الموضوع: فاجعة 7 تير والظلم الذي لحق بالشهيد بهشتي
خطاب
الحاضرون: قضاة مجلس القضاء الأعلى، رؤساء الفروع، المستشارون ومدعو العدلية
عدد الزوار: 35
التاريخ: 8 تير 1360 هـ. ش/ 26 شعبان 1401 هـ. ق
المكان: طهران- جماران
المناسبة: فاجعة تفجير المكتب المركزي للحزب الجمهوري (7 تير)
الحاضرون: قضاة مجلس القضاء الأعلى، رؤساء الفروع، المستشارون ومدعو العدلية
بسم الله الرحمن الرحيم
(بهشتي) عاش مظلوماً في هذا البلد
إنني أقدم التعازي بهذه الحادثة الكبيرة إلى الشعب الإيراني وإليكم أيها السادة، أنتم القريبون من السيد بهشتي وكنتم على معرفة بالأفراد الآخرين الذين استشهدوا، إليكم جميعاً وإلى كافة أبناء شعبنا.
ان اساس أعدائكم قائم على أن يوجهوا ضرباتهم إلى من هم أصلح بينكم. ويركزون هجماتهم على من يخافون أن يلحق بهم الضرر في أي لحظة ممكنة وأنا قلت هذا مراراً بأن المرحوم السيد بهشتي عاش مظلوماً في هذا البلد. فقد ركز جميع أعداء الإسلام ومعارضو هذا البلد هجماتهم عليه وعلى أصدقائه بشكل مباشر. فقد حاول المعارضون من خلال أقوالهم في الشارع والسوق وفي البيوت أن يظهروا هذا الرجل الصالح الذي أعرفه منذ أكثر من عشرين عاماً وأعرف داخله وأدرك كم كان مفيداً لهذا البلد، أن يظهروه على أنه ديكتاتور! وأنتم يجب أن تستعدوا لمثل هذه الأمور وما يتبعها من أشياء. فيتوجب على الإنسان إما أن يرضخ للذل وللضغوطات وللسلطة أو أن يتقبل ضريبة أن يكون مستقلًا، ولابد على أمتنا من أن تتحمل نتائج كونها اختارت أن تكون مستقلة وأرادت أن تكون حرة وأن تقطع أيدي المجرمين الجناة عن هذا البلد، وهنا كان خطأ أولئك الجناة حين ظنوا أن إيران وبوضعها السابق وحتى الآن، منذ زمن الثورة، مثل سائر الأماكن وبأنهم لو فجروا القنابل في أماكن مختلفة وقتلوا البعض من أعزائهم وأودوا بهم إلى الشهادة لجعلوا الأمة تتقاعس. مع أنهم لديهم التجربة ومنذ بدء النهضة وحتى الآن اغتالوا العديد من الأشخاص البارزين بيننا، علماءنا ومفكرينا، ولكن الأمة ظلت سائرة على نفس الوتيرة وتقدمت بعزم وتصميم أكبر، فليس الأمر أنهم لو اغتالوا البعض فسيجلس الآخرون ويرضخون، فهذه سنة كانت موجودة منذ صدر الإسلام حيث وقف أولياء الله في وجه المشاكل والمصاعب وعدم الأمان. وربما لم يتألم شخص مثل رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في كافة مراحل عمره من الطفولة والشباب وحتى رحلته كما تعذب الشهيد بهشتي وكما وقف في وجه القوى الكبرى، فقد واجه الجناة ووقف أمامهم ولربما لم يفعل أي شخص هذا طوال عمره وهذا إرث وصلنا من الأولياء، وهذه حادثة وقعت، آمل أن يؤدي هذا الشيء الذي ظنه الأعداء سبباً يجعلنا نتراجع، الى تقدمنا إن شاء الله.
تقديم السيد موسوي اردبيلي إلى منصب رئيس السلطة القضائية
من أجل أن تُحل هذه المشكلة بسرعة وأن يحل شخص آخر مكان المرحوم السيد بهشتي، برأيي أن السيد موسوي أولى من الأشخاص الآخرين، ولأنه من المتفق عليه أن أتشاور مع السادة، فإذا كان لديهم أي رأي أتمنى أن يطرحوه، كما يعرفون أنه شخص صالح لهذا الأمر، وأعني أنه مطلع على المسائل الفقهية والأخلاقية ومن كافة الجهات، وكما عرفته منذ سنوات طويلة فهو أصلح من الآخرين لهذا الأمر ولهذا برأيي أن يستلم صلاحياته منذ اليوم وإذا كان للسادة رأي آخر فليتقدموا به ولينتخبوا شخصاً آخر، وإذا كان هذا رأي السادة أو أكثرية السادة فليعملوا برأي هذه الأكثرية.
المسؤولية الخطيرة في أمر القضاء
على كل حال، فإن مسألة القضاء هي مسألة بالغة الأهمية كما تعلمون، فيها يجب أن يعلم الإنسان أن عمله يتعلق بأرواح الناس، وبأموالهم، وأعراضهم، وتعلمون أنه لو وقع أي خطأ- لاقدر الله- في الحكم الصادر فإن معارضي هذ النهضة سوف يستغلونه ويضخمونه ويتحدثون عنه وسيوصلونه الى كل مكان. وكما رأيتم في هذه المدة كانوا يحضّرون أمراً لإيران وبدأوا به ولكن إرادة الله كشفتهم، وأنا هنا ألفت انتباه القضاة في كل مكان إلى المكانة الهامة جدا لهذا المنصب في الإسلام ولينتبهوا إلى مراعاة هذا الأمر وليعملوا باحتياط وحذر وليقوموا بمصالحة الطرفين المتنازعين قدر الإمكان.
على كل حال، إن المسألة مهمة وكلما كان العمل أكثر أهمية، كانت مسؤوليته أكبر، فاحرصوا على إيصال هذه الأمانة بسلامة إلى موطنها. وأنا أطلب من الله تعالى أن يوفقكم. البلد بلدكم الآن، ذهب الآخرون ولم يعد لدينا مستشارون بعد الآن ونحن نريدأن ندير العمل بأنفسنا، يجب أن نكون حريصين ودقيقين أن نقوم بالإدارة بشكل جيد، بمعنى أنه لو ان كل شخص وفي كل منصب كان، قام بالإدارة بشكل جيد، سوف تدار أمور البلد بشكل جيد بعد حين وأنا أطلب من الله تعالى التوفيق للجميع.
* صحيفة الإمام، ج14، ص: 404-405
2011-06-01