الموضوع: الاضطرابات التي تثيرها الزُمر العميلة- يقظة الشعب حيال المؤامرات والفتن
خطاب
الحاضرون: أعضاء النقابات الاسلامية للعمال في إيران ومنتسبو القطاع الصحي في الجيش
عدد الزوار: 30
التاريخ: 4 تير 1359 هـ. ش/ 12 شعبان 1400 هـ. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
الحاضرون: أعضاء النقابات الاسلامية للعمال في إيران ومنتسبو القطاع الصحي في الجيش
بسم الله الرحمن الرحيم
أن ادعى بخادم القوم أفضل من أن يُقال لي قائد الثورة
اشكر السادة الذين تجشموا عناء الحضور وقدموا إلى هنا للقائي، سواء السادة العمال أو منتسبي الجيش أو سائر السادة.
أفضل أن يقال لي خادم الشعب بدلًا من قائدهم، آمل ان نقف جميعاً سواء أنتم السادة العمال وسائر اصحابكم، أو السادة منتسبو الجيش وكافة اصحابكم أو سائر قطاعات الشعب، ان نقف جميعاً عند قضية جديرة بالاهتمام الا وهي كما تعلمون - لا سيما انتم العمال - من هم الأشخاص والجهات التي حاولت منذ انتصار الثورة وحتى الآن الوقوف بوجه الثورة بشتى الطرق ومختلف السبل، وجسدت بمجملها كافة اشكال العداء لهذه الثورة وللإسلام.
هذه المجموعات التي ظهرت وتشكلت بعد انتصار الثورة وتلبّست في بعض الاحيان بثوب الإسلام وأخذت تدعي التمسك بالإسلام أكثر منكم، أو تدعي أحياناً أنها ثورية وتوحي بأنها أكثر ثورية منكم، أو قد تعتبر نفسها من اركان الثورة ومؤسسيها. في حين أن انتصار الثورة تم على يد القطاعات المسحوقة لشعبنا من عمال وفلاحين وجامعيين، وأنتم كلكم ساهمتم في صنع الانتصار إلى يومنا هذا. فيما كانوا هم يقفون موقف المتفرج سواء خارج البلد أو داخله ينتظرون لمن تكون الغلبة، فان كانت للشاه المخلوع واتباعه ذهبوا إليه وطالبوه بالثمن وان كانت الغلبة لكم وللشعب لطالبوكم بالثمن تحت يافطات مختلفة طمعاً في الحصول على كل شيء حتى تحت يافطة شريحة العمال. وان يحاولوا تحت مسميات مختلفة اطفاء نور هذه الثورة والحؤول دون ان تؤتي أُكلها باعتبارها ثمرة أخرى يتطلع لها الإسلام ونبي الإسلام. إن عداءهم للإسلام إذا كان مبطنا في السابق فقد ظهر عداؤهم اليوم بشكل سافر وبنسبة مئة بالمئة لأنهم تضرروا بسبب الإسلام وتلقى اربابهم صفعة من الإسلام.
إثارة الاضطرابات والقلاقل على يد الزمر العميلة
إن هذه المجموعات المختلفة التي بدأت تظهر من الأرض كظهور الفطريات، وكانت قبل هذا منتشرة في البلدان الأخرى وتتحين الفرص، جاءت الآن إلى إيران لتحول دون نجاح هذه الثورة. أنه خطر يهدد ثورتنا، لا بمعنى أنهم يملكون القدرة اللازمة للقيام بعمل ما وصولًا إلى احباط الثورة، لكنهم يحاولون وضع العراقيل أمام مسيرة الثورة. لقد لاحظتم كيف اثاروا فتنة في كردستان. صحيح انهم نجحوا في خلق بعض المتاعب لكنهم فشلوا في عرقلة مسيرة الثورة. انهم اثاروا الفتن في طهران. انهم اعجزُ من أن يفعلوا شيئاً ولكن بإمكانهم إثارة الفتن. وكلما عقدت الهمم على انجاز عمل مهم واساسي نجد أن هذه الزمر المختلفة الموجودة الآن في إيران تعد لفتنة جديدة.
عندما تقرر ارساء دعائم الجمهورية الإسلامية على اساس آرائكم وآراء شعبنا، بادروا إلى إثارة الفتن هنا وهناك، فلما تم اتخاذ هذه الخطوة لم يهدأ لهم بال. فعملوا على إثارة الفتن في كل مرحلة تسيرون فيها خطوة نحو الامام. وعندما جرى تأسيس مجلس الشورى الاسلامي وبذلت المساعي في هذا المجال قاموا بإثارة الفتن أيضاً. إنهم يثيرون الفتن والقلاقل ويرفعون عقيرتهم، يبادرون إلى ضرب الآخرين ويرفعون عقيرتهم بأنهم ظلموا، لذا فهم يخططون ويعملون ليعرقلوكم عن العمل، ويعرقلوا جمع حصاد الفلاحين. وفي ذات الوقت يرفعون عقيرتهم ويتمشدقون بانهم يضحون من أجل الشعب.
معارضة الزمر العميلة للإصلاحات الثقافية
إن من يقفون إلى جانب الجمهورية الإسلامية يسعون إلى العمل باسم الجمهورية الإسلامية وباسم الإسلام وباسم الجماهير. قد أردد كلمة الإسلام، وأردد إنني (فدائي للإسلام) و (فدائي للشعب) وأردد أنني مجاهد للإسلام و (مجاهد للشعب) وما إلى ذلك، ولكن عندما تنظرون إلى اعمالي تجدون إنني اتخذت موقف المعارضة منذ البداية. فقد جردت السلاح وعارضت في كل مكان. متى ما اطلقت دعوة للإصلاح، وجدتم انني وقفت بوجهها ورفعت قبضتي وجردت بندقيتي. وإذا اطلقت دعوة لاصلاح الجامعات التي كانت في خدمة الاستعمار - وان من امهات القضايا في هذا البلد هو اصلاح الجامعات - بادروا إلى وضع المتاريس وإقامة الخنادق داخل الجامعة ليعرقلوا هذه المبادرة.
والآن أيضاً يقفون خلف نفس المتاريس، ولكن ليس في الجامعة، بل في خارجها ليعرقلوا عملية الاصلاحات الثقافية والثورة الثقافية. انهم يريدون أن تبقى الثقافة نفسها التي ساهمت في صنع أمثال هؤلاء الذين كانوا وزراء ونواباً وما شابه من الذين وضعوا البلاد على هاوية الدمار. ان من باعوا البلاد هم اولئك الذين كانوا نواباً ووزراء وساسة في السابق، هم الخريجون والمثقفون الذين تلقوا التعليم في الجامعات في الداخل والخارج وجلبوا تلك الويلات على هذا الشعب على يد هؤلاء الذين تدخلوا باسم (الشعب) وباسم (الجهاد) وباسم (الفدائيين) وغيرها من المسميات، ولم يتركوا هذا الشعب وشأنه، فمهدوا لان تُنهب اموالكم وتذهب إلى جيوب الآخرين ويأكل الشاه واعوانه قسماً منها. هذه المجموعات هي نفسها التي تحاول الآن ممارسة نشاطها ضد هذه النهضة.
كلما حاولت هذه النهضة ان تخطو خطوة، كأن تفتح أبواب مجلس الشورى، نجدهم يثيرون فتنة في الامجدية، وللاسف أن شبابنا لا يعرفون ماذا يفعل هؤلاء وحتى البعض ممن حولي لا يقفون على عمق هذه القضايا. انهم يتصورون ان القضية تقتصر على عدد من اصحاب الهراوات والمتظاهرين؟ كلا أن القضية ليست كذلك. فهذا هو الظاهر من قضية اثارة الفوضى، لكن القضية أعمق من ذلك. أصل القضية هي أمريكا. أصل القضية هي انهم يقولون بوجوب عودة أمريكا لتفرض هيمنتها من جديد على مقدرات البلاد. أصل القضية ليس أن أحدهم يريد أن يتظاهر والآخر يعارض ذلك. فهذه ليست أصل القضية، إنها محاولة لإثارة الفوضى ليزرعوا العراقيل امام البلاد ويحولوا دون أن تواصل المسيرة التي اختطتها.
خلق الازمات عبر تحريض العمال والفلاحين
انتم ايها السادة العمال الذين تعدون من العناصر المؤثرة في البلاد، ومن اجل ان تقطعوا أيدي الآخرين، رأيتم كيف توجهوا إليكم خلال العام وعدة اشهر التي مرت من عمر الثورة وعملوا على القاء الخطابات في اوساطكم أو تحريضكم أو حثوا مجموعة منكم على الاضراب وما شابه ذلك تحت يافطة الدفاع عنكم وتأييدكم. إن الهلاك سيكون مصير أي بلدٍ إذا ما أضرب العامل وكفّ عن العمل في ذلك البلد.
ان اولئك الذين يقولون لكم اننا متفقون معكم، ويقولون لكم مثلًا اين انتم واين هم؟ ان عملهم هذا في الواقع ليس بدافع الحرص عليكم. انهم يدخلون باسم الحرص ليعطلوا معامل البلاد، وباسم الحرص يعطلون الزراعة. هؤلاء انفسهم الذين يبادرون إلى حرق المحاصيل الزراعية للفلاحين بعد حصادها، الآن أيضاً ما زالوا يضرمون النيران وإذا لم نحافظ عليها ونصونها فانها ستحرق جميعاً.
اننا نميز اعداء النهضة والثورة من خلال الذين يسيرون في ركب الثورة، ويسيرون في ركب الشعب، ويسيرون في ركب الفلاحين والعمال ويريدون تحرير البلاد من قيود الأجانب. التحرير ياتي من خلال الزراعة والعمل في المعامل في سائر المجالات. اذا كان بلدنا يتطلع للحرية والاستقلال والتخلص من التبعية، فعليه ان يعمل بنفسه. ان الذين يتغلغلون في اوساطكم ويعرقلون عملكم أو يشكلون عصابة ويمنعونكم من العمل، يجري تمويلهم من الخارج لإغراء بعض العمال الغافلين ليضربوا عن العمل، بينما يقوم قسم آخر منهم بخلق متاعب في الحقل الزراعي، أو يتغلغل آخرون في المجالات الأخرى ليثيروا الفوضى في البلاد من اقصاها إلى اقصاها. ويقومون باعمال في البلاد تحت يافطة أن هذا الشخص يملك منزلًا وهذا لديه ممتلكات، فيهجمون عليه وينهبون منزله من دون أي مسوغ شرعي والهي. انهم امتدادات للنظام السابق ونحن غافلون عن ذلك. انهم لا يمكنهم ان يكفوا ايديهم عنا بهذه السرعة لأن لهم مصالحهم، مصالحهم العظيمة، سواء المادية أو غير المادية؛ لان بلدنا في ظرف وموقع يحتاجه الجميع. لقد كان بلدنا جسراً لانتصار الاشرار والأجانب، انهم لا يكفون أيديهم عنا بهذه السرعة.
اضطرابات العناصر العميلة تحت يافطة شعارات خادعة
لا ينبغي لنا ان نغفل بعد ان تحررنا، ونساعد على اثارة الاضرابات والاحتجاجات، علينا ان نلتفت إلى ان البلد الذي تحصل فيه ثورة لابد وأن تعترض طريقه الكثير من العراقيل. انتم ايها السادة واقفون على ما جرى على الاقل في غضون السنوات الخمسين الماضية. انا أذكر كل ما جرى، والقليل منكم يذكره، وهذه الأعمال الأخيرة للشاه المخلوع التي تذكرونها انتم أيضاً تحت يافطة الحضارة الكبرى، وبذريعة أنه يريد أن يصنع من إيران يابان أو أمريكا ثانية في غضون سنتين أو ثلاث سنوات، وبهذه الذريعة أفقد البلاد كل اعتبارها. قَدمها لأولئك الذين يريدون أن ينهبونها.
طبعاً من يريد ان يخرب لا يعلن أنني اريد ان اخرب، بل يعلن انني محبّ لكم، ونحن نضحي من اجلكم، وهؤلاء العلماء رجعيون ويتحدثون بكلام لا أساس له، انصار الرأسمالية - مثلًا - لو صرح أحد بحقيقة الأمر امامه لافسد عليه عمله. لذا لابد لهم من القول ان علماء الدين رجعيون والعلماء كذا وكذا ونحن نريد ان نخدمكم.
يخلقون تلك الأوضاع في كردستان، احياناً تجد ان جميع هذه الجماعات تعقد اللقاءات والاجتماعات في كردستان وترتكب هذه المفاسد. وعندما بدأ الهدوء يعود إلى كردستان نوعاً ما، تجد انهم لا يستطيعون البقاء هناك؛ لذا يشدون الرحال إلى بلوجستان ليقوموا بتخريب الاوضاع هناك. وإذا تحسنت الاوضاع في بلوجستان فإنهم سيلجؤون إلى العاصمة. فالعاصمة أفضل مكان للنشاطات؛ لأنها منطقة واسعة. يأتون إلى العاصمة فيثيروا الفتن والفوضى باسم الإسلام وباسم القرآن، لكي يسلبوا الاستقرار من هذا البلد.
سيادة القانون في أقرب فرصة
مرت سنة وعدة أشهر على الثورة الإسلامية التي تواصل مسيرتها بسواعدكم المقتدرة. أيها الشعب المسلم! قد رتبتم كافة شؤون الاجهزة الحكومية وامور البلاد، من الجمهورية الإسلامية إلى مجلس الشورى. وحضرتم عند صناديق الاقتراع عدة مرات وشاركتم في الاقتراع بكل حرية. وهذا سهم في اعين هؤلاء الذين لا يطيقون رؤية الإسلام. هؤلاء يعرفون أنه لو لم تكن هذه النهضة إسلامية لما تسنى انجاز هذه الاعمال بهذه السرعة. إن هذه الاعمال تسير بقدرة الإسلام.
انكم تشاهدون في العراق المجاور لنا الذي قام - حسب اصطلاحهم - بثورة منذ أكثر من عشرين عاماً، ويحاولون في هذا العام ورغبة منهم في تقليد إيران ومن أجل أن يقولوا بأنهم بشر أيضاً، المباشرة باجراء انتخابات. ولا شك أن هذه الانتخابات أسوأ من انتخابات عهد الشاه، أليس أن المواطنين هناك يدلون باصواتهم على غرار ما كان يجري إبان عهد الشاه المخلوع، حيث كانوا يشكلون عصابة ويمارسون الضغوط ويجبرون الناس على المجيء الى صناديق الاقتراع بالإغراء أو الاكراه ليدلوا باصواتهم لصالحهم. فهؤلاء أسوأ من أولئك. إذ يشاهدون أن إيران تمكنت في غضون عام وعدة أشهر، من إرساء جميع الأسس اللازمة لتمشية الأمور في البلاد، وهم لم يتمكنوا من تحقيق واحد من هذه الاعمال بعد مضي اكثر من عشرين سنة، حتى في ظل القهر والاكراه والضرب والسجن والمجازر.
العدو يستهدف إسلامية الثورة بالدرجة الأولى
انهم لا يطيقون ثورتكم الإسلامية هذه، عندما يحللون الأمور ليقفوا على حقيقة ما جرى، يجدون أن الإنسان هنا لا يتميز عن الإنسان في باقي المناطق، ففي كل مكان ينبري أحدهم ليرفع لواء القيادة ويقول أنا قائد، في كل مكان يظهر حزب ويقول انا الحزب، ولكن ماذا حدث في إيران لتتوالى الاحداث بهذه السرعة، التي تشبه بالمعجزة؟ عندما يحللون الأمور يجدون أن هناك مدرسة تقف وراء هذا العمل. أنها مدرسة الإسلام الذي قاد إلى هذه الأعمال، فالشعب قام بهذه الأعمال من أجل مرضاة الله. فعندما اصبح الله تعالى نصب أعين الناس، أي عندما اصبح الشعب يد الله، وعندما اصبح العمل لله، والتلويح بالقبضات لله والآن أيضاً الأمور كذلك إن شاء الله وستبقى كذلك حتى نهاية المطاف، حسناً، إن ما كان ينبغي ان يستهدفه الأعداء هو الإسلام ومن هم اقرب للإسلام والذين يريدون أن يعلموا المواطنين أحكام الإسلام. هؤلاء هم المستهدفون ليتسنى لهم افراغ الثورة من مضمونها شيئاً فشيئاً. وعندما تفرغ الثورة من مضمونها وتتحول إلى ظاهر خال من أي مضمون يوجهون اليها الضربة القاصمة الأخيرة.
الضربة القاصمة هي إعادة الأمور إلى سابق عهدها ولكن بصورة أخرى. طبعاً ليس باعادة الشاه وما اشبه ذلك. كلا انهم لا يفكرون كذلك. انهم يريدون اقصاء الإسلام فقط وليكن ما يكن بعد ذلك. الآن أيضاً نجد هذه الشرائح والبعض من هؤلاء المثقفين يدعونَ إلى أن يكون هذا المجلس مجلساً وطنياً. مجلس الشورى الوطني، لأن اسمه في الدستور كان وطنياً. انهم يخشون اسم الاسلام، لا يريدون أن يكون المجلس اسلامياً ويحمل اسم مجلس الشورى الاسلامي. انهم لا يتطلعون لان يكون وطنياً ولكن لا يريدون ان يكون إسلامياً، في حين أنه لا يوجد في الدستور مادة تنص على اسم (مجلس الشورى الوطني) لا يوجد في الدستور هذا الشيء مطلقاً. نعم من باب أنه ينبغي ان يطلقوا اسماً على ذلك فسموه (مجلس الشورى الوطني) ولكنهم لم يصادقوا على قرار بان يكون (مجلس الشورى الوطني)، وعلى سبيل المثال يتناول مجلس الشورى أموراً تتعلق ب - (مجلس الشيوخ) فهذا لا يعني أن قانوننا الاسلامي يريد ايجاد مجلس الشيوخ. فهذا اسم كان متعارفاً ذلك الوقت، والآن ينبغي ان يكون مجلس الشورى الإسلامي. انهم يخافون حتى من اسم الإسلام وهذا ما يدفعهم الى التركيز على الروح القومية. عملهم هذا لا يأتي من باب الصدفة ولكن كلما اردتم ان تفعلوا شيئاً تجدهم يجتمعون ليعبثوا بكل شيء.
انهم يصرفون الانظار عن حقيقة ما يجري. انهم يريدون ان يصرفوا الشعب عن هذا النهج الذي اختطه إلى نهج آخر؛ أي نهج كان. ولهذا يثيرون فتنة في مكان ما ليستقطبوا انظار المواطنين ولو لمدة شهر لعلهم يتمكنوا من القيام بعمل خلال هذا الشهر.
تشخيص أعداء الإسلام من خلال ممارساتهم
عليكم أن تنتبهوا، ينبغي ان تعرفوا عدوكم. فإذا لم تعرفوه لا تستطيعون التصدي له. اعداؤكم هم أولئك الذين قاطعوا منذ اليوم الأول لانتصار الثورة، التصويت لصالح الجمهورية الإسلامية، أو قاموا باحراق صناديق الاقتراع، قاموا باحراق ما استطاعوا من صناديق الاقتراع. أولئك الذين قاطعوا الجمهورية الإسلامية جاؤوا اليوم يتظاهرون بأنهم انصار الجمهورية الإسلامية. اولئك الذين احرقوا صناديق الاقتراع للتصويت لصالح الجمهورية الإسلامية جاؤوا اليوم ليكونوا انصاراً. هذه الحركة ليست النصرة والتأييد، انها مكر وحيلة تلبست لباس النصرة. إنهم إذ يقولون اننا لا شأن لنا بالإسلام لانهم يعلمون جيداً ان إيران الإسلام لن تسمح لهم بأن يفعلوا شيئاً. فهم لا حيلة لهم سوى ان يقولوا نحن اسلاميون أيضاً. ولكن علينا ان نراقب اعمالهم ونشاهد ماهية الفتن التي يثيرونها. فهم قد عملوا على اثارة الفوضى منذ البداية وحتى الآن، هذه الفئات المعارضة التي اختارت كل واحدة اسماً لها، تحاول دوماً اثارة الفوضى ليمنعوكم عن مواصلة السير على النهج الذي رسمتموه، والسير على الصراط المستقيم الذي ينبغي ان تسلكوه، والسير على النهج الذي اختاره لكم الله تبارك وتعالى.
هؤلاء كانوا خدماً في بلاط محمد رضا إبان حكمه، واليوم انقلبوا إلى اعداء محمد رضا، أليس هذا تناقضاً؟ هذا التناقض لكي نتصور انهم إسلاميون، ليخدعوني ويخدعوكم ونتصور انهم إسلاميون، أو لكي نلزم جانب الحياد امامهم أو نؤيدهم. استطاعوا أن يخدعوا شبابنا الطاهر النزية من خلال دعايتهم الإعلامية التي يحسنون أداءها جيداً. على هذا الشعب الذي يتحلى باليقظة أن لا ينخدع بهؤلاء الذين يزعمون بانهم حريصون على الإسلام. راقبوا طبيعة اعمالهم، لاحظوا هؤلاء الذين يتحدّثون باسم الإسلام! هل يصدقون قولهم بالعمل من اجله، ام هي خنادق يحاولون من خلالها القضاء على الإسلام باسم الإسلام. قُطاع الطرق أيضاً ربما يتلبسون لباس الإسلام ولكنهم يسرقون.
لا ينبغي أن تخدعنا المسميات، لا بد أن نرى ماذا يفعلون، لا بد ان نرى ماضي هؤلاء الأشخاص، أن نرى مضامين الكتب التي تصدر عنهم، ونلاحظ الدعاية التي يطلقونها. فمجرد ان يقول انا مسلم والادعاء وحده لا يكفي فالجميع الآن يقولون نحن اسلاميون، والجميع يقول نحن ثوريون. فلا يوجد من يقول أنا لست ثورياً، فالكل يقول أنا صنعت الثورة. ان هذا الشعب المسكين، هذا الشعب العملاق، هذا الشعب الذي نزل إلى الشارع بيد عزلاء، ولوح بقبضاته، وسجل رفضه ومعارضته للنظام المقبور، ووقف بوجه كل القوى العظمى، واوصل الركب إلى ما هو عليه الآن، والآن يأتي شخص ويقول أنا قائدكم. خسأت وكذبت. أو يقول آخر: إننا نحن الذين قمنا بهذا العمل. ولكن اين عملت وجاهدت؟ إذا ما قتلوا سارقاً من عشيرتكم في مكان ما، هل تصبح انت حينها ثورياً؟! لا بد أن نرى ماذا تفعل هذه الفئات التي انطلقت في هذا البلد وأخذت تمارس اعمالًا تخريبية، وللأسف ان بعض الأشخاص لا يفهمون هذه القضايا، فتجدهم احيانا يؤيدوهم أو قد يقولون ما يستغلونه كتأييد لهم. انهم يخدعون الجميع. فقد حاولوا خداعي. عندما كنت في النجف، جاؤوا ليخدعوني. بعض هؤلاء السادة الذين كانوا يدعون انهم إسلاميون جاؤوا إلى النجف، (احدهم) بقي بضعة وعشرين يوما حتى سمحت له بأن يقول ما يريد، كان يتصور انه يستطيع إغفالي - وللأسف أن بعض السادة في إيران كانوا قد اغتروا بهم - رحمهم الله انهم أيضاً استُغفلوا - وأعطوهم ورقة توصية. بعض السادة المحترمين، بعض العلماء، هؤلاء أيضاً كانوا كتبوا توصيات تؤكد أنهم فتية 1 - قضية اصحاب الكهف - لقد استمعت لحديثهم لأرى ماذا يقولون. كل حديثهم كان من القرآن ونهج البلاغة.
اتذكر قصة وقعت احداثها في همدان. في زمن المرحوم السيد عبد المجيد الهمداني فيما يبدو، حيث جاءه احد اليهود واعتنق الإسلام. ووجد بعد فترة ان هذا اليهودي مندك في الإسلام ويبالغ في اظهار الولاء للإسلام، إلى درجة داخله الشك فيه، وتوقع ان تكون هناك قضية وراء ذلك. فطلبه يوماً وقال له: هل تعرفني؟ فقال نعم، انت من علماء الإسلام وما إلى ذلك. هل تعرف من والدي؟ نعم، ان نسبك يرجع إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم). هل تعرف نفسك؟ نعم، آبائي كانوا يهوداً وانا الان مسلم. قل لي ما الذي دفعك إلى اعتناق الإسلام؟ ففهم هذا الرجل أن اللعبة التي يريد تمريرها قد انكشفت، فلاذ بالفرار.
هذا الرجل بقي ينتظر عشرين يوماً ونيفاً وكان كل حديثه من نهج البلاغة ومن القرآن الكريم، فقدح في ذهني ان هذا الشخص مثل ذاك! والا إذا كنت تؤمن بالله وتؤمن بما تحمل من مفاهيم فلماذا تأتي إلي؟ انا لست إلهاً ولا نبياً ولا إماماً، أنا طالب علوم دين في النجف. لقد جاء ليخدعني، وأن اقوم بتأييدهم. ولم اتحدث عنهم، بل اكتفيت بالاستماع. وعلقت على كلمة واحدة حين قال (اننا نريد القيام بانتفاضة مسلحة) فقلت: كلا، انكم لا تقدرون على تنظيم انتفاضة مسلحة. فلا تعرضوا أنفسكم للتهلكة.
انهم يريدون باسم القرآن وباسم نهج البلاغة القضاء علينا والقضاء على القرآن ونهج البلاغة، على غرار قضية رفع المصاحف على الرماح إبان عهد أمير المؤمنين - سلام الله عليه - وحين جعلوا القرآن حكماً. لقد كان أمير المؤمنين مظلوماً حقيقةً. كم قال لهؤلاء السيئي الحظ انهم يحتالون عليكم، اتركونا نقاتل، لقد فات الاوان. إن النصر قريب ولم يتبق شيءٌ. فاجتمعوا حوله وشهروا سيوفهم وقالوا سنقتلك إذا لم تأمرهم بالعودة؛ القرآن ينص على ذلك. فاضطر امير المؤمنين أن يأمر جيشه الذي كان على وشك الفتح حيث لم يبقى سوى سويعات للفتح، أمره بالعودة. فما أن عادوا حتى منوا بالهزيمة بعد أن وقعت الاحداث المعروفة. هذه المجموعة التي شهرت سيوفها ضد أمير المؤمنين، عادت فشهرت سيوفها من جديد ضده. ينبغي لنا أن نرى ما معنى عملهم هذا، لقد كان على جباههم آثار سجود، ابن ملجم كان من اصحاب الجباه السود، انظروا ماذا فعل؟
القضاء على الإسلام باسم الاسلام
لقد كابد الإسلام دوماً من أمثال هؤلاء الذين حاولوا ضرب الإسلام باسم الإسلام. الم يكن محمد رضا (بهلوي) يطبع القرآن؟ ألم يكن يذهب كل سنة لزيارة المشهد المقدس؟ الم يكن يتحدث دوماً عن العدالة الإسلامية وماهية العدالة؟ الم يقل أن سيدنا العباس بن علي - سلام الله عليه - أنقذني في احدى القضايا؟ كان يقول انها من قدراتهم. من الجرأة الكبيرة التي كانت لديهم هي انه كان يقول بجدٍ بدون أدنى حياء ان هذا العمل هو من صنع الله، ونحن نبتغي مرضاة الله. نحن أيضاً نتطلع إلى هذا الامر، وأنتم أيضاً إذا ما تأملتم أحياناً لصدقتم بما يقولون. فالكثيرون انطلت عليهم هذه القضية وأخذوا يقولون أليس هو ملك ينادي بالقرآن وينادي بالإسلام، فماذا تريدون منه؟ كان علينا ان نبذل جهداً لنكشف النقاب للناس عن الوجه الآخر لهؤلاء الاشخاص. فهذا ليس إلّا أحد الوجهين الوجه الذي يتحدث باسم القرآن وباسم الله وباسم نهج البلاغة، ان المناداة بهذه الاسماء في الساحة يعد خطراً. إذا ما نجحنا في اماطة اللثام عن الوجه الثاني لهذه المجموعات، وكشف الوجه الثاني لامثال محمد رضا للشعب، فعندها نكون قد انتصرنا وهذا ما تحقق في قضية محمد رضا فقد كشف عن وجهه الثاني المجهول.
في كل قضية نعيشها نجد ان علماء الدين كانوا المستهدفين دوماً. بدوره محمد رضا كان يصفهم في خطاباته بانهم رجعيون ويصفهم بالقول: (انهم عملاء الرجعية). حتى انهم كانوا يقولون (انهم عملاء الانجليز) هذه القضية سمعتها بنفسي، عندما كنت جالساً يوماً في سيارة بطهران، كنا ثلاثة معممين سمعت احدهم قال للآخر: لم اشاهد هذه النماذج منذ فترة، انهم صنائع الانجليز، تم اعدادهم في النجف وقم ليفعلوا ما يفعلوا بشعبنا. لقد كنا عملاء للإنجليز ورجعيين! والآن أيضاً نحن رجعيون! الآن أيضاً علماؤنا رجعيون! وأولئك هم المثقفون!
إن من وقف بوجه رضا خان طيلة الفترة التي برز فيها ومرر انقلابه وحتى نهاية عهده، هم هؤلاء الرجعيون هؤلاء العلماء الرجعيون، هؤلاء هم الذين انتفضوا ضده، هؤلاء هم الذين بادروا إلى تنوير المواطنين وسعوا إلى كشف الحقائق للشعب. فقد تلقت تلك القوى صفعة من هذه الشريحة ولذا يحاولون زرع حاجز بينهم وبين الشعب. لقد عزلوا في السابق الجامعيين واليوم يريدون أن يعزلوا الشعب عن هذه الشريحة ليتسنى لهم فعل ما يحلو لهم، ولكي لا يجدوا معارضاً يعارضهم ويستنهض وراءه مجموعة من المعارضين.
ضرورة الكشف عن هوية العناصر المندسة
ينبغي لي أن أكشف عن قضية لكافة أبناء الشعب وجميع علماء الدين في إيران وهي إنني أخشى أن يتمكن بعض المعممين (المتلبسين بلباس الدين) ممن تغلغلوا في اوساط علماء الدين ويمارسون الهدم والتخريب، أخشى أن ينجح بعضهم ممن وصل إلى منصب مهم، في تشويه صورة الإسلام. أنا أوصي علماء الدين في إيران بان يبادروا إلى إسقاط الأقنعة عن وجوه هؤلاء الذين تمكنوا من التغلغل إلى داخل اللجان الشعبية وغيرها من المراكز، وفضحهم امام الجماهير، انهم لا يمتون إلينا بأية صلة. أحياناً نسمع عن تشكيل لجنة باسم لجنة الإمام للاغاثة في كافة انحاء إيران. ولكن من هو هذا الإمام الذي جرى تشكيل لجان باسمه؟ ما حجم المعلومات التي يملكها عن ذلك؟ اننا لم نكن على اطلاع بذلك. لقد بادر كل حسب رغبته إلى اداء عمل باسم فلان أو فلان.
قبل ايام، قام شيخ آخر بعملٍ في صحن السيد عبد العظيم - ليس المقصود ما قام به الشيخ الخلخالي فذلك العمل كان صحيحاً 2 - أنا لا أعرف من هو هذا الشيخ، قام باسم مندوب الإمام حسب زعمه، بتخريب مقابر، تعود لأشخاص كانت ملكاً شخصياً لهم، مقبرة كانت وقفاً وبيتاً كان وقفاً، دمرها جميعاً. هؤلاء اما انهم اشخاص لا يفهمون ما يفعلون، وإذا كانوا يفهمون - لا قدر الله - فانهم أشخاص يريدون القضاء على هذه النهضة.
انا احذر كل أبناء البلد وجميع علماء الدين من هذا الخطر الذي بات يهدد الإسلام ويهدد علماء الدين، انا اقول لكم اتماماً للحجة على الجميع: اطردوا هؤلاء العلماء المندسين الذين يحاولون ايذاء المواطنين بدون أي مسوغ شرعي والهي. انهم ليسوا ممثلين عني. انهم يريدون باسم ممثل فلان، العمل على اثارة الاوضاع لكي يقول الشعب حسناً، هؤلاء هم من يصطلح عليهم بعلماء الدين! ينبغي أن اقول من جديد ان حرس الثورة هؤلاء الذين خدموا البلاد بحق وما زالوا يخدمون ويُعد وجودهم أمراً بنّاءً ومثمراً للشعب - جهودهم لن تذهب سداً عند الله - أحياناً يتغلغل في أوساطهم المندسون ويشوّهون سمعتهم. فيأتي احدهم ويدعي أنه من حراس الثورة أو أنه يتظاهر بالتمسك بالدين ليعرف بانه من حراس الثورة. وعندما يتعارف الناس على ذلك نجد فجأة ان منزل أحدهم قد تعرض للنهب. فيظن الناس أن حراس الثورة فعلوا ذلك. يا للعجب، انه ليس من حراس الثورة. حراس الثورة متمسكون بالإسلام، الإنسان المسلم لا ينهب منازل المواطنين. الإنسان المسلم لا يصادر املاك الآخرين. ان مجموعة أخرى تقف وراء هذه الاعمال.
علينا ان نعي كيف يمكن ان نكمل المشوار الذي قطعناه لحد الآن إلى آخره، من دون أن ينتهي إلى الفوضى. طبعاً ان الحكومة الإسلامية ستوقف من يصادرون الاراضي بدون حق وهؤلاء الطفيليين الكبار عند حدّهم وعليها أن تحاسبهم وتقتص منهم. ولكن هذا لا يعني ان ينبري حراس الثورة إلى القيام بما يحلو لهم، فتكون اعمالهم مرة على حق وعشرة من دون حق، مما يؤلب الجماهير ويدفعهم إلى الاحتجاج. انهم لا يلتفتون إلى تغلغل بعض المندسين في اوساطهم كما اندسوا في اوساط علماء الدين، فقد تغلغلوا في اوساط هذه الشريحة أيضاً وقد اطلقوا العنان لمعول الهدم، يخربون باسم الإسلام ويعملون على ضرب الإسلام.
علينا ان نتحلى باليقظة والحذر فهم يمارسون التخريب، ويستهدفون الجماهير ويقومون بترجمة ما يقولون على الأرض. حسناً هناك مجموعة تعمل باسم جهاد البناء. حسن جداً ان الأمر كان بهذا المعنى من البداية ومنتسبي هذا الجهاز يبذلون الكثير من الجهود ولهم الاجر والثواب الجزيل.
ولكن قد يوجد بين منتسبي جهاد البناء من يعملون خلافاً لموازين القانون الاسلامي وخلافاً للمقرارات الحكومية والإسلامية، يرتكبون اعمالًا تثير سخط الناس واحتجاجهم ويدفعهم إلى القول بأن جهاد البناء بات وبالًا علينا. اليوم جاءني أحد علماء مدينة مشهد وخاطبني بالقول: ميز بين الصالح والفاسد، اعرف المفسد من المصلح.
ضرورة تحلّي الشعب اليقظة حيال المندسين والمنافقين
انتبهوا إلى من يرتكب المخالفات باسم الاسلام، إلى من يمارس اعمالًا تخريبية باسم الإسلام، بادروا إلى طرده حتى لو كان يعتمر العمامة، فليبادر العلماء إلى طرده، وان كان مندساً في اوساط حرس الثورة فليبادر الى طرده حراس الثورة المسلحون بالإسلام ويتحملون مختلف الصعاب، وان كان مندساً في اوساط الجيش، فليطرده منتسبو الجيش، وان كان في اوساط قوات الدرك فليطرده منتسبو الدرك، وان كان في السوق (البازار) فليطرده الكسبة، وان كان في المعامل فليطرد من هناك أيضاً.
انهم متى ما حاولوا التغلغل أو الافساد يعملون ذلك باسم الإسلام وهذا ما يشكل خطراً على نهضتكم. يحاولون القضاء على الإسلام باسم الإسلام. يحاولون اعطاء صورة مشوهة عن الإسلام في اوساط ابناء شعبنا. انها جريمة كبيرة يحاولون ارتكابها. وإذا التزمنا الصمت فاننا نكون قد ارتكبنا اثماً وذنباً. علينا ان نفضح ذلك وعليكم ان تتخذوا التدابير اللازمة.
اعلموا ان من يحاول القيام باعمال تخريبية باسم الإسلام أو ان يقترف عملًا قبيحاً مخالفاً للإسلام، اعلموا انهم ليسوا بمسلمين، انهم اعداء الإسلام واعداء الثورة تمكنوا من ان يندسوا في اوساطكم.
على ابناء شعبنا ان يتحلوا باليقظة في كل مكان، والآن نحن بحاجة إلى اليقظة اكثر من السابق. في السابق كان المواطنون يعرفون من يعارض الإسلام. فالجماهير كانت تعرف ماهية مديرية الامن وتقول عنها انها مخالفة للشعب والاسلام أي ان أبناء الشعب كانوا مطلعين على ذلك. الجماهير كانت واقفة أيضاً على حقيقة هؤلاء الساسة وجاهدت ضدهم لانها كانت تعرفهم، فالجهاد ضدهم كان سهلًا. ولكن المنافقين اسوأ من الكفار فهم يتظاهرون بالإسلام ويعملون ضده ويحاولون العمل ضد الاسلام، ولذلك نجد في القرآن ان الحديث في تكذيبهم اكثر من الآخرين. في القرآن سورة المنافقين أطول من سورة الكافرين. سورة المنافقين تتحدث عن المنافقين فهي تبدأ بالحديث عن اوصافهم.
فالأسلام كان يعاني دوماً من امثال هذه الشريحة. إذ كانوا بكثرة في الصدر الأول للإسلام، وكانوا كثراً في عهد حكم أمير المؤمنين سلام الله عليه. في عهد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كانوا كثيرين، وهكذا على مر التاريخ. الإسلام عانى من مثل هذه الفتن وعانى من أشخاص كانوا يتظاهرون بالاسلام. الناس الطيبون، المواطنون الإسلاميون ينخدعون بهم، انهم ينخدعون بهؤلاء الذين يتلبسون بلباس الإسلام ويتظاهرون به. جاءني احد الاثرياء يوماً عندما كنت في النجف الاشرف وكنت اتحدث حينها عن قضية ايران، وقال لي: نخشى ان تتدهور الاوضاع اكثر. كلا يا سيدي انك لا تخشى ان تتدهور الاوضاع اكثر. وانما تخشى من تحسّن الاوضاع. عندما اراد رضا خان منع العلماء من وضع العمامة على رؤوسهم، شكلوا لهذا الغرض لجنة امتحانية - حسب زعمهم - فقال لي احد علماء قم - رحمه الله - ما الضير في ذلك إنهم يريدون تمييز الصالحين عن الطالحين. فقلت له انهم يعادون الصالحين منهم، انهم لا يريدون ان يميزوا الطالحين بل يريدون ان يميزوا الصالحين للايقاع بهم.
ان الخداع والمكر موجود دائماً منذ ان ولد الإسلام وحتى يومنا هذا، بل منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا. المخادعون يختبئون وراء اقنعة مختلفة في هذه الدولة الإسلامية. فظاهرهم ظاهر اسلامي حسن جداً. ويؤدون الصلاة ويصومون أيضاً حسب الظاهر. الظاهر ظاهر اسلامي، ولكنهم يستبطنون العداء للإسلام. إن تشخيصهم امر صعب ولهذا السبب نرى ان شبابنا تنطلي عليهم هذه الأمور.
انتم العمال أسأل الله ان يحفظكم ذخراً لهذا البلد ان شاء الله، وانتم منتسبو الجيش، اسأل الله ان يحفظكم ذخراً لنا - انتبهوا إلى أن الإسلام اليوم امانة في اعناقنا واعناقكم. ففي عهد محمد رضا كان اكثرنا معذوراً. كانوا يقولون إننا مهددون بالحراب، ماذا نفعل؟ لا نستطيع ان نفعل شيئاً لانها فوق طاقتنا، انها الحراب، ماذا نفعل؟ في الحقيقة ان الكثيرين كانت لديهم هذه الاعذار.
ولكن اليوم لا توجد هذه الحراب. اليوم فوض الإسلام إلينا ونحن مطالبون بصون الامانة. اذا انطلت علينا خدعة الفئات المعارضة للإسلام التي تحاول التغلغل في صفوفكم باسم الإسلام، اذا انطلت علينا خدعتهم أو - لا قدر الله - اقتفينا أثرهم، نكون قد خُنّا هذه الامانة التي فوضت إلينا. فلا ينبغي لنا ان نخون هذه الامانة. علينا ان نكون أمناء وان نصون الإسلام. أسأل الله ان يحفظكم ويوفقكم. انكم اسلاميون وواصلوا المشوار بهذا النهج الاسلامي وسيروا بهذه النهضة قدماً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:377,366
1- اشارة الى ما ورد في الآية 13 من سورة الكهف.
2- اشارة الى هدم قبر رضا خان الواقع على الطريق بين طهران ومدينة ري( شهر ري) بأمر الشيخ صادق الخلخالي.