يتم التحميل...

الموضوع: تفاهم الجيش والشعب‏

خطاب

الحاضرون: ضباط وصف ضباط في القوى الجوية

عدد الزوار: 58

التاريخ 28 تير 1358 هـ. ش/ 24 شعبان 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: ضباط وصف ضباط في القوى الجوية

بسم الله الرحمن الرحيم‏

في البداية أتوجه إليكم أنتم ايها الشباب المؤمن بالشكر لحضوركم معنا هنا برغم الوقت العصيب الذي يمر به بلدنا.

على كل شخص أن ينجز مهامه على أتم وجه‏
كما تعلمون إن البلاد تمر اليوم بظروف صعبة. لقد زرعوا الفوضى في كل مكان وتركوا البلاد ورحلوا. وأنتم الآن ورثتم بلداً مدمراً. وقد حان الآن دورنا جميعاً بعد أن هدمنا هذا السد الكبير ورأينا ماوراءه من خراب ودمار، لأن نصلح ونعيد إعمار بلادنا، كل من موقعه وعلى قدر استطاعته يساهم بفعالية في بناء المجتمع من جديد، وهذا يتطلب منكم العمل بشكل جماعي منظم لبناء مجتمعنا الإسلامي. فإذا ركزت جميع فئات الشعب تفكيرها وطاقاتها، فسوف نبني المجتمع الإسلامي الصالح، فلا تخاذل في العمل، ولنضع الصدق والإخلاص والأمانة نصب أعيننا وتوكلنا على الله.

الجيش لحماية البلاد والشعب‏
أنتم لاحظتم في هذه الثورة كيف عادت قلوبكم الى الشعب، والله سبحانه وتعالى هو من أعاد هذه القلوب وكان السبب في أن انتقلت مجموعات كبيرة من صف حماة الشاه إلى صف الشعب ومناصرته حتى انتصرت إرادة الشعب التي كانت في الواقع إرادة الله أن تنتصر الثورة وتذهب حكومة الطاغوت. وعلينا أن نعمل بشكل نحافظ فيه على العناية الإلهية لنا وأن نمتلك الأمانة وأن نكون خادمين لشعبنا ونغيّر الأوضاع التي كانت موجودة في زمن الطاغوت إلى مانصبوا إليه في ظل الحكومة الإسلامية.
كما ينبغي للجيش أن يكون حارساً لأمن الشعب والبلد، وهذه وظيفة كافة قوى الأمن. وعلى الشعب أن يقف إلى جانب إخوانه في الجيش لأداء هذه الوظيفة فيكمل الطرفان بعضهما الآخر، فالبلد الذي يتحد شعبه وجيشه ويعمل كل منهما على خدمة الآخر، لن يهزم ابداً.

السبب الرئيسي في هزيمة الدول‏
إن السبب الرئيسي وراء انهزام الدول يكمن في التآكل الداخلي الذي يحصل لها، حيث يبتعد الجيش عن حكوماته ويدير الشعب ظهره لها، وقد رأيتم كيف إن النصر الذي تحقق لنا كان نتيجة لتخلي الشعب عن النظام والإعلان عن رفضه له. والجيش والشرطة هم من أبناء هذا الشعب، وكانوا يتحلون بالإحساس الحي، ويدركون بأن هذا الوضع لايمكن أن يستمر، فلا يمكن أن تقمع إرادة الشعب إلى أبد الدهر، ولهذا التحقوا به. إن كل هذه المشكلات تنشأ عندما تفصل الحكومة بين قواها الأمنية وجيشها من جهة وبين شعبها من جهة أخرى بحيث ينتاب أبناء الشعب شعور بالخوف عندما يرون الجيش ويكون الشعور السائد بين عناصر الجيش هو وجوب قمع أبناء هذا الشعب. وهكذا بالنسبة لأفراد الشرطة وبقية أجهزة النظام.

عندما حصل هذا ووقف كل من الشعب والحكومة بمعزل عن الآخر، كان مصير البلد الى الانهيار بسبب غياب دعم وتأييد الشعب، فلو وجد التفاهم بين الشعب والحكومة لما حصلت تلك المشاكل ولكننا نحن وأنتم منشغلين بأعمالنا. غير أنه عندما تكون هناك هوة وحواجز بين النظام الحاكم والشعب، فمن الممكن أن يقاوم النظام لبعض الوقت، ولكنه في النهاية سوف ينهار ويسلم أمره، ولو أن كلا من الشعب والحكومة وقفوا إلى جانب بعضهم ولو اعتبر كل منهم نفسه خادماً للآخر ودعم بعضهم البعض، فلن تستطيع أيةرياح أن تهزهما. واعلموا بأنكم طالما كنتم إلى جانب شعبكم، وتذكرون الله في كل خطوة تخطونها، سيكون النصر حليفكم.

لزوم التفاهم بين الجيش والشعب‏
احذروا من الابتعاد عن الشعب، إن هؤلاء يريدون فصلكم عنه. كما يجب على الشعب أن يحرص على دعمكم، فإذا ما وقفت هاتين القوتين إلى جانب بعضهما لن تستطيع أي قوة أن تقف في وجههما. فقد حاولت كل القوى الأجنبية تقريباً الابقاء على نظام محمد رضا، ولكن عندما أراد الشعب لم تستطع تلك القوى مجابهة إرادته وحتى القوى الأمنية الداخلية لم تعد تستطيع فعل شي‏ء فهم في النهاية أبناء هذا الشعب، ولم يكن لهم أن يتخلوا عنه من أجل شخص واحد، فعندما يكون الهدف هو الله والإسلام يستطيع الإنسان أن يضحي بنفسه من أجل الله أو من أجل عقيدته، فتلك هي الحالة الأصلية.

أما إذا كان الهدف حماية نظام الطاغوت، فلا معنى للتضحية. فعندما ثار الشعب‏ التقحتم به وكذلك قوى الأمن ووقف الجميع إلى جانبه، وحينها رأى الطاغوت نفسه وحيداً ولم يستطع لا هو ولا كافة القوى الأجنبية المساندة له فعل شي‏ء. فلتكن قواكم متحدة مع قوى الشعب.
فظكم الله جميعكم وجمعكم تحت لواء إمام الزمان سلام الله عليه.


*صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 117

2011-05-10