يتم التحميل...

الموضوع: ذكرى أربعين الإمام الحسين(ع)، والذكرى السنوية لنهضة أهالي قم

خطاب

المخاطبون: منتسبو مصفى النفط في طهران، وجهاد البناء في بابل

عدد الزوار: 52

التاريخ: يحتمل أن يكون 14 دي 1358 هـ. ش/ 15 صفر 1400 هـ. ق‏
المكان: قم‏
المخاطبون: منتسبو مصفى النفط في طهران، وجهاد البناء في بابل

‏‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

شرف النهضة ضد الطاغوت‏

لست أدري من أين أبدأ. هل أبدأ بتقديم التعازي إلى الشعب الإيراني للمصائب التي حلت به طيلة هذه المدة، والشهداء الذين قدمهم؟ أم من تلك الفجائع التي حدثت في الخامس عشر من خرداد؟ أو أبدؤها من فجائع السابع عشر والتاسع عشر من شهر دي؟ إنّ جميع أيام هاتين السنتين الأخيرتين كانت أيام مصائب وأحزان للشعب، لكنها كانت تتضمن أيضاً شرف الاستشهاد في سبيل الإسلام، والتضحية في سبيل الاستقلال، فنحن شامخون أمام العالم، لأننا نهضنا ضد الطاغوت، وإنّ جميع فئات الشعب نساء ورجالًا نهضت وانتصرت على القوى الشيطانية.

أبارك لكم هذه التضحيات وهذه المصائب. كما أبارك لكم هذا التحول الذي أحدثتموه في الصناعات النفطية. إنّ هذا التحول الذي حدث قد قطع شريان حياة الأجانب، بارك الله لكم هذا الانتصار، وهذا التحول لدى كل ابناء الشعب، والذي كان أحد آثاره هذا الاعمار الذي انتشر في كل مكان. وقد ذكر هذا السيد قسماً منه.

روح التعاون والتعاضد لدى ابناء الشعب‏

يجب أن أشكر هذا الشعب على روح التعاون التي استجدت لدى أبنائه، فانهم نهضوا دون أن ينتظروا من قوة أخرى أن تساعدهم، وواصلوا عملهم في جميع المجالات بكل اقتدار. إخوتي، إيران اليوم ملك لكم, إذ قطعت أيدي الأجانب عنها. وإنّ سبب انشغال المتآمرين بالتخطيط للمؤامرات إنما هو هذه النهضة التي بدأتموها، وقطع أيدي الأجانب من البلاد. فتقدموا بنهضتكم إلى الأمام وحافظوا على نفس الرجولة التي بدأتم بها النهضة وحطمتم ذلك السد الشيطاني، فالوطن ملك لكم وما دُمِّر منه هو ملك لكم أيضاً، لذلك فالبناء والاعمار واجب عليكم.

لكن ما دُمِّر من وطنكم كثير لا يمكن حصره، فلا يمكن لفئة من فئات الشعب أن تقوم باعماره، بل يجب أن ينهض جميع أفراد الشعب بجد حتى يستطيعوا أن يقوموا بعملية الاعمار. واعلموا أنّ القيام بهذا العمل إنما هو إطاعة لله وخدمة للإسلام والشعب والوطن.

فيجب أن نكون كذلك ونتقدم إلى الأمام ونقطع أيدي المتآمرين كما كففتم أيدي الأجانب عن ثرواتكم. إني أشكركم، وأشكر جميع أبناء الشعب، وأشكركم ايها السادة الذين تحملتم المشاق حتى حضرتم هنا من مصفى نفط طهران، ومن منطقة الشمال.

أسأل الله أن يحفظكم جميعاً ويوفقكم ويؤيدكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

روح الله الموسوي‏


* صحيفة الإمام، ج12، ص:77,76

2011-05-23