يتم التحميل...

الموضوع: توجيهات الإمام الخميني لاتباع المسيح‏

نداء

المخاطب: مسيحيو إيران والعالم‏

عدد الزوار: 146

التاريخ: 2 دي 1358 هـ. ش/ 3 صفر 1400 هـ. ق‏
المكان: قم‏
المناسبة: ميلاد السيد عيسى المسيح (ع)
المخاطب: مسيحيو إيران والعالم‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ1.

مرحى للذين يتعطّشون للعدالة، لأنهم سوف يسدون ظمأهم (انجيل متى) مرحى للذين يعملون لتحقيق العدالة، وذلك لأن الملكوت ستكون لهم (انجيل متى).

أهنئ الشعوب المستضعفة العالمية وأمة المسيح ومسيح إيران بمناسبة حلول ذكرى ميلاد السيد المسيح، النبي العظيم المنزلة، الذي بُعث للدفاع عن المظلومين وبسط العدل والرحمة، وبكلامه السماوي وخلقه الملكوتي أدان الظالمين والمتجبّرين، ودعم المظلومين والمستضعفين. ألا يا بابوات الكنيسة ورجال الدين التابعين للسيد المسيح، انتفضوا ودافعوا عن مظلومي العالم والمستضعفين المقيدين تحت مخالب المستكبرين، ودقّوا أجراس الكنائس ولو لمرة واحدة لمصلحة مظلومي إيران وإدانة الظالمين متوخين في ذلك رضى الله ومتابعة أوامر السيد المسيح.
إن كارتر قائد الظالمين في العالم طلب قرع النواقيس في شتى انحاء أمريكا لأجل الجواسيس ولمواجهة الشعب الإيراني المظلوم. وكم سيكون جيداً وفي محلّه أن تقرع النواقيس بأمر من خالق العالم وأمر السيد المسيح دفاعاً عن الشعوب المستضعفة التي ترزح تحت وطأة حلادي كارتر التي فقدت حياتها.

مرحى لهؤلاء الجياع المتعطشين للعدالة، ويجهدون لتحقيق العدالة، وتعساً لمن يبذل مساعيه خدمة للظالمين والجواسيس والمبددين لحقوق الشعوب خلافاً لاوامر السيد المسيح وخلافاً لأوامر جميع الأنبياء. يا شعب المسيح ويا أمة عيسى روح الله، ثوروا ودافعوا عن‏ شرف عيسى المسيح والشعب المسيحي، ولا تسمحوا لأعداء التعاليم السماوية أن يظهروها لشعوب العالم المستضعفة بصورة سيئة.

لا يغرنكم حضور أصحاب القوة في المعابد ورفع أيديهم بالدعاء لمصلحة الجواسيس وخونة المذاهب المسيحية على المظلومين والمستضعفين، لأنهم لا يفكّرون بشي‏ء غير التوصّل إلى السلطة والحصول على رئاسة (زعامة) العالم الذي هو مخالف للأوامر السماوية.

إنّ شعوبنا ابتليت سنوات عديدة بنفاق الظالمين، وتجرّعت آلامها.

إيّها الشعب المسيحي: لماذا لم يرفع السيد كارتر بعد عمليات القمع الجماعية في إيران وفيتنام وفلسطين ولبنان وسائر المناطق الأخرى يده بالدعاء، ولم يطلب قرع النواقيس؟ أنّه اليوم كي يصل لكرسي الرئاسة، ويستمر سنوات أخرى بظلم الشعوب المستضعفة يرفع يده بالدعاء، ويدعو الكنائس إلى قرع النواقيس؟!

ألا يا قساوسة الكنائس انتفضوا وانقذوا عيسى المسيح من براثن الأعداء، لأن ذلك النبي العظيم كان ينفر من الظلم الذي يستخدم الدين وسيلة للظلم والدعاء وسيلة للوصول إلى مسند الظلم لعباد الله، لأنّ الأوامر السماوية جميعها نزلت لنجاة المظلومين من الملكوت الأعلى. يا ايّها المستضعفون في العالم، ثوروا واتّحدوا وأخرجوا الطغاة من الساحة، لأن الأرض لله وسيرثها المستضعفون.

أيها الشعب الأمريكي، لا تستمع إلى دعايات رؤساء الجمهورية الذين لا يفكّرون بشي‏ء غير الحصول على السلطة، واعلم أن شبابنا يتعاملون مع الجواسيس تعاملًا يُرضي الله، لأن تعاليم الإسلام تؤكّد الرحمة بالأسرى وإن كانوا جواسيس.

أنت أيها الشعب الأمريكي العظيم اطلب من كارتر أن يعيد الشاه المخلوع والمجرم إلى ايران، لأنّه مفتاح إطلاق سراح الجواسيس. وأنتم يا أصحاب النواقيس ارفعوا أيديكم بالدعاء، واقرعوا النواقيس، وادعوا الله العظيم كي يمنّ على رؤساء جمهوريتكم القليل من العدل والانصاف.

مرحى للذين يعملون لبسط العدالة ويدعون لها.

روح الله الموسوي الخميني‏

* صحيفة الإمام، ج‏11، ص: 300-301


1- سورة المائدة، الآية 8.

2011-05-13