يتم التحميل...

الموضوع: القضايا الواقعية في المجتمع، القانون والدقة في انتخاب أعضاء مجلس الخبراء

خطاب

الحاضرون: طالبات مركز دار الزهراء في مدينة (همايونشهر) في محافظة أصفهان‏

عدد الزوار: 61

التاريخ: 22 شهريور 1358 هـ. ش/ 21 شوال 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: طالبات مركز دار الزهراء في مدينة (همايونشهر) في محافظة أصفهان‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

أهمية العناية بالأوضاع الحالية للمجتمع‏

في البداية لابد لي من الاعتذار من السيدات المحترمات لضيق المكان والزحمة والحرارة الطقس.

إن النمو والنضج الفكري في أي مجتمع يحتم على الإنسان أن يدرك ظروف المرحلة التي يمر بها، وكذلك الأفراد والجماعات عليهم أن يدركوا الأوضاع التي يمرون بها. التفكير بالماضي بات من عداد الماضي والتفكير بما سيحصل فيما بعد، هو جيد من جهة ويحرم الإنسان من هدفه من جهة أخرى. فإذا وجّهنا كل اهتمامنا إلى ما قمنا به حتى تحقق لنا النصر، أو وجهنا اهتمامنا للمستقبل، فإن هذا من شأنه أن يشغل أذهاننا عن الأمور التي حان الوقت للقيام بها. فإذا اهتمت كل فئة بما تقوم به الفئات الأخرى، وتناست أعمالها وانشغلت بأمور أخرى فسوف تنحرف عن العمل الذي يجب عليها القيام به. لذا يجب علينا الاهتمام بالأمر الذي نحتاج إليه فقط، وليس من واجبنا الاهتمام الزائد بالماضي أو المستقبل، فالماضي قد مضى وهو جيد والحمد لله، وأتمنى أن يكون المستقبل جيداً أيضا، ولكي يصبح المستقبل جيداً يجب أن يكون الحاضر جيد. وهذا يعني أنه عندما نريد أن نمشي يجب أن نعرف كيف نحرك أقدامنا، وأين هو المكان الذي يجب أن توضع فيه.

أهمية إبداء المفكرين آرائهم حول القانون الأساسي‏

نحن الآن منشغلون بالقانون الأساسي، وعلى أعضاء مجلس الخبراء المسؤول عن تدوين هذا القانون التعبير عن آرائهم، وأن لا ينتظروا كي يبدي الآخرون آراءهم له، وأنتم يا أخواتي الأعزاء وكل الفئات، سواء كانت من فئة علماء الدين أو الفئات الأخرى، يجب عليكم ألا تنتظروا حتى يعطي الآخرون آراءهم، بل لابد من تقديم المقترحات حول القانون الأساسي وارسالها الى المجلس. وإن شئنا يمكننا ان ننشرها في الصحف، والشي‏ء الأهم هو أن‏ نأخذ بعين الاعتبار الذين نرشحهم للاشراف على صياغة القانون الأساسي، وأن نحدد فيما إذا كان هذا القانون يتماشى مع الإسلام وصلاح الشعب، ويجب أن لا ننتخب المناهضين لمسيرة النهضة الإسلامية، والذين لا يعتقدون بها أو الذين ليس لهم أي تمايل للإسلام وأحكامه. ويجب أن لا نسمح لأمثال هؤلاء بالتدخل في تدوين القانون الأساسي، لذا لابد لنا من التفكير بما ينبغي لنا أن نفعله الآن فحسب.

معيار الرشد والنضوج الفكري‏

التطور الفكري لأي قوم هو أن يعرفوا منزلتهم وماذا عليهم أن يفعلوا في الوقت المناسب والمكان المناسب. إذ أن الكثير من الانحرافات التي تقع للإنسان تكون نتيجة عدم إدراكه لموقعه ومكانه وأنه لا يطرح الاقتراحات التي يجب أن تطرح الآن، ويطرح المواضيع التي لم يحن وقتها. لذا علينا جميعاً وعلى الشعب كلها من نساء ورجال وصغار وكبار، عالم دين أو طالب الجامعة، أن نفكر بحاضرنا وأن نخطو خطوة صحيحة وأن نضع أقدامنا في مكانها الصحيح، ولهذا يجب علينا أن لا نفكر بالوضع الحالي لمدارسنا وزراعتنا ومعاملنا، فليس هذا هو الوقت المناسب لذلك، وإنما يجب أن نوجه تفكيرنا إلى تدوين قانوننا الأساسي، وكيف علينا أن نعين الأشخاص المناسبين من أجل صياغته وتوثيقه، فهذه هي الخطوة الفعلية التي نحتاج إليها في الوقت الحالي، وجميع الأعمال والأفكار الأخرى سيأتي وقتها المناسب فيما بعد، لذا فإن درك الظروف ومتطلبات المرحلة هو من أكثر الأمور التي تؤثر على تطور المجتمع.

وأتمنى لكن أيتها الأخوات العزيزات، يا من كنتن سبّاقات في هذه النهضة، وعملتن على هداية بقية السيدات، وقد استمد الرجال صلابتهم وثباتهم منكنّ، أتمنى لكنّ التوفيق والسعادة والسلامة. وكما تعلمون بأن وصولنا إلى هذه المرحلة كان بوحي من وحدة الكلمة وقوة الإيمان، ذلا عليكم جميعاً التقدم خطوة بخطوة على طريق تحقيق أهداف هذه النهضة، فالإسلام بحاجة لكم جميعاً، وعلى الجميع السير قدماً لتحقيق أحكام الإسلام.

والسلام عليكم‏


* صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 383-384

2011-05-09