يتم التحميل...

الموضوع: العمل بالواجبات، الدعايات المضادة للثورة الاسلامية

خطاب

الحاضرون: كبار قادة الجيش‏

عدد الزوار: 110

التاريخ: 16 دي 1358 هـ. ش/ 17 صفر 1400 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: كبار قادة الجيش‏

‏‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

المسؤولية الخطيرة الملقاة على عاتق مسؤولي النظام الاسلامي

أنتم - اليوم - من ضمن القوى العسكرية للجمهورية الإسلامية، فحالكم اليوم يختلف عما كان عليه بالأمس، فبالأمس كنتم تعتبرون جُزءاً من نظام الطاغوت- شئتم أم أبيتم - والآن أنتم جزء من النظام الإسلامي. والواقع يشهد أنَّ بين هذين النظامين فرقاً، وهو أنَّ أحدهما نظام شيطاني، والآخر نظام إلهي. فيجب أن يكون هناك فرق بين هؤلاء المنتسبين للنظام الاسلامي وبين أولئك الذين انتسبوا للنظام السابق. والفرق هو أنه يجب اليوم على جميع أجهزة الجمهورية الإسلامية، سواء الأجهزة الإدارية والفئات الأخرى المرتبطة ارتباطاً أساسياً بالجمهورية الإسلامية، كالجيش وقوات الدرك والشرطة وحرس الثورة وغيرهم من القوات المسلحة. يجب ان تكون افعالهم وعقائدهم وأخلاقهم متناسبة مع الجمهورية الإسلامية.

فانَّ بعض هؤلاء كانت اخلاقهم متناسبة مع الطاغوت، فاذا - لا سمح الله - كانت بقايا وآثار من تلك الأخلاق في النفوس، يجب العمل على ازالتها بالجهاد. وهذا يعني أنكم- أيها السادة- تتحملون مسؤولية كبيرة وعملكم عمل شريف. إذ إنَّ كيان الجمهورية الإسلامية مرتبط بوجودكم. فمسؤوليتكم جسيمة؛ لأنه إذا كان يصدر منكم في ذلك الزمن عمل سي‏ء، فالناس لا يستغربون، بل يقولون: إنَّ أفعال نظام الطاغوت ينبغي أن تكون كذلك، لكنَّ الأمر الآن يختلف. فلو حصل ما يخالف الإسلام، فسيُقال: إنَّ الجيش الإسلامي لا يختلف عن جيش الطاغوت، وأنتم تعلمون بوجود كُتّاب وخُطباء خونة، يراقبون الاوضاع بأعين الخيانة، ويترصدون أجهزة الدولة الإسلامية للحصول على ذريعة، ليعملوا على تضخيمها ونشرها بين الناس، ليحرضوهم على القول بأنَّ هذا النظام هو أيضاً نظام طاغوتي كالنظام السابق. ولقد قرأت صباح هذا اليوم في احدى المجلات المرتبطة ببختيار، فرأيته يقول: إنَّ هذا النظام نظام طاغوتي أيضاً إذ إنه مستمر في النهب وما شاكله. كما قرآت في ما كتب: إنَّ الاحكام العرفية قائمة في بعض مناطق إيران، لأن الناس قد تراجعوا عن تأييد هذا النظام، لذلك يحاول النظام‏ أن يكبح جماح الناس بالضغط وقوة السلاح.

حسناً؛ هذه أمور تنشر في الخارج، والسبب هو أنهم خسروا كل شي‏ء لذلك يلجأون إلى مثل هذه الافعال. وإذا استطاعوا أن يحصلوا، في وقت ما على ذريعة من قبيل ان يجدونا لا نعمل وفقاً لما يجب علينا عمله، فانَّ ذلك يكون سبباً لأصحاب الأقلام الذين يريدون إفشال هذه الثورة، والذين يغيضهم وجود نظام اسلامي، لكي يتذرعون به لنشاطاتهم في مجال تلويث سمعة هذه الثورة.

فيجب علينا أن نحفظ ديننا الإسلامي، فانَّ دين الإسلام الآن في أيدينا وأيديكم، ويجب المحافظة عليه، فلا يجوز لنا أن نعمل عملًا يؤدي إلى الاعتراض على ديننا وانتقاده. واعلموا أنَّ الذين يقصدون الاعتراض على الدين، فانهم يعترضون عليه تحقيقاً لهدفهم ولا تعوزهم ذريعة لأنهم حاقدون عليه، وإنهم إذا وجدوا ديناً يستطيع أن يستمر ويدوم فانهم يعترضون ويشكلون عليه. أما في الوقت الذي تعم الفوضى والهرج والمرج، فلم يعبأوا به ولم يحسبوا له حساباً.

لكنَّ أمرنا يختلف، لأننا نمتلك ديناً خالداً، لذلك أخذ المستعمرون على أنفسهم محاربته. يجب علينا ان نحفظ هذا الدين، وإن لم نحفظه فستلحقه أضرار. فيجب أن نعمل على أن لا يصل مكروه إليه، وذلك بأن ينجز كل منا - أينما كان - واجباته التي كلف بها. فالبلاد التي يكون جميع أبنائها عارفين بواجباتهم ومنجزين لها على أحسن وجه، هذه البلاد ستصلح بسرعة. والواجب الإسلامي هو أن يعرف كل فرد من أفراد الجيش الإسلامي، نوع الواجبات التي كلف بانجازها. فاذا فعل ذلك كل فرد من أفراد الجيش والدرك وحراس الثورة والشرطة، فانّ الاصلاح سيعم البلاد بسرعة. أما إذا لم يهتموا بانجاز واجباتهم - لا سمح الله - وظنوا أن معنى الحرية الممنوحة لهم هو أن يعمل كل إنسان ما يحلو له وما يشتهيه، ولا ينجز ما كلف به من واجبات، فانَّ هذا سينتهي إلى الفوضى والاضرار.

الدعايات الأجنبية المضادّة للثورة

إنهم يسعون لكي يثبتوا للعالم أنَّ إيران غير مستقرة وتسودها الفوضى، كل ذلك لكي يهيئوا أذهان العالم بشكل عام للتدخل العسكري، فهم الآن منهمكون بهذا العمل، وقد كرّسوا جميع دعاياتهم لهذا الغرض، ولكي يعكسوا للعالم أنَّ إيران تعيش في وضع تسوده الفوضى، فالنظم مفقود في جميع إنحائها، ولا يوجد من يلتزم بواجباته. وكل شخص فيها يقول ما يريد.

إنَّ هذا الوضع يضاعف واجباتنا ويزيد التزاماتنا، وإنه ليصعب ويعز علينا كثيراً أن يصوّرنا الاستعمار للعالم بشكل يعطيهم الحق في أن يتدخلوا عسكرياً لكي يعلّمونا التربية، حتى كأننا قوم نفتقر إلى التربية وندعو إلى الفوضى والهرج والمرج، ونفتقد النظم في أعمالنا، ولا علاج لذلك سوى مجي‏ء قيم علينا لكي يعطينا دروساً في التربية.

إنّ هذا أمر مؤلم لبلاد نهضت نهضة إسلامية، لذلك فواجبنا إسلامي صعب لكن يجب إنجازه.

أسأل الله ان يؤيدكم إن شاء الله ويوفقكم، وكُلّي أمَلٌ أن تتقدموا بسعادة واقتدار لتحقيق المزيد من الانتصارات إن شاء الله.

روح الله الموسوي‏


* صحيفة الإمام، ج12، ص:52,50

2011-05-23