الموضوع: المستضعفون هم السباقون في الثورة تثمين تضحيات طياري القوة الجوية
خطاب
الحاضرون: فئات مختلفة من أهالي جنوب طهران والمحرومين
عدد الزوار: 52
التاريخ: 16 فروردين 1360 هـ. ش/ 29 جمادى الأول 1401 هـ. ق
المكان: طهران حسينية جماران
الحاضرون: فئات مختلفة من أهالي جنوب طهران والمحرومين
بسم الله الرحمن الرحيم
المحرومون والمستضعفون هم السباقون في الثورة
فئات مختلفة حاضرة هنا، ولأجل أن لا أغفل عن ذكر اسم بعض هذه الفئات، فأرجو المعذرة لعدم ذكر أسماء الجميع، فالجميع أمة الإسلام وتابعون للقرآن ومن الكادحين في هذا البلد.
الثورة الإسلامية هذه الثورة المهمة، رهن نضال هذه الطبقة، طبقة المحرومين، طبقة المناطق الشعبية، الطبقة التي أنجحت الثورة، أنني اقدركم يا سكنة الأكواخ أكثر من سكنة القصور، اذا كانوا قابلين للمقايسة معكم.
لقد كنت اتباهى عندما كنت أرى رجلًا مسناً أثناء الثورة يخرج من تلك المنازل البسيطة وتلك الخربات الحقيرة ويقول نحن سوف نخرج صباحاً مع أولادنا للمظاهرات كنت أتباهى.
فشعرة منكم أفضل من أولئك الذين يسكنون القصور، أولئك الذين لم يكن لهم أي عمل في هذه الثورة بل كان لهم دور تخريبي بقدر ما كانوا يستطيعون والآن أيضاً يفعلون كل ما بوسعهم، فشعرة منكم تُفضّل على جميعهم، ولعل مقارنة هذه الشعرة معهم لا يكون صحيحا.
انتم انجحتم هذه الثورة، الجماهير في سائر البلاد هي التي انجحت الثورة، نفس اولئك الرجال والنساء المحرومين ونفس اولك المستضعفين الذين كانوا اصحاب القصور يستضعفونهم، نفس اولئك اثبقوا أن أصحاب القصور هم الضعفاء و العفنون الذين لم ولن يقدموا اي شيء للشعب، لقد كانت الجامعات وشباب الجامعات المحرومون والمستضعفون وهذه الطبقة المحرومة في المجتمع والتي كانت محرومة من كل أسباب الرفاه ولكن قلبها كان مليئا بالايمان والعشق للإسلام وقد واصلت جماهير هذه الطبقة حركتها بهذا العشق وبهذا الايمان وقدمت الشهداء لكنها لم تطلب شيئا ازاء ذلك. وأولئك الذين لم يكن لهم أي حظ في هذا المضمار إلا التخريب والآن هم منشغلون بالتخريب في زوايا وحدود البلد، فهؤلاء كانوا جالسين جانباً منتظرين أن يتغلب طرف على آخر ثم يأتون هم من أجل الاستفادة وقطف الثمار.
فعندما رأوا أن الجمهورية الإسلامية لا توافق برنامجهم، لقطف الثمار، بدأوا بأعمال التخريب، وصاروا يؤيدون كل عمل تخريبي يحدث ويساعدون عليه؛ في كردستان؛ في بلوجستان.
والآن أيضاً ونحن مشغولون في الجنوب والغرب بالحرب، لا يدعون هذا الشعب يلتفت إلى الحرب وهم يمارسون كل الإعلام المضاد في الشوارع والأزقة والمناطق.
لقد خلصتم هذا البلد من أيدي القوى العظمى ولا تطلب هذه الطبقة المحرومة العزيزة مقابل خدماتها شيئاً من أحد إلا من الله، ونحن ممتنون لكم، فنحن خدم لكم، إذا كنّا أهلًا لذلك.
فأنتم من اجتمعتم في الساحات والشوارع ووقفتم بأيديكم العزلاء مقابل المدفع والسلاح والرشاش وبصمودكم وبشجاعة رجالكم ونسائكم، كبيركم وصغيركم ضحيتم وقدمتم الشهداء حتى النصر.
والآن أيضاً وفي ظل الحرب في الجبهات، كما يشير التلفاز فإن هذه الطبقة مشغولة أيضاً بالخدمة. لكن أهل القصور لم ولن يشاركوا في الحرب حتى بمقدار شاهي1 واحد. فهؤلاء لو لم يكونوا منشغلين بالفساد والتخريب فإنهم غير مبالين بالأمور.
تثمين شجاعة طياري القوة الجوية
ويجب أن أشكر القوى المشاركة في الحرب وأقدرهم، فقد استبسلت القوى الجوية البارحة ببسالة منقطعة النظير، فقد دخلت مقاتلاتهم إلى اقصى نقطة في العراق وضربتهم هناك.
فيجب أن أشكر بالنيابة عن كل الناس- وأتمنى أن يكون الشعب قد أعطاني هذا الحق- إنني أشكر هؤلاء المقاتلين والمجاهدين الذين ضحّوا بأنفسهم فداءً للإسلام والوطن وإن الشعب سندٌ لهم.
فبحمد الله لقد قدموا نموذجاً من الشجاعة والبسالة دون أن يلحق بهم أي ضرر أو خسارة. ضربوا العراق وأفهموه بأنه لو لم يكن الخوف من أن يقتل أشخاص ليس لهم ذنب- فهؤلاء يحبون الشعب العراقي- لو لم يكن هذا الخوف لأفهموا الحكومة العراقية أنها غير قادرة على الوقوف والصمود في وجه شبابنا. البارحة كان هنا قادة الجيش وعندما أرادوا الخروج قال لي السيد فكوري قائد القوة الجوية على انفراد: نريد أن نقوم بعمل ما، ولم يذكر ما هو ذلك العمل وتبين فيما بعد أن هذا العمل الهام جداً قد تم وأدَّبوا الصداميين بشدة. وأيضاً القوى البرية والحرس والجميع يقومون بأعمال شجاعة كهذه، وهي أمور تستحق التقدير من الشعب، وهؤلاء أيضاً هم من الطبقة المحرومة.
فلا ترون بين هؤلاء الطيارين والحرس والدرك والجيش أي شخص من أولئك الذين يسكنون في شمال المدينة، فجميع هؤلاء من هذه الطبقة.
إذاً ثورتنا مدينة لهذه الطبقة، فهذه الطبقة هي التي أنجزت الثورة بقيامها، وتقدمت بها وهي أيضاً التي تضحي على الحدود خلقت لشعبنا قيمته وأثبتت للدنيا كلها أن- هذه الطبقات المنشغلة بهذه الأعمال والفعاليات- شجاعتهم فوق ما يتصورون.
فنحن كل يوم نشهد انتصاراً في الجبهة بفضل هؤلاء المنتشرين على طول الجبهات والمنشغلين بالتضحية، وهم جميعاً من هذه الطبقة المحرومة، لكن هذه الطبقة فوق كل الطبقات، كما أنكم جميعاً رجالًا ونساءً مشغولون بالتضحية خلف الجبهة ومشغولون بالحرب. فأولئك يحاربون في الجبهات وأنتم خلف الجبهات.
وهذا من ميزات الثورة الإسلامية، هذا من خصوصيات الإسلام، فهذا مما علمكم إياه الإسلام.
وقد نهضتم منذ اليوم الأول ونهضتم للإسلام والآن لأنكم تعتبرون أن حكومتكم إسلامية وأن جيشكم إسلامي، فمن هذه الناحية كلكم مشغولون بالتضحية والعمل بدون أن تفكروا بمصالحكم أو تسجيل مفاخر شخصية لكم. وربما ليس هناك نظير في الدنيا للحالة الموجودة في إيران من حيث حماية ودعم الشعب للجيش.
فربما ليس لذلك نظير في الدنيا وربما لا نستطيع أيضاً أن نجد في التاريخ مثيلًا لأطفال صغار وفتيان ونساء وشيوخ وعجائز وعرسان كلهم مع بعضهم، حاضرون في الجبهة، في الحرب، في الساحة التي يتواجد فيها كل الشعب.
قلق أهل القصور وهدوء أهل الأكواخ
وأنا أرجو منكم أيها الشعب العظيم، أيها المحرومون، لكنكم أعزاء عند الله، ألّا تعتقدوا أن أهل القصور مرفهون جداً، فإن قلوبهم ترتجف خوفاً وغير آمنة، فالاضطراب الموجود بينهم غير موجود بين أهل الأكواخ. فالطمأنينة الموجودة عند الطبقة المحرومة غير موجودة عندهم، فلو انتبهتم ورأيتم القوى الكبرى، لرأيتم أن هناك اضطراباً كبيراً عند رؤساء هذه القوى، فبينكم أشخاص يعملون لله ويريدون الأجر منه، فهذا ليس اضطراباً. هذه نعمة إلهية منحنا إياها الله وربما لا نستطيع أن نفهم بشكل صحيح النعم الإلهية الخفية، كنعمة الطمأنينة، الهدوء والراحة ونعمة سكينة القلب، اطمئنان القلب، فهذه النعم موجودة فيكم وفي الفئات التي يعتبرونها مستضعفة وهي غير موجودة عند أولئك فليس عندهم إلا القلق والاضطراب، فقد جلسوا في القصور الكبيرة يتحسرون ويتلوعون بالغصة، وأنتم تجلسون في الأكواخ وفي هذه البيوت البسيطة ولا تتأسفون أو تتحسرون على شيء.
فهذا من الألطاف الإلهية عليكم وأرجو الله تبارك وتعالى أن يديم عنايته عليكم أيها الشعب العزيز وعلى كل الأمم الإسلامية، إن شاء الله سوف يسقط المستكبرون بسرعة ويبيد الله كل من ظلمكم واعتدى عليكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* صحيفة الإمام، ج14، ص: 205-208
1- شاهي، عملة ايرانية لا قيمة لها
2011-06-01