الموضوع: دور الصحف في الجامعة
خطاب
الحاضرون: كُتَّاب وموظفو مجلة العروة الوثقى (صحيفة تلاميذ الحزب الجمهوري الإسلامي) وأعضاء هيأة التحرير
عدد الزوار: 63
التاريخ: 10 خرداد 1360 هـ. ش/ 26 رجب 1401 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الحاضرون: كُتَّاب وموظفو مجلة العروة الوثقى (صحيفة تلاميذ الحزب الجمهوري الإسلامي) وأعضاء هيأة التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة مراعاة المصالح في المنشورات
بالنسبة للصحف، تعلمون أن دور الصحف في كل بلد أعلى من كل شيء.
فإن الصحف والمجلات تستطيع أن تجعل البلد أكثر نمواً وترشده إلى الطريق الأكثر صلاحاً للبلد وتستطيع أيضاً أن تقوم بالعكس. مع الأسف، في إيران قبل الثورة كانت المنشورات والكتابات غير إسلامية بدون استثناء. فقد كانوا يتمسكون بأي طريق من أجل حرف الشباب ومنها المنشورات. فمجلات ذلك الزمان: كانت تشد الشباب نحو الانحراف.
وبعد أن ذهبت منشورات ذلك الزمان وبدأت منشورات هذا الزمان، فالكثير إذا لم يكن منحرفا بذلك الشكل، فلديهم انحرافات بشكل آخر، يعني رأوا أنه لا يمكن أن ينشروا المجلات بالأسلوب السابق، فوضعوا مكانها مقالات تصب في طريق يخدم القوى العظمى.
ففي بداية الثورة كانت الأبواب مفتوحة في وجه كل الأشرار، فقد استفاد هؤلاء بشكل سيء من الحرية، فباشروا بأعمال تعلمونها أكثر مني. فانتبهوا في وقت ما أن المجلات باب للهجوم على الآخرين وطرح الاشكال عليهم، ليس إشكالًا صحيحاً بل إنه انتقام! وهذا لم يكن وليس وارداً لبلد يريد أن يكون جمهورية إسلامية. فيجب أن تكون المجلات والصحف في محيط إسلامي وبجهة إسلامية، فيجب أن تكون مواد المنشورات نحو انتقاد سالم وتفكير بالمصلحة والتوعية.
فأحياناً يمكن أن يكون الانتقاد قد كُتب بسبب عدم سلامة النفس، مما يبعث على تردي الوضع بشكل أكبر. فالانتقاد الذي يوفّر الهدوء للوضع هو الانتقاد الذي كُتب للمصلحة وكاتبه منتبه إلى أن فيه مسؤوليةً إلهية وأنه مسؤول عند الله.
فليعلم الإنسان الذي يمسك القلم بيده أنه سيُسئل عما كتبه. فالإنسان دائماً غافل عن نفسه، لا يستطيع أن يدرك ماذا يعمل. فمن الممكن أنه يظن أنه يعمل لأجل الله أربعين أوخمسين سنة وهذا ما يمليه عليه الشيطان. فإصدار مجلة هو مسؤولية كبيرة، عند الله تبارك وتعالى، وعند الناس أيضاً. فمن الممكن أن يجروا البلد نحو الفساد إذا لم يسعوا في الإصلاح. وإذا كان الكاتب يكتب من رؤية إصلاحية ومبان غير نفسانية وليس من أجل فضح المسلمين وهكذا مسائل، فسوف يكون عندنا مجلات مفيدة ولن ينساق الناس نحو الفساد.
وظيفة الكُتَّاب في إصلاح أخلاق المجتمع أنا لا أستطيع أن أقرأ كل المجلات، ولكن أرى أحياناً عند البعض انحرافاً.
ليعلم أولئك الذين يدّعون أنهم يتحركون في طريق الإسلام أن هذه الأقلام أكثرها باسم الإسلام وليست للإسلام. انها مهمة كبيرة ملقاة على عاتقكم، فهي مسؤولية كبيرة. واعلموا أنكم سوف تُسألون عنها يوماً ولن يبقى حينئذ شيء مخفي، فتشهد قلوبكم عليكم وتشهد أيديكم عليكم وتشهد أعضاء الإنسان عليه إذا كان قد ارتكب ذنبا. وخصوصاً أنتم الذين تنشرون هذه المنشورات للشباب، يجب أن تعلموا أنكم إذا طبعتم ألفي نسخة من مجلة فعلى الأقل سوف يقرأها خمسة آلاف شخص ويطالعها عدد كثير. فلو كان عدد نسخ صحيفة ما مائتي ألف، فإنه يطالعها خمسمائة ألف شخص، فلو كان فيها انحراف فينحرف خمسمائة ألف شخص. وليست هذه مسؤولية قليلة.
وهذا غير المعصية في البيت، فتلك أيضاً معصية، ولكن ليست بمقدار هذه.
فكلما كان عدد النسخ أكثر يجب أن يكون انتباهكم أكثر من أجل إصلاحها. فأولئك الذين يقولون إنه كلما كان عدد النسخ أكثر كلما كان انتباه الناس أكثر فإننا نستطيع أن نكتب ما نريد، فأولئك مخطئون. فأولئك عليهم مسؤولية أكبر. فكما أن الناس في الأزقة والمناطق والمعامل والأرض مشغولون بأعمالهم وهم أناس سالمون، فيجب أن يفكر الكتّاب أن هؤلاء السكان هم الذين خلقوا هذا الجو وأننا ننشر هذه المنشورات في ظل هؤلاء الملائيين.
في العهد السابق لم تكونوا تستطيعون أن تكتبوا سطراً واحداً. فهذه المنشورات اليوم من بركة هذا الشعب. إذاً كلكم وكلنا مدين لهذا الشعب. فأولئك يريدون الإسلام ويريدون أن تطبق القواعد الإسلامية في هذا البلد. يجب أن يُدعى الناس إلى هذا الطريق، ويجب أن يدعى المنحرفون إلى الطريق الصحيح. يجب أن يُمحى فسادهم من الوجود بشكل صحيح وبالأدلة، وليس بالحرب والجدال. المنشورات شيء جميل جداً، وعندما يكون محتواها يتضمن الجانب التعليمي ويكون القائمون عليها ملتزمين، تكون هذه المنشورات على رأس كل الأمور. فلو كان الإنسان منصفاً، فيجب أن يستفيد من قلمه وحركته من أجل الناس التي تركته حراً في كتاباته. وهذا ما يقتضيه الدين فيجب أن تكون منشوراتنا مفيدة، ونصلح أخلاق المجتمع.
لقد بذلوا جهدا كبيرا في الخمسين سنة الأخيرة من أجل انحراف الشباب. فكل مراكز الفساد هذه والمنشورات الفاسدة وترك المجال للمنكرات، كل ذلك كان لأجل أن لا يرتفع صوت الشعب. ولكن ما فعلوه لم يكن له أثر عليهم.
فعندما رأوا أن إعلامهم لم يكن بالشكل الذي يبعد الإسلام جانباً، والآن يسعون بشكل أكبر لكي يزيحوا الإسلام جانباً، ورؤساؤهم مشغولون في الخارج بالفساد وتتلقى أقلامهم الدعم من الخارج. يجب عليكم جميعاً أن تضعوا أيديكم بأيدي بعضكم وتمسكوا هذا البلد ولا تدعوه يسقط ثانية في أيدي أمريكا والاتحاد السوفياتي ونبقى عدة مئات من السنين في مصائدهم.
وليكن كل المتصدين للأمور والكتاب والخطباء والمنفتحين يقظين ولينظروا ماذا كنا وماذا أصبحنا وماذا يجب أن نصبح؟
فيجب علينا جميعاً أن نضع أيدينا بأيدي بعض وأن نعمل.
وفقكم الله حتى نتصرف فيما أعطانا إياه كأمانة في طريقه. ووفقكم الله ويؤيدكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج14، ص: 302-304
2011-06-01