الموضوع: ضرورة المحافظة على الهدوء لإجراء الاصلاحات
خطاب
الحاضرون: موظفو جهاد البناء، والإذاعة والتلفزيون في تبريز
عدد الزوار: 154
التاريخ: 12 دي 1358 هـ. ش/ 13 صفر 1400 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: موظفو جهاد البناء، والإذاعة والتلفزيون في تبريز
بسم الله الرحمن الرحيم
النشاطات الاصلاحية رهينة الابتعاد عن التوتر
إن صحتي لا تساعد على أن أتكلم كثيراً، لذلك سأتحدث إليكم بايجاز:
إنّ واجبنا نحن الإيرانيين، وجميع المسلمين، ومن يحبون الإسلام ويحبون الوطن الإسلامي، هو أن لا نثير التوتر لأدنى سبب أو لأجل استياء شخصي او فئوي. فاليوم إذا لم يعم ايران الأمن والاستقرار، لا يمكننا ان نصلح أمراً من أمورها. فانجاز الاصلاحات يحتاج الى ظروف مناسبة يمكن العمل فيها بسهولة؛ فإذا فرضنا أنّ اجواء الجامعة يسودها التوتر، فإنّ الجامعيين لا يستطيعون انجاز أعمالهم، وكذلك إذا كانت اجواء المصانع متوترة، لا يستطيع العمال انجاز أعمالهم.
الذين لا يريدون أن تتحقق الجمهورية الاسلامية في هذا الوطن، ولا يريدون لهذه البلاد الاستقلال، يثيرون التوتر في كل مكان بصور مختلفة باسم الإسلام، ويمارسون أفعالًا مخالفة للإسلام باسم تقديم الخدمات للمستضعفين، وهذا من شأنه أن يؤدّي إلى الاضرابات. ومثل هذه الأمور تمنع الخيرين من تقديم الخدمات. فيجب الامتناع عن هذه الأعمال. فلا يجوز الاضراب في كل يوم، كما لا تجوز المظاهرات في كل يوم، يجب الامتناع عن هذه الأمور حتى تستقر البلاد، وحتى تستطيع الحكومة أن تنجز أعمالها.
وإذا أرادوا الامعان في تدمير هذه البلاد التي تعمها الفوضى، وإذا شاءوا الاستمرار في التدمير، فإنّ الحكومة والذين يريدون أن يقدموا خدماتهم، لا يستطيعون أن يقدموا خدماتهم كما ينبغي.
التقصير في العمل والبطالة هما أصل التبعية الاقتصادية
وصيتي للجميع هي الامتناع عن اثارة التوتر بالاضرابات والمظاهرات المناهضة للحكومة. وعلى كل شخص مكلف بعمل من الأعمال أن ينجز عمله على أحسن وجه. فإنّ التقصير في العمل والبطالة هما أساس التبعيّة الاقتصادية. فإذا كنا عاطلين عن العمل، فذلك يستلزم أن نكون تابعين ومفتقرين اقتصادياً. وكذلك إذا كنا لا نزرع أراضينا، فمن الطبيعي أننا سنكون مفتقرين زراعياً، وهكذا إذا لم نصل في صناعاتنا الى الاكتفاء الذاتي، فلا بد أن نكون تابعين ومفتقرين صناعياً.
كل شخص مكلف بعمل يجب عليه أن ينجز عمله بأحسن وجه، فالتقصير في العمل، والبطالة، والتحريض عليها، كل ذلك كالسم القاتل لبلادنا؛ لأنه يجر البلاد إلى الدمار. لذلك فإنني أرجو من جميع الموظفين والعمال والفلاحين، وأصحاب الأعمال، أن ينجزوا اعمالهم على أحسن وجه، وأن يبذلوا قصارى جهودهم في هذا المجال، ولا يعطّلوا تلك الطاقات والقوى التي وهبها الله لهم، عن العمل حتى تتقدم هذه البلاد - إن شاء الله - بفضل وحدة الكلمة وببركة الهمة والعزم، ولكي تحقق هذه الثورة هدفها، وحتى تعم الدولة الإسلامية ويعيش الجميع في رفاه.
وإني أرجو أن يكون الأمر كذلك، وأن نحفظ وحدتنا، ونحافظ على الصفة الإلهية للثورة. وهي الصفة التي جعلتكم متوجهين الى الله. وهذا سند كبير لشعبكم، فحافظوا عليه، وعلى وحدتكم حتى تنتهي هذه الاضطرابات البسيطة - إن شاء الله - بفضل هذه الوحدة، وببركة الإسلام. ويصبح وطننا وطناً إسلامياً مستقلًا وحراً - إن شاء الله -. أسأل الله أن يمن عليكم جميعاً بالتوفيق ويسدد خطاكم.
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:16,15