الموضوع: احتجاج شديد اللهجة لعدم تحسين وإصلاح الاوضاع في المجالات كافة
خطاب
الحاضرون: مهدي كروبي (المشرف على مؤسسة الشهيد) وأسر شهداء الثورة الإسلامية- منتسبو حرس الثورة الإسلامية والمشرفون على شؤون التدريب.
عدد الزوار: 51
التاريخ: 6 تير 1359 هـ. ش/ 14 شعبان 1400 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: مهدي كروبي (المشرف على مؤسسة الشهيد) وأسر شهداء الثورة الإسلامية- منتسبو حرس الثورة الإسلامية والمشرفون على شؤون التدريب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الشعب الإيراني مدين للشهداء واسرهم المحترمة
على اعتاب ذكرى الولادة المباركة للإمام المهدي - ارواحنا له الفداء - نقدم التهاني بهذا العيد السعيد والعظيم لكافة المسلمين والمستضعفين في العالم والشعب الإيراني النبيل والاخوة الاعزاء والاخوات المحترمات، سائلًا الباري تعالى السلامة والسعادة لكافة المسلمين وجميع المستضعفين. بعد الخامس عشر من خرداد، عندما خرجت من السجن ووقفت على الاحداث التي شهدتها إيران وبعدما توجهت إلى قم وواجهت بعض من فقدوا اعزائهم، ما كنت اتوقع ان أرى بعد ذلك هذا المشهد الذي اشاهده الآن. انا في ذلك الوقت كنت اعتبر جرحى وشهداء الخامس عشر من خرداد ضحايا حادثة تاريخية كبرى حدثت - رغم انها كانت تمثل عبئاً ثقيلًا على كاهلي وعندما كنت التقي بعض أولئك الذين فقدوا اعزاءهم، كانت تعتريني حالة من الانفعال - انا لم اكن اعلم اننا سنواجه أيضاً بعد الخامس عشر من خرداد مثل هذه المشاهد، ان نواجه اخوة اعزاء واخوات محترمات فقدوا اعزاءهم وان نواجه أسَرَ الشهداء، اسر المصابين ومن تعرضوا للضرب. ورغم ان هذا غيض من فيض، وفي كافة انحاء إيران توجد من هذه القضايا ولا بد لي ان اعتذر منكم جميعاً، المصيبة كانت لكافة الشعب ولا يمكننا ان نعوض عن ذلك، نحن عاجزون عن ان نعرب عن مواساتنا لكم، ولكن على اعتاب ميلاد الإمام المهدي - ارواحنا له الفداء - نعرب له عن مواساتنا ونسأل الباري تبارك وتعالى أن يعجل ظهوره ونتشرف برؤية جماله وان يكون في اوساطنا ويشاهدكم عن كثب، رغم انه مطلع على الاوضاع والمصائب.
إننا مدينون لتضحياتكم وتضحيات اعزائكم والشعب الإيراني برمته مدين لهؤلاء الشبان الذين واصلوا دفع عجلة الثورة بقبضاتهم المشدودة إلى يومنا هذا وهم مستعدون لمواصلة هذه المسيرة. ولكن انا لا أدري ماذا اقول لهذه الفئات التي ما زالت إلى اليوم تعارض هذه النهضة. هل شاهدوكم؟ انهم يجهلون ما جرى عليكم من ويلات. أولئك الذين يؤيدون النظام السابق، وهذه الاقلام المسمومة التي تحاول بكتاباتها تأخير الثورة واحباطها، هل فكر هؤلاء يوماً ما، بما جرى على الشهداء ويجري على اسر الشهداء الذين فقدوا اعزائهم في مختلف أنحاء البلاد؟ ماذا يقول هؤلاء؟ ماذا يفعل هؤلاء؟ ومن اجل من يواجهكم هؤلاء ويعارضوكم؟ وكيف سترد هذه الدوائر الحكومية والوزارات وكافة الفئات التي تمارس دورها في إدارة البلاد، الجميل لكم، هذا رغم التوصيات الموجودة التي تدعو إلى تجنب الروتين الإداري الممقوت وما إلى ذلك من الممارسات المناهضة للثورة، رغم ذلك نسمع انهم يضعون العراقيل حتى امامكم انتم. ماذا يقول هؤلاء؟ ومن هم هؤلاء؟ كيف لا يلتفت اولئك الذين هم على رأس الأمور إلى هذه المسائل؟ ولماذا لا يتدخل السيد رئيس الجمهورية في هذه القضايا؟ وكيف لا يتابع مجلس قيادة الثورة هذه القضايا؟ ماذا دهاهم؟ هل هم مشغولون باعمال أخرى؟ اننا مدينون لهؤلاء. هؤلاء هم الذين مهدوا لكم السبيل لتتسنموا هذه المناصب. لولا هؤلاء لما كنت انا هنا ولا كنتم انتم في مناصبكم. ولا أولئك هنا ولا تلك الجماعة التي تعارض هذه النهضة هنا. أولئك الذين يعارضون النهضة حسابهم على حدة، ولكن انتم الذين تناصرون النهضة وتلعبون دوراً في إدارة شؤون البلاد وفوضت إليكم إدارة شؤون الدولة. كيف لا تقومون بمتابعة هذه الامور؟ متابعة هؤلاء الذين بقوا من النظام السابق، فماذا يقول هؤلاء؟ هل لا يؤمنون بالإسلام؟ ام يفتقرون للكفاءة اللازمة؟ الا يدرك هؤلاء الذين يعرقلون عمل المواطنين ويعرقلون عمل حتى المعاقين ويعرقلون عمل الشؤون المتعلقة بالشهداء، الا يقدرون، الا يفهمون انه لا ينبغي ان يجري ذلك؟ الا يعلمون ان إيران مدينة لهؤلاء؟ الا يعلمون ان هؤلاء هم الذين اطاحوا بالنظام الشاهنشاهي المشؤوم واوصلوكم الى هذا المكان؟
تحذير لإزالة معالم الطاغوت
أية حالة تعيشها البلاد؟ فمن غير الممكن اقناع الجميع، واقناع الجماهير بالكلام دوماً، فلا زالت شعارات الملكية باقية على اوراقهم. انا لا افهم أي بشر هؤلاء. فما زالت المستشفيات مستشفيات مؤسسة فلان في إيران. ولا زالت التذاكر والبطاقات ملكية. واوراق الدوائر اوراق ملكية. إذا كنت ملكياً، حسناً اعلن ذلك لكي نعرف كيف نتعامل معك. لكي اقول للشعب كيف يتعامل معك. وان لم تكن ملكياً فلماذا لا تزيل هذه الشعارات؟ لماذا لازال هؤلاء يمارسون الفساد في هذه الدوائر، لماذا مازالوا يعملون على حرف شبابنا، لماذا لا يجري اقصاؤهم وتطهير الدوائر منهم؟ انا لا أعرف ما هي اوضاع البلاد؟ عشرين سنة يكافح هذا الشعب المحروم ويقدم القتلى. في الخامس عشر من خرداد قدّم هذا الشعب الكثير من القتلى وما زلنا نواجه احداثاً على غرار الخامس عشر من خرداد. إلى متى يتعين علينا أن نقابل هذه الوجوه الكئيبة؟ وإلى متى ينبغي لشعب إيران ان ينتظر لتتخلصوا من هذه المعضلات التي تقولون انكم تواجهونها في الدوائر؟ وإلى متى ينبغي للشعب الإيراني ان يصبر حتى تصلح الأمور؟ لقد مضى اكثر من عام ونصف على هذه الثورة ولا زالت شعارات الملكية باقية. إذا كنت ملكياً فاعلن ذلك. واذا شاهدت بعد عشرة أيام تلك الشعارات الملكية أو نفس الأسماء على الأشياء التي تصدر عن الدوائر فأنني سأقول للشعب بان يتعامل معكم كما تعامل مع الشاه. اننا نلتزم الصمت املًا بان يبادروا بأنفسهم إلى تسوية ذلك، ويبدو أنهم لا يفكرون كثيراً بهذا الكلام فلماذا لا يهتم مجلس قيادة الثورة بهذا الموضوع؟ لماذا لا يهتم رئيس الجمهورية بهذه الأمور؟ اعملوا قليلًا بما تقولون. انكم تعارضون الشاه جميعاً. ان طليعتكم، أولئك الذين على رأس السلطة وانا أعرفهم، هؤلاء جميعهم يعارضون الاوضاع السابقة. انهم إسلاميون ولكنهم يتساهلون. انا لا افهم ما معنى هذا التساهل؟
قبل يومين أو ثلاثة جلبوا لي بطاقة تحمل شعار الملكية وتلك القبائح. ينبغي إصلاح هذه الامور في وزارة الخارجية وكافة الوزارات والمراكز. لا يمكن ان تبقى الأمور على هذا النحو. إذا كانوا عاجزين فليتنحوا جانباً لكي نختار نحن أشخاصاً مؤهلين وإذا لم يكونوا عاجزين فلماذا لا يعملون شيئاً؟
الاعتذار للشعب لعدم إصلاح بعض الأمور
انا أعتذر إليكم. أنا أعتذر من الشعب الإيراني، أنا أعتذر من الشعب الإيراني. أنا أعتذر من الامهات اللاتي فقدن اولادهن. انا أعتذر من الاخوة الذين فقدوا اعزائهم. انا أعتذر من عناصر الجيش الذين فقدوا ابناءهم وشبانهم، ومن حراس الثورة الذين فقدوا ابناءهم واشقاءهم، لانني لا املك القدرة على فعل شيء. أنا أعتذر للامام المهدي - سلام الله عليه - ومن النبي الاكرم - صلّى الله عليه وآله وسلم-. أنا أعتذر للشعب الإيراني. أنا أعتذر منكم ايها الاخوة، الاخوة من منتسبي الجيش، والاخوة من حراس الثورة، والاخوة من قوات الدرك وسائر قوى الامن الداخلي الذين قدموا ابنائهم في سبيل الإسلام. نحن لم نستطع ان نفعل شيئاً لكم. نحن ضعفاء وما زلنا مبتلون بالرتابة الادارية. ما زلنا مبتلين بالشعارات الملكية. مازال بلدنا بلداً ملكياً. وزاراتنا ما زالت طاغوتية واننا لم نتمكن من اصلاحها. ينبغي اصلاحها باسرع وقت واذا لم يجري اصلاحها باسرع وقت فسنتعهد نحن باصلاحها. نسأل الله ان ينقذ شعبنا المظلوم من كل الابتلاءات. نسأل الله ان يوفق المتصدين للأمور والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية الذين هم على رأس الأمور، لفعل شيء. نسأل الله ان يهدي الأشخاص الذين يحاولون باقلامهم وأفعالهم وخطاباتهم، عرقلة هذه النهضة الإسلامية، وان يعيدهم إلى صف الشعب. وان يزرع في قلوبهم الرحمة والعطف ليدركوا ويتفهموا ما يصدر عنهم في مقابل كل هذه المصائب.
نسأل الله ان يزيدكم انتم وكل الشعب الإيراني عزاً في ظل الوجود المبارك لإمام العصر - ارواحنا فداه - فلا تحزنوا فان الله ناصركم وامام العصر - سلام الله عليه - يشهد كافة الأمور. نسأل الله ان يمنح الامة الإسلامية وشعبنا النبيل القدرة للوقوف بوجه الشياطين ان شاء الله وبوجه من يعارض الإسلام والاهداف الإسلامية ان نواصل الصمود باقتدار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:383,380