التاريخ: 18 دي 1358 هـ. ش/ 19 صفر 1400 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: حشد من أبناء مدينة أرومية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاجة إلى الاستقرار لتثبيت أركان النظام
تحية لكم أيها الإخوة والأخوات الأذربيجانيون، وسلام عليكم يا أهالي منطقة أذربيجان الغربية الغيارى، وسلام على أهالي أرومية. إنكم تحملتم عثاء السفر، وجئتم من مكان بعيد في هذا الطقس القارص إلى مدينة قم لكي تحضروا هذا المجلس المتواضع، وتقابلوني مباشرة، وتعرضوا طلباتكم.
إخوتي الأعزاء، اعلموا أنّ الإسلام اليوم يواجه القوى العظمى التي رسمت للإسلام العزيز ولوطنكم خططاً تآمرية مشؤومة. لذلك فالإسلام بحاجة اليوم إلى جميع أبناء الشعب، وإليكم أيّها الغيارى. إنّ للإسلام العزيز حقاً ومنّة علينا وعلى جميع الشعوب وجميع الفئات، فيجب علينا أن نؤدي هذا الحق؛ حق الإسلام، وحق الوطن الإسلامي. إننا خطونا في هذا المجال خطوات بسيطة، وبقيت خطوات واسعة يجب أن نطويها. وفي هذه الخطوات البسيطة واجهنا عراقيل من قبل أذناب النظام السابق، ومن أولئك الذين يتلقّون الأفكار والأوامر من الأجانب. ولا شك أننا في الخطوات اللاحقة سنواجه نفس العقبات. ونحن الآن نواجه صعوبات ومشاكل أيضاً، ويجب أن ترفع هذه المشاكل بعزم الشعب الإيراني الكبير، وبعزمكم أنتم أهالي أذربيجان الأعزاء. فانّ وطننا بحاجة اليوم إلى الاستقرار الشامل لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، ونواب مجلس الشورى، لكي نتفرغ بعد ذلك للمسائل الفرعية، ولبناء إيران جديدة. فانّ هيكل النظام الإسلامي لم يثبت، فيجب أن يثبت ويستقر هذا الهيكل، حتى نتفرغ لتهدئة الاضطرابات والشغب والفتن التي ترونها في ارجاء ايران، ويراد منها الحيلولة دون استتباب الأمن والاستقرار.
المحافظة على الروح الثورية لاستمرار النهضة
يا إخوتي، اهتموا بالإسلام، فانه أمانة بأيدينا، ولقد أريقت لأجل المحافظة عليه دماء كثيرة، إذ قد تعرض قبل أن يصل إلينا لجرائم كثيرة فيجب علينا أن نحافظ عليه، ونحرسه في الداخل والخارج لكي لا يقع في أيدي المغرضين الذين يريدون أن يعرضوه بشكل آخر، فيجب علينا جميعاً أن نعمل على إفشال خططهم. إذ يجب على الشعب أن يحول دون إتّساع هذه الخلافات الموجودة ومنع الذين يحاولون إيجادها في كل مكان، ولكي لا تحقق هذه المؤامرات أهدافها، ودون أن تجني ثمارها. كما يجب عليكم، أيها الإخوة الأعزاء، أينما كنتم، وأيّ عمل زاولتم، أن تحافظوا على تلك الروح الثورية التي كنتم تتمتعون بها في بداية الثورة؛ فانتم اليوم أكثر حاجة إليها.
وينبغي تَجنّب الاختلافات، وبعد ذلك يجب أن نتعاضد ونتعاون بهمة عالية وعزم راسخ على بناء هذا الوطن المحطم بأيدينا طلباً لمرضاة الله، ووليّ الأمر (سلام الله عليه).
اكرر شكري لكم أيها الإخوة والأخوات الأذربيجانيون. وأرجو أن تصلوا إلى الهدف الإنساني والإسلامي السامي بسلام وسعادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:73