الموضوع: حفظ الهدوء، الدور الهام لمجلس الشورى
خطاب
الحاضرون: ممثلو الحرفيين وحرس الثورة في مدينة كرج
عدد الزوار: 49
التاريخ :7 شهريور 1358 هـ. ش/ 6 شوال 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: ممثلو الحرفيين وحرس الثورة في مدينة كرج
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة الحفاظ على الهدوء
الشيء الضروري لنا جميعاً اليوم، هو أن نسعى قدر الإمكان للحفاظ على الهدوء، فإذا كان الأشرار في كردستان متمادين في عدوانهم والأذهان كلها مشغولة بهذه القضية وفي كل مكان ثمة أصوات معارضة لما يحدث هناك، فإن هذا كله سيؤدي للفوضى وتشتت الأفكار ولن يتم حل هذه المشكلة. أعتقد أنه ينبغي أن يسود بعض الهدوء، الآن وأن يوصى قليلًا بالهدوء.
أنتم أيها السادة أتيتم من كرج وقد ذهبتم إلى كردستان. أشكركم على ذلك ولكنكم للتو أتيتم فلاتتعجلوا إنجاز الأعمال بهذه السرعة. يجب أن تتريثوا قليلًا في هذا الوقت العصيب، حيث الثورة وإراقة الدماء والأذهان كلها متوجهة إلى هناك، ليعمل كل منكم من موقعه بهدوء حتى تستطيع الحكومة أن تحقق في هذا الأمر.
فإذا كانت الأصوات ترتفع من كل مكان وكثرة الاختلافات والانقسامات، فإن هذا سيؤدي- لاسمح الله- إلى أن يتقدم أعداء الثورة وتحصل فاجعة غير متوقعة. على أية حال إننا سنحقق- إن شاء الله- في هذه الأمور ولكن ليس دفعة واحدة، حيث توجد الآن أمور مهمة أخرى، وبطبيعة الحال إن الأمور غير قابلة للحل بهذه السرعة وإلا ستختل الأمور في كل مكان.
فقد جاءوا قبل قليل من قزوين وتحدثوا عن معاناتهم، والشيء نفسه في أماكن أخرى، نحن نعلم أن الاضطرابات والفوضى كثيرة، أما الآن فإن قضية كردستان تعتبر قضية رئيسية، فكردستان منطقة حدودية، ومن الممكن أن يحصل الأعداء على دعم خارجي، وعلى الرغم من أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، ولكن على أية حال فإن مجازر ستحصل ونفقد شبابنا.
الدور المهم لمجلس الشورى
ينبغي على السادة الذين يقولون لقد صبرنا حتى الآن، أن يصبروا قليلًا أيضاً، لعل هذه المسائل تجد طريقها الى الحل، وكل المسائل يجب أن تحل في مجلس الشورى وذلك بأن يسعى الناس لانتخاب نواب صالحين ومتدينين، وفي المجلس سوف تحل المشاكل كلها وتسوّى الأشياء غير السليمة، وحينها ليس بوسع الحكومة أن تفعل شيئاً دون موافقة السلطات الأخرى. فإذا دخل المجلس أناس متدينون- أرجو أن يكون كذلك- لأن شعبنا شعب متدين، فإذا فرضنا أن النواب متدينون وملتزمون بأحكام الشرع- وهم كذلك إن شاء الله- عند ذلك ستحل كل المشاكل. ويبجو أن بعض السادة ينتابهم خوف مما يقال. فأنا لا أدري لماذا الخوف من الحكومة الإسلامية؟! وكيف لم يخف السادة في السابق؟ إن هؤلاء الذين يخافون- طبعاً ليس كلهم- هم أنفسهم يؤدون إثارة الفتن حتى يقولوا إننا نخشى ذلك. وإلّا لماذا الخوف؟ طبعاً إن بعض الكلام الذي قيل لن يطبّق لأنه خلاف الشرع المقدس. ولكن الخلل الموجود ولعل في مقدمته أننا نفتقد الى مجلس الشورى، فالآن كل واحد يعمل لنفسه أو يطرح مشروعاً أو يضع برنامجاً أو يشرع قانوناً، ولكن كل أولئك تراجعوا عندما تشكل مجلس الشورى الذي أتمنى أن يكون مجلساً إسلامياً والمجلس الإسلامي لايسمح بتنفيذ برامج غير إسلامية أو أعمال مخالفة للشرع.
البحث عن جذور الانتقاد
أنا أعلم أيضاً بأن هناك الكثير من المشاكل والصعاب تنتظر الحل، وإن مخالفات ترتكب من قبل بعض اللجان الثورية وفي بعض المحاكم. وبرامج الحكومة تكون أحياناً غير منسجمة وتتخللها بعض الأخطاء. أنا مطّلع على ذلك كله وأعرفه جيداً ولكننا الآن لانملك الوقت الكافي لنغير الأوضاع ونهدم الأشياء لنعيد بناءها. طبعاً بعض المسائل التي أشار إليها السادة لم تتم وأعيق تنفيذها. لكن يجب أن تلتفتوا إلى هذه المسألة وهي أنه إذا رأيتم ضجة في السوق فابحثوا عن مصدرها ستجدون أنها كامنة في أمور تتعارض مع توجهاتكم الإسلامية. وآمل أن تحل هذه المسائل وألا يقع شيء خلاف الإسلام إن شاء الله.
* صحيفة الإمام، ج9، ص: 283-284
2011-05-09