الموضوع: المخططات الأمريكية ضد الثورة الإسلامية وعجزها أمام إرادة الشعب
خطاب
الحاضرون: أعضاء اتحاد الطلبة المسلمين في أوروبا وأمريكا وكندا، وطلبة جامعات أصفهان
عدد الزوار: 56
التاريخ: 30 تير 1358 هـ. ش/ 26 شعبان 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: أعضاء اتحاد الطلبة المسلمين في أوروبا وأمريكا وكندا، وطلبة جامعات أصفهان
بسم الله الرحمن الرحيم
اليأس أحد جنود إبليس
اليأس هو أحد جنود إبليس، ففي الحالات التي يجب أن يتعامل معها الإنسان بهدوء واطمئنان يتدخل اليأس ليثبط له همته ومع بث اليأس يتردد شبابنا احياناً في اتخاذ القرار الحاسم. وعلى ما أذكر فإنني ومنذ أول النهضة عندما كنت في السجن أو في تركية أو العراق أو حتى عندما ذهبت إلى باريس، بل حتى عندما كانت قدرة الشاه في ذروتها، ولما هرب من البلد وأتى مكانه بختيار، لم أيأس يوماً من النصر.
قوة إرادة الشعب
وكنت مؤمناً بأن الشعب إذا أراد شيئاً فلا بد أن يتحقق. لاسيما عندما كنت في باريس، حيث كان يأتي بعض الإخوة والأخوات وينقلون لي الأخبار التي لمسوها بأيديهم حين كانوا في الوطن، وقد أخبرني أحدهم بأنه ذهب إلى إحدى القرى في إيران- وفي الحقيقة كانت (قلعة حسن فلك) وكنت قد ذهبت اليها من قبل-. يقول: مع اطلالة كل صباح كان يخرج عالم الدين الموجود في المنطقة ومن خلفه أبناء القرية يتظاهرون ضد الشاه .. لقد سبق لي أن رأيت هذه المنطقة وأعلم كم عدد الأسر الموجودة فيها، ربما عشرة أو خمس عشرة اسرة. يقول: كان المتظاهرون يرددون الشعارات التي كنا نسمعها في طهران. وكان هذا الأمر ملفتاً بالنسبة لي، وطمأنني بأن القضية هي قضية الشعب بأكمله، وأنه أينما ذهبت في البلد فالجميع يحمل على عاتقه هموم القضية، وأنتم من كنتم في الخارج في أوروبا أو أمريكا وكل من كان يعيش خارج البلد أو داخله، طلاباً وعلماء، تجاراً و عمال، أطفالًا وشيوخ، كلكم حملتم هموم القضية والفكر ذاته، وهذا ما يؤكد لي بأن هناك يداً غيبية وراء قضيتنا. إذ أن تأثير الإنسان محدود، فشخص واحد يستطيع التأثير عليمنطقة يعيش فيها أو حتى مدينة أو محافظة، ولكن لا أحد يستطيع أن يجمع كافة فئات الناس عليمختلف مستوياتهم وأعمارهم وطرق تفكيرهم تحت رايته، فأنا متيقن أن ما حصل هو عناية إلهية ولطف من الله تعالى علينا وعلى وطننا بلادنا.
النصر منوط بالاهتمام بالأهداف الإسلامية
طالما كان شعبنا منتبهاً إلى أهدافه الإسلامية، فإنّه منتصر، وكل ما يقال ويكتب غير ذلك لا معنى له. لقد كانت جميع الأنظمة العالمية تدافع عن محمد رضا وتدعمه، وجاءتنا رسائل كثيرة من أمريكا وحتى جاؤونا تكراراً في باريس عندما كنا هناك، واتصلوا معي بشكل مباشر، واحياناً عن طريق بعض المقربين بشكل غير مباشر، وكانوا يتحدثون بلغة التهديد مرة وأخرى بلغة النصيحة. وكل ما كانوا يريدونه هو الإبقاء على محمد رضا ونظامه. وحتى إنكلترا سعت بصراحة وقالتها بأنها تريد الحفاظ على سلطة محمد رضا لأن بقاءه كان يجسد بقاءً لمصالحها. ومع الأسف حتى الدول الإسلامية سلكت طريق أمريكا والغرب وأيدت نظام محمد رضا. ولكن عندما أراد الشعب شيئاً وكانت هي إرادة الله، ولم يكن مايريدونه شيئاً مادياً، بل كان الإسلام والجمهورية الإسلامية، أرادوا إزالة الظلم واسقاط النظام المستبد، كل ماأرادوه كان إسلامياً وإنسانياً لذا انتصرت إرادتهم ولم يستطع أحد منعهم من تحقيق ما كانوا يتطلعون اليه.
عجز القوى العظمى أمام وحدة الشعب
لو فرضنا- على سبيل المثال وهذا لن يكون- أن إحدى هذه القوى العظمى قامت باحتلال بلدنا فإنهم لن يستطيعوا البقاء فيه مع وجود هذا الشعب المتماسك، فالاستيلاء على مكان ما شيء، والبقاء فيه هو شيء آخر، لأنهم لاحتاجوا أن يضعوا مأموراً على كل فرد من شعبنا وهذا شيء غير ممكن لأنهم لو وضعوا أناساً منهم في كل مدينة لقام الناس بطرد المحتلين، فاحتلال بلد يختلف عن البقاء فيه، وهم أولًا عاقلون ويفهمون معنى أن يحتلوا بلداً، وثانياً إنّ تلك القوى تتنافس فيما بينها، ولو فكرت احداهما بالتقدم خطوة واحدة لفكرت الاخرى بالشيء نفسه، وهذه حكمة الله، ليحفظ الشعوب من أمثالنا. وهم يدركون ذلك تماماً.
حزب تودة واليساريون عملاء لأمريكا
بناء على هذا، فعندما يريد الشعب شيئاً سوف يتحقق، ونحن أردنا الإسلام والأحكام الإسلامية والجمهورية الإسلامية وقد تحقق لنا ذلك. أما هؤلاء فكل ما يلهثون وراءه هو سراب لن يصلوا إليه، فلا جدوى من كلامهم وكتاباتهم وانتقاداتهم. حتى لو افترضنا أنهم بنفوذهم بين العمال والمزارعين ومحاولتهم زرع الفتنة وبث الفساد، فهم سيسببون بعض المشاكل، ولكنها ليست ذات أهمية، فهذه العدة القليلة من الشباب والمخدوعين من قبل أمريكا، وحتى لو كانوا عملاء لها، فلن يستطيعوا فعل شيء يذكر.
وبالنسبة لحزب تودة فعلى ما أذكر ومنذ أوائل تشكيله، قيل عن مؤسسه حينها بأنه مدفوع من الاتحاد السوفييتي أو من روسيا. غير أني كنت قد التقيت هذا الشخص في رحلتي الى الحج، وقد انتظرنا في بيروت السفينة معاً ثلاثة عشر يوماً، وكان يأتي دائماً لزيارتي وكان مصلياً وحاجاً وانسانا جيداً، ولكن على أي حال كان تابعاً آنذاك وفيما يبدو ان الانجليز هم الذين أسسوا حزب تودة، وقد كان يضم فئات خاصة من الناس، ربوها ودعموها، والآن تبدوا هذه الأحزاب اليسارية تابعة للصين أو الاتحاد السوفييتي، ولكني كما أراها صنيعة أمريكا في بلدنا لتوجد الفوضى وتشغلنا عن أهدافنا، ومن ثم لتمسك ثانية بزمام أمور البلد، ودليلي على هذا الكلام هو أن أحد أعمالهم يتمثل في ذهابهم إلى المزارعين ومنعهم من القيام بأعمال الزراعة، وحين فشلوا في ذلك حاولوا منعهم من جمع محاصيلهم، ولكنهم فشلوا ايضاً، مما اضطرهم في النهاية إلى إحراق بيادر القمح.
المزاعم الكاذبة بمناصرة الشعب
إننا نسأل هذه الفئة التي تدعي كذباً وقوفها إلى جانب الشعب، ما الذي يجنيه الشعب من إحراق بيادر القمح؟! ما الذي سيحصل عليه هؤلاء المساكين الذين زرعوا وتعبوا خلال سنة كاملة، من احراق محصولهم؟ إن احدى الطرق التي توصلنا الى مرتكب الجرم هي أن ننظر من هو المستفيد من وقوع هذه الجريمة، فإذا لم يكن لدينا قمح، فمن أين سوف نستورده؟ طبعاً من أمريكا. وإذا فرضنا بأنه لم يكن لدينا الشعير، من أين سوف نستورده؟ أيضاً من أمريكا، فلا الصين تستطيع إعطاءنا احتياجاتنا الزراعية ولا الاتحاد السوفييتي، فالاتحاد السوفييتي هو أيضاً يستورد من أمريكا وبالتالي فغ، كل هذا يصب في مصلحة أمريكا، فإذاً هم عملاء لأمريكا، وهذا لا يعني أن اولئك أفضل من الأميركان، كلا، الجميع يرى في بلدنا سفرة يريد أن يتغذى عليها، فحرق القمح لن يعود بالفائدة لأحد غير أمريكا، فلو لم نستورد نحن وأمثالنا محاصيلهم لاضطروا أن يحرقوها أو يرموها في البحر، لذا هم يبحثون عن أسواقنا. وكما لاحظتم فإن قضية (إصلاح الأراضي) لم تكن إلا لخدمة السوق الأمريكية والحؤول دون اهتمامنا بالزراعة. فذلك الصعلوك 1 كان عميلًا لأميركا وقد فعل ذلك من أجلها. فالأميركان كانوا يخططون له وهو ينفذ. والآن ايضاً اولئك يخططون وهؤلاء ينفذون، غاية الأمر ان ذلك كان تحت اسم (آريا مهر)، واليوم تحت مظلة هذا اليساري أو ذلك. فهؤلاء هم انفسهم الذين كانوا يدافعون عن الشاه. وكان بعضهم يعمل في البلاد. وعندما لم تستطع أمريكا أن تفعل شيئاً رغم كل الأساليب التي اتبعتها من محادثات إلى تهديد أو ترغيب، وعندما خرج الشاه من البلاد جاءوا ليقولوا لي تمهل الآن، لاتذهب إلى إيران فذهابك في الوقت الحاضر ليس من مصلحتك أو مصلحة البلد، وهذا ما جعلني أدرك بأن عودتي إلى إيران تضر بمصالحهم. وحينها بعث لي الرئيس الفرنسي رسالة ينصحني أيضاً بالتمهل وعدم الذهاب إلى إيران وقال لي: اجلس هنا بضعة أسابيع. ولكنني أدركت بأنهم يحتاجون لهذه الأسابيع ليستجمعوا قواهم مرة أخرى وعندها لن نستطيع فعل شيء. لذا قررت العودة. غير أنهم أغلقوا المطار، فقلت لهم حسناً حين يفتح سوف أعود. ولم يكن بمقدورهم اغلاق المطار الى الأبد.
الطاعة الإلهية في الاعتصام بحبل الله
على أي حال، لا تيأسوا وكونوا أقوياء أمام وساوس الشيطان، فالله نصركم وجعلكم أقوياء (يد الله مع الجماعة) 2 وكما قال الله في كتابه العزيز: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا) فعندما نفعل ماأمرنا الله به ونعتصم بحبل الإسلام والقرآن وكلام الله ونكون يداً واحدة، لن يستطيعوا استغلالنا ثانية، فإذا كنا أوفياء لأمرالله وعملنا بأحكامه، وكنا يداً واحدة بكافة فئاتنا في الخارج والداخل وتابعنا نهضتنا حتى تحقيق أهدافها، فلن يتأخر نصر الله تعالى. كذلك، فالآن مفاتيح النصر في أيدي الشعب الذي يجب أن يدرك أن اعتصامه بحبل الله كان وراء انتصاره، فالجميع كان صفاً واحداً وهتفوا معاً للاسلام والقرآن والجمهورية الإسلامية وهو ما يسمونه اعتصاماً بحبل الله، فالاعتصام بحبل الله هو ماجعل كل القوى العالمية الكبيرة منها والصغيرة تقف وراء ذلك الطاغية، ولم يكن عبثاً منعي من مغادرة الكويت إلى بلد آخر عبر الطائرة وقالوا لي ارجع من حيث أتيت. وفعلوا الشيء نفسه في العراق وفي كل الدول، وذلك لأنهم على ارتباط فيما بينهم وكلهم دعموه وأيدوه، وحين تركوني أسافر إلى الخارج ندموا على ذلك حين رأوا أفواج الشباب كانت تصل من كل مكان للسؤال عن احوالي. وكانوا يستمعون الى احاديثنا ويعملون على نشرها، وكان ذلك سبباً في انتصارنا ولله الحمد وأنا أشكرهم على ذلك.
الحفاظ على الوحدة مفتاح النصر
ومهما يكن فأنا أطلب منكم عدم الالتفات إلى وسوسة إبليس وأعوانه فأنتم منتصرون، وإن النصر لكم ومعكم حتى النهاية. إنني أدعوكم للحفاظ على مفتاح النصر، فإذا ابقيتم ذلك ستنالكم العناية الإلهية، حافظوا على وحدة صفكم، فالآن ليس الوقت مناسباً لأن نلتفت لاحتياجاتنا الشخصية، كلنا لدينا احتياجات .. إنني أتذكر ومنذ 58 سنة، ومنذ أن فتحتم عيونكم كان الكبت والعذاب والسجن والنفي، فقد نهبوا معهم كل شيء، أخذوا خزائن هذا البلد. فبعضها نهبها رضا شاه، ومن ثم أخذها منه الانكليز، والباقي نهبها من هم حوله، حتى أن مصارفنا تعاني من القروض، الأموال التي اقترضها هؤلاء من البنوك وتركوا تبعاتها لنا. على أية حال ليس الوقت مناسباً لطرح المشاكل الشخصية أو معارضة الحكومة الإسلامية أو الشعب أو النهضة.
جرائم النظام السابق لا تعوض
اعلموا بأنه لا توجد في العالم ثورة كثورتنا. فمثل هذه الثورة يقال لها (ثورة بيضاء) وليست تلك التي كان يبلغ لها النظام السابق. فلو لاحظتم الثورات التي شهدها العالم كالثورة الفرنسية أو السوفيتية، لعلمتم كم من القتلى سقطوا وحجم الدماء التي أريقت. غير أن ثورتنا لم تشهد ذلك. لماذا؟ لا أقول إن الإسلام، ولكن ما تحقق من الإسلام حال دون إراقة الدماء. فبعد انتصاره لم يجلس المنتصرون ليحاكموا أو يقتلوا من ينتظرون منه المعارضة، ماعدا بعض الذين قتلوا ونهبوا الناس على مدى 50 عاماً ربما لم يتجاوز عددهم مئة وبضعة أشخاص. كانت جناياتهم بحق الشعب كبيرة جداً، هؤلاء نالوا عقابهم العادل في هذه الدنيا. ويبقى الجزاء في الآخرة. فالشخص الذي قتل مئات الناس وشرد الكثير منهم وقتل الشباب وعذبهم بأبشع الوسائل، لا نستطيع مجازاته في هذه الدنيا. ولو فرضنا تم القصاص منه لقتله أحدهم، فماذا بالنسبة لعائلات مئات الضحايا، إن مثل هذا المجرم جزاءه عند ربه، حيث سيظل يحترق في نار جهنم إلى الأبد فهناك سوف ينال جزاءه بمشيئة الله. على أية حال ما نسمعه الآن من أمثال هؤلاء كنا قد سمعنا أكثر منه ولم نعطه الأهمية، فهم ليسوا أكثر من حشرات تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وإن شاء الله بقوة إيمانكم وقدرة الإسلام، سوف تحقق هذه النهضة أهدافها، وتنعمون في ظلال الإسلام كرسول الله، فيما يجلس أعداؤكم في القعر الأسفل يثرثرون ويتوعدون دون أن يجرؤوا على فعل شيء. فالرسول الذي كان خليفة الله وكان الجميع يقبلونه ويحبونه، لم يكن لديه شيء سوى الحصير ليجلس عليه وإن لم يوجد كان يجلس على الأرض، ذلك هو الإسلام ربما نحن اليوم ليس لدينا المقدرة على فعل ذلك، ولكن يجب أن نحاول الاقتراب من سنّة النبي وسلوكه قدر مانستطيع، فإذا لم أستطع أن أكون مثل مالك الأشتر، فلأحاول ذلك، وكلي أمل بأن يكون بلدنا بلداً إسلامية وشبابنا شباب يعتقد ويؤمن بالإسلام، فإذا حافظنا على إيماننا لن يستطيع أحد التعدي علينا إن شاء الله.
تفوق الثورة الروحيةعلى الثورة الاجتماعية
أسأل الله تعالى السلامة والسعادة لكم جميعاً، فهذا الحس الإسلامي هو أحد الأمور التي ينجذب اليها الإنسان الى حد كبير. إن الثورة الروحية التي وجدت في أوساط الشعب هي أكبر من السد الذي حطمتموه. لقد قدمتم من أوروبا لتساعدوا الناس، إنها ثورة روحية عظيمة لم يكن بالإمكان تحققها لولا إرادة الله فهو مقلب القلوب وأنتم الآن بين يديه سبحانه وتعالى. ففي يوما ما كنتم منشغلين بأعمالكم الشخصية وأنا في يوم ما كنت منشغلًا بأبحاثي ودراساتي الدينية. فمن الذي كان وراء قدومكم لمساعدة إخوانكم في القرى سوى الله؟ إنها يد الله التي فعلت هذا بقلوبكم، ويجب عليكم أن تعرفوا قدر هذه النعمة التي أهداكم إياها الله حين وجه قلوبكم إلى طريق الخير. الله فعل ذلك حين أحضركم من جامعاتكم، طلبة هندسة وطب وغيره، كل منكم كان يجب أن يكون في مكان آخر. النساء والفتيات العزيزات المحترمات ذهبن إلى القرى وحصدن القمح، وحين رأى المزارعون الناس الشرفاء الذين أتوا لمساعدتهم شحذوا الهمة، وتضاعفت الروح المعنوية لديهم وعملوا بجهد مضاعف. لم تسعهم الدنيا حين رأوكم أتيتم من أوربا وأمريكا لمساعدة إخوتكم. فهؤلاء الناس البسطاء كانوا في يوم من الأيام تحت رحمة قوى الأمن والمخابرات يضطهدونهم ويذلونهم.
أما اليوم فهم يرون تأييدكم ودعمكم ومساعدتكم لهم حتى في أعمالهم الخاصة، لقد ترك ذلك أثراً كبيراً في قلوبهم وأنتم لاتعلمون كم هي قيمة أن تسعدوا قلباً كان مليئاً بالخوف يوماً ما. فعملكم ذو قيمة وقدر عظيمين. فربما أنكم لاتستطيعون القيام بالأعمال الزراعية بشكلها الكامل والصحيح، ولكن مجرد مساهمتكم ولو بشكل بسيط فإن هذه المساهمة سوف تبعث الأمل والتفاؤل في قلوب الناس ويدفع بمسيرة ثورتنا إلى الأمام. حفظكم الله جميعكم وأسعدكم، وليحفظ هذا التحول الروحي في قلوبكم جميعاً.
خيانات نظام الشاه
ليس لدي الآن وقتا كافيا، ولكن أريد تذكيركم ببعض الخيانات التي ارتكبها نظام الشاه السابق، ولعلّ من أبرزها إثارة الفرقة والاختلاف، وحرف شبابنا وإفسادهم بطرق مختلفة. فهؤلاء أولاد الشياطين جلسوا وبحثوا وأوجدوا تلك الطرق لكي يجروا شبابنا إلى الفساد الأخلاقي، لكي يغمضون أعينهم عن شؤون حياتهم. ومما لاشك فيه أن مراكز الفساد المنتشرة في طهران وجميع المحافظات كانت عبارة عن عمل مخطط ومحسوب له بدقة، فإذا ذهب الشاب إلى تلك المراكز يوماً أو اثنين أو عشرة فسوف يعتاد بالنهاية عليها، وحينما تصبح تلك المراكز شغل الشباب الشاغل، حتى أنه يراها في منامه وتبقى شاغلة لفكره في صحوته حتى يذهب إليها. فمثل هذا الشاب لن يفكر في أي وقت بالمشاكل التي يعانيها بلده، ففكره يعمل في مكان آخر. كما أن قضية الاختلاط بين الرجل والمرأة في كل زمان ومكان هدفها أيضاً جرّ الناس الى الفساد، فهذا أيضاً جزء من المؤامرة على أبناء شعبنا، فالاختلاط على شاطئ البحر بين الرجل والمرأة ليس بالشيء العادي، بل هو مؤامرة تهدف لعطف أذهان الشباب وجرها إلى الفساد، فإذا ذهب بضع آلاف من شبابنا صوب تلك المراكز، فإن هذا العدد يكفي لإضاعة أمة بأسرها.
* صحيفة الإمام، ج9، ص: 148,142
1- محمد رضا بهلوي.
2- حديث نبوي، صحيح الترمذي، ج 2، ص 316.