الموضوع: واجبات عضوية مجلس الشورى الإسلامي
خطاب
الحاضرون: نواب مجلس الشورى الإسلامي
عدد الزوار: 33
التاريخ: 4 خرداد 1359 هـ. ش/ 10 رجب 1400 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
المناسبة: افتتاح الدورة الأولى لمجلس الشورى الإسلامي
الحاضرون: نواب مجلس الشورى الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس محل مناقشة القضايا التي يريدها الإسلام والشعب
إنني أخشى أن اصدق الأمور التي قالها السيد حجازي 1 عني. أخشى أن تخلق أقواله وأقوال أمثاله، في نفسي الغرور والإنحطاط. إنني أعوذ بالله تبارك وتعالى من الغرور. لو كنت أرى لنفسي مرتبة أعلى من سائر الناس، لكان هذا انحطاطاً فكرياً وروحياً. إنني في الوقت الذي اقدِّر فيه السيد حجازي بصفته خطيباً باراً وملتزماً، إلّا أنني اعتب عليه لذكره في حضوري أموراً ربما أصدقها. الكلمات التي اريد ذكرها في حضرة السادة هي من باب أننا أمرنا بالتذكير (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) 2.
انها من المصادفات الحسنة أن السادة حضروا هنا اليوم أمام الشعب، والشعب في الحقيقة صار يتلخّص في وجودكم أيها السادة، صادف هذا يوم عيد مبارك، والأفضل منه أن افتتاح المجلس الإسلامي كان في يوم ولادة العدالة في العالم، يوم ولادة أمير المؤمنين - سلام الله عليه - وهو مظهر كل عدل وأعجوبة العالم، وما من أحد باستثناء الرسول الأكرم منذ بداية العالم والى الأبد يدانيه في الفضيلة. إننا نتفاءل خيراً بهذا ونرى أنكم أيها السادة تفتتحون المجلس في هذا اليوم, أي في يوم ولادة مظهر العدالة الإلهية، وأنوار العدالة الإنسانية.
اعلموا أن عليكم أن تتبعوا نفس ذلك الخط أي خط علي (عليه السلام). في زمن رضا خان كنت قد ذهبت كمستمع لبعض المجالس، كما استمعت لمجالس أخرى في ذلك الزمان حتى فترات متأخرة. في حدود ما رأيته لم تكن تلك المجالس مجلساً للشورى، إنما كان مجلس صراع بين الأشخاص على الأطماع، كانت فيه تناحرات ونزاعات. حتى بعض الذين كانوا صالحين ويلتزمون بالحدود خارج المجلس، حينما كانوا يدخلون المجلس كأنما كانوا يلزمون بالتصرف على شاكلة الآخرين وبنحو غير إسلامي، وأحياناً كان بعضهم ينحرف. مجلس الشورى الإسلامي مجلس تشاور، مجلس يجب على المفكرين والسادة ان يطرحوا فيه القضايا التي تهم الشعب والبلاد، فيتشاوروا ويتناقشوا فيما بينهم حول الأمور ذات الصلة بالشعب والإسلام فقط.
مجلس الشورى الإسلامي الذي أنتم أيها السادة نواب فيه من قبل الشعب لتقديم الخدمة، ينبغي أن يُطرح فيه ما يريده الشعب، ويناقش ويبحث فيه ما يتطلبه الإسلام، ثم يصادق عليه ويكون كل شيء فيه إسلامياً. علينا جميعاً أن نتخلى عن المآرب الشخصية. على افتراض أن لي معك مشاكل وحسابات لا سمح الله ينبغي عدم تصفية هذه الحسابات في مجلس الشورى الإسلامي. ليس مجلس الشورى الإسلامي دائرة مغلقة وفيما لو ظهر فيه انحراف لا سمح الله، فلن يطلع عليه سوى عناصر المجلس ذاته. أنه مجلس مفتوح تبث الإذاعة والتلفزيون ما يجري فيه. كل إيران ترى وتسمع، وخارج إيران أيض - حسب مديات الأمواج - يسمعون ويطلعون على ما يجري. إذا أُريد - لا قدر الله - أن تكون هناك منذ البداية تكتّلات لحرب الأعصاب، ويتكرر فيه ما كان يجري في المجالس التي كانت في زمن الطاغوت، فلن يكون المجلس مجلساً إسلامياً، ولن يعمل السادة فيه بواجبهم الشرعي والإلهي.
ضرورة التحلي بالأخلاق الإسلامية
أتمنى أن يفكر السادة ويتناقشوا ويتشاورا في الأمور التي عهدت إليهم وينوبون عن الشعب فيها، بعيداً عن الحساسيات النفسية وبصرف النظر عن أغراضهم واختلافاتهم الشخصية. وينبغي أن يجري التشاور في مناخ إسلامي وأخلاق إسلامية لا تفضي إلى النزاع، ولا تنتهي إلى تلك الحالات المخزية التي كانت تقع في بعض تلك المجالس. وكما حصلت لحد الآن تحولات كثيرة في هذا الشعب، يجب عليكم باعتباركم نواب الشعب وعصارة فضائل الشعب، أن تتابعوا هناك الأمور التي وكّلتم بها من جانب الشعب. الشعب شعب إسلامي يريد الإسلام وأحكام الإسلام. لستم منتدبين لكي تذهبوا هناك وتصفّوا حساباتكم فيما بينكم. إذا حصل هذا فإنه انحراف وسيكون ذلك المكان بحكم المغصوب بالنسبة لكم.
عليكم أن تكونوا هناك معلمي أخلاق لكل البلد - وهو كذلك إن شاء الله - لأن أقوالكم تبث إلى كل البلاد. حينما يشاهد الناس في كل البلاد أن نوابهم يخدمون البلاد ويخدمون الإسلام بصدق وإخلاص، والمناظرات التي تجري بينهم مناظرات إسلامية، والبحوث والتحقيقات التي يجرونها بحوث وتحقيقات إسلامية، سيكون هذا درساً لكل من في البلاد، ولكل من يصله صوت الإذاعة خارج البلاد. علينا تربية كل أبناء الشعب. حينما تدخلون المجلس يجب فضلًا عن طرحكم القضايا التي تهم الشعب، أن تتسلحوا بسلاح الأخلاق الإسلامية، وتربوا الناس بهذا السلاح، بحيث لو انقضت عدة سنوات على المجلس، ستظهر على الناس آثار حواراتكم ومناظراتكم. إن أعمالكم تنعكس من المجلس. فضلًا عن أن الله تبارك وتعالى حاضر وناظر في كل مكان، وكتب أعمالكم وأعمال كل العالم موجودة لديه، فضلًا عن أنكم يجب أن تلاحظوا إنكم بين يدي الله تبارك وتعالى، وكل نَفَس يجري فيكم إنما هو في محضره، وكل كلمة تتفوهون بها إنما هي في المحضر المبارك لله تبارك وتعالى. ومخالفة الله في محضره تبارك وتعالى جريمة عظمى، ويجب أن تعلموا أن الله ناظر لأعمالكم، وعليكم تربية الآخرين أيضاً. كل الأشخاص الموجودين في مركز معين يجب عليهم تحويل ذلك المركز إلى مركز تعليمي. كما كان الحال في صدر الإسلام حيث كان رئيس الدولة والقائد وقائد الجيش يربون الناس بأعمالهم وأقوالهم، يربون الناس بسلوكياتهم، كذلك علينا نحن الذين ندعي اننا إسلاميون نسير على خطا أولياء الإسلام، علينا أن نربي الناس بتصرفاتنا وسلوكياتنا.
المجلس مكان للتباحث لا للتناحر
إذا دب الانحراف في المجلس لا سمح الله، فقد تظهر آثاره على نطاق واسع لأنه ينعكس في كل مكان، وحينئذ تكون المسؤولية عظيمة. كما أنكم لو قضيتم بأعمالكم وأفعالكم على بعض الانحرافات، لكان لكم بذلك اجر عظيم كأجر الأنبياء. لا تفكروا من الآن إننا جبهة كذا وجبهة كذا فتنشأ الأمور من بدايتها على الصراع، ليس هنالك صراع إنما هو تداول، تداول، تباحث إسلامي، حيث يريد كل واحد منكم أن يطرح على الآخر رأيه بالبرهان والبيان.
يجب عليكم هذا طبعاً ولكن من دون صراعات داخلية. كلكم للإسلام ومن خدمة الإسلام وتريدون تقديم الخدمة للإسلام. لا تفكروا من الآن بإيجاد جبهات وتكتلات في هذا الجانب وأخرى في ذلك الجانب وتعيدوا نفس تلك الأعمال التي كانت تجري في مجالس العهود السابقة ونفس تلك النزاعات والصراعات التي جرّتهم وجرّت الشعب إلى الانحطاط. وأنا لا أدري هل في مجالس البلدان الأخرى مثل هذه النزاعات والمشاجرات والإساءات فقلّدوهم، أم انها مبتكرة، هذا ما لا أدريه، ولكن على كل الأحوال سواء كانت تقليداً للآخرين أو مبتكرة من قبلهم، فإنّها كانت ممارسات جداً مشينة وسيئة وستبقى مرارتها في المذاق إلى الأبد. وأتمنى أن تمحوا بأعمالكم تلك المرارة من الأذهان.
عرقلة وتضعيف البعض الآخر, مدعاة للانحطاط والسقوط
المسألة الأخرى التي أريد أن أقولها وهي تتمة لما قلته، هي أن بلادنا لا تزال في بداية مشوارها وبداية مشاريعها، وقد تحقق لحد الآن كل ما تحتاجه أية حكومة من الحكومات والحمد لله، لكننا ما نزال في أول الطريق. في هذه البداية التي نحن فيها ثمة ميزة قد لا تكون في المراحل الآتية. الآن حيث يواجه بلدنا الهجمات من الخارج والداخل، الابتلاء يتمثل بالطروحات المختلفة للأقلام المختلفة والمجلات المختلفة والخطباء المختلفون والأشخاص الذين يثيرون الضجيج في هذا البلد، والابتلاء الخارجي هو القوى الكبرى، إذا أردنا النصر لبلدنا وللإسلام، فينبغي أن لا يعرقل بعضنا على البعض الآخر. يجب أن نكون صوتاً واحداً. قضية التوجيه مسألة، وقضية العرقلة مسألة أخرى. لابد من التوجيه. المجلس مركز لصدور كل القوانين والقدرات. المجلس يوجّه الجميع ويجب عليه ذلك، ولكن ينبغي أن لا يضعف المجلسُ الحكومةَ. ولا ينبغي أن تُضعّف الحكومةُ المجلس. فتضعيف أي منهما تضعيف للذات أيضاً. إذا عمد رئيس الحكومة، رئيس الجمهورية إلى تضعيف المجلس، فإنه سيسقط هو قبل المجلس. وإذا ضعّف المجلس الحكومة ورئيس الجمهورية والعاملين في الجهاز التنفيذي فسيضعف هو أيضاً وهذا ليس من المصلحة حالياً. وإذا حصل مثل هذا يوماً ما فإنه جريمة. إن هذا الأمر جريمة كبيرة جداً في الوقت الراهن. فلو لم تكن بلادنا تعاني من هذه المصائب لكانت هذه مخالفةً على كل حال، لكنها ليست بالمخالفة التي تهدد بلادنا بالفناء والهزيمة.
اما اليوم حيث البلد يمر بهذه الظروف، ولا يستطيع عملاء الأجانب أنفسهم أن يروا كل هذه الانجازات التي لم تحصل طوال عدة سنين قد تحققت في غضون سنة وشهرين أو ثلاثة أو عدة أشهر، هذا ما لا يستطيعون رؤيته. كانوا يتوهمون منذ البداية ويمنون أنفسهم بأن الجمهورية الإسلامية لن تنجح أساساً. كانوا يعارضونها أساساً ويقولون: (الجمهورية، ليس من الضروري أن تكون إسلامية، لتكن جمهورية وطنية) لم نر من هؤلاء الوطنيين سوى التخريب. إذا كان أحدهم إنساناً صالحاً إسلامياً، فإننا لم نر منهم عملًا مفيداً.
علينا جميعاً أن نتحرك إسلامياً، علينا أن نتحرك ببرامج إسلامية. انتصارنا كان رهناً بالإسلام، لم يكن منوطاً بي أو بكم ولا بأية قوة. كان رهن الإسلام. الإسلام هو الذي وهبنا هذا النصر. هذه نعمة منَّ الله تبارك وتعالى بها علينا، وإذا لم نشكر هذه النعمة فقد تسلب منا لا سمح الله. وشكرها بأن نكون كما في البداية حيث ارتفعت كل الأيدي داعية الى الإسلام ومطالبة بالجمهورية الإسلامية، فمنّ الله تبارك وتعالى علينا واعطانا هذه الدولة. ولكننا لو تخلّينا عن ذلك وذهب واحد منّا الى سبيل حاله وقال شخص شيئاً، وقال الآخر شيئاً آخر، وتعددت الجبهات، ونشب الصراع بين الحكومة والمجلس، والمجلس والحكومة والكل مع الكل، فقد تزول العناية الإلهية بسبب كفران النعمة، ونبتلى بالانحطاط في كل شيء، وتعود بلادنا إلى سابق حالها، والى تلك المظالم التي شاهدها الجميع وشاهدناها كلنا. الشكر هو أن لا تضعوا العراقيل - بصفتكم نواباً للشعب - أمام الحكومة. بل عليكم أن تسددوها وتوجّهوها حيثما حادت بها قدمٌ عن الطريق.
والحكومة مهما كانت وأياً كانت، ورئيس الوزراء أياً كان، يجب أن لا يضعوا العراقيل أمام المجلس. إنهم سلطة تنفيذية، الكل يجب أن يعمل حسب القانون. هذا القانون الذي صوت عليه الشعب. لم يصوت عليه الشعب لكي تضعوه على الرف وتنقطع صلتكم به، وتذهبون وراء أعمالكم. يجب أن يكون هذا القانون في يد الجميع، ويجب أن يرسم القانون كل الحدود. القانون رسم الحدود للمجلس وعلى المجلس أن لا يتعداها. كما أنه رسم الحدود لرئيس الجمهورية وعليه أيضاً ان لا يتعداها. ورسم الحدود لرئيس الوزراء وغيره. وهم أيضاً يجب أن لا يتعدوها. الذي يخرج عن الحدود، يجب أن ينبهوه ويوجهوه.
التحرك في طريق الإسلام دون خوف من اليسار واليمين
وانا آمل من الوجوه النيرة التي امامي أن يعلموا انهم في محضر الله تبارك وتعالى، ويجب علينا خدمة الإسلام وأحكام الإسلام الذي منّ علينا وكان سبب كل انتصاراتنا، علينا أن نخدم بكل ما أوتينا من قوة، ولا تخافوا من انكم إذا قلتم شيئاً في المجلس، سيكون له وقع سيء عند المثقفين. أو أنكم إذا صلّيتم سوف يستاء بعض هؤلاء المثقفين. وإذا رفعتم أيديكم بالدعاء سيستاء بعضهم أيضاً. انا لا أقصد كل المثقفين، هنالك مثقفون صالحون في كل الطبقات، ولكن الذين عارضوا الجمهورية الإسلامية منذ بدايات قيامها في هذا البلد، يريدون تحت طائلة خدمة الشعب أن لا تتحقق الجمهورية الإسلامية. لا تخافوا من أي أحد، لا تخافوا من اليساريين ولا تخافوا من اليمينيين. انكم - في قضايا الدستور والإسلام، والدستور تابع للإسلام - يجب أن تضعوا الإسلام نصب أعينكم. يجب أن لا تفكروا طالما حدث كذا وكذا في البلد الفلاني فمن المناسب أن نكون انتقائيين، نقول (الله) بمقدارٍ ما ونقول شيئاً آخر بمقدار ما. كونوا مستقيمين وانجزوا أعمالكم باستقامة، والله سندكم. لا تخافوا أي شيء ولا أية قوة. أنا لا أقول أن باستطاعتكم الانتصار على كل القوى. فليس في أيدينا شيء، كل الأشياء في يد أعدائنا.
عدم خشية الفشل في تنفيذ الواجب
أقول، حينما قررنا أن نقوم بالواجب، ونسلك الطريق الذي اختطه الله تبارك وتعالى لنا، فلن يكون الفشل شيئاً بالنسبة لنا. فأمرنا لا يخرج عن واحدة من حالتين: إما أن ننجح وبهذا لن يكون الفشل شيئاً ذا بال، وإما أن يأتوا ويهزمونا ونكون قد عملنا بواجبنا. فأين هو الفشل؟
سيد الشهداء هزم في كربلاء أيضاً، لكن ذلك لم يكن هزيمة. قتل وأحيا عالماً بأكمله. وأمير المؤمنين أيضاً هزم في حرب صفين، إلا أن هذا لم يكن هزيمة. كان يخدم الإسلام ويعمل في سبيل الله. الذي يعمل في سبيل الله لن يفشل أبداً، بل الفوز نصيبه في كل الأحوال. لا تخشوا أنكم إذا قلتم شيئاً خلاف الماركسية مثلًا، سيقولون عنكم إنكم رجعيون، بل هم الرجعيون. هؤلاء الذين ينادون بالشيوعية وما إلى ذلك، هم أنفسهم أكثر تجبراً ودكتاتورية من الجميع، وقد سجنوا كل شعوبهم وكبّلوها بالأغلال. ما من حرية لأحد في تلك البلدان. كما لا توجد حرية في البلدان الغربية أيضاً، هنالك اسم الحرية وكلام عن الحرية. إذا كانت ثمة حرية، فما الذي جناه هؤلاء السود المساكين حتى يضيّقوا عليهم هكذا؟ لا تظنوا أن هذه المشاريع وهذه الأمور حقيقية في أي مكان من العالم، أو انهم يريدون العمل بها. هذه المنظمات والهيئات الفلانية شكلوها في العالم على أيدي الأقوياء، لذلك فإن لهم حق الفيتو، هي للأقوياء فقط، كل هذه ألاعيب غرضها ابتلاعنا. إنها مناورات سياسية يريدون بها خداعنا وابتلاعنا. عليكم أن لا تنخدعوا بهم ولا تتأثروا لا بالشرقيين ولا بالغربيين. اعملوا بما قرره الإسلام. لا تبالوا لأحد أياً كان ومهما قال لكم. خذوا الإسلام بنظر الاعتبار. وأعلموا أن معارضي هذا المجلس ومعارضي هذه الثورة ومعارضي الإسلام سيواصلون معارضتهم مهما فعلتم، وكل ما في الأمر أنهم يواصلونها بذريعة في وقت ما، وبذريعة أخرى في وقت آخر.
نائب الشعب خادم للإسلام والبلد
عليكم أن تخدموا الإسلام والبلد. إنكم نواب شعب كله يريد الإسلام و يعشق بلاده. وعليكم تقديم الخدمة لهذا الشعب، وأن تكرّسوا طاقاتكم لخدمة ما جعلوكم نوابهم عليه. إذا انحرفتم عن إرادة الشعب فقد خنتم نيابتكم للشعب. وانا أتمنى أن تسيروا بهذه النهضة قدما بمنتهى القوة إن شاء الله وبكل عزة وعظمة. ويكون المجلس مجلساً إسلامياً أخلاقياً متكاملًا، وتكونوا معلمي أخلاق للمجتمع، وأن يكون المجتمع كله سنداً لكم، وتكونوا جميعاً هوية واحدة، الحكومة والشعب والجيش والناس والجميع يكونوا هويةً واحدةً وأعضاء في جسم إنسان واحد. كونوا جميعاً في خدمة الإنسان الكامل وهو الرسول الأكرم، وكونوا جميعاً بمنزلة أعضائه في الخدمة. فإذا كان كذلك كان النصر حليفنا. وإذا ظهرت انحرافات لا سمح الله وتدخلت الأغراض الشخصية والمناصب والمواقع وما إلى ذلك، فهذا أولًا انحطاط أخلاقي كبير وانحطاط بين يدي الله، وثانياً يُخشى عليكم أن لا تستطيعوا حمل هذا العبء وإيصاله الى غايته. أيدكم الله جميعاً إن شاء الله، وأيدنا جميعاً وأيد كافة المسلمين. وحفظ الجميع من شر الشيطان الأكبر وأذنابه. وحفظنا من شر النفس الأمارة بالسوء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:288,283
1- السيد فخر الدين حجازي، أول نائب لأهالي طهران في الدورة الأولى من مجلس الشورى الإسلامي، ابتدأ كلمته بعبارة( بأبي أنت وأمي) وكان مضمون بقية كلمته ينطوي على تكريم وتبجيل مكانة الإمام الخميني حيث واجه عتباً شديداً من قبل الإمام.
2- سورة الذاريات، الآية 55.