الموضوع: تقاعس الموظفين والعمال وتهرّبهم من أداء وظائفهم
خطاب
الحاضرون: جمع من العاملين بمصانع صهر الحديد في اصفهان
عدد الزوار: 107
التاريخ: 12 دي 1358 هـ. ش/ 13 صفر 1400 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من العاملين بمصانع صهر الحديد في اصفهان
بسم الله الرحمن الرحيم
التهرّب من العمل والتقاعس عنه أمر مناف للثورة
في البداية اشكر جميع الإخوة الذين تحملوا عناء السفر في هذا الطقس البارد، وحضروا هنا. وإنني أعلنت أن لا داعي لذلك حتى يتحسن الطقس وتخف برودته. فإذا بقينا أحياء إلى ذلك الوقت فليأتوا. إنني أشكركم - أيها الشبان - وادعو لكم بالخير. وانتم تعلمون اليوم أنّ أولئك الذين لا يريدون أن تثمر هذه الثورة الإسلامية يحاولون بأساليب مختلفة وأشكال متنوعة، إثارة التوتر والاختلاف بين طبقات الشعب.
إن مسألة التهرب من العمل والتقاعس عنه في الدوائر والمصانع المهمة التي تُسيّر اقتصاد البلاد، ما هي إلّا دليل على تسلل هذه العناصر المعادية للثورة الى الدوائر والمعامل التي لها دور حيوي في البلاد, كمعامل صهر الحديد التي تعملون انتم فيها، وصناعة النفط، وذلك ليشلوا حركتها، وأكثر ما يحاول اولئك التسلل الى مثل هذه المصانع وبالتالي ليسود هذا الوطن حالة من عدم الاستقرار، فلا يستطيع تشكيل حكومة مستقرة ثابتة. إنّ عدو الثورة اليوم هو من يقصر في أداء عمله ووظيفته أينما كان، وكذلك الذي يتماهل في عمله، ومن يحرّض العمال على التخلي عن تعهداتهم. وهذه ضربة موجهة لبلادكم. فأولئك يريدون ان تسود البطالة الدوائر والمصانع وغيرها. فيذهبون إلى الفلاحين ويتغلغلون بينهم ليثبطوهم بدواعي مختلفة، عن أعمالهم الزراعية، كما يأتون إلى أماكن عملكم ويحولون دون أن تواصلوا أعمالكم، ويوسوسون للناس لكي يقصروا ويتهاونوا في أعمالهم، أو يضربوا عن العمل، او يتظاهروا وما شاكل ذلك. فيجب التنبه الى أن جميع هذه الأمور إنما هي مؤامرات حاكها أولئك الذين ساءهم الإسلام، وضرتهم وحدتكم.
العمل لله نوع من العبادة
إذا أراد شعب من الشعوب أن ينجو من المؤامرات فيجب عليه أولًا: أن يتحد، وثانياً: أن ينجز أعماله انجازاً حسناً. إن الوطن اليوم بحاجة ماسة الى العمل. إنّ وطنكم فقير لأنهم نهبوا منه كل شيء، فإذا أردتم أن لا تكونوا بحاجة الى الأجانب والى أعدائكم، فيجب عليكم أن تعملوا. أنتم الذين تتواجدون في معامل صهر الحديد، اعملوا، وفقكم الله، وليكن عملكم قربة الى الله، فهو لكم نوع من العبادة. وكذلك من يشتغلون بالزراعة، عليهم أن يعملوا - ايضاً - لكي نصل إلى الاكتفاء الذاتي في قطاع الزراعة والمواد الغذائية.
إنه لعار علينا أن نمد أيدينا الى أميركا طالبين المواد الغذائية منها. يجب علينا أن نأخذ الأمر بجدية، فإنّ الله قد منحنا ارضاً خصبة، ومياها وبركات سماوية. فيجب أن نعمل لكي نصل الى الاكتفاء الذاتي. بل لكي نتخطّى هذه المرحلة - إن شاء الله - الى التصدير.
إن عبادتكم - الآن - أيها الأخوة، هي العمل. العمل عبادة، فكما أنّ زيارة السيدة معصومة - سلام الله عليها - عبادة، فان عملكم عبادة ايضاً. ولعله أفضل من أكثر المستحبات.
ايجاد الاختلاف واليأس، أسلوب من أساليب الأعداء
انتبهوا الى أنّ هؤلاء إنما يبثون وساوسهم ويثيرون الاختلاف والتثبيط عن العمل ليصلوا الى أهدافهم. فهم يعملون وفق مخطط مرسوم يريدون تطبيقه في بلادنا. فهذه الأصوات التي تسمع هنا وهناك إنما تخرج من أفواه الأجانب، وهؤلاء الذين في الداخل هم عملاء أولئك. فيجب عليكم أن تطردوا هؤلاء الذين يتغلغلون بينكم ويوسوسون لكم بهذه الأمور، ويريدون ان تتركوا أعمالكم. فلا تسمحوا لهم بالوصول إليكم. ولا تتركوهم يتغلغلوا بينكم، و إذا وجد من يعرقل سير العمل من المنتسبين، فيجب ابلاغ المسؤولين لينحّوه عن العمل، وعليكم أن تساعدوا المسؤولين في هذه المهمة. إذ يجب على الشعب اليوم مساعدة الحكومة في جميع الأمور.
ففي زمن الثورة يجب على الشعب أن ينهض لانجاز الأعمال. فإذا تنحّى الشعب وجلس جانباً واتكل على الحكومة لتنجز الاعمال فإنّ الحكومة لا تمتلك مثل هذه القدرة. فكل الاعداء وكل من نهبوا في العهد البائد ثروات الشعب وضربت الثورة مصالحهم، نراهم يتآمرون على الثورة، وفي مثل هذه الظروف لا تستطيع فئة معيّنة انجاز الاعمال لوحدها، فذلك ملقى على عاتق الشعب، ونحن جميعاً مكلفون بانجاز أعمالنا وإدارة أمورنا بجد وبالتوكل على الله.
أسأل الله أن يسدد خطاكم وينصركم - إن شاء الله - وأشكر جميع السادة الذين جاؤوا من أماكن بعيدة، وأدعو لكم جميعا، وإنا خادم الجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:10,9