يتم التحميل...

الموضوع: اضطرابات ما بعد الثورة وضرورة إزالتها

خطاب

الحاضرون: عمال مصفى النفط في مدينة تبريز

عدد الزوار: 137

التاريخ: 19 تير 1358 هـ. ش/ 15 شعبان 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
المناسبة: ولادة الإمام المهدي (عج)
الحاضرون: عمال مصفى النفط في مدينة تبريز

بسم الله الرحمن الرحيم‏

اضطرابات الثورات‏

يجب أن نفكر بالذي صنعناه، وبما يجب أن نصنعه في المستقبل وتكليفنا تجاهه. إن ما أنجزه شعبنا كان بمثابة المعجزة التي لا يمكن تطبيق القوانين الطبيعية عليها، لأن هذا الشعب كان أولا: يخاف كثيرا من الأجهزة المخابراتية وعملائها، حتى أنه عندما كان يسمع باسمها كان يرتجف من الخوف. وثانيا: لم يكن يملك شيئا يواجه به قوة عظيمة كتلك، ومع كل هذا فقد حدث تغيّر في المعنويات وتحول الشعب إلى كائن آخر، من جبان إلى شجاع، من خائف من ظل رجال الشرطة إلى مقاوم للشاه استطاع التغلب عليه وطرده. أنتم الآن حققتم انتصارا عظيما بتفجيركم للثورة. وكما تعرفون فبعد كل ثورة يحدث الكثير من الاضطرابات. ولكن الاضطرابات بعد ثورتنا هذه كانت قليلة والحمدلله، وعلى الرغم من أن ظاهرها يبدو كبيرا، ولكنها إذا ما قورنت باضطرابات الثورات الأخرى في العالم فإنها تبدو قليلة جدا. لقد خرّب عملاء النظام السابق كثيرا في بلادنا وأخذوا قروضا كثيرة ألقوا تبعاتها علينا وذهبوا، تركوا طاقاتنا البشرية متخلفة، واقتصادنا منهار، والجيش أيضا قلبوه رأسا على عقب، وكل الوزارات والإدارات باتت تسبح في بحر من الفوضى.

الحاجة إلى الوقت لإعادة اعمار البلاد

أنتم الآن تطلبون أن يتغير كل شي‏ء دفعة واحدة، تريدون أن يتم القضاء على جميع المستبدين في الوزارات واستبدالهم بأناس صالحين في لحظة واحدة، ولكن هذا صعب جدا، فالنظام السابق عمل طوال خمسين عاما على إزاحة الأشخاص الصالحين! والآن الحكومة الجديدة تبحث عن هؤلاء لتعيدهم إلى أماكنهم وتزيل أولئك المستبدين الواحد تلو الآخر. الحكومة لا تستطيع أن تفعل كل ذلك في آن واحد، لأنها إن فعلت ذلك فسيتزعزع‏ الاستقرار مرّة ثانية، ولهذا فإنها تسعى ليلا نهارا لتحقيق كل هذا، ولكن هناك بعض الأمور يجب أن تتم بشكل تدريجي، ولا يجب أن نتوقع أنه بمجرد زوال النظام السابق الذي خرّب كل شي‏ء ووضع القروض الكثيرة على أكتافنا، سنتمكن من إصلاح كل شي‏ء مرة ثانية! فالطامعون فينا لن يكفوا أيديهم بسهولة، إنهم يتآمرون علينا الآن، وينشرون الفساد والفوضى، ولايتركونا نزرع وإذا زرعنا لن يتركونا نحصد وإذا حصدنا فسيحرقون ماحصدنا، ولهم يد في كل مايحدث بعد الثورة. ولكن يجب أن لا يهتز إيمانكم أبدا، فأنتم أقوياء وأنتم المنتصرون، أما هم فسيذهبون، فقط اصبروا قليلًا. لقد تحملتم الظلم ولم تقولوا شيئا طيلة خمسين عاما، ولم تستطيعوا قول أي شي‏ء، خمسون عاما ونحن نذوق ألوان العذاب من قوى الأمن والشرطة ولا سيما جهاز المخابرات (سافاك). رفاقكم دخلوا السجون وعُذّبوا فيها، خمسون عاما على هذا المنوال، ولم تخطبوا احتجاجا على مايحدث! والآن مضى على ذهابهم وعلى الدمار الذي أحدثوه خمسة أشهر فقط وليس خمسين وتريدون أن يتغير كل شي‏ء؟! عليكم أن تسيروا إلى الأمام متسلحين بالقوة الربانية التي وهبكم إياها الله سبحانه وتعالى، الحكومة من طرف وأنتم من طرف ونحن أيضا من طرف آخر، لنبني نهضتنا، ولنصلح كل شي‏ء ونجيب عن كل التساؤلات، فكل المشاكل يجب حلها، وسنحلها إن شاء الله ولكننا بحاجة إلى الوقت.

صفات أعضاء مجلس الخبراء

يجب أن تصبّوا كل جهودكم الآن لوضع القانون الأساسي- أساس الدولة- والأساس يحظى بالأولوية. لابد من تدوين قانون أساسي للبلاد.

فكروا بالأشخاص الخبراء الذين يجب أن تنتخبوهم، يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص من أولي العلم، صالحين، لاشرقيين ولاغربيين، معتقدين بالجمهورية الإسلامية، وعندما يتم وضع القانون الأساسي- إن شاء الله- وتعيين مجلس الخبراء ورئيس الجمهورية، فإن كل المشاكل سيتم حلها تدريجيا بإذن الله. القدرة الآن في أيديكم، وليس بوسع أولئك أن يفعلوا شيئاً. رعاكم الله ووفقكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏


* صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 35-36

2011-05-10