الموضوع: الفارق بين المستكبرين والسائرين على طريق الحق
خطاب
الحاضرون: منتسبو حرس الثورة الإسلامية الموجودون في منطقة جماران
عدد الزوار: 27
التاريخ: 7 تير 1359 هـ. ش/ 15 شعبان 1400 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: ذكرى مولد المهدي الموعود عجل اله تعالى فرجه الشريف
الحاضرون: منتسبو حرس الثورة الإسلامية الموجودون في منطقة جماران
بسم الله الرحمن الرحيم
الفارق بين المستكبرين والسائرين على طريق الحق
أشكركم أيها الأخوة الأعزاء لما قدمتموه في سبيل الثورة منذ انطلاقتها والى الآن، ولما بذلتموه من جهود ودماء لتحقيق طموحات الثورة، وتحملتم كافة الصعاب والمآسي لمواصلة السير على الدرب حتى تحقيق النصر. وأسال الله تبارك وتعالى لكم السلامة والعزة والاستقامة على نهج الإسلام. ايها الاخوة ان طريق الحق مليء بالصعاب والاشواك فلا تتوقعوا أن يكون طريقكم طريق الله وطريق الحق وفي نفس الوقت أن تكونوا في رفاه دوماً. إن من يعيش في رفاهية طريقه غير طريق الله. فأمثال المستكبرين الذين لا يتفق سبيلهم مع سبيل الله دوماً ويغفلون عن كافة المراتب الانسانية، يعيشون في رفاهية ونعيم. بينما من يعمل لله ولخدمة عباد الله يعيش في ضنك وشظف، لكن الميزان والمعيار هو ان نرى ما الفرق بين هاتين الطبقتين لدى الباري تعالى ولدى الشعوب الواعية. فهل الارجحية عند الباري للمستكبرين ام للذين يقدمون التضحيات في سبيل شعوبهم وتحقيقاً لتطلعاتها.
الحث على الخدمة وطيب المعاملة مع عباد الله
لا شك في انكم حراس الثورة الاعزاء في كافة انحاء البلاد لكم حق كبير على شعبنا، ولكن يتعين علي ان انصحكم، ففي الوقت الذي انطلقتم ومن خلال قدراتكم الذاتية، وعبر الاعتماد على الله ومددتم أيديكم إلى السماء، وتبوأتم مكانة رفيعة عند الله تبارك وتعالى نتيجة للجهود التي بذلتموها، عليكم ان تكونوا على حذر وأن لا تفرطوا بهذه المكانة. عليكم أن تعلموا أن السبيل هو سبيل الله، وينبغي ان نسلك سبيل الله بسلامة والتزام. انتبهوا إلى أن عباد الله الذين بذلتم ارواحكم في سبيلهم، يجب أن تكون تصرفاتكم الآن معهم تصرفات جيدة جداً، تصرفات من يريد ان يخدم، تصرفات من يريد أن يقدم الخدمة لشعبه وللإسلام. إن هذه الأيام المعدودة من الدنيا عابرة، وما يبقى هو أعمالنا التي نقوم بها، والممارسات التي تصدر عنا، انتبهوا إلى ضرورة ان تكون هذه الأعمال طلباً لمرضاة الله، فما عند الله يبقى، وهذه الاشياء التي هي في سبيل الله باقية دوماً، وما يصدر منا في سبيل الشيطان واهوائنا النفسية زائل. سيمنحكم الباري ان شاء الله القدرة اللازمة والسلامة لتواصلوا مسيرتكم بسلامة واقتدار، وتقودوا هذه النهضة ان شاء الله إلى النهاية. وانا آمل أن تتصل هذه النهضة بالنهضة الكبرى لإمام العصر والزمان ارواحنا له الفداء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:390,389