الموضوع: العمل على تحقيق سيادة الإسلام
خطاب
الحاضرون: بهرام أفضلي (قائد القوة البحرية)، أفراد القوة البحرية، أسطول بندر عباس، المسؤولون عن قسم التوجيه السياسي والعقيدي لهذه القوة، أفراد حرس الثورة الإسلامية وأهالي هرمزكان
عدد الزوار: 35
التاريخ: 28 أرديبهشت 1360 هـ. ش/ 13 رجب 1401 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
المناسبة: ميلاد أمير المؤمنين علي عليه السلام
الحاضرون: بهرام أفضلي (قائد القوة البحرية)، أفراد القوة البحرية، أسطول بندر عباس، المسؤولون عن قسم التوجيه السياسي والعقيدي لهذه القوة، أفراد حرس الثورة الإسلامية وأهالي هرمزكان
بسم الله الرحمن الرحيم
اهتمام أولياء الله بسلامة في الدين والنفس
أبارك ميلاد أمير المؤمنين علي عليه السلام لكل المسلمين والشعب الإيراني الشريف وللقوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية ولكل العشائر الصامدة في البلد ولتلك العشائر الحاضرة هنا من كهكيلويه وبوير أحمد، ولكم أفراد القوة البحرية، ولكل السادة القادمين من هرمزكان ومن الجزر الثلاث.
هذا اليوم هو اليوم الذي ولد فيه علي بن أبي طالب- سلام الله عليه- وهو باب الوحي وأمينه.
هذا اليوم الذي يوم وجد فيه القرآن الكريم وسنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم المفسر، وقوي بولادته سند الوحي والإسلام، وقد أكملت البعثة بوجود هذا المولود المبارك.
ويجب القول أنه تحقق بهذا الموجود المقدس فتح باب الوحي والتفسير واستمرار الوحي.
وأبارك لكم جميعاً هذا اليوم الذي هو يوم البعثة ويوم الولاية فهو يوم النبوة ويوم الإمامة أيضاً.
يجب أن نتّبع تعليمات الإسلام، لقد أقام بلدنا هذه الجمهورية الإسلامية باسم الإسلام واسم القرآن وباسم (الله أكبر). ويجب أن يكون سعينا أينما كنا وفي أية مؤسسة كنا وفي أي مكان في إيران هو أن يطبق الإسلام فيه ويتحقق.
فإذا حققنا الإسلام في هذا البلد وتعهدت والتزمت قواتنا المسلحة سواء كانت البحرية أو الجوية أو البرية أو الحرس الملتزم وباقي فئات الشعب، من القوى المسلحة إلى باقي أفراد الشعب التزمت بالإسلام وكنا خلف الوحي والإمام وخلف ذلك العظيم الذي نحن اليوم في ذكرى ولادته، فليس هناك أي خوف من أي شيء. فالخوف من الموت هو لمن يعتبر الموت نهاية الحياة. فيخاف الإنسان الذي يعتبر الموت هو الفناء أو أنه يصل إلى مراحل من الجزاء والعقاب لكن لو انتقلنا من هذه الحياة الدنيا سواء في الجبهة وهي جبهة للشهادة وسواء في جبهات الداخل والتي هي جبهة حرب وشهادة أيضاً، ولو أننا ننال فوز الشهادة، ونحن في سلامة من إيماننا فليس هناك خوف لو خسرنا وفشلنا في هذا البحر المتلاطم من العالم، فالفشل هو فشل صوري والنجاح هو نجاح صوري.
فلو أننا فزنا في سيرنا الى الله، فإن موتنا هو انتصار، وحياتنا أيضاً انتصار. فاسعوا الى أن تفوزوا في تلك الساحة، ساحة الجهاد بين الله والشيطان، الجهاد بين نفس الإنسان وروحه.
فلو حققتم هذا الفوز، فلا تخافوا أية خسارة فهي ليست فشلًا.
فعندما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام بحسب الرواية: سوف تُستشهد، كان يفكر هل هو في سلامة من الدين أم لا؟ فيسأله: أفي سلامة من ديني؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم1.
فإنّ ما كان يلتفت إليه أولياء الله هو السلامة في الدين والنفس.
عندما قال الحسين عليه السلام لابنه علي بن الحسين عليه السلام : إننا سوف نستشهد.
سأله علي بن الحسين عليه السلام : أولسنا على الحق؟ قال: نعم، نحن على الحق. فقال ما مضمونه: فمن ماذا نخاف إذاً؟ فلن نخاف من الموت أبداً.
ضرورة اجتناب التخلف في كل المؤسسات
إخوتي حاولوا أينما كنتم وفي أي شغل، في الجيش، أو مهما كنتم تحملون من أفكار، أن تسيروا وتجتازوا طريق الإسلام كما أمر الله تبارك وتعالى، فإنكم فائزون باجتياز هذا الطريق.
انظروا اليوم اي نوع تواجهون من افراد وجماعات. انكم تواجهون المنافقين الذين يدّعون الإسلام، وقد كان في ذلك الوقت البعض مسجوناً في أماكن عند الحزب الديمقراطي الكردستاني خلافاً لكل المقررات الإنسانية والإسلامية، وهم يدّعون بأنهم مسلمون، فإنهم قصفوهم وقتلوهم بشكل مفجع2.
فهذا دليل على أنهم فشلوا وأنهم يائسون في مجتمعات العالم.
ولأنهم خسروا أرادوا أن يكسبوا سمعة لهم بأعمالهم في ذلك الوقت وبشكل جنوني وحيواني قتلوا شبابنا الأعزاء وقد قيل أنهم كانوا حوالي مائتي شخص، حيث أنهم قد قتلوا الكثيرين وجرحوا آخرين.
فهذا هو الوضع الذي نواجهه مع هكذا مجرمين.
إنهم مجرمون يستلهمون من المجرمين الكبار ويتعاملون مع أفراد من شعبهم بهذا الشكل. فانتبهوا أيها الإخوة لكي تسيروا في طريق الإسلام ولا تخالفوه. واجتنبوا كل مخالفة للإسلام أينما كنتم وفي أي مكان في المعسكرات وفي كل مكان.
وإنكم ترون أنهم عندما يخسرون ويفشلون كما قيل ترون في معاقلهم آلات اللهو واللعب والمشروبات. فانتبهوا إلى أنكم اليوم تمثلون جيش الإسلام وحرس الإسلام وهم حرس النفاق والكفر فيجب أن يكون بينكم وبينهم فرق.
يجب أن تكون الأماكن التي تعيشون فيها مسجدكم ومعبدكم. فأنتم في عبادة الله، وهذه الحصون التي أنتم فيها هي مكان عبادتكم، لأنكم اتباع الإسلام واتباع إمام المسلمين علي بن أبي طالب سلام الله عليه.
فأنا أشكر جميع القوى المسلحة، سواء القوة البحرية الذين يحضر هنا الكثير منهم، أو القوة البرية والحرس الملتزم والعشائر القوية وكل القوى الشعبية والشعب الثائر وكل المنظمات والمؤسسات.
إنّ الله تبارك وتعالى حافظ لكم جميعاً. فيجب أن تحاربوا الكفار جميعاً بتعاونكم وفكركم مع الالتفات إلى أن يُراعى النظام بشكل صحيح وتراعى الرتب والنظام العسكري.
والغلبة لكم إن شاء الله. ونصركم الله. في الجهاد مع النفس. والنصر في الخارج حيث قوى الكفر وقوى النفاق. أسأل الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة لكم جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج14، ص: 276-278
1- بحار الأنوار، ج 93، ص 358، ح 25.
2- اشارة إلى حادثة قصف سجن( دولتو) في منطقة سردشت في كردستان بواسطة الطائرات العراقية. فقد تم أسر المجاهدين المسلمين الأكراد والجنود والحرس الذين كانوا يساعدون أهل كردستان لدفع الأشرار، بواسطة الحزب الديمقراطي الكردستاني وبعض العملاء الأجانب، وكانوا موجودين في هذا السجن. فأقدم رؤساء الحزب الديمقراطي في عمل جبان على الطلب من النظام الحاكم في بغداد بقصف السجناء والأسرى.