الموضوع: الانتساب الى حرس الثورة شرف عظيم ومسؤولية كبيرة
خطاب
الحاضرون: منتسبو حرس الثورة في منطقتي أمير آباد وجوادية في طهران
عدد الزوار: 62
التاريخ: 2 مرداد 1358 هـ. ش/ 29 شعبان 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: منتسبو حرس الثورة في منطقتي أمير آباد وجوادية في طهران
بسم الله الرحمن الرحيم
مسؤولية حرس الثورة الجسيمة
آمل أن نكون جميعنا جنود الإسلام الأوفياء، ومطيعين لأوامر الله عز وجل. وكما أنكم أنتم أيها الحرس الثوري، حماة الإسلام، آمل أن تكونوا حماة الجمهورية الإسلامية وحماة أنفسكم أيضاً. فأنتم اليوم، وبصفتكم حماة الجمهورية الإسلامية، تتمتعون بشرف عظيم، وعلى عاتقكم تقع مسؤولية جسيمة. أما الشرف العظيم فهو أنكم في خدمة الإسلام، وأما المسؤولية الجسيمة فهي أنه يتوجب عليكم أن تكون كل أعمالكم إسلامية، لأنكم جنود الإسلام وتعملون من أجل الإسلام، وإذا اعتدى أحد جنود الإسلام على الناس لاسمح الله، أو حدثت مخالفة أو مكروه، فالتقصير واللوم كله سيقع على الإسلام. ولكن في زمن النظام الطاغوتي، فإن كل جرم كان يرتكبه عناصر المخابرات أو قوى الأمن كانت تبعته تلقى على عاتق النظام الطاغوتي.
واليوم، زال ذلك النظام وجاء النظام الإسلامي، وأنتم الآن حماة النظام الإسلامي، وإذا بدر من أحدكم سوء لاسمح الله، واستاء الناس من ذلك فإنهم سيقولون في النظام الإسلامي أيضاً توجد مثل مثل هذه الإساءات! ولايقولون فلان عمل كذا وكذا ولكنهم سيقولون حرس الثورة عملوا ذلك. وإذا أساء التصرف أحد حرس الثورة فإنهم يقولون إن حرس الثورة يسيئون التصرف. كما لو بدر عن أحد رجال الدين سلوكاً منحرفاً فإنهم يقولون إن رجال الدين منحرفون. ولهذا فإن المسؤولية الملقاة على عاتقنا وعاتقكم مسؤولية جسيمة. لأننا دائماً ننسب أنفسنا للإسلام، ونحن أيضاً مثلكم إن شاء الله، حماة للإسلام. ولأنكم حرس الإسلام، فإن تبعة تصرفاتكم تعود على الإسلام. ولهذا عليكم توخي الحذر بشكل تام، حتى يكون سلوككم سلوكاً سليماً، وعاملوا الناس كأنهم أخوة لكم.
الفرق بين النظام الطاغوتي والنظام الإسلامي
الفرق بين النظام الطاغوتي والنظام الإسلامي، هو أن الشعب ليس فقط كان بعيداً عن قوى الأمن والشرطة في النظام الطاغوتي وإنما كانت هناك عداوة بينهم. فقد كان الشعب يسعى لخلق الفوضى والعبث بممتلكات الحكومة قدر المستطاع، والحكومة أيضاً كل ماكانت تقوم به كان لخدمة مصالحها والضغط على الشعب. ولكن في النظام الإسلامي، الحكومة متحدة مع الشعب، والعلاقة بينهم علاقة أخوة وصداقة. فكونوا إخوة للشعب، وكل قوى الأمن- وأنتم الآن تشكلون إحداها- يجب أن تكون في خدمة الشعب، ويجب أن يحس الشعب أيضاً أنكم في خدمته، لأنهم عندما يحسون بذلك فإنهم سيعاملونكم كإخوة لهم، وسيدعون لكم بالتوفيق وسيناصروكم.
في الأنظمة السابقة ما أن كان يرتفع صوت ما حتى يترك الجميع أماكنهم ويتحدوا مع الشعب، لأن تلك الأنظمة كانت أنظمة شيطانية، والشعب لم يكن حليفاً لها، وكانت متآكلة من الداخل. ولكن العمل في النظام الإسلامي عمل إلهي، والجنود فيه جنود الله. وكما أن جنود صدر الإسلام استطاعوا، على الرغم من قلة عددهم، أن يحققوا أعظم الفتوحات وأن يهزموا امبراطوريتي الفرس والروم. وأنتم أيضاً استطعتم والحمد لله التغلب على هذا الطاغوت بالاعتماد على إيمانكم القوي بالله، وكذلك استطعتم التغلب على الطاغوت الكامن في نفوسكم، فالمهم هو أن تتغلبوا على الطاغوت.
آمل أن تقطعوا هذا الطريق ونفوسكم مفعمة بالسلامة والسعادة تحت رعاية إمام العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) وأن توصلوا هذه النهضة إلى بر الأمان، وأن تأسسوا حكومة إسلامية قلباً وقالبا، يتجلى الإسلام في كل مرفق من مرافقها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج9، ص: 170-171
2011-05-09