يتم التحميل...

الموضوع: الاضطرابات والنزاعات، مؤامرة لايقاف تطبيق الأحكام الإسلامية

خطاب

الحاضرون: هيئة خطباء ووعاظ محافظة خوزستان العرب‏

عدد الزوار: 90

التاريخ 25 تير 1358 هـ.. ش/ 21 شعبان 1399 هـ.. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: هيئة خطباء ووعاظ محافظة خوزستان العرب‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

وجوب اهتمام العرب أكثر بالإسلام‏
أولًا أعتذر من السادة المجتمعين في هذا المكان الحار، تحت الشمس، وفي هذا البيت الصغير، وأشكرهم جميعاً لمجيئهم من مكان بعيد لملاقاتي ومناقشة هموم بعضنا. أيها السادة، أنتم أولى بالإسلام من الآخرين، فأنتم عرب والإسلام من العرب ونبي الإسلام عربي. لذلك، ينبغي أن يتوجه العرب إلى الإسلام أكثر من غيرهم، لأن الإسلام منهم والآخرون ليسوا إلا تابعين. فاليوم، حيث أن مصير الإسلام، مصير البلاد الإسلامية، يجب أن يصان من قبل الشعب، من غير فرق بين الطوائف المختلفة. فهذه الأيام ايام حساسة بالنسبة لبلدنا. فلابد لنا من طرف دراسة القانون الأساسي، وانتخاب نواب من أهل الخبرة لصياغة القانون الأساسي الذي يتوقف عليه مصير الإسلام والأمة، ومن طرف آخر، وكما تلاحظون المؤامرات في كل مكان، فلا تسمحوا لهؤلاء العملاء بتحقيق مآربهم.

الهدف من خلق الاضطرابات‏
في كل أنحاء البلاد يسعون بطريقة أو بأخرى لبث الخلافات، وخصوصاً في هذه الأيام التي برزت فيها مسألة القانون الأساسي، إذ أن مخالفي الإسلام ومخالفيكم يخشون أن ينتظم القانون الأساسي وتتم الموافقة عليه، وحينئذ يقطع دابرهم الى الأبد. لقد فكّر هؤلاء بحرب أذهان الناس والمؤمنين وخطباء المساجد الموقرين والعلماء الأعلام وسائر الطبقات، أن يحرفوهم عن المسير المستقيم وينتهوا بهم إلى أن يعدلوا عن تصويب القانون الأساسي إلى مسائل أخرى.

إنّ هذه الاضطرابات التي تعم الآن كردستان وخوزستان وهذه الخلافات في كل مكان من أرجاء البلاد، وكل هذه المؤامرات، من أجل خلق الشغب وايجاد الفوضى. ومن الواضح أنها ليست من باب الصدفة بل مخطط يراد من ورائه ألا يتم إنجاز القانون الأساسي الإسلامي. الأجانب والقوى الأجنبية تخشى الإسلام، وكذلك الفئات المنحرفة في الداخل.

إنهم يخشون اقرار القانون الأساسي كما يريده الإسلام وينسجم مع تعاليم القرآن الكريم. فالاستفتاء العام الذي صادق عليه أبناء الشعب لاسابق له في الدنيا. كما أن الخبراء الذين ستعينونهم، لدراسة القانون الأساسي، سيقومون بصياغة قانون أساسي إسلامي، وعندما سيطرح هذا القانون على الاستفتاء، فإن الشعب سيؤيده بأغلبية ساحقة لأن شعبنا مع الإسلام ويريد الإسلام، وعندها ستقطع أيديهم وأيدي رؤسائهم عن ثروات وخيرات الشعب. ولهذا فكما تلاحظون إن بعض الذين كانوا معارضين أصلًا قد حرّموا الاستفتاء، والبعض الآخر، أحرقوا بعض صناديق الاقتراع أو منعوا الناس من التصويت بقوة السلاح. وعلى الرغم من كل ذلك، فقد كان رأي الشعب واحداً، حيث صوتوا بالإجماع عدا أشخاص معدودين. إذ أن كل المجموعات الأخرى حصلت على واحد بالمئة أو واحد ونصف بالمئة، إنهم يشعرون بالهزيمة في نفوسهم، ولهذا فهم يسعون جادين لبث الفرقة، ويزرعون التفرقة ما بين الأكراد، والعرب والبلوج والفرس والأتراك، ويجعلوهم طوائف متفرقة، في حين أن الإسلام لايعطي امتيازاً لأيٍّ كان إلا على أساس الإيمان والتقوى.

السعي الجماهيري لإحباط المؤامرات‏
أنتم أيها الأخوة الذين أتيتم من مكان بعيد وتعانون في هذا المكان من حرارة الشمس المحرقة، يجب عليكم أن تلتفتوا وتحذروا المفسدين والمتآمرين الذين يريدون أن يفرقوا مابين العرب والعجم، ما بين الأكراد والأتراك والعرب وسائر الطوائف، أبطلوا خططهم. فعندما يتحدث الخطباء من عرب وعجم على المنابر ويؤكدوا بأننا أخوة نتبع القرآن والإسلام، لن يبق لأولئك شيئاً حتى يتآمروا عليه.

لابد من توجيه الاهتمام لانجاز القانون الأساسي. إن مصيرنا منوط بالقانون الأساسي. كما ينبغي لمجلس الخبراء ومجلس الشورى أن يكونا مستقلين وأن لا يقعا تحت تأثير الآخرين كما في السابق. لذلك فإن ما أرجوه منكم هو أن لاتنصتوا إلى الذين يريدون أن يلقوا بالتفرقة بيننا، ضعوا نصب أعينكم الأهداف التي نتطلع اليها. إن كل طبقات المجتمع إلا ماندر من المنحرفين، معكم ومع بعضها البعض، يجب عليكم أن تمدوا يد الأخوة إلى بعضكم وأن تبطلوا هذه المؤامرات.

خصائص أعضاء مجلس الخبراء
إن الخبراء الذين تودون تعيينهم من أجل دراسة القانون الأساسي وصياغته النهائية، يجب أن يكونوا ممن يتمتعون بمواصفات إسلامية، أي أنهم مسلمون معتقدون بمذهبنا، ومعتقدون بطريقتنا، أشخاص مخلصون لا يسلكون طرقاً ملتوية، أمناء يعرفون الإسلام‏ ,ومن أهله وعالمه. يجب أن تعينوا مثل هؤلاء الأشخاص لكي يقوموا بدراسة القانون الأساسي ووضع قانون أساسي مطابق للإسلام.
إن الاختلافات هذه الأيام ذات أثر سي‏ء وهي أشد سوءاً من أي وقت آخر. إذ يوجد الآن بعض الذين يريدون إيقاع الخلاف بينكم أيها الأخوة، بين الأخوة العرب والعجم، بين الأخوة الأكراد وغير الأكراد وبين الأتراك وغير الأتراك. اعلموا أن هذه مؤامرة يريدون بها حرف أنظاركم عن الدستور، ويقومون لا سمح الله بحرف قانوننا الأساسي عن الصواب. أسأل الله تعالى أن يوفقكم، وأشكر لكم حضوركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


* صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 93

2011-05-10