الموضوع: مساندة الشعب للحكومة، إعادة الإعمار تستلزم الهدوء والاستقرار
خطاب
الحاضرون: ممثلو عشائر سربل ذهاب وسكان المناطق الحدودية في تلك المحافظة
عدد الزوار: 57
التاريخ 20 شهريور 1358 هـ.. ش/ 19 شوال 1399 هـ.. ق
المكان: قم
الحاضرون: ممثلو عشائر سربل ذهاب وسكان المناطق الحدودية في تلك المحافظة
بسم الله الرحمن الرحيم
على أمر استقرار سيادة الإسلام
أسأل الله التوفيق للجميع. وإنه من بركات هذه الثورة الإسلامية أن نجتمع اليوم مع بعضنا البعض. أن نجتمع تحت سقف واحد ونبحث في الأمور المستجدة والمشاكل العالقة. وعلى السادة أن يعلموا بأن الهدف الذي نرنوا إليه ونأمل أن يتحقق بهمة جميع أفراد الشعب وطبقاته، هو الانطواء تحت راية الإسلام وبناء حكومة ربانية، والقضاء كلياً على جميع المظاهر الطاغوتية التي أوجدت الكثير من المعاناة لشعبنا، وإن شاء الله سيتم ذلك على أيدي شباببنا وستخفق راية الإسلام في كل مكان لنرى آثار الإسلام واضحة في مكتب رئيس الوزراء والوزارات على سبيل المثال. وإذا سادت الأجواء الإسلامية بين العشائر والأسواق ويتحقق الإسلام كما أمر به الله رسوله، فسيعيش جميع أبناء الشعب تحت راية الإسلام في رفاه وسعادة وازدهار. والسعادة لن تكون في هذا العالم فقط، بل ستكون في العالم الآخر أيضاً.
مساندة الشعب شرط نجاح الحكومة وتوفيقها
نرجو الله أن يوفقنا لخدمة هذا الشعب ويمنحنا القدرة على ذلك، وهذه القدرة لا تأتي إلا من مساندة الشعب لنا، فالقدرة التي سنمتلكها جراء مساندة الشعب لنا ستمكننا من القيام بمسؤولياتنا على أكمل وجه. وكما رأيتم، فإن اتحاد الشعب وتضامنه مكّننا من القضاء على قوى كبرى. واليوم يجب أن نزيل المفاسد ونقضي على بقايا الجذور العفنة، وهذا لن يتم إلا من خلال مساندة الشعب لنا.
مؤامرة الأعداء في بث التفرقة بين أفراد الشعب
إننا اليوم نقف في مواجهة فتن ومؤامرات كثيرة تهدف لبث الخلاف بين الأخوة بأشكال مختلفة، ففي المدن الكبرى ينفذون ذلك تحت واجهة الأحزاب وغيرها. وفي المناطق الحدودية التي يقطنها إخوتنا السنة فإن الأعداء يعملون على خلق فتنة طائفية بين الشيعة والسنة.وأظن أنكم تعلمون جيداً بما حدث في كردستان، وكيف قامت فئة باغية خائنة تعمل لصالح الأجانب ويربطها بالنظام السابق صلة وثيقة، وبالصهاينة والإسرائيليين روابط قوية، باختلاق المشاكل لأبناء الشعب، وكيف عانى شعبنا في كردستان من أفعالهم الشريرة، مما دفع الحكومة لمواجهتهم، فقضت على بعضهم واعتقلت الكثيرين منهم، كما فرّ آخرون إلى الخارج وراحوا يتهمون الحكومة ويتهمون بعض الأفراد والمسؤولين بتعبئة الشعب ضد الأكراد وأهل السنة! مع أن الحكومة تدخلت لرفع الظلم والمعاناة عن هؤلاء الأخوة. علينا اليوم أن نكون يقظين، فالمفسدون والخونة يعملون على تنفيذ المخططات السابقة وسلب البلاد الأمن ونشر الفوضى، خاصة بعد أن شعروا بالخطر يهدد مصالحهم وأن نفوذهم قد اضمحل كثيراً. لقد عانت العشائر وعانى جميع أبناء المناطق الحدودية على مر التاريخ من جبروت الطواغيت وظلمهم، وبما أن الحكومة تحتاج إلى الوقت الكافي لإعادة إعمار هذه المناطق والاهتمام بها، فإن هؤلاء سيعملون على تفويت الفرصة على الحكومة وإشاعة الفوضى مجدداً لتعود تلك القضايا إلى سابق عهدها. علينا أن ننتبه جميعاً لهذه المؤامرات والفتن، وإن شاء الله سيتم القضاء عليها وسيسود الأمن والسلام البلاد.
الاهتمام بالمستضعفين على رأس أولويات الحكومة
وكونوا على علم بأن الحكومة قد وضعت أمر الاهتمام بالمستضعفين وسكان المناطق الحدودية وتأمين احتياجاتهم من كهرباء وماء وطرق معبدة وما شابه ذلك، على رأس أولوياتها، وهذه الاحتياجات كما أعلم، غير متوفرة أو نادرة على الأقل. لقد عقدت الحكومة العزم على ذلك وستقوم بتحقيقها إن شاء اله. وفقكم الله جميعاً.
في هذا الحين قدم أحد الحاضرين تقريراً عن جماعة باسم (الجماعة القاصمة) وهي جماعة تشكلت على أيدي ضابط متدين في منطقة سربل ذهاب، لمواجهة العناصر المعادية للثورة وتحدث عن الشائعات والأكاذيب التي يحيكها أعداء الثورة، كما قدّم طلباً بإدارة المنطقة من قبل علماء الدين. وقد أجاب الإمام قائلًا:إن كل ما تفضلت به صحيح، والحكومة في طريقها لحل هذه القضايا، وأما بالنسبة لعلماء أهل السنة فلقد قلت لوزير المعارف ووزير الأوقاف بأنه ينبغي التعاون معهم بما يليق. وإن شاء الله سيتم ذلك وستتم معالجة كل القضايا التي تفضلت بها. ولكن، كما تعلمون فإن الأوضاع الراهنة تفتقد للاستقرار وتعمها الفوضى والاضطرابات، وهو أمر طبيعي يحدث بعد كل ثورة، خاصة وأن الكثير من مشاكلنا اليوم تعود للحكومة السابقة. فالجمهورية الإسلامية لم تبلغ الشهر السادس من عمرها بعد، ولا دخل لها في ذلك، وعلينا تصحيحه فوراً. وينبغي أن نمنح هذا الطفل ذو الستة أشهر القليل من الوقت ليتمكن منالقضاء على الفتن التي أوجدها المفسدون، ومن ثم القيام بعملية التنمية اللازمة، كما تنوي الحكومة أن تخصص أموال النفط لكل منطقة وكل محافظة وستقوم بذلك بالفعل، وأؤكد هنا على أهمية أن تقوم الحكومة بذلك بأسرع وقت ممكن، وإني آمل أن تتم إزالة المعاناة بأسرع وقت ممكن.
إعادة إعمار البلد تستلزم الهدوء والأمن
عليكم ألا تصغوا لكلام المفسدين المغرضين، فهؤلاء يعارضون بناء البلد. لقد قامت الحكومة اليوم بتخصيص ميزانية لكل محافظة لبناء البيوت وشق الطرق وتشييد المدارس، والقيام بهذا يستلزم الهدوء والأمن، ولا يمكن تنفيذ ذلك في أجواء من التخبط والاقتتال، وإن شاء الله سيسود الهدوء المنشود وستمضي الأمور على مايرام. وبالنسبة لعالم الدين، فيمكنكم أن تطرحوا هذا الأمر على السادة الأساتذة هنا .. وهذا الأمر يعود إليكم ووجودكم هناك سيساعد على معالجة كل نقص وعيب. وآمل أن تزول المعاناة والمشاكل بأسرع وقت ممكن.
كما يمكنكم التحدث مع السيد منتظري بشأن عالم الدين ليقوم بترشيخ شخص بهذا الخصوص.
*صحيفة الإمام، ج9، ص: 376
2011-05-09