يتم التحميل...

الموضوع: دور الإذاعة والتلفزيون في المجتمع‏

خطاب

الحاضرون: موظفو الإذاعة‏‏‏

عدد الزوار: 43

التاريخ: 17 شهريور 1358 هـ. ش/ 16 شوال 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: موظفو الإذاعة‏‏‏

‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

الجمهورية الإسلامية هي نظام ذو محتوى إسلامي‏

آمل من كل فئات الشعب، وكل الإدارات والأهم من كل ذلك الإذاعة والتلفزيون، أن يكونوا قد أدركوا أننا نحيا تحت مظلة الجمهورية الإسلامية، وماذا تعني الجمهورية الإسلامية التي أدلوا بأصواتهم لها- وكلكم أدليتم بأصواتكم-. ربما البعض غير مطلع على ما تعنيه الجمهورية الإسلامية، فالكل يجب أن يعرف أن الجمهورية الإسلامية تعني أن رأي الأكثرية، ومضمون النظام هو الإسلام وأحكامه ومنهجه. ربما كان البعض يعرف ولكنه لا يؤمن بأن كل شي‏ء يجب أن يكون إسلامياً.

هدف الشعب الإيراني سيادة الإسلام‏

آمل أن يعرف الجميع أن هذه النهضة ومنذ انطلاقتها الأولى- منذ ما يقارب خمسة عشر أو ستة عشر سنة- عانت وقدمت الضحايا وبذلت الدماء وتحملت الكثير لاسيما في السنتين الأخيرتين، حيث كان الجميع شاهداً على ما يحدث، آمل أن يعرف الجميع أن كل هذا كان من أجل الإسلام، فأنا لا يمكن أن أتصور ولا أي عاقل يمكن أن يتصور أن يقول الناس بأننا بذلنا دماءنا وأرواحنا من أجل أن يرخص البطيخ مثلًا، أو أننا قدمنا شبابنا لطاحونة الحرب من أجل أن تنخفض أسعار المنازل. لايوجد إنسان عاقل يضحي بشبابه لتصبح المنازل أرخص، وتنخفض أسعار السلع. إن هذا المنطق منطق باطل. ربما أن بعض المغرضين أشاعوا بين الناس أننا نقدم دماءنا من أجل تحسين زراعتنا مثلًا، إن الإنسان لا يقتل نفسه من أجل الزراعة مهما كانت. لقد رأيتم أنفسكم كيف أن الجميع، نساءً ورجالًا نزلوا إلى الشوارع والأزقة والحارات، ومن فوق أسطح المنازل، وراحوا يهتفون بصوت واحد بأننا نريد الإسلام ونريد الجمهورية الإسلامية. فمن أجل الإسلام يهب الإنسان روحه وكل مايملك، وكذلك فعل أئمتنا عليه السلام فقد وهبوا أرواحهم للإسلام وليس للاقتصاد. فالانسان يريد تحسين المستوى‏ المعاشي ولكن من غير المعقول أن يوصل نفسه للقتل من أجله، كأن يقدم الناس شبابهم للموت من أجل أن يشتروا الخبز بسعر رخيص، إن هذا الأمر غير معقول. ولكن المعقول والصحيح- كما رأينا ورأيتم- هو ما كان في صدر الإسلام، فقد قدم نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم وأولياء الإسلام عليه السلام كل شي‏ء فداء للإسلام، لأن التضحية في هذا المجال لا تذهب سدىً.

المادية منشأ الانحطاط

أولئك الذين ينفخون في أبواق الاقتصاد ويعتبرونه أساس كل شي‏ء، يفعلون ذلك لأنهم لا يعرفون ما هو الانسان، إنهم يتخيلون أن الانسان كسائر الحيوانات يأكل كما يأكلون ولكن الفرق هو أن هذا يأكل (الكباب) وذلك يأكل العلف ولكن الاثنين من جنس الحيوان، أولئك الذين يجعلون الاقتصاد أساس كل الأمور، يجعلون الانسان بكلامهم هذا حيواناً لأن الحيوان أيضاً عنده الاقتصاد هو كل شي‏ء، الحمار أيضاً همه علفه وحياته تدور حول علفه، إنهم لا يعرفون ما هوالانسان أصلًا. ينبغي أن ندرك أن كل شي‏ء في هذا البلد يجب أن يكون فداء للإسلام. والآن يأتي إليّ العديد من الأفراد والجماعات ويقولون: ادعو لنا كي نصبح شهداء. فهل من المعقول أن يطلب أحد الشهادة لأنه يريد أن يملأ بطنه؟! لا يعقل، فهو يطلب الشهادة لأنه أدرك أنها حياة أبدية. فالأساس هو التوحيد والعقائد الإلهية الحقة وليس البطن، وأولئك الذين يجعلون من الاقتصاد البنية التحتية لكل شي‏ء، يهبطون بعملهم هذا بالانسان إلى حد البهيمة لأنهم أنفسهم أيضاً مثل سائر البهائم.

وجوب أسلمة كل شؤون الدولة

أرجو أن يعرف الجميع بأن هذه الجمهورية، إسلامية، ويجب أن تكون كل شؤوننا إسلامية. لاتزال ذاكرتنا تحمل الكثير من المرارة من العهد الجائر في الخمسين سنة الماضية، ولاشك أنكم عشتم بعضها حيث كل شي‏ء مرتبط بالغرب وأمريكا، التعذيب والسجون. ربما أنكم لم تدخلوا دوائر الاستخبارات، ولكن الكثير من الأصدقاء وأبناء شعبنا لمسوا ذلك، وأحياناً ينقلون لي أن البعض كان يشوى بالمقلاة، يرمونهم في مقلاة حديدية ويصلونها بالكهرباء ويشوونهم، ولاتزال هذه المرارات في ذاكرتنا وذاكرتكم. وقد حان الوقت لنقوض أركان ذلك الطاغوت، فلو قطعنا رأس الأفعى وتركناها فكأننا لم نفعل شيئا، ولهذا فإن التغيير يجب أن يحدث في كل مكان، في كل الوزارات والإدارات وفي السوق وكل الأماكن الأخرى، بحيث أنه إذا جاء أحد ما إلى هنا يجب أن يحس أنه في دولة إسلامية وكل شي‏ء فيها إسلامي. ليس كما هو الحال الآن، الاستغلال والاحجاف هنا والتلاعب في المكاييل هناك، والكذب والغش والتلاعب بالأوراق في مختلف الإدارات، وهذه المجلات المبتذلة بتلك الصور والعناوين المنحطة التي تجر شبابنا نحو الهاوية، وتلك البرامج التي كانت في الإذاعة والتلفزيون كما رأيتم جميعاً.

هدف الطاغوت إعاقة النمو الفكري للشباب‏

في كل مكان تضعون قدمكم، ثمة شي‏ء واضح وأصحاب النظرة الثاقبة يفهمون ذلك، وهو أن عملاء النظام السابق لم يكونوا يريدون أن يعي شبابنا ما يحدث. كانوا يجرونهم إلى الحانات والملاهي ليشغلوهم عن قضايا بلدهم، فالهدف من أن يعتاد شابنا على مطالعة تلك المجلات المبتذلة- التي رأيتموها- بما تحويه من صور فاضحة ومسائل مثيرة، ويرتاد صالات السينما بهذه الكيفية التي كانت عليها، ويتابع الراديو والتلفزيون ببرامجهم المثيرة للاشمئزاز، وأمثال ذلك المدارس والشواطئ ومراكز الفحشاء، هو ضياع شبابنا والهائه عن قضايا البلد ويصبحوا غير مبالين بشي‏ء ولا حتى بأنفسهم. فالشاب إذا اعتاد الذهاب إلى السينما كل ليلة أو كل يوم ويرى تلك المشاهد الساقطة، فإن فكره لن ينصب على أين يذهب نفطنا وأين تذهب ثرواتنا ومن يستغلنا، ولن تخطر هذه الأشياء على باله أبداً، إنما مثله مثل الذي يتعاطى المخدارت فكل همه متى أتعاطى تلك المواد ومن أين أحصل عليها وما إلى ذلك، ولن يفكر أبداً في أمور حياته. والشخص الذي يرتاد النوادي الليلية يصبح كل همه هذه النوادي أما التفكير فيما يجري في هذا البلد وماهي عاقبة هذه الأمور، فتلك أشياء غير مأخوذة بعين الاعتبار.

كل تلك المسائل التي عملوا على ترويجها خلال الخمسين سنة الأخيرة- وخصوصاً في زمان ذلك الثاني الذي هو أسوأ من الأول- كانت تهدف الى إلهاء شبابنا عن أنفسهم وعن بلدهم، ولا يعبأوا بكل ما يجري. فهذا الذي لا همّ له غير الذهاب للبحر بماذا يستطيع أن يفكر؟! إنهم يمارسون هناك العهر ولهذا فلا يمكن أن يتساءلوا عن قضايا العصر، فهي أمور خارجة عن دائرة اهتمامهم. إلى أين سار بنا هذا الرجل الخائن؟! هذا كلّه غير مهم. وهؤلاء المتنورون والكتّاب ودعاة التحرر- ليس كلهم ولكن معظمهم- إما أنهم غير ملتفتين لما يخطط لهؤلاء الشباب والشابات، حيث أنهم يفعلون كل ما تمليه عليهم أهواؤهم. إنهم يصرخون: آه.. لقد ذهبت الحرية، الحرية الجميلة ذهبت. حسناً ذهبت الحرية ماذا حدث؟ أغلقت الحانات وعطلت مراكز الفحشاء- ولا زال غير معلوم إذا ما كانت عطلت كلها أم لا- ولم يعودوا يسمحون لهؤلاء الشباب والفتيات الذهاب إلى البحر بمفردهم، ويتعروا هناك ويفعلون مايشاؤون. هذه هي الحرية التي ينادون بها والتي أمليت عليهم من الغرب، أمليت علينا فقط وليس عليهم، وإلا فمن أين لهم ذلك الرقي المادي. هذا النوع من الحرية أوجده‏ الغرب للشعوب المستعمرة، إنها حرية مستوردة وغير منصفة، أولئك المتحيزون لمزاعم الغرب يتبجحون ب- (حقوق الانسان) وهم غير منصفين، هم أنفسهم الذين يدعون التحرر- لا أقول كلهم- يريدون أن ينشروا هذا الشكل من الحرية التي تجر بلادنا نحو الهاوية.

تبدد الطاقات الإنسانية يكمن في ممارسة الحرية على الطريقة الغربية

البلد بشبابه وطاقاته البشرية، ومتى ما ذهبت تلك الطاقات ذهب البلدة، وإذا لم يمتلك البلد الطاقات البشرية، فإنهه لن يستطيع أن يدير شؤونه، وهذا الشكل من الحرية الذي يريده السادة، يبدد الطاقات البشرية ويجرها إلى اللامبالاة مهما حدث، يعني كل شي‏ء غير مهم لديهم، وكل همهم هو متى يأتي الصيف ومتى يذهبون إلى البحر ومتى يأتي الليل ليذهبوا إلى السينما، إن مثل هؤلاء لا يستطيعون كما لا يستطيع الرجل المدمن على المخدرات أن يفكروا بما يحدث في البلد، ثقافتنا، اقتصادنا إلى أين وصلا؟ ليس في مقدورهم التفكير في ذلك، وبأولئك الذين يريدون أن ينهبوننا، إنهم يريدون أن ينهبوننا ولكن دون أن يشعرونا بذلك، لذلك قالوا لأنفسهم، فلنفتح باب اللهو واللعب أمام هؤلاء الشباب اليانعين ليفعلوا ما يشاؤون. نعم هكذا كان وضعنا في الخمسين سنة الأخيرة، يروجون لكل ما من شأنه أن يلهي الشباب ويجعلهم يعيشون حالة من اللامبالاة. والآن حان الوقت لندرك، سواء أنتم الذين تعملون في الإذاعة والتلفزيون أو نحن طلبة العلوم الدينية في حوزاتنا، فساد ذلك النظام وكيف أن كل همه كان أن يفسد شبابنا ويعرضهم للتهلكة ويلهيهم عن قضاياهم الأساسية، ويصنع منهم أفراداً غير متحملين للمسؤولية وغير مبالين بشي‏ء. لقد حان الوقت لنؤمن بنظام إسلامي إنساني كل أموره جدية ولامكان فيه للهزل.

جدية الإسلام في الأمور المادية والمعنوية

لايوجد هزل في الإسلام سواء في الأمور المادية أو المعنوية، وهذه الأمور التي حظرها الإسلام مثل اللهو واللعب والهزل هي ذاتها التي يروجون لها الآن والتي تجر شبابنا نحو التهلكة. الإسلام يريد جندياً، يريد محارباً يحارب أعداء الله، ويقف مقابل أولئك الذين يريدون الهجوم علينا، يريد أن يصنع مجاهداً وليس فرداً لاهياً مشغولا بلهوه فقط ولا يهمه أن يضيع منه كل شي‏ء، يضيع شرفه؟ لابأس. الإسلام جدي في أسلوبه ولايوجد فيه هزل.

وإن وسائل الترفيه التي أجازها الإسلام مثل الرماية وركوب الخيل وسباق الخيل، وسباق الرماية، فهذه حرب أيضاً وحتى أجاز الرهان في هذه الألعاب وأجاز لهم أن يتشارطوا، لكن المسألة جدية، هنا وهي التربية. وأما أولئك فإنهم يريدون أن تبقى تلك المسائل الطاغوتية في نظام الجمهورية الإسلامية، ونحن نريد أن نعمل بشكل جدي.

لقد أدلينا بأصواتنا للجمهورية الإسلامية وينبغي أن يكون المحتوى إسلامي أيضاً، يعني المؤسسات المختلفة مثل الراديو والتلفزيون، يجب أن يكونا إسلاميان، ويجب أن تتبدل تلك البرامج اللاهية والمزاح والعبث، يجب أن تصلحوا كل ذلك، طبعاً نحن نريد من شبابنا الذين فتحوا عيونهم وهم بين أحضان الفساد المنتشر في كل مكان، أن يعودوا الى ذواتهم، ربما يستغرق ذلك وقتاً، ولكني آمل أن يرجعوا عن هذا الغي، والحمد لله فقد حدثت الآن تحولات ليست قليلة قطع فيها شبابنا مسيرة المئة سنة بليلة واحدة وهذه التحولات سريعة ومبشرة بالخير.

الأهمية الإستثنائية للتلفزيون من بين وسائل الإعلام‏

أريد أن أتحدث قليلًا عن التلفزيون، الوسيلة الإعلامية الحساسة أكثر من كل وسائل الإعلام الأخرى، وذلك لأنه يشغل السمع والبصر، وأما وسائل الإعلام الأخرى كالراديو فإن الاستفادة منها سماعية فقط، والصحف والمجلات بصرية فقط، وأما التلفزيون فإنه يجمع الاثنتين معاً، وهو ليس بذلك العدد مثل الصحف التي تطبع منها عشرة آلاف نسخة، عشرين ألف، مئةألف، مليون... الآن الوضع هكذا، فحتى في القرى نرى الرجل القروي الذي يشقى لكي يؤمن ضروريات العيش أو ربما لا يجد ما ينفقه على عائلته، يحرص على شراء تلفزيون أو راديو. وما يعرض في التلفزيون ينتشر في كل مكان في البلد وفي الخارج أيضاً، فهذا الكلام الذي يقال في الراديو أو التلفزيون ليس حكراً على طائفة واحدة إنه للمجتمع، وليس حكراً على بلد واحد بل يصل لكل مكان ولكل الطبقات.

يجب أن يكون التلفزيون جهاز تربية وأخلاق‏

إن هذا الجهاز يجب أن يكون تربوياً في كل بيت، ويجب أن نحذف منه تلك البرامج المضيعة للوقت والمدمرة لطاقات الشباب، وأن نضع عوضاً عنها برامج تربوية ثقافية تنفع شبابنا وتأخذ بيدهم نحو الأخلاق الحميدة. فهو عضو حساس في المجتمع وحاضر في كل مكان وبين كافة الطبقات، فالآن هو هنا، وما يقال فيه يسمع في كل مكان، وما يطرح فيه من مواضيع مختلفة يتابعه الجميع. إن هذا الجهاز إذا أصبح أداة تربية وتعليم فإن خيره سيعم المجتمع كله، وإذا- لا سمح الله- أصبح أداة للانحراف والفساد فهو بلا شك سيجر المجتمع نحو الانحراف. نحن نريد من الإذاعة والتلفزيون، اللذين كانا في خدمة الطاغوت، أن يصبحا في خدمة الله وخدمة الإسلام، الإسلام يريد أن تكون كل أمور بلادنا جادة، المسائل الروحية جادة، وحتى المسائل الترفيهية يرى فيها الإسلام شيئاً من الجد. عندما يريد أحد أن يشكل عائلة فإن نحواً من الجد في ذلك وكثير من الدقة ينبغي أن تراعى عند الزواج، فالإسلام يعطي تعاليمه للشاب كيف يختار الفتاة وبأية مواصفات يجب أن تكون، وكذلك للفتاة كيف تختار الشاب المناسب وماهي المؤهلات اللازمة لذلك، ويرافقهما من قبل الزواج إلى ما بعده، بالإضافة إلى كيفية تنظيم الحياة الزوجية ويضع لذلك برامج وأدعية وأوقات مباركة، وكذلك أثناء الحمل يوجد تعليمات خاصة، وعندما ترضع الأم طفلها أيضاً توجد إرشادات، كوقت الرضاعة وغير ذلك، وأيضاً عندما تريد أن تربي الطفل، كيف ينبغي لها أن تربيه وعندما يكون في كنف والده كيف يتعامل معه وفي أية سنة يبعثه للمدرسة وماهي الدروس التي يتعلمها أولًا وغير ذلك، إن هذه البرامج التربوية في كل المذاهب التوحيدية وعلى رأسها الإسلام تريد أن تصنع إنساناً. فالقرآن في الأصل جاء ليربي إنساناً سوياً سليماً. وهو بذلك يشبه فلاحاً يريد أن يحصل على زراعة جيدة ومحصول سليم، وعليه أن يراعي الشروط المناسبة للأرض ومتى يجب أن يسقيها، وكيف يسقيها وماهو السماد اللازم ومتى يحرثها وكيف يرعاها. كل ذلك لأنه يريد أخيراً أن يحصل على الثمار يريد قمحاً. إن كل ما ذكرته والكثير من الأمور الأخرى غير حاضرة في ذهني الآن، أو يطول بنا المقام إذا ذكرتها، بسبب أن الإسلام يريد منا تربية معينة مثل تربية النبات أولًا وبعدها يصل إلى مرتبة الحيوان حتى يصل إلى الإنسان.

منهج التربية في الإسلام‏

الاقتصاد ليس أساس كل شي‏ء لأنه ليس الغاية، فالانسان لا يكدح ويشقى من أجل أن يشبع بطنه، أو أنه يضحي بشبابه حتى يشبع بطنه، فالانسان خلق للبقاء ومنهج الإسلام في تربية الإنسان هو أن يشبع عنده الجانبين الروحي والمادي، ويغدو صحيحاً هنا وصحيحاً هناك عند الصراط المستقيم لايميل لا إلى الغرب ولا إلى الشرق، فأوله هنا وآخره في اللانهاية. نحن نحاول بهذا القدر الذي نستطيع- طبعاً قدرتنا محدودة- أن ننتقل ببلدنا من الحالة الطاغوتية إلى حالة إسلامية توحيدية وعلى الجميع أن يتعاون في سبيل ذلك، إنها ليست مهمة فردية أو محصورة بجماعة معينة إنها مهمة المجتمع كله، فكل فرد منا إذا أراد أن يقوم بعمل ما فعليه أن يتقنه وينجزه على أكمل وجه ويكون قربة إلى الله تعالى وبذلك يجعله عملًا إلهياً ويخرجه من الحالة الطاغوتية. أدعو الله بالتوفيق لكم جميعاً.


* صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 354,349

2011-05-09