الموضوع: دعوة لأداء الوظائف الإسلامية والإنسانية
خطاب
الحاضرون: فريق الهلال الاحمر المزمع ارساله الى كردستان
عدد الزوار: 82
التاريخ 25 شهريور 1358 هـ. ش/ 24 شوال 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: فريق الهلال الاحمر المزمع ارساله الى كردستان
بسم الله الرحمن الرحيم
سعي الجميع لتحقيق اهداف الثورة
كما تلاحظون، فقد وصلنا إلى هذا النصر العظيم بمساعدة جميع فئات الشعب، وقد كان للجميع دور في تحقق هذه المعجزة، الجميع كانوا يحملون نفس المبادئ والمعتقدات. والآن ونحن ما زلنا في وسط الطريق، فإننا بحاجة إلى أن نستفيد من كل القدرات المتاحة، ولا تظنوا أن كل شيء قد انتهى، فأولئك الذين كانوا ينهبون ثروات هذه البلاد لم يتخلوا عن أطماعهم بعد، فهم بصدد تخريب كل ما نقوم به، ولن يتركونا نشكل بلداً آمناً، بلداً يتمتع بالإكتفاء الذاتي. لا يريدون أن يتم كل هذا، ولهذا يدبرون المؤامرات التي ترونها، لقد فعلوا ذلك في كردستان، ومن المحتمل أن يكرروه في مناطق أخرى. وبما أننا لا زلنا في وسط الطريق، ومشاكلنا لا تزال كثيرة، فعلينا أن نساعد بعضنا البعض. والمساعدة المقصودة لا تعني أن تقوموا أنتم- جمعية الهلال الاحمر- بأي عمل كان، بل المقصود هو أن تقوموا بأداء الوظيفة الموكلة إليكم على أحسن وجه.
في الحكومة الغير إسلامية والطاغوتية لم يكن يؤنبكم ضميركم كثيراً إن لم تطيعوها، وإن أطعتموها فهي إطاعة إجبارية. ولكن الآن وقد تبدل الأمر وأتت حكومة إسلامية وشعبية منبثقة منكم أيها الشعب، لم يبق شيء إجباري، ولم يعد يوجد نظام ظالم أو غير عادل أو ما إلى ذلك. يجب علينا أن نعي واجباتنا الإسلامية الوجدانية، وبالإحساس بهذه الوظيفة الإسلامية والإنسانية، يجب أن ننجز المهام الموكلة إلينا بشكل جيد.
خدمة الشعب
أني مسرور لهذا التحول الذي حصل في إيران، وعلى جميع الأصعدة. وظهور مؤسسة جهاد البناء والإعمار كان إحداها، ومما يبعث على السرور، أن يرى المرء أصحاب الشهادات والكفاءات، وبالذات من النساء، يشاركون في مختلف الأعمال. فاليوم كان هناك لقاء في الراديو كنت أسمعه، كانت إحدى السيدات تقول أنهن يذهبن إلى العمل من طلوع الشمس وحتى غروبها. فهذه المسألة تدل على تحول كبير في نفوس الناس، أي أن الجميع مشغول في خدمة الناس بشغف وشوق، وبالتأكيد أنتم أيضاً كذلك. فلا شك في أنه لم يعد هناك إجبارا في العمل، بل أنكم متطوعون، وإن واجهتكم بعض المشاكل فإنكم تعملون على حلها بأنفسكم. إذن فالذي يبعث على سرورنا هو أن هذا التحول تم بيد الله، ولا أحد كان بإمكانه أن يوجد مثل هذا التحول، وبالأخص التحولات الروحية، فقد أتى عدد من الشباب منذ مدة من أمريكا، وقالوا: إننا أتينا للمشاركة في إعمار القرى البعيدة والنائية. فقلت لهم: حسناً، إنني أعلم أنكم لا تستطيعون القيام بأعمال تحتاج إلى قوة بدنية، ولكن مشاركتكم في العمل ترفع من معنويات الناس هناك بشكل كبير، وعملكم بحد ذاته هو عمل عظيم. إنكم عندما تأتون من أمريكا وتذهبون إلى القرى لمساعدة الناس، ثم يرى الفلاحون والعمال هناك أن مجموعة من الشباب المثقفين جاءت من أمريكا، وبينهم المهندس والطبيب، أتوا ليحصدوا معهم، فإن إنتاجهم سيزداد بشكل كبير، والذين كانوا يحصدون هكتاراً في اليوم، سيحصدون هكتارين، ولا تتصوروا إن ما تقومون به شيئاً بسيطاً، فهو من الناحية المعنوية عظيم جداً. إن كل ما كان يراه الناس في السابق هو الجنود أو أفرادا الشرطة يذهبون إلى هناك لإلحاق الضرر بالفلاحين لا مساعدتهم، ولكنهم لم يروا أبدا طبيبا أو مهندسا أو مثقفا، سواء كان من الداخل أو الخارج يأتي ويساعدهم، ولم يروا من قبل نساءً يقطنون في المدن يتركون مدنهم، ليأتوا ويشاركوا الفلاحين في مجتمعاتهم ويحصدوا معهم، لم يروا ذلك من قبل، حتى أنهم لم يتصوروا أن هذا الشيء من الممكن أن يحدث، وعندما يرون هذه الأشياء، فإنهم يشعرون بإحساس إنساني، وهذا الحس نابع من الإسلام، فالقدرات الظاهرية لا يمكنها أن توجد مثل هذا التحول، تحول إسلامي وإنساني، وهذا يبعث السرور في قلوبهم لدرجة أنه يضاعف إنتاجهم عدة مرات. إذن فقد حصل تحول إنساني وروحي، وهذا ما يبعث على الطمأنينة. أتمنى أن يبقى هذا الاطمئنان أنيس القلوب، وأن يبقى شعبنا حي كما هو الآن، وأن يسير بالبلاد قُدماً وهو يتمتع بهذا الوعي والفكر، حتى يجد أفراد المجتمع طريقهم وأن لا يفقدوه بفقد أشخاص معينين مرة أخرى.
حفظكم الله تعالى ونصركم وسدد خطاكم ومكّنكم من كل المشاكل. طبعاً يوجد الآن الكثير من المشاكل في البلاد والحكومة، ولكن جميع هذه المشاكل ستزول بإذن الله.
* صحيفة الإمام، ج9، ص: 421
2011-05-09