الموضوع: الاشادة ببطولات أهل خوزستان والمناطق الحربية
خطاب
الحاضرون: عوائل الشهداء والمعاقين من أهل خوزستان من جراء الحرب المفروضة
عدد الزوار: 56
التاريخ: 13 فروردين 1360 هـ. ش/ 26 جمادى الأول 1401 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الحاضرون: عوائل الشهداء والمعاقين من أهل خوزستان من جراء الحرب المفروضة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
الاشادة بتضحيات أهالي خوزستان والمناطق الحربية
لقد أدت خوزستان دينها للإسلام. وهي التي جاهدت سابقا وتجاهد اليوم من أجل الإسلام والقيم الإنسانية ومن أجل شرفها وشرف وطنها ووقفت برجولة وبعثت بشهدائها العظام إلى الله تعالى.
لقد كانت خوزستان أسوة لكل أهالي هذا البلد عندما هاجم الباطل الحق وكانت سباقة وأسوة في الدفاع عن الحق. إن غرب البلاد وجنوبها أسوتان لبقية مناطق البلاد.
هؤلاء الذين ما زالوا ماثلين أمام أعيننا، هؤلاء الشهداء الماثلة صورهم أمامنا، سارعوا وتسابقوا إلى الله ولبوا دعوة الإسلام ونالوا السعادة وضمنوا الشرف والعزة لغرب البلاد وجنوبها بل لكل إيران، بل ربما لكل البشرية.
وعزاؤنا في هذه المصيبة التي نشترك فيها جميعاً، هو أننا جميعاً لله وإنا اليه راجعون.
إننا في أنفسنا لا نملك شيئا، فكل ما لدينا أمانات قد وهبنا إياها الله. إنا لله: نحن جميعاً لله، ملكه والعاقبة أننا سوف نرجع إليه، السعادة يحصل عليها، الذين وقفوا باختيارهم وجاهدوا وقاوموا وقاتلوا الكفر وسلموا أرواحهم لله، ورجعوا إلى الله تبارك وتعالى بالسعادة والعزة.
فنحن سنموت جميعاً، لكن أولئك نالوا السعادة لأنفسهم وضمنوا العزة والشرف لوطنهم بوقوفهم في وجه جيش الكفر من أجل الدفاع عن الإسلام وعن دولة الإسلام وضحوا وسارعوا إلى الله.
الانسان ميت لا محالة ولابد من أن يسلك هذا الطريق، فكم من الأفضل له أن يحصل على سعادة كهذه وأن يعيد الأمانة إلى صاحبها، الموت الاختياري، الشهادة، الوصول إلى الله بلباس الشهيد وبعقيدة الشهداء.
فالموت في الفراش، موت ولكنه ليس شيئاً، لكن الموت في سبيله شهادة وعزة وحصول على الشرف للإنسان ولكل الناس.
لقد وقفتم يا أهالي غرب وجنوب خوزستان وباقي المناطق الحدودية للبلاد في مقابل الظالمين والمهاجمين للإسلام، وقدمتم شهداء كشهداء صدر الإسلام، فقد بقي منكم شهداء كثيرون لهذه الأمة. لقد ضمنتم شرف هذه الأمة، فرضي الله عنكم.
إن الإسلام يعتز بكم، وهذه الأمة داعمة لكم ولكل جنودها، وما قدمتم من الشهادات التي حصلت وما قدمتم من الشهداء للإسلام هم شهداء كل الشعب، الشعب كله يشترك في المصيبة وفي الرفعة والشرف ايضا، وهنيئاً لهؤلاء الشبان الأعزاء والذين للبعض منهم صور في المجلس وهو أمر يبعث على الشعور بالحزن والعزة معاً.
الشهداء رواد قافلة السعادة
أبارك لكم يا أهل خوزستان وباقي سكان الحدود الذين تعرضتم للهجوم وأذكركم بجملتين من كتاب الله ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾1.
فهذا ما علمه الله تبارك وتعالى للإنسان من الأول حتى الآخر بحيث أنه عندما تحدث حادثة ما وفيها ضرر لكم بحسب الظاهر فلا تحزنوا، فهذا ليس بضرر لكم ولا تتأسفوا عليه ولا تحزنوا لأجل ما فقدتم لأنه وبحسب الظاهر وحسب ما تراه عيونكم التي لا ترى إلا الظاهر ضرر وخسارة. لا تحزنوا فليس ذلك بضرر. لا تحزنوا ولا تأسو على ما فقدتموه. ظاهر الامر انكم فقدتموهم ولكن في الواقع إنهم باقون، وقد حققوا لكم الشرف والعزة، ولا تفرحوا لما تكسبون من الدنيا لأن ما هو من الدنيا فهو فان وما يقدم لله باق وأبدي.
والشهداء: أحياء عند ربهم يرزقون2، وقد نالوا الآن عند الله تبارك وتعالى رزقا خالدا وروحا خالدة وما كان من الله فقد قدموه وسلموا ما كان لديهم من الروح وقد قبله الله تبارك وتعالى ويقبله، نحن الذين تخلفنا. فنحن الذين يجب أن نتأسف لأننا لم نستطع أن نسلك هذا الطريق، فقد كانوا هم السباقين في هذا المجال وذهبوا نالوا سعادتهم وتأخرنا عنهم ولم نستطع اللحاق بهذه القافلة والسير في هذا الطريق. إننا جميعا لله، كل العالم لله، العالم من تجليات الله، والى الله يرجع كل العالم.
فما أفضل أن يكون الرجوع باختيارنا وأن ينتخب الإنسان الشهادة في سبيله وأن يختار الموت لله والشهادة لأجل الإسلام. فالله سوف يرزق- كل الشهداء الذين استشهدوا في طريق الإسلام وكل المتضررين والمعاقين في هذا السبيل والذين فقدوا كل ما لديهم من أجل الإسلام وتشردوا لذلك- السعادة الأبدية. كلنا شركاء في هذا المصاب وما ناله هؤلاء الشبان من الشرف هو للإنسانية ولشرف الإنسان وعزته، فقد أثبت هؤلاء القيم الإنسانية، رحمهم الله وتقبّلهم.
وأعزي كل من بقي من عوائلهم وأبارك لهم أيضاً، مبارك على أهالي خوزستان وعلى أهالي الجنوب والغرب هذه التضحية وهذه الخدمة وهذا الثبات.
الذين يترددون على تلك المناطق يتحدثون لأهالي المناطق الاخرى عن الروح العظيمة التي تمتلكونها أنتم يا أهالي خوزستان ويا أهالي الغرب والجنوب ويمدحون فيكم هذه المعنويات العالية.
وأتمنى أن يتغلب الشعب الإيراني بهذه المعنويات العالية التي يمتلكها على كل القوى الفاسدة وأتمنى أن يتحرر بلدنا من أيدي هؤلاء الجناة بسرعة، وأن يعود أحبتنا أينما كانوا إلى أماكنهم.
واللعنة والعار لأعداء الإسلام وأعدائكم والرحمة والعزة والشرف لكم أيها الإخوة والأخوات والرحمة على شهدائكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* صحيفة الإمام، ج14، ص: 201-203
1- سورة الحديد، الآية 23.
2- سورة آل عمران، الآية 169:( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).