يتم التحميل...

الموضوع: القيام لله وتحقيق العدالة

خطاب

الحاضرون: أهالي قرية قارنا الكردية ومنتسبو حرس الثورة الإسلامية في همدان‏

عدد الزوار: 67

التاريخ: 14 شهريور 1358 هـ. ش/ 13 شوال 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: أهالي قرية قارنا الكردية ومنتسبو حرس الثورة الإسلامية في همدان‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

استنكار الظلم والاعتداء

في البداية أود التعليق على ما تحدث به الأخ الكريم. إلهي، أنت تعلم أننا في قيامنا هذا كنا نبغي رضاك، وتعلم أننا لانرضى بالظلم ولو على شخص واحد، وأنت تعلم بأن ثورتنا كانت لتحقيق العدالة، وأنت تعلم أننا ندين ونستنكر هذه التجاوزات والظلم.

وفيما يتعلق بالموضوعات التي بعث بها السادة سوف أدرسها وأتخذ الإجراء اللازم .. ويجب أن تعلموا بأن هؤلاء الذين ظلموكم- وقبل ذلك ظلموني- أشرار وسوف يقبض عليهم بإذن الله وسيحاكمون كما أخبرني السيد خلخالي1 وسوف أتدخل لإحقاق الحق وتطبيق العدالة. فهم لاينتمون للنظام الإسلامي ولا للجمهورية الإسلامية. فالذين ينتمون للجمهورية الإسلامية ليسوا قتلة ولايعتدون على أحد ولايظلمون أحداً، أما هؤلاء فهم أشرار وبإذن الله سوف يلاحقون. وبالنسبة لقرية قارنا فسأتحقق من الأمر وأتمنى أن يتم استدراك الأمر وإصلاح المشكلة بإذن الله، فالله رقيب على كل شي‏ء. أشكر جميع السادة وأنا فخور بشبابنا ورجالنا وعلماءنا أينما كانوا لأنهم بهذه الروح الإسلامية والانسانية قاموا بالثورة ووجوههم مضيئة بنور الإسلام. وكما قلتم يجب أن نعمل جميعاً لأجل الإسلام، والشهادة في طريق الإسلام فخر لنا وأرجو من الله العزة والسلامة للجميع.

التعاون للسير بالثورة قدماً

لقد قطعنا شوطاً وبقي القسم الأكبر، ويجب أن نتعاون في هذا الطريق الطويل وأن نتكاتف ونتآزر، فنحن الآن أشبه بمسافر في وسط الطريق، في مكان ما من الطريق حيث اللصوص وقطاع الطرق يعيثون فساداً، ويجب أن نجتاز هذا الطريق الصعب الملي‏ء بالتعرجات والعقبات بالاعتماد على معرفتنا بالإسلام، والحرص والتحول الذي حصل‏ لشعبنا- والذي أتمنى أن يتواصل- وبإذن الله سنحقق هدفنا وهو حاكمية الإسلام، الإسلام الذي لايوجد فيه ظلم لأحد ولا يوجد فيه نظام أو مجموعة تقوم بتلك الأعمال التي أخبرني بها هذا السيد.

هدفنا تطبيق العدالة الإٍسلامية والقانون‏

نحن نسعى لتحقيق العدالة الإسلامية في هذا البلد، الإسلام الذي لايرضى أن يعتدى حتى على امرأة يهودية في حمى الإسلام، وقد قال الإمام على عليه السلام أنه يفضل الموت على أن تسلب أمرأة يهودية خلخالها2. نحن نتطلع الى هذا الإسلام الملي‏ء بالعدل حيث لايوجد فيه ظلم لأحد، الإسلام الذي لا يفرق بين الرئيس والمرءوس فالجميع أمام القانون سواسية، في الإسلام لا يحكم سوى القانون الإلهي، فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عمل به وخلفاءه أيضاً عملوا به والآن علينا أن نعمل به، الحكم للقانون ولاحكم لأحد حتى لرسول الله أولخليفة رسول الله، الحكم في الإسلام لله وليس لأحد.

الحكومة الإسلامية حكومة القانون‏

في الإسلام قانون والجميع خاضعون له ألا وهو قانون الله، القانون الذي أوجدته العدالة الإلهية، إنه القرآن، القرآن الكريم وسنة الرسول الأكرم. الجميع متمسك بالقانون والعمل به، ليس هناك فرق بين الأفراد أو الجماعات، الإسلام هو القانون الحاكم، ومع أن النبي الأكرم كان عربياً وكان يتكلم العربية فإنه كان يقول: (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى). أي الفضل في الإسلام للتقوى والتمسك بالإسلام، فمن كان إسلامه أقوى كان أرفع منزلة ومن كان إسلامه أقل درجة كانت منزلته أدنى ولو كان من أقارب الرسول. وقد روي أن الإمام الصادق عليه السلام3 وقبيل موته جمع عدداً من أقاربه حوله وقال لهم: (في يوم القيامة لا ينفع أحد قرابته من الصادق سواء كان ابنه أو أخيه أو زوجته، فالقرابة لا تقدم ولا تؤخر وإنما العمل الصالح).

فالكل يأتي يوم القيامة إلى الله بعمله، وعلينا جميعاً أن نذهب إلى الله بأعمالنا، فلا حسب ولانسب عند الله وهذه الأشياء ليست من الإسلام بشي‏ء، ففي الإسلام القانون، قانون الله فقط، والجميع منفذون لحكم الله فالرسول كان يطبق حكم الله والإمام يطبق حكم الله والحكومة الإسلامية تطبق حكم الله، فالجميع ينفذون أوامر الله تبارك وتعالى. وإني آمل أن يوفقنا الله تبارك وتعالى في تحقيق ما نصبو إليه، وخدمة أبناء هذا الشعب. والله الموفق في إنجاز هذه الأعمال إن شاء الله.

* صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 330-331


1- حجة الإسلام صادق خلخالي.
2- نهج البلاغة، الخطبة 27.
3- ينقل ذلك عن الإمام محمد الباقر أيضاً. أعلام الدين للديلمي، ص 143.

2011-05-09