الموضوع: الحفاظ على الروح الثورية واستمرارية الروح الإيمانية
خطاب
الحاضرون: جمع من المفكرين والباحثين في مدينة قزوين
عدد الزوار: 78
التاريخ: 28 تير 1358 هـ. ش/ 24 شعبان 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من المفكرين والباحثين في مدينة قزوين
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك شرطان أساسيان لتحقيق إلى أهداف الثورة
إنني ومن خلال هذه الروح المعنوية العالية التي أراها فيكم أنتم جيل الشباب في كافة أنحاء البلاد متفائل جداً، فأملنا معلق عليكم أنتم أيها الشباب يامن خدمتم الإسلام وتعذبتم ووقفتم في وجه الطاغوت وأحييتم الروح الإسلامية لدى الجميع. وهذا ما جعلنا نتفاءل بتحقيق الأهداف السامية التي وضعناها نصب أعيننا. ولكن هذا لايتحقق إلا بشرطين، أولهما: أن تحافظوا على هذه الروح النهضوية الثورية ولو حتى بإحياء المظاهرات والمسيرات بين حين وآخر في مدنكم لتحيوا بها الروح الثورية من جديد. والثاني: وهو الأسمى، روح الإيمان، فالثورة وحدها لن توصلنا إلى مقصدنا إلا إذا كان الإيمان موجودا. إنّ كل ما تحقق حتى الآن كانت وراءه يد خفية وأما نحن فلم نكن نملك أي شيء، إلا بضع بنادق كما كنتم ترون، وحتى هذه، كانت غنائم حربية، أما هم فقد كانوا يملكون الأسلحة الحديثة والطائرات والمدافع والدبابات، ولكن الله كان حائلًا دون استعمالها لينصركم أنتم ويلقي الرعب في قلوبهم، الرعب الذي أدى إلى انهزامهم.
التحول الإلهي في الروح المعنوية للشعب
إيمانكم أنتم وإيمان شعبنا رجالًا ونساءً، صغارها وكبارها، كان شيئاً أكبر من أن يكون مسببه أفراد أو أشخاص معينين. فخلال مدة قصيرة بات الأطفال يبدأون النطق بالهتاف ضد النظام. وفي المدارس كان الطلبة الصغار يعلنون الاضراب ويرفعون الشعارات. وهكذا في الثانويات والجامعات والأسواق والمعامل والإدارات، وقد أدى ذلك الى أن يلتحق هؤلاء أفواجاً أفواجاً بصفوف الشعب، وإن مثل هذا لا يمكن أن يكون شيئا عاديا، لقد كان الله وراء عودة تلك القوى إلى أحضان الشعب ليتمكن من دحر قوة الطاغوت. إنها يد الله الخفية التي كانت وراء تلك الأحداث. اتكلوا على الله وقووا إيمانكم وعزيمتكم فبهذا الإيمان وبعون الله ستنتصرون وتواصلوا نصركم حتى النهاية، وإن شاء الله ستنتقل تجربتكم الى الدول الأخرى، الدول الإسلامية وآمل أن يوفقكم الله.
فالله وهذه الروح الثورية المؤمنة التي تتحلون بها هي التي كانت وراء تحرككم وتحقيق كل ما حققتموه. لقد أتوا من أمريكا للمساهمة في إعادة اعمار البلاد. نعم لقد أتى عدد من الشباب من أمريكا ليقفوا إلى جانبكم. هذا شيء لم يكن موجوداً من قبل، فما فعلتموه اليوم هو شيء كان نصراً مؤيدا بإذن الله، والشيء الذي يؤيده الله لايهزم أبداً بإذن الله، لن تروا الهزيمة بعد الآن، وها أنتم منتصرون وستواصلون انتصاراتكم إن شاء الله تعالى وتتصدون للكفر والزندقة ونهب الثروات. وفقكم الله تعالى وسدد خطاكم.
* صحيفة الإمام، ج9، ص: 124-125
2011-05-10