التاريخ 25 مرداد 1358 هـ. ش/ 22 رمضان 1399 هـ. ق
المكان: قم
المناسبة: يوم القدس العالمي
الحاضرون: جمع من فئات الشعب الايراني المسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
يوم القدس يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين
(يوم القدس) يوم عالمي لا يختص بالقدس فقط. إنّما هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، يوم مواجهة الشعوب الرازحة تحت نير الظلم الأمريكي وغير الأميركي، للقوى العظمى.
إنه اليوم الذي يجب أن يستعد فيه المستضعفون لمواجهة المستكبرين، وكسر شوكتهم، وهو اليوم الذي يمتاز فيه المؤمنون عن المنافقين. فالمؤمنون يعتبرون هذا اليوم يوم القدس، ويعملون بما يتوجب عليهم فيه. أما المنافقون الذين يتعاملون مع القوى الكبرى من خلف الستار ويحاربون اسرائيل، فسوف يظهرون في هذا اليوم على حقيقتهم، وهم من يمنع الشعوب من التظاهر في هذا اليوم. يوم القدس يوم يجب أن يتضح فيه مصير الشعوب المستضعفة، والإعلان عن وجودها أمام المستكبرين. فكما انتفضت إيران وكسرت شوكة المستكبرين وتوصل مسيرتها. بكل حزم، ينبغي للشعوب الأخرى أن تنتفض وتلقي بجراثيم الفساد هذه في مزبلة التاريخ. يوم القدس يوم يجب أن يتحدد فيه مصير أذناب النظام السابق في إيران ومن يحيكون المؤامرات لصالح القوى الكبرى في كل مكان لاسيما في لبنان. إنه اليوم الذي يجب أن نعقد العزم على انقاذ القدس وأن نضع حداً لمعاناة إخوتنا اللبنانيين. إنه اليوم الذي يجب أن نخلص فيه المستضعفين من مخالب المستكبرين .. يوم يجب أن تثبت فيه الشعوب الإسلامية وجودها وتنذر القوى الكبرى وحثالاتها سواء في إيران أو غيرها.
تحذير إلى المثقفين على الطريقة الأمريكية
يوم القدس، يوم يجب أن ينذر فيه أولئك المثقفين ممن يقيمون علاقات سرية مع أمريكا وعملائها، بأنهم لو لم يكفوا عن هذا التدخل والفضول فسوف يتم قمعهم. لقد أعطيناهم فرصة وتعاملنا معهم بإحسان، لعلهم يكفوا عن ممارساتهم، غير أنهم لم يرتدعوا، وسوف نقول الآن كلمتنا الأخيرة، ونفهمهم أنه من المحال أن يعود النظام السابق ولا مكان لأمريكا هنا ثانية، فلن تستطيع أن تحكم هنا مرة أخرى. وكذلك الأمر بالنسبة لسائر القوى الكبرى، إنه يوم يجب أن نوجه فيه تحذيراً لكافة القوى الكبرى كي تكف عما تفعله وترفع يدها عن المستضعفين.
يوم القدس يوم إحياء الإسلام
إسرائيل، عدوة البشرية والإنسان، تختلق المشاكل والفتن كل يوم لقصف وقتل إخوتنا في جنوب لبنان، وعليها أن تعلم بأنه قد انتهى الزمان الذي كان يفعل سادتها فيه ما يشاؤون، ويجب أن يختاروا العزلة التي تناسبهم ويوقفوا أطماعهم في إيران. ويجب قطع أيديهم من جميع الدول الإسلامية وإزاحة عملائهم من الدول الإسلامية جانباً .. يوم القدس يوم تأكيد ذلك والإعلان للشياطين التي ترغب في إزاحة الشعوب الإسلامية عن ساحة القرار ووضع القوى العظمى مكانها، بأنه لا أمل لهم في ذلك.
يوم القدس يوم الإسلام، اليوم الذي يجب أن يحيى فيه الإسلام، سوف نحييه نحن، وتطبيق القوانين الإسلامية في البلدان الإسلامية. يوم القدس، اليوم الذي يجب أن ننذر القوى العظمى بأن الإسلام لم يعد تحت سيطرتكم ولا تحت سيطرة عملائكم الخبثاء .. يوم القدس يوم إحياء الإسلام. يجب على المسلمين أن يفيقوا وأن يووعوا الغرب بقدراتهم المادية والمعنوية. فالمسلمون الذين يصل تعدادهم المليار ولديهم الدعم والتأييد الإلهي والإسلام يقف معهم، وكذلك يؤيدهم الإيمان، ممن يجب أن يخافوا؟! نحن هنا وبعددنا القليل انتفضنا على الأعداء، وهزمنا القوى العظمى ولايظن أحد أن هذه الفئات المفسدة وبعض أتباع أمريكا وغير أمريكا يستطيعون أن يظهروا وجودهم في هذه البلاد. ففي اليوم الذي نريده ويريده شعبنا، وخلال بضع ساعات سيتم رميهم جميعهم في المزبلة، ولن يخشى شعبنا العظيم تلك التحركات المفضوحة والتحركات الإسرائيلية في جنوب لبنان وفي فلسطين، هذه التحركات كان يقوم فيها أمثال هؤلاء المفسدين في آخر أيامهم كالشاه المخلوع، فهو حين قام بمثل تلك التحركات انتهى به المطاف إلى الفناء.
الإسلام لا يهزم
يجب على دول العالم أن تدرك بأن الإسلام لايهزم، فالإسلام والتعاليم القرآنية هي التي ستنتصر في جميع الدول وستؤدي إلى تقدمها أيضا. يوم القدس مناسبة للتذكير بهذا الهدف، وهو إعلان تقدم المسلمين وتطورهم في جميع دول العالم. يوم القدس ليس يوم فلسطين فحسب، بل هو يوم الإسلام ويوم الحكومة الإسلامية. يوم يجب أن يرفع فيه علم الجمهورية الإسلامية في كافة الدول. يوم يجب أن نفهم فيه القوى العظمى بأنها لن تستطيع التدخل في شؤون الدول الإسلامية بعد الآن. وأنا أعتبر يوم القدس يوم الإسلام ويوم الرسول الأكرم، واليوم الذي يجب أن يستعد فيه المسلمون بكافة قواهم للخروج من العزلة المفروضة عليهم، فليقفوا بكل قواهم وسلاحهم في مواجهة الغرباء كما وقفنا نحن. كما أننا لن نسمح لأي كان أن يتدخل في بلادنا، فعلى المسلمين أيضا أن لا يسمحوا للآخرين بالتدخل في بلدانهم. وفي يوم القدس يجب على الشعوب أن تنذر الحكومات الخائنة .. في يوم القدس سنتعرف على المتآمرين وعلى الأنظمة التي تساند المؤامرات الدولية وتعارض الإسلام، فمن لايشارك في هذا اليوم معارض للإسلام ومؤيد لإسرائيل، ومن يشارك فهو من المخلصين والمؤيدين للإسلام، والمعارضين للكفار وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل. إنه يوم الفصل بين الحق والباطل. وإني أسأل الله عز وجل أن ينصر الإسلام والمستضعفين على جميع المستكبرين. كما أسأله تعالى أن ينقذ اخواننا في فلسطين وفي الجنوب اللبناني وأي مكان من العالم، من أيدي المستكبرين والناهبين الدوليين.
والسلام على رسول الله وعلى أئمة المسلمين
*صحيفة الإمام، ج9، ص: 221
2011-05-09