الموضوع: مشاغبات ومؤامرات الفئات العميلة وضرورة وعي الشعب وثباته
خطاب
الحاضرون: ممثل أهالي مدينة ميانه في مجلس الشورى الإسلامي وجمع من أهالي المدنية
عدد الزوار: 29
التاريخ: 26 فروردين 1360 هـ. ش/ 10 جمادى الثانية 1401 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الحاضرون: ممثل أهالي مدينة ميانه في مجلس الشورى الإسلامي وجمع من أهالي المدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
انتهاز الفرص من قبل بعض الفئات من أجل إيجاد النفاق والاختلاف
أشكركم أيها الإخوة المحترمون الذين قدمتم من مكان بعيد وتحملتم التعب في هذا الاجتماع الكبير، وأطلب من الله تعالى سلامتكم جميعاً.
وآمل أن يكون الشعب الإيراني الشريف وخصوصاً شعب محافظة آذربيجان أكثر انتباهاً وحذراً ووعياً مما مضى تجاه المشاكل التي تعرض لها بلدهم. وأن يمنعوا حدوث المؤامرات في أطراف البلاد، وخصوصاً في آذربيجان، بكل حكمة ويقظة والتزام بالإسلام.
هذه الفئات- التي كان البعض منها مرتبطاً بالنظام السابق- تعمل أثناء الثورة كل ما بوسعها من أعمال تخريبية ولم تقم بأي عمل مفيد في سبيل الثورة، بل لعلها كانت مشغولة بأعمال شيطانية، واليوم يظنون أنّ الحرب دائرة وأصبحت طويلة فسيجدون الفرصة لكي يقوموا بإيجاد النفاق والاختلاف في أطراف البلاد وخصوصاً في آذربيجان.
فالبعض من هؤلاء الأشخاص- وهم معروفون في بعض المدن والمراكز العلمية- قد اجتمعوا وهم يتخيلون أنهم سيجرون الجمهورية الإسلامية إلى الفساد والخراب والفتنة، هذه الجمهورية التي استقرت بالجد والجهد ووحدة كلمة الشعب في كل الوطن، واستقرت بكل ذلك الدم وتلك المشقة.
أنا أذكِّر هؤلاء الأشخاص الذين اجتمعوا في بعض الحوزات العلمية وأُحذِّرهم أن يكفوا عن هذه الأعمال الشيطانية حيث أن أتباعهم عُرفوا.
فمن أجل أن يبقى البلد مستقراً وهادئاً لم نتعرض لكم حتى الآن، لكن لو أنكم تابعتم أعمالكم الشيطانية وتابعتم هذه التكتلات، سواء في طهران أو في قم أو في مشهد أو في باقي مناطق إيران، فإن هؤلاء المعروفين سوف يُدعون إلى المحاكم، وعندما يحضرون إلى المحكمة سوف يفهمون ماذا فعلتم في آذربيجان وفي باقي المناطق طوال هذه المدة التي قدم فيها الشعب الدماء وتحمل المشقات والتشرد، فأنصحكم أن تكفوا عن مثل هذه الأعمال الشيطانية والمؤامرات حيث أن الشعب الإيراني الشريف وخصوصاً أهل آذربيجان وشعبهم الغيور، غير مستعدين أن يخسروا هذه الجمهورية الإسلامية بسبب شهوات بعض الأشخاص.
ضرورة يقظة الشعب أمام المؤامرات
أوصي جميع الشعب أينما كنتم أن تحافظوا على هدوئكم ولا تهتموا بالمؤامرات التي يحوكها البعض أحياناً باسم الشيعة والسنة وهم لا عقيدة لهم بالإسلام، و يريدون بهذا أن يحدثوا الفرقة أحياناً باسم الأتراك والفرس، وهم ليس لهم بالشعب الإيراني أي علاقة ويريدون أن يخلقوا الاختلاف بذريعة الإسلام ليضربوا الجمهورية الإسلامية لأجل مصالحهم ومنافعهم.
وأقول لكل الشعب الإيراني بكل تواضع إنه في نفس الوقت الذي تحافظون فيه على هدوئكم، راقبوا المؤامرات وبعد أن تروا أن الأشخاص الفاسدين لا يرعوون بالنصيحة فيجب إعلام المحاكم عنهم. حتى تقوم المحاكم بواجباتها الإسلامية والقانونية.
وأتمنى السعادة من الله تبارك وتعالى لهذا الشعب الذي نهض من أجل إحقاق الحق الضائع طوال التاريخ، ولن يسكن حتى يستقر الإسلام العزيز بالشكل الذي أراده الله تبارك وتعالى، ولن يضعف.
هذا الشعب تحمل وجاهد أكثر من سنتين وكان سبّاقاً طوال التاريخ، لقد تحمل كل المشاكل من قِبل الطامعين وتحمل كل مشاكل السلسلة البهلوية الخبيثة وكان قبله تحت تسلط سلاطين الجور والظلم.
وبعد أن استعاد هذا الشعب بلده وقطع الجذور الفاسدة وأيدي أعداء الإسلام وأعداء البشرية، لن يرضى بأن ينخدع بالمؤامرات التي يقوم بها بعض الفاسدين والمفسدين، فهذا الشعب سوف يخمد هذه المؤامرات بتعقل وهدوء.
وأتمنى أن تلتفت هذه المجموعات- التي تعمل باسم الإسلام وباسم المساعدة للإسلام والذين يريدون أن يجروا الإسلام إلى الفساد والخراب بقصد أو بغير قصد- إلى أن إيجاد الاختلاف لن ينتهي لصالحهم ولن يصلوا إلى مطالبهم، إذا- لا سمح الله- حصل ونشأ الاختلاف في إيران، فسوف يكونون هم الضحية الأولى.
الاقتداء بالنبي والأئمة (ع) في الثبات والاستقامة
إنني أطلب من كل الشعب الإيراني أن يتابع حضوره الذي أثبته منذ البداية في الجهاد ضد الكفر، وقد كنتم جميعاً حاضرين في ساحة النضال لأن متابعة هذه النهضة هي للإسلام وحق الإسلام علينا أن نضحي بالأرواح في طريقه وأن نفعل كل ما بوسعنا في هذا الطريق.
فنحن يجب أن نقتدي بالنبي الأكرم (ص) وأئمة الهدى (ع) الذين كانوا طوال حياتهم إما في حرب مع الكفار أو في السجن وقد سجنوا وعُذّبوا بأيدي الظلمة باسم الإسلام.
فالإسلام العزيز هو شيء ضحى لأجله النبي الأكرم (ص) والأئمة (ع) ويجب علينا نحن أن نقتدي بهم.
ولا نخاف لأن الحرب قد طال أمدها فالحرب من مصلحة الإسلام. فنحن على حق وسوف ينتصر الحق على الباطل. فموت المخالفين للإسلام وللجمهورية الإسلامية قريب، فإن القوات المسلحة الإيرانية مشغولة بالجهاد بكل شجاعة على الحدود والشعب كله داعم لهم، وإن هذا الشعب يتابع دعمه لهم نساءً ورجالًا.
إن بلداً جميع أفراده متواجدون في الساحة وكلهم مستعدون من أجل التقدم بالإسلام والأهداف الإسلامية، بلد كهذا سوف لن يصاب بأذى. وأتمنى أن يزول عملاء الأجانب وهذه الجذور الفاسدة وأنتم أكثر عزة من قبل، فأظهروا للعالم قدراتكم. وليوفقكم الله جميعاً، وليوفق أعزاءنا وكل أهل آذربيجان الأعزاء وليمنحهم السعادة والتوفيق والعزة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج14، ص: 233-235
2011-06-01