يتم التحميل...

الموضوع: التحام القوى المسلحة مع علماء الدين ومراعاة حدود الوظائف الموكلة إليهم‏

خطاب

الحاضرون: جواد فكوري (وزير الدفاع وقائد القوة الجوية) مصطفى جمران (ممثل الإمام في المجلس الأعلى للدفاع) طيارو ومنتسبو القوة الجوية

عدد الزوار: 33

التاريخ 18 فروردين 1360 هـ. ش/ 2 جمادى الثانية 1401 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
الحاضرون: جواد فكوري (وزير الدفاع وقائد القوة الجوية) مصطفى جمران (ممثل الإمام في المجلس الأعلى للدفاع) طيارو ومنتسبو القوة الجوية

بسم الله الرحمن الرحيم‏

التحام القوى المسلحة مع علماء الدين ومراعاة حدود الواجبات الموكلة إليهم‏
إنني أفهم بشكل أكبر عمق العمل الذي قام به السادة وخططوا له رويداً رويداً كلما ازداد الحديث عنه. فقد أثبتت هذه المسألة أن شبابنا الأعزاء بحمد الله وبتوكلهم على الله وإيمانهم أنجزوا الأعمال بشكل مشابه للمعجزة ولو كنت أعلم أن هناك شيئاً أعلى من الدعاء لكنت أهديتكم إياه، لكن الدعاء الذي دعوته وأدعوه أعظم من كل الهدايا. وأطلب من الله تبارك وتعالى أن تكونوا أيها السادة موفقين في كل المراحل وأن تحفظوا وطنكم والإسلام العزيز وأن تقتلعوا تلك الجذور الفاسدة الموجودة في البلاد بجديتكم. وأنا دعمت وأدعم دائماً كل الجيش سواء القوة الجوية أو القوة البرية أو القوات الأخرى، البحرية وكل القوى المسلحة وادعم هؤلاء جميعاً نيابة عن هذا الشعب، وأعتبر أنكم جديرون ليكون كل الشعب خلفكم داعماً لكم.

وأتمنى أن يكون هذا الالتحام محفوظاً بشكل دائم، التحامكم يا قادة القوات الجوية والبحرية والبرية وسائر القوات مع علماء الدين مع الشعب. فيجب أن تلتفتوا بدقة لقضية تواجد علماء الدين بينكم والذين يقومون ببعض الأعمال- في إطار الحدود المعينة لهم- فان ذلك لمصلحتكم ولمصلحة البلد والإسلام، فهناك أيادٍ تريد أن تفصلكم عن علماء الدين وتجعل الشعب يسئ الظن بكم. فيجب أن تنتبهوا إلى أنه لو كان علماء الدين معكم- طبعاً يجب أن يعملوا في حدود وظائفهم الموكلة إليهم ويظل عملهم مستمراً- فهم سندٌ لكم.
فعندما يكون ممثل علماء الدين في المعسكرات، فهذا نافع لكم. وإذا قال أحد ما بأن ذلك- مثلًا- مضر لكم، فهذا غير صحيح، فالشعب يظل يدعمكم لهذا الأمر.

وأنا أتمنى أن يبقى هذا الارتباط الحاصل الآن بين جميع الفئات محفوظاً ويستطيع وطننا أن يتقدم بارتباط كهذا وعلاقة كهذه.
حتى لو كان هناك استياء من بعض الشيوخ الشباب فان ذلك يجب أن يحل من خلالي أو من خلال بعض الاشخاص الموجودين هناك مثلا، طبقا للحدود المعروفة. فلا يمانعهم السادة عن واجباتهم التي عليهم ولا يتجاوز هؤلاء أيضاً حدودهم المرسومة لهم، بحيث أن كل شخص يعرف ماذا يجب أن يفعل، فطالب الحوزة الدينية هناك يجب أن يقوم بالتبليغ بشكل واضح ولا يحق لأحد أن يمنعه من تبليغه، فلو رأيتم في وقت ما أن أحداً ما قال يجب أن يمنع، فاعلموا أن هذا عدو لكم وليس صديقاً لكم، وهؤلاء أيضاً لا يحق لهم أن يتعدوا حدودهم المرسومة لهم، لأن تجاوز حدود الإسلام غير جائز، فيجب أن يعمل كل شخص ضمن حدوده وأوصيكم أيها السادة وكل القوات المسلحة بأن ما هو موجود في المعسكرات هو للجيش، ففي القوات البرية سمعت أنه كان هناك سوء في التعامل مع علماء الدين، مع أن وجود علماء الدين هناك يؤمّن لكم الدعم والقوة، وسوف يكون الشعب داعماً لكم وإذا لم يكونوا هناك سوف يخلق لكم البعض أشياء قد تسبب تدني مكانتكم في أعين الشعب، فأولئك يجب أن يعملوا ضمن حدودهم وعلماء الدين أيضاً يجب عليهم الالتزام بحدودهم والعمل بها وعدم تجاوزها.

فعلى كل المتواجدين هناك عدم ممانعتهم، وخصوصاً فيما يقال عن السيد ظهير نجاد بكثرة، لأن السلوك مع علماء الدين لم يكن بشكل جيد إلى حد ما في الأماكن التي تحت إمرته وهذا سيكون لضرر السادة.
ولو أن علماء الدين تجاوزوا في مكان ما عملهم وحدودهم، يجب الإعلام عن ذلك، وعلى كل حال أتمنى أن يكون هناك انسجام بينكم وبين علماء الدين وبينكم وبين الشعب، وبينكم أنفسكم وبينكم وبين كل القوات المسلحة وهذا الانسجام يستطيع أن يخلص وينجي هذا البلد، فبينما أنتم تقدمون التضحيات وقد خلقتم هذه المعجزة- تقريباً- فإن معنوياتكم ترتفع عندما ترون أن الشعب يقف وراءكم ويقدر لكم هذا العمل، خلافاً لعمل تفعلونه فلا يهتم به الشعب، ففي النظام البائد عندما كانوا يقومون بعمل ما، كان الشعب غير راغب فيه فلم يكن يقل شيئاً ولم يكن راضياً عنه أيضاً، فكان يبقى منشغلا في عمله ولا يهتم بهذا الأمر، ولكن اليوم ترون أن الشعب يشارك في كل مكان وفي كل عمل وأمر.

فمن خصوصية الإسلام ومن خصائص البلد الإسلامي والنظام الإسلامي، أن يكون الشعب متواجداً في الساحة وحكماً على الأمور، فأنتم ترون في هذه الحرب التي تخوضونها وفي كل مكان مشاركته وتوافقه، بمعنى أنه يجب أن يستمر هذا الأمر ويتقدم بكل جدية، حتى الأطفال الصغار يقدمون ما لديهم، وهذا الأمر ليس له مثيل في أي مكان، وهذا لأنهم شموا عبق الإسلام، وأتمنى أن يطبق الإسلام في إيران كما هو، فلو طُبِّق فإن انتصاركم مؤكد مئة بالمئة في كل مكان وأشكركم مرة اخرى هذه الخطة التي رسمتموها وهذا الاداء الذي قمتم به وأقدر لكم ذلك، كما أشكر جميع القوات المسلحة المشغولة بالجهاد والعمل المنوط إليها، ولينصركم الله ويوفقكم ويؤيدكم إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


* صحيفة الإمام، ج‏14، ص: 209

2011-06-01