يتم التحميل...

الموضوع: مشاكل المستضعفين وضرورة ايجاد حلول لها

خطاب

الحاضرون: جمع من عمال ومندوبي نقابة الخبازين في مدينة قم‏

عدد الزوار: 155

التاريخ: 27 فروردين 1358 هـ. ش/ 18 جمادى الأولى 1399 هـ ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: جمع من عمال ومندوبي نقابة الخبازين في مدينة قم

بسم الله الرحمن الرحيم‏

فوضى الثورة
يجب أن تعلموا أيها السادة أنه كثيرا ما تحدث فوضى بعد الثورة. فقد كنّا ولازلنا في حالة ثورة. والثورات بطبيعتها هي هكذا، فكأن شعباً كان مسجوناً ثم فتحوا له أبواب السجن وتدفق منه ثلاثون مليوناً، فإن هذا بحد ذاته يشبه الثورة ويفترض بالثورة تستغرق السيطرة عليها وقتاً طويلًا. إنكم الآن أيها السادة في حالة ثورة، وقد تحققت الحرية لمختلف فئات الشعب، ونال بلدنا استقلاله الى حد ما ولله الحمد. إن ما تطالبون به هو مطلب جميع الفئات، فليس الحرمان منحصراً بكم، إنني أعتقد أن هناك الكثير من المحرومين أكثَرَ منكم في إيران فأنتم على الأقل لديكم عمل، ولكن هناك عدد كبير من الناس ليس لديهم حتى مثل هذا العمل، إنهم يعيشون في غارات بحالات سيئة، اذهبوا إلى ضواحي طهران وشاهدوا الغارات والكهوف، وانظروا كيف يعيش هؤلاء. إننا نفكر بالجميع، الحكومة تفكر بالجميع، لكن المسألة ليست بهذه البساطة.

حل مشاكل المحرومين والمستضعفين‏
بلد محطم، بلد مدمر، بلد نهبوا كل ذخائره، ويريد الآن ان يبدأ من جديد، أن يبدأ بالإعمار، وهذا يحتاج إلى وقت، وهذا لا يعني قد تم تناسي المحرومين، أو أن العمال قد نُسي أمرهم، لا، إننا جميعاً نفكر بكم، إن الإسلام يهتم بأمور المحرومين والعمال والمستضعفين أكثر من اهتمامه بالأمور الأخرى، اطمئنوا بأنه لو تهيأت لنا الظروف واستطعنا أن نطبق الإسلام كما هو، فإنه سيتم التفكير بحلٍّ لكم أنتم جميعاً وللآخرين الذين اوضاع معيشتهم أسوأ من ذلك بكثير.
وفيما يخص المساكن فأنا أعلم بأن الكثير منكم ليس لديهم مسكن، ولكن هذا الأمر لا ينحصر بكم، انظروا إلى ساكني الغارات كيف يعيشون، إنكم إذا نظرتم إليهم فسوف تشفقون عليهم. ولا شك فإنه يجب تأمين المساكن للجميع، ويجب تأمين وضع معيشي افضل للجميع، وتهيئة فرص العمل بشكل عادل للجميع، وهذا يحتاج إلى وقت، إذ لا يمكن لبلد مدمَّر قد خرب فيه كل شي‏ء أن نستيقظ صباحاً فجأة فنرى الجنة قد تحققت، إن هذا أمر مستحيل.

إزالة التباين الطبقي المخزي‏
إنكم ترون يوجد الآن بين فئات الشعب أشخاص مفسدون لا يدعون تستقر شؤون الجمهورية، انهم مفسدون يتطلعون الى اعادة الامور الى سابق عهدها. إنهم بصدد تقييدنا بالسلاسل ثانية، يريدون أن يضيعوا استقلالنا، وينهبوا ثرواتنا.

إنكم أيها السادة، أنتم وجميع فئات الشعب، مكلفون بعدم الاصغاء للدعايات السيئة لهؤلاء، وأن تمنحونا فرصة حتى تستقر الجمهورية الإسلامية إن شاء الله، إذ أنها لم تستقر بعد، فالدستور لم يتم التصويت عليه بعد، ومجلس الشورى لم يتشكل بعد، إننا مازلنا في وسط الطريق، وما دمنا كذلك ليس بوسعنا ايجاد حلول لكل المشاكل. وإنني آمل أن تحل إن شاء الله مشاكلكم ومشاكل جميع العمال والمستضعفين .. وكونوا عوناً لبعضكم بعضاً ليتحقق هذا المطلب الشرعي، وسوف تتحقق الرفاهية للجميع إن شاء الله، ويزول هذا التباين الطبقي المخزي.
أسأل الله تعالى لكم السلامة، ولابد لي أن أشكر الشباب الذين عملوا كل ما في وسعهم خلال انطلاقة الثورة وقدّموا الدعم لها بعد ذلك. حفظكم الله. فنحن ندعو لكم وفي خدمتكم ايضاً، ونأمل ان تتاح لنا الفرصة لخدمتكم.


*صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 29

2011-05-01