادا إسلامياً. إذا لم يكونوا معتقدين بجميع أسس الإسلام لا يمكنهم أن يؤسسوا اتحادا إسلامياً أو أن يطبقوا الإسلام.
وبعد آخر هو الأخلاق الإسلامية. فربما وجد أشخاص عندهم عقائد إسلامية بحسب الواقع نوعاً ما، لكن ليس عندهم أخلاق إسلامية. المهم لكم عندما تؤسسون اتحادا إسلامياً وخصوصاً أنتم الحاضرون هنا والذين تتكفلون أنتم وأصدقاؤكم الاتحادات الإسلامية للمدارس الثانوية، هذا أمر مهم جداً أنتم الذين تعهدتم أن تبدأوا من أنفسكم وأن تزينوا أنفسكم بالأخلاق الإسلامية وأن تجتنبوا الأخلاق المخالفة للإسلام, لأنكم تعملون على تطبيق الإسلام في الثانويات التي أنتم فيها, لا تريدون أن يكون مجرد اسم فقط، لأن الآخرين عندهم اتحاد إسلامي فنحن يجب أن يكون لدينا مثل هذه الاتحادات. أنتم تريدون تطبيق الإسلام في الثانويات وهو أمر مهم جداً ولا يمكن ذلك إلّا بأن تكون عقائدكم إسلامية صحيحة وأن تكون أخلاقكم إسلامية أيضاً.
كما أن أحد الأبعاد الأخرى، هو الأعمال الإسلامية, الالتزام بظواهر الإسلام والعمل بأوامر ونواهي الإسلام والعمل بأحكام الإسلام. ولو أن الجماعة التي أسست الاتحاد الإسلامي - لا قدر الله - كان عندها انحراف في الأعمال فلا يمكنهم أن يقولوا أن لدينا اتحادا إسلامياً وجئنا لنطبق الإسلام هنا. يجب أن تبدأوا من أنفسكم، كل شخص يجب أن يبدأ من نفسه وأن يطابق عقائده وأخلاقه وأعماله مع الإسلام وبعد أن يصلح نفسه يذهب لإصلاح الآخرين. وخصوصاً أنتم في الثانويات وجميع الذين يتعاملون مع الأطفال واليافعين والشباب. هذا التزام كبير عندكم هناك. وتريدون أن تحولوا الثانويات وكل ما فيها إلى مظاهر إسلامية وهذا التزام كبير. هؤلاء الذين في الثانويات، في الابتدائيات، ثم يدخلون الجامعات وهم الذين في ايديهم مستقبل البلاد إذا تمت تربيتهم على الالتزام الإسلامي والأخلاق الإسلامية ودخلوا للمجتمع, فيمكنهم إصلاح البلاد والدفاع عن استقلالها. جميع الأمور الفاسدة سواءً منها ما كان في عهد النظام السابق من حيث الارتباط بالقوى الأجنبية وسواءً المدافعون عن تبعية هذا الشعب وهذا البلد للدول العظمى، كل هذا بسبب أنه لم يكن لديهم التزام إسلامي. إذا عرف شخص أو أشخاص الإسلام ما هو؟ وفهموا كيف يتعامل الإسلام مع القوى الكبرى وانتبهوا إلى الاستقلال الذي يؤكد عليه الإسلام بهذا الالتزام بالإسلام لا يمكن أن يصبحوا تابعين للآخرين الذين يعارضون الإسلام وهم أعداء للإسلام. جميع مصائبنا تأتي من أن رجالنا في السابق سواء الذين كانوا في المجلس أو الذين كانوا في الحكومة أو كانوا في الجيش، لم يكن الإسلام مطروحاً بالنسبة لهم في الغالب. ولأنه لم يكن مطروحاً فإن الذين كانوا يقومون بتربية الأطفال لم يكن لديهم اهتمام بأن يتربى الطفل تربية إسلامية حتى يصبح عنده روح عظيمة بحيث لا يقع تحت سلطة الأجانب ولا تحت سلطة الداخل. عندما لايكون لهؤلاء التزام إسلامي فإنهم سيربون أطفالنا على نفس الشاكلة. كانوا يدخلون الجامعات زرافات زرافات ويتخرجون منها زرافات زرافات ولا علم لهم بالإسلام والالتزام الإسلامي والأخلاق الإسلامية.
أعضاء الاتحادات قدوة للآخرين
يجب أن تكونوا أنتم الذين تؤسسون الاتحادات في الثانويات منتبهين إلى الإسلام وأن يكون لديكم التزام بالإسلام وأحكام الإسلام وأخلاق الإسلام والأعمال الإسلامية. يجب أن تكونوا أنتم أنفسكم نموذجاً عملياً لتربية الأطفال وأن تدعوهم بأعمالكم إلى الإسلام والأخلاق والأعمال الإسلامية.
إذا قمتم بهذه الخدمة وإذا كان جميع الأشخاص الذين يحتكون بالشباب والأطفال، ملتزمين بالإسلام والأحكام الإسلامية, إذا التزم شخص بالإسلام لا يمكن أن يقبل بالخضوع للظلم ولا يقبل بالخضوع للتبعية للأجانب. يجعل نفسه تبعاً للكفار لأن في أحكام الإسلام كل ما يلزم لإدارة بلد ما كلها موجودة في الإسلام. كل هذا الفساد لأن الإسلام في تلك البلاد لم يتحقق بالمعنى الأصلي ولأن هؤلاء الذين يقومون بتربية الشباب والأطفال والكبار وهؤلاء الذين في الابتدائيات وما فوقها لم يتربوا تربية صحيحة ثم عندما دخلوا المجتمع وصار الوطن تحت سيطرتهم كانوا أناساً غير ملتزمين ولذا لم يكونوا يستنكفون من أن يكون الوطن تحت سلطة غيرهم وأن يكون محتاجاً للخارج.
أنتم ابدأوا من البداية وليكن قصدكم أن تكونوا مستقلين في كل شيء مستقلين في الثقافة وفي الصناعة وفي الزراعة وعندما تتصرفون على هذا الأساس وتدخلون معترك الحياة بهذا العزم يمكنكم أن تنقذوا بلادكم وأن تجعلوا وطنكم مستقلًا وتصونوا استقلال بلادكم. نحن الآن في بداية عملنا لقد دخلنا في مجتمع كل شيء فيه مرتبط بالأجانب. جميع الأشياء التي كانت تجري هنا كانت تقليداً للأجانب. إذا أسست مدرسة تكون مدرسة تابعة. ولو دربوا عسكريا فلا بد أن يكون عسكرياً تابعاً. يقال عندما اغتيل كندي 1 نظم لأطفالنا بيت من الشعر لرثائه! وأقاموا العزاء لكندي! واليوم عندما قتل أخوه 2 لا يهم إذا كان الاغتيال ناجحاً أم لا، ولا يغير شيئاً في وضعنا اليوم، لا أحد يقيم له العزاء.
على أية حال يجب أن تتغيروا عن النظام السابق وجذوره الممتدة في كل مكان. هم غيروا جميع أماكن البلاد حيث سادت أخلاق التبعية. يجب أن يسعى الشعب الإيراني وليسع هؤلاء الذين يتعاملون مع الشباب والرجال والصغار، ليكونوا مستقلين من حيث الأفكار ومستقلين من حيث الثقافة. هؤلاء هم الذين يتصرفون بمصير البلاد في المستقبل. إذا أنشأتموهم جيداً فأي عمل يقومون به لكم عليه الثواب.
المسؤولية المهمة للاتحادات بسبب إسلاميتها
على أية حال يقع على عاتقكم واجب كبير. الاتحادات الإسلامية اينما كانت فإن الاسم الذي اختاروه لها يفرض عليهم واجبات. سوف تسألون في يوم من الأيام. انكم اخترتم اسم الاتحاد الإسلامي ولم يكن لديكم التزام بالإسلام.
لا قدر الله لو كان فيكم انحراف أو سمحتم بأن يكون هناك انحراف في الاتحادات الإسلامية أو سمحتم بانحراف في المواد التي سوف تدرّس فإنكم مسؤولون بحكم هذا الاسم الذي اخترتموه لأنفسكم. سوف تسألون: أنت الذي قلت إنك عضو في الاتحاد الإسلامي، لماذا لم تكن إسلاميا؟. ولماذا لم يصبح الأطفال الذين كنتم تعلمونهم إسلاميين ولماذا كان هناك انحراف في هذه الاتحادات الإسلامية.
جميعنا مكلفون وجميعنا يجب أن نوصل هذه الأمانة الثقيلة الملقاة على عاتقنا والإسلام والوطن الإسلامي إلى غايته وهدفه. ويجب علينا جميعاً سواء الحكومة أو الشعب وخصوصاً الذين هم على ارتباط مع الشباب والأطفال، هذه أمانة كبيرة في عهدتكم وعهدتنا جميعاً ويجب أن نوصل هذه الأمانة إلى حيث يجب إيصالها. وأن نطبق الإسلام إن شاء الله في جميع أنحاء البلاد. وأن نبدأ من أنفسنا وأن ندعوا الآخرين إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج14، ص:194,190
1- جان اف كندي الرئيس الأميركي الأسبق اغتيل في أوائل الستينيات.
2- روبرت كندي.