يتم التحميل...

الموضوع: أهمية دور العمال والمزارعين في استقلال البلد

خطاب

الحاضرون: مختلف فئات الشعب مير محمد صادقي (وزير العمل والشؤون الإجتماعية) وعمال معامل البلاد

عدد الزوار: 57

التاريخ 10 أرديبهشت 1360 هـ. ش/ 25 جمادى الثانية 1401 هـ. ق‏
المكان: طهران، حسينية جماران‏
المناسبة: عشية اليوم العالمي للعامل‏
الحاضرون: مختلف فئات الشعب مير محمد صادقي (وزير العمل والشؤون الإجتماعية) وعمال معامل البلاد

بسم الله الرحمن الرحيم‏

العمال والمزارعون أساس استقلال البلد
أبارك لكل مستضعفي العالم والشعب الإيراني ولكم أنتم أيها العمال الملتزمون بالإسلام يوم العامل، أبارك للشعب الإيراني أن يعمل في مصانع بلاده شبّان ملتزمون كهؤلاء.

فهناك فئتان من الشعب يمثلان العمود الفقري للبلد: الأولى هي فئة العمال الذين أوصلوا هذه الثورة بنضالهم المستمر من أول الثورة بإضرابات واسعة وهم كذلك بعد الثورة يتقدمون بها إلى الأمام بسعيهم وجهادهم في طريق الإسلام وأتمنى أن تكون أعمالهم مقبولة عند الله تبارك وتعالى وأعزّهم الله هنا وهناك.
والفئة الثانية: المزارعون، فالمزارعون والعمال هم أساس استقلال البلد ولو أن هاتين الفئتين تعملان بالشكل المطلوب فان مصاعب البلد سوف تزول انشاء الله. لهذا فإن هاتين الفئتين يهاجمهما المخالفون للثورة الإسلامية. فإن نشاط الجماعات المخالفة للجمهورية الإسلامية والتابعين للأجانب تركيزهم على هاتين الفئتين ليس اعتباطا ويريدون أن يحرفوا هاتين الفئتين.

وفي المعامل على الرغم من إدعائهم بأنهم يشجعون العمال، يشجعون الضعفاء في البلد، فإنهم يقومون بأعمال تدفعهم على الاضراب وعدم الاهتمام بالعمل أو إيقاف العمل. وهذا من آمال القوى العظمى بأنه لو استطعنا أن نجبر طبقة العمال بأن لا يعملوا بوظيفتهم الإسلامية والإنسانية، فإن احد عمودي الشعب سوف ينكسر، وليس عبثاً أن بعض هذه المجموعات المنحرفة والتابعة تذهب بين المزارعين ولا تسمح لهم بالعمل بالشكل الأفضل، ولو عملوا فإنهم يحرقون لهم المحصول أحياناً.

فلو أنهم صمدوا وقاموا أمام أولئك الأشخاص الذين يريدون فشل الجمهورية الإسلامية، التي سيكون فشل الإسلام تبعا لفشلها، لاستطاعوا النهوض بهذا البلد إلى الأمام.

فكما أن القوى المسلحة تحافظ على الحدود وتحرسها وتدافع عن الإسلام بكل شجاعة وشهامة، فإن المجاهدين في الداخل من العمال والمزارعين يناضلون أيضاً كجهاد هؤلاء.
فهؤلاء يحفظون الحدود من الضرر وأنتم أيضاً تحفظون البلد من التبعية، فهؤلاء يجاهدون في سبيل الله وأنتم أيضاً مجاهدون في سبيل الله. فكما أن دمهم مقدس ونفيس عند الله تبارك وتعالى، فإن عرقكم مقدس عند الله تعالى.

ولو أنكم نهضتم أنتم أيها العمال والمزارعون في كل أنحاء البلاد لأمر فيه مصلحة بلدكم واستقلاله وحريتكم فإن هذا البلد سوف يتقدم ولن يصيبه أذى. فيجب أن تكونوا حذرين، والحمد لله إن الشعب اليوم حذر وحكيم ولن تخدعه هذه المجموعات التي تريد أن تجر البلد إلى طريق يخالف الإسلام إما نحو الشرق أو نحو الغرب، الا أن الشعب واع ويقظ ولن ينخدع.

وأسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لكم أيها العمال الأعزاء فأنتم عزة البلد والإسلام، ولإخوتكم المزارعين الذين يقفون جنباً الى جنب معكم من أجل إكمال مسيرة استقلال البلد، وأدعو الله لكم وأشكركم، وأدعو أيضاً لمن يحرس الحدود ويحافظ على استقلال البلد، ولكم أيضاً لأنكم كذلك، أدعو الله لكم لأنكم تحافظون على استقلال البلد وتحافظون على حريتكم بشكل آخر، وأشكركم.

يجب أن تعلم الأمة الإسلامية، والشعب الإيراني أن الملايين من الشعب المشغولين بالعمل في المعامل والمصانع والزراعة هم من أفضل خلق الله تبارك وتعالى وهم في عناية الإسلام وعناية صاحبه، ويجب أن يدعم هؤلاء المضحون أو أولئك الذين يضحون على الحدود ويحمون الجميع حتى يحقق هذا البلد الاكتفاء الذاتي.

أبعدوا فكرة (نحن لا نستطيع) من رؤوسكم بل (نحن نستطيع) فأيها الإخوة الأعزاء عندما تريدون الاكتفاء الذاتي، فإنكم تملكون القدرة على ذلك.
وأساس ذلك أن تعتمدوا على سواعدكم وأن يعتمد المزارعون الأعزاء على سواعدهم القوية بالتوكل على الله تبارك وتعالى وتسديد صاحب هذا البلد إمام الزمان (سلام الله عليه) حتى تصلوا به إلى النهاية وسوف تصلون.

تحذير للمغفلين والمتآمرين‏
إن أولئك الذين ظنوا أنهم يستطيعون اللعب والمشاغبة في هذا البلد وجر العمال والمزارعين إلى الفساد هم مستعدون لأن يُدخلوا الأجانب مرة أخرى إلى البلاد، فهؤلاء على خطأ ومع ادعائهم بأنهم يدعمون هذه الفئات إلا أنهم يفسدون في المدن ويتآمرون في حال يواصل شبابنا الأعزاء من هاتين الطبقتين في الجبهة تضحيتهم وقد استشهد بعض المسؤولين الأعزاء في هذه الأيام.

فهؤلاء مخطئون، فلو أنهم رجعوا إلى الشعب كان أصلح لهم، وإذا استمروا في أعمالهم، فسوف يندمون يوماً وعندئذ لا ينفعهم الندم، وذلك اليوم هو اليوم الذي يتم الواجب الشرعي والإلهي على الشعب بمواجهة هؤلاء ويتم تحديد ماذا سيفعل الشعب بهم.

فأرى أن صلاح الجميع ممن انخذعوا سواءً بالقوى العظمى، أو انخدعوا ببقايا النظام السابق أو من بعض اللاعبين الذين يريدون بلعبتهم أن يعيدوا البلد إلى حالته السابقة، أرى أن من مصلحتهم أن يلتفتوا إلى أن مطلبهم مستحيل.

فإن بلدنا كله اليوم من النساء والرجال والصغير والكبير في طريق الإسلام ويسعون من أجل استقلال بلدهم وعزته وقيمهم الإنسانية. فأنتم تريدون أن تكونوا سداً أمام طريق الحرية والاستقلال ولستم بشي‏ء يذكر أمام هذه الأمواج المتلاطمة من الناس الثائرين ولا تستطيعون المقاومة.
إذاً فإن صلاحكم وصلاح شعبكم وصلاح الجميع في أن تضعوا الأسلحة أرضاً وتكفوا عن هذه المشاغبات وتعودوا إلى احضان الشعب وتتابعوا حياتكم كباقي إخوانكم. فهذه الحياة التي تعيشونها الآن، ليست حياة شريفة.

إنكم تضعون أنفسكم في مهب الريح لأن حياتكم حياة من أجل الأهواء النفسية للآخرين. فإنكم تفقدون شبابكم من أجل إرضاء أهواء بقايا النظام السابق والمنحرفين عن الإسلام.
كونوا يقظين حتى لا يأتي ذلك اليوم الذي يعرف فيه شعبنا واجبه تجاهكم.
أسأل الله تبارك وتعالى سلامة وسعادة هذا الشعب الإسلامي ورفعة العمال والمزارعين المجاهدين في سبيل الله. وأن يعطيكم القدرة ويمنحكم القوة أكثر في سواعدكم وأن يجعل عزمكم أكثر مضاءً حتى تقفوا أمام كل قوى العالم، مقابل كل القوى العظمى، وتحافظوا على بلدكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏


*صحيفة الإمام، ج‏14، ص: 259
 

2011-06-01