الموضوع: حفظ الوحدة والهدوء وإنذار العناصر المفرقة
خطاب
الحاضرون: المزارعون وأهالي جرجان، علماء وأهالي علي آباد، أهالي كنبد وتركمن صحراء وقوات التعبئة من مدينة شهرضا
عدد الزوار: 61
التاريخ 24 فروردين 1360 هـ. ش/ 8 جمادى الثانية 1401 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الحاضرون: المزارعون وأهالي جرجان، علماء وأهالي علي آباد، أهالي كنبد وتركمن صحراء وقوات التعبئة من مدينة شهرضا
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر جميع الإخوة القادمين من المناطق البعيدة من جرجان، من كنبد، من بلوجستان، من الإخوة السنة والشيعة إلى هذا المكان، وأدعو الله أن يوفقكم في تحقيق الأهداف الإسلامية في إيران العزيزة إن شاء الله.
أيها الإخوة تعلمون أن الأجانب ومن يعمل معهم من المتلبسين بالإسلام ومسميات أخرى مشغولون بالعمل ضدنا، فهؤلاء يعملون من أجل القضاء على الثورة والتي هي لصالح كل البلد وبالخصوص طبقات الفلاحين والعمال والمستضعفين، ويقضون على بلدنا الذي حصلنا عليه بدماء مئات الآلاف وبتقديم المعوقين وذلك بخلق الخلافات، وعلينا جميعاً وعليكم جميعاً أن نكون حذرين وأن نقضي على هذه المؤامرات أو لا نعتني بها. الآن توجد اجتماعات باسم الشيعة والسنة لزرع الخلافات، كما طرح المرتبطون بأمريكا في الطائف هذه المسألة، والتي فيها خدمة لأمريكا والاتحاد السوفياتي، فوضعوا هذه الخطة بين الإخوة وخلف هؤلاء أشخاص في وطننا أيضاً يطبقون هذه الخطة، غافلين عن أنه لا سمح الله لو رجعت هذه القوى العظمى إلى إيران، فلن يبقى إسلام لا السنة ولا الشيعة. فلو أنهم رجعوا هذه المرة لا سمح الله ولأن الإخوة السنة والشيعة قد صدموهم ولأنهم فقدوا منافعهم وسيطرتهم من جراء اجتماعهم ووحدتهم، فهذه المرة اعلموا أنهم لو عادوا- لا سمح الله- فسوف يمحون أساس الإسلام الذي هو منشأ وحدتكم، فيجب أن يكون الإخوة حذرين فهناك من يحاول أن يزرع الفرقة بين الإخوة الشيعة والسنة، فإذا كانوا مرتبطين بأمريكا أو بالاتحاد السوفياتي، فهؤلاء من غير المعلوم أنهم يقبلون النصيحة وأما إذا لم يكونوا مرتبطين بهم ويريدون أن يخدموا الإسلام وبلدهم الإسلامي والمسلمين فان ذلك لا يكون عن طريق زرع الفرقة والاختلاف.
بل الطريق الصحيح هو أن يتصالح الإخوة، كل الفئات مع بعضها ويجب أن يسعوا ليحفظوا هذه الوحدة التي حدثت في إيران بحمد الله ووحدة الكلمة التي ظهرت بين مختلف طبقات وفئات المجتمع.
تحقيق الأهداف الإسلامية العليا في ظل الوحدة والاستقرار
نستطيع أن نوصل هذا البلد إلى الأهداف الإسلامية العليا في ظل الوحدة والاستقرار وننجي هؤلاء المستضعفين من ذلك الظلم الذي تعرضوا له طوال التاريخ. فإذا لم يكن هناك استقرار وسكون لن تكون هناك زراعة ولا صناعة ولا يمكن أن تقوم بعض الإصلاحات التي يجب أن تحدث من أجل المستضعفين، وأنتم ترون أن البعض في كردستان وخوزستان قاموا بأعمال شغب- والبعض منهم قام باسم الإسلام- وحتى الآن لم تتمكن الدولة من القيام بعمل إيجابي ظاهر للعيان، لأن المحيط الذي لا يتمتع بالهدوء لا يعطي الفرصة للأشخاص الذين يريدون الخدمة، لكي يقوموا بخدماتهم بشكل صحيح. فكيف يمكن للفلاح أن يصل إلى نتيجة بعد أن يجمع محصوله من القمح أو الشعير ويأتي أشخاص فاسدون فيضرمون النار في هذا المحصول؟ وكيف يمكن للصناعة أن تعطي آثارها ونتائجها في محيط يجبرون فيه العمال على الاضراب والقيام بأعمال غير إنسانية؟
إخوتي، أخواتي من أهل السنة، إخوتي من الشيعة، انتبهوا بأن كل جذور الفساد التي وضعتكم وسحقتكم تحت ضغط الظلم وسياط الجلادين على طول التاريخ ذهبت وولت الآن بحمد الله، فهؤلاء يريدون أن يشعلوا الفتنة بينكم بأسماء مختلفة ويحققوا أهدافهم.
فالآن أيضاً هؤلاء الأشخاص الذين يريدون أن يرموا بهذا البلد في حلق أمريكا أو الاتحاد السوفياتي- متواجدون في أطراف البلاد ومنشغلون بالعمل لذلك، حتى في مناطقكم، فهم منشغلون أيضاً، ففي الشمال منشغلون أكثر، وفي طهران أيضاً ولهم مجموعات، ويوجد في طهران بعض الأشخاص المنحرفين والذين لبعضهم ملفات وسوابق وهي موجودة عند بعض المسؤولين، وهوؤلاء بدأوا يظهرون من جديد ويقومون ببعض الأعمال الشيطانية.
ما الذي ضركم من الاستقرار، وما الذي ضركم من الإسلام ومن الجمهورية الإسلامية ومن القرآن الكريم حيث حاصرتموه باسم الإسلام، بدون علم وأحياناً لا سمح الله بعلم، حتى تعملوا على إزالته والتآمر عليه؟ فهل تظنون أن مؤامراتكم خفية؟ لا، ليس كذلك، فإن ملفاتكم مكشوفة، كفوا عن الخطابات والتجمعات والمؤامرات، إن شعبنا الإسلامي الذي قدم الدماء في طريق الإسلام وقدم الأرواح، لن يتحمل أن يرى أن فئة من الذين كانوا في النظام السابق دعاة له، قد بدأوا ثانية وهم يظنون أنهم وجدوا فرصتهم.
ادعو الله أن لا يأتي اليوم الذي يقرر فيه شعبنا أن يقابل هؤلاء الاشخاص، الذين يوجّهون ضربات للإسلام تحت لواء الإسلام، وبأسماء أخرى، باسم السنة أو الشيعة أيضاً.
فالشعب يعرف هؤلاء الأفراد. فلا تظنوا أن الشعب الذي قدم الكثير وناضل حتى وصلت الجمهورية الإسلامية إلى هنا، يسمح لكم أن تفعلوا ما تريدون وتخربوا هذه الجمهورية وتنسجوا المؤامرات المدبّرة في الخارج هنا أيضاً كمؤامرة الطائف.
تحذير للعناصر المفسدة والمفرقة
أنا أحذر بعض الأشخاص الذين يفكرون في الفساد إننا نعرفهم، لكننا نريد أن يلتفتوا للإسلام بأنفسهم، لا نريدهم أن يخونوا الإسلام بادعاء أننا نريد حقوقنا. أن القانون يكفل حقوق كل الناس سواء الإخوة من السنة أو من الشيعة أو من الأقليات الدينية الرسمية فحقوق هؤلاء أيضاً محفوظة في الدستور، والإسلام أيضاً يعين لهم حقوقاً ويعاملهم بالعدل الإسلامي.
فلا تعملوا على بث بذور الفتنة وإشعالها باجتماعاتكم، التفتوا إلى الإسلام، إلى الدين الإسلامي والقرآن الكريم. فكل ما تملكونه من أشياء سوف تذهب اذا تسلط الاجانب عليكم، وإيجاد هذا الخلاف- لا سمح الله يوجب تسلط الأجانب.
إن أعداء الإسلام وأعداء القرآن الكريم قد نصبوا كميناً، فأولئك الذين لا يطيقون رؤية الإسلام وأولئك الذين تضرروا منه يتحينون الفرص ويتربصون بكم. فلو أردتم أنتم باسم التشيع والتسنن لا سمح الله إيجاد الخلاف، فنعرف عندها تكليفنا، ونحن نعرف العناصر المفسدة التي تريد أن يقع الخلاف بين الإخوة، ومن الممكن لا سمح الله أن نعلن اسماءهم للإخوة السنة والشيعة ولكل الشعب.
والهدف من ذلك أنه في زمن كهذا الذي نحن فيه من الحرب والقوى العظمى داعمة لأعدائنا الأجانب وصدام يسعى بكل قواه حتى يخرب هذه الجمهورية، وهو يفعل هذا تحت اسم الإسلام ولكنه يعمل خلافاً للإسلام، وفي وقت كهذا من المؤسف أن ينخدع إخوتنا بالأشخاص المفسدين الذين يقومون بأعمال تخريبية وفاسدة أحياناً في كردستان وأحياناً في كرمانشاه وأحياناً أخرى في طهران.
فإننا نحذرهم أن ينتبهوا ويلتفتوا إلى الإسلام، وأن يلتفتوا إلى مصالح المسلمين، وإلى المؤامرات الخارجية وأن لا يسعوا إلى إيجاد الفرقة، لأن المشاركة في إيجاد التفرقة معصية لا تغتفر واذا شعرنا بالواجب- لا سمح الله- فقد ينتهي ذلك بضررهم. فأنا أرغب في أن نتمكن من تخليص هذا البلد والسير به إلى بر الأمان في جو من الأخوة والتعايش السلمي والهدوء.
مزارعونا الأعزاء أينما كانوا والذين جاءوا من كنبد وجرجان وباقي المناطق إلى هنا وقد وصفوا الزراعة بأنها جيدة وأتمنى كما رأوا أن يتمكنوا من الزراعة الجيدة في جو من الهدوء وأن يخلصوا أمتنا من التبعية للأخرين، فعلى كل المزارعين في كل أنحاء البلاد أن يفهموا أن عليهم عدم الاعتناء بما تقوله لهم بعض الفئات التي تحاول تيئيسهم من الجمهورية الإسلامية، حيث يمكن إعمار دنياكم وآخرتكم في جو من الهدوء وتحكيم الإسلام وتطبيق أحكام القرآن. واعلموا أن الجمهورية الإسلامية لمصلحة الجميع. فلو أعطى هؤلاء الأشخاص الذين يسعون إلى إيجاد فتنة، الفرصة لشعبنا سوف يرون أن الدولة والشعب كلهم يدٌ واحدة ويعمرون هذا البلد يداً بيد وسوف يخلصون هذا البلد من التبعية للأجانب حتى يطبق الإسلام في هذه البيئة إن شاء الله، وسوف نحقق تلك الرفاهية والطمأنينة التي سيحصل عليها المواطنون من الإسلام في بلدنا.
ضرورة الهدوء في الجامعات
أعزائي يجب الانتباه الشديد وتوخي الحذر واليقظة. فاليوم يريدون أن يخلقوا النفاق في كل مكان، وأن يوجدوا اليأس، حتى في الجامعات أيضاً ويجب أن أقول لهم أننا والجمهورية الإسلامية والإسلام حماة وداعمون للجامعات، حماة للجامعيين، داعمون لكل الأساتذة الذين يسعون ويبذلون الجهد من أجل البلد، ندعم كل المتخصصين.
والشيء الوحيد الذي يجب ألا يحدث هو تدبير المؤامرات- لا سمح الله- في الجامعات، طبعاً لا يجب أن تكون هناك مؤامرة، فأنا واثق بأن كل أساتذة الجامعات ملتزمون لبلدهم ويريدون أن يخدموه وأن يربوا شبابنا ويطبقوا تخصصاتهم على أرض الواقع ويريدون أن يعلّموا أبناءنا، أطمئن كل هؤلاء أن إيران والإسلام معهم وهما يحفظانهم فلا يقلقوا أبداً، وليتعاون كل المفكرين، من أساتذة الجامعات وغيرهم، مع هيأة الاصلاح الثقافي والثورة الثقافية، حتى نحصل على جامعة زاخرة بالعلم والتخصص والهدوء. فلو لم يكن في الجامعة هدوء واستقرار لن تستطيع الجامعة أن تقبل تخصصات المتخصصين فيها.
أيها الأساتذة إنكم لا تستطيعون أن تعطوا وتقدموا علومكم للآخرين إلا في محيط يسوده الهدوء والاستقرار، فالهدوء في الجامعة واجب أكثر من أي مكان، فلو لم يكن الهدوء في الجامعة لذهبت كل أتعاب الأساتذة أدراج الريح. إذا لم يكن هناك هدوء في الجامعة وفي الأماكن التعليمية فكيف يمكن للمفكرين بأن يطرحوا أفكارهم وآراءهم لشبابنا وكيف يمكن لعقولهم بأن تنتج المفكرين والمتخصصين. فالمهم لنا هو الهدوء في كل مكان، على مستوى البلد، بين المزارعين، بين المعامل بين أصحاب الصناعات وخصوصاً بين الجامعات. فمن الجامعة تخرج كل العلوم وتصل إلى شبابنا وهذا يحتاج الى الهدوء. طبعاً العلوم الإنسانية تحتاج إلى أناس ملتزمين، فالإنسان غير الملتزم بقواعد الإسلام وغير الملتزم بأساس التوحيد، لا يستطيع أن يقوم بعمل في العلوم الإنسانية إلا الإنحراف وهذا غير مقبول، وفي باقي الفروع الموجودة في الجامعة الشيء المشاهد أن أساتذة الجامعة مشغولون بأعمالهم وليس هناك مؤامرة في العمل. ولكن دوافعهم مختلفة، وهذا أمر طبيعي أن تختلف الأذواق والدوافع، لكن يجب أن ينتبه أساتذة الجامعة المحترمون الذين يريدون العمل وتدريس تخصصاتهم إلى الآخرين أن محيط الجامعة هو محيط تعليم وتعلم، وليس مكاناً لأمور تلحق الضرر ببلدنا. فليكن الجميع مشغولين بأعمالهم في حدود القوانين كأساتذة حتى ولو كانت دوافعهم مختلفة مع الآخرين، فهؤلاء مقبولون ويستطيعون أن يقدموا خدماتهم في الجامعات، ولا يجب أن يختلف إخوتنا معهم، ولكن يجب ان نكون متأكدين من أنه لا يوجد أي انحراف في أعمالهم، ولا يريدون زلزلة أساس الجمهورية الإسلامية وإجبار شبابنا على أعمال غير مناسبة في الجامعة.
وأتمنى أن تفتح الجامعة هذه السنة قدر الإمكان وأن يعمل الأساتذة بالمقدار الذي يجب أن يعملوا فيه، وإن شاء الله يكون البلد في أمن وأمان، وأن تنتهي هذه الحرب المفروضة علينا من قبل القوى العظمى بسرعة إن شاء الله، وأن لا يستطيع الجناة والمذنبون حراكاً.
أسأل الله تبارك وتعالى سلامتكم وسعادتكم وعزتكم. وأؤكد مجدداً على حفظ أُخوَّتكم التي أهداكم إياها القرآن الكريم واعملوا في هذا الإطار الذي تستطيعون به تخليص هذا البلد وفوق كل هذا، احفظوا الإسلام العزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*صحيفة الإمام، ج14، ص: 226
2011-06-01