الموضوع: أولوية تدوين القانون الأساسي
خطاب
الحاضرون: جمع من عمال المؤسسات الإنتاجية والصناعية
عدد الزوار: 115
التاريخ :20 تير 1358 هـ. ش/ 16 شعبان 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من عمال المؤسسات الإنتاجية والصناعية
بسم الله الرحمن الرحيم
الغفلة عن الأعمال الأساسية
لقد تم تعيين بعض الأفراد لدراسة القانون الأساسي، فقد حان وقت هذا العمل. فلو شغلنا أنفسنا بهذه الأعمال الثانوية فإنها سوف تلهينا عن ذلك العمل الأساسي الذي يرتبط به مصير شعبنا. فالآن ضعوا تلك الأعمال الفرعية جانباً، فعنما يتم حل المسائل الأصلية ستأتتون لنتكلم في مشاكلنا.
أحد الحاضرين: إذا لم تتشكل لجان لتنظيم العمل الآن، فإن في وزارة العمل يوجد مشروع لتشكيل نقابات العمال، الذي يقف وراءه الشيوعيون. هؤلاء المسيحيون سوف يسيطرون على العمال ويشكلون النقابات.
مع ذلك، إذا انشغلتم بهذه المسائل الفرعية، فسوف تنسون المسألة الأصلية، التي هي مقدمة على ما سواها في الوقت الحاضر.
أحد الحاضرين: الآن توجد مسألة أخرى مطروحة، لذا فإننا نرجو من سماحتكم ومن أجل منع الصدامات وإيجاد الحساسية في أوساط الشباب المسلم المتعلم ومنع إثارة الفتنة بين الذين لايدركون أوضاع مابعد الثورة، نرجو أن تبينوا موقفاً واضحاً من شخصية المفكر الإسلامي المرحوم علي شريعتي.
استفادة العدو من التفرقة
سوف لن أجيب على هذا السؤال، فهذه القضية كانت سبباً في إيجاد الخلاف فيما بينكم وتفرقكم، حتى بتم أنتم في جهة وهم في جهة أخرى، وهذا هو الوضع الموجود الآن في طهران وفي مشهد وفي أصفهان، إنهم مشغولون في بث الفرقة والخلاف بينكم وبين علماء الدين، يريدون أن يشغلوكم بأشياء ثانوية ويبقوا هم يشتغلون في أصل القضية، فعليكم الانتباه إلى هذا الموضوع، أما مسألة السيد الدكتور وتقييمنا له، فسيتم التطرق إليها ولكن ليس الآن، الآن أنتم غافلون والطرف الآخر أيضا غافل مثلكم، فإذا انشغلتم في هذا العمل فسوف تتسع دائرة الخلاف وتزداد أهميته وتأثيره في جميع أنحاء البلاد. إنكم تختلفون على شيء لايمتلك أي واقعية أو مصداقية وتنسون المسألة الرئيسية، هم يستفيدون وأنتم مشغولون بالجدال والعراك.
آفات الخلاف
الخلافات بينكم أيها الشباب هذه الأيام، تبعث على ابتعادكم عن الموضوع الرئيسي الذي هو مصيري للبلاد ولنا جميعاً. فإذا انشغلنا بأشياء أخرى ليس لها أي ارتباط ببلادنا، وفرطنا بمصيرنا، فليس هناك سبيل لاسترجاعه. فالآن ليس وقت الخلاف، الخلاف على لاشيء!. انتبهوا لكل شخص يحاول أن يثير خلافا، إما أنه ينفذ مخططاً وضعه عملاء الأجانب، أو أنه جاهل بما يفعل.
انتبهوا أيها الشباب! فاليوم ليس يوم النزاع فيما بيننا ليستفيد الآخرون من ذلك، اتركوا المسائل الفرعية جانبا، سيأتي وقتها فيما بعد، الآن تفرغوا للقانون الأساسي فقط، فإذا كان لديكم إشكال عليه، اكتبوه وسلموه قبل أن تنتهي الفرصة، ومن ثم أرشدونا إلى الأشخاص الصالحين الجيدين، حتى تتم الاستفادة منهم، ليتم في غاية المطاف تدوين القانون الأساسي- الذي يتماشى مع مصلحة الشعب والإسلام- وهذا أقل ما يمكن، وبعد هذا سيتم حل المشاكل الأخرى. ليتم التركيز الآن على الأمور الأساسية، فسيكون هناك الكثير من الوقت لبحث القضايا الأخرى، وليوفقكم الله جميعاً إن شاء الله.
* صحيفة الإمام، ج9، ص: 41-42
2011-05-10